..:: إني قاتلة ::..
بينما كنت أقلّب بعض الأوراق و قع بصري على هذا العنوان ..:: إني قاتلة ::.. و هو عنوان لقصة قصيرة للكاتبة السورية :: غادة فؤاد السلمان :: أعجبتني ..... أسلوباً ، لغةً ، مضموناً و بناءً ..... لذا سأقوم بطباعتها على مراحل :: بإذن الله :: :) |
كل ما أذكره أنه فجأة نبت أمامي كأنما خلسة خرج من الأرض ، كأنما نيزك هابط حمله إلي ليعترض سبيلي في ذاك اليوم الدمشقي و أنا أتوغل في شوارع تلك المدينة الغادرة التي أعشق .
لوهلة شعرت بالصدمة و أدركت هلعة أنني خلفت جثة القتيل على بعد أمتار مني . خذلتني لحظتئذ الشجاعة ، لم أتوقف ، لم أهرع لإسعافه ، لم أسمح لعيني أن تشهد الأحمر مسفوحاً على الطريق ، و ربما لم يكن و مع ذلك هو احتمال واقع ، فقط مضيت بصمتي المطبق ، مضيت بكل ذهول . دقائق قليلة و طريق أكثر من طويل قادني إلى أول دمعة اغرورقت بها عيناي ، ضاق بي الوزر و ضج إلى ما لا أطيق . يا الله منذ لحظات أزهقت روحاً .. و أنا التي أغلق عيني على مشهد الموت حتى في التلفاز تزاحمت الخواطر انتابتني جميعها بكل شراسة ، لم يرني أحد ، أجل أستطيع أن اتابع طريقي بسلام ، ليس أول الضحايا هو و عبثاً أجزم أنه الأخير . آلاف القتلى تتساقط يومياً و كأنها منذورة للموت و ما من شهقة واحدة تطلق عنان العويل . القتلى من كل مكان ، قتلى المجاعات ، قتلى الحروب ، قتلى الكوارث ، قتلى الأطماع ، قتلى الأوطان ، قتلى الأحلام ، قتلى المصير ، وجثتي واحدة من هؤلاء القتلى جميعاً .. أموت معهم على دفعات تأجل فيها موعد دفني قليلاً ... فأين الغضاضة في موت جديد بئس القدر أنني الفاعلة ، تنصلت كغيري من القتلة من طائلة المسؤولية و اندفعت أكثر إمعاناً في الهروب ، لملمت أوصالي و ترجلت من السيارة أبحث عن رقعة صغيرة أدفن فيها الحقيقة إلى جانب أسلافها العديدات لم أجد متسعاً قط ، آه من الشعر علمني أن أواجه أخطائي دون هوادة و جعل مني ضميراً كبيراً محشوراً في جسد ضئيل . .. يتبع إن كان في العمر بقية .. :) |
الأخت العزيزة نور الحياة..
أهلاً و سهلاً بعودتك إلى خيمة الثقافة و الأدب بهذه المشاركة الجميلة. حقيقةً لم أعلم إن كنت تقصدين الكاتبة الشاعرة غادة فؤاد السمان أم الكاتبة المشهورة بغادة السمان؟؟ |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.