أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   خارطة لخارطة الطريق (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=32268)

@ برجركنـج @ 18-06-2003 07:42 PM

خارطة لخارطة الطريق
 
عدا ان مصداقية الولايات المتحدة الامريكية في الدول العربية تكاد تكون معدومة حين يتعلق الموضوع بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي حتى عند الذين يريدون اعطاءها فرصة، مما افرز وضعا يقف حجر عثرة امام اي «خارطة للطريق» ترسمها لمستقبل في هذه المنطقة، فان الحكومات العربية المعنية بتنفيذ بنود الخطة كمصر والاردن والحكومة الفلسطينية هي الاخرى تتعرض لنفس الشكوك حول مصداقيتها، وستتعرض لحملة اعلامية عربية شرسة وهي تضع رقابها على يدها وتجازف بمساعدة الادارة الامريكية في تنفيذ بنود هذه الخارطة رغم انها لا تثق كثيرا في جدية هذه الادارة بالقدرة على الضغط على اسرائيل.
فان ارادت كل من الادارة الامريكية او حكومات الدول العربية اي مساندة شعبية وهي لابد ان تحتاجها - فان المطلوب ان تقدم كل من امريكا واوروبا التزاما واضحا وصريحا تجاه الضغط على اسرائيل مقابل الضغط على الحكومة الفلسطينية والمنظمات الفلسطينية، وان ترى الشعوب العربية على ارض الواقع خطوات عملية ملموسة تدل على ذلك، فهذا الجزء مشكوك فيه بدرجة كبيرة وبحاجة ان يترجم على ارض الواقع، وبسرعة، وفي يد الولايات المتحدة الكثير من الاوراق لو ارادت فعلا ان تمارس هذا الضغط.
كما ان المطلوب من الحكومات العربية المعنية ان تثبت انها جادة في الحصول على هذا الالتزام قبل ان تسارع باداء ما هو مطلوب منها، فما زالت هذه الجدية موضع اختبار وغير واضحة المعالم ومشتتة الجهود مع ان الفرصة التاريخية المتاحة لن تتكرر، انما ليس هناك ما يدل على ان هناك تطور نوعي في العمل الدبلوماسي او الاعلامي.
فالرأي العام الامريكي مهيأ اكثر من اي وقت مضى كي يكون ورقة ضغط بالامكان استثمارها بشكل مؤثر في المرحلة الراهنة وهذه ورقة يجب ان تستغل رسميا واهليا.
والتحالف الاوروبي المندفع نحو البحث عن الدور الدولي الموازي للقطب الامريكي هو ورقة ضغط اخرى ممكن استثمارها جيدا، وتأتي العلاقات التجارية العربية الاوروبية او العربية الامريكية ايضا متوازية على هذا الصعيد انما هي وغيرها من الاوراق لا يمكن ان تؤثر بدون تنسيق متناغم بين الدول العربية المعنية، وبدون تغيير في لغة الخطاب وما دون ذلك سيتحقق الرأي القائل بأن حكومة ابو مازن هي حكومة اسست لغرض واحد فقط وهو اجهاض الانتفاضة بمساعدة الحكومات العربية الاخرى! خاصة ان قامت الحكومات العربية بتنفيذ الدور المطلوب منها في الضغط على الدول العربية «المتعنتة» والضغط على المنظمات الفلسطينية لوقف المقاومة المسلحة او وقف مساندتها دون ان تقوم في نفس الوقت بالضغط على الجهات الاخرى الاوروبية والامريكية مستخدمة كل الاوراق المتاحة فانها ستخذل القضية الفلسطينية خذلان لن تعوضه السنوات القادمة.
ان ما تقوم به اسرائيل في الوقت الحاضر من حملة اعلامية تعيد بها اسطوانة معاداة السامية والتعديلات التي وضعتها حول الخارطة ما هو الا عصر ما تبقى من رغبة عند العالم اجمع لتحقيق السلام، والاستفادة قدر المستطاع من اي منفذ متاح،وجعل العملية مقتصرة ورهنا بامنها وسلامة شعبها، واللعب على كل ما يمس هذا الامن مستغلة كل ورقة تخص امن اليهود بدءا من التاريخ الى المستقبل، مستخدمة كل الادوات ان كانت امريكية او اوروبية اوحتى محلية اسرائيلية، وفي حين ان هذه الادوات متاحة لنا الا اننا نقف نتفرج عليها دون ان نعرف كيف نستغلها مثلهم، لابد من تنسيق عربي مشترك للدخول في مرحلة المفاوضات يراعي المستجدات التي حدثت والتي تتيح لنا قدرا اكبر من المناورة، تلك المستجدات التي قيمها الاسرائيليون واعترفوا بخطورتها وما زلنا نحن دون الوعي بها!!


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.