أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   طنطاويات (2) (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=8365)

إعصار 28-06-2000 12:42 PM

طنطاويات (2)
 
انحط على الغلام وأقبل يضربه ضرب مجنون ذاهب الرشد.ولم يشف غيظ نفسه ضربُه فأخذ دفتره الأسود الذي أودعه دروسه
كلها .ثم مزقه تمزيقا ..ثم تركه هو وأخته بلا عشاء عقوبة لهما
و زجرا..
تعشى الزوجان وابنتهما .وأويا إلى مخدعهما .والغلام جاثم مكانه
ينظر إلى قطع الدفتر الذي أفنى فيه لياليه ،وعاف لأجله طعامه ومنامه ،والذي وضع فيه نور عينيه وربيع عمره ،وبنى عليه أمله ومستقبله ....ثم قام يجمع قطعه كما تجمع الأم أشلاء ولدها الذي
طوحت به قنبلة ...فإذا هي آلاف لا سبيل إلى جمعها ،ولا تعود دفترا يقر أفيه إلا إذا عادت هذه الأشلاء بشرا سويا يتكلم ويمشي...
فأيقن أنه قد رسب في الامتحان ..
(اليتيمان/قصص من الحياة )
***********************
وفتشت عنه في الطرق والشوارع ،فوجدت زحمة العيد ولكني لم
أجد فرحته ،فالناس في ملل وسأم ،كأنهم كانوا يطلبون شيئا ،فلما لم
يجدوه يئسوا منه فلم يعودوا يحفلون بشيء .
لم أجد العيد حولي فرجعت أدراجي ،أفتش عنه في طريق العمر.
كما يرجع من يحس أن محفظته قد وقعت منه ،فهو يمشي وعينه إلى الأرض ،وأذنه إلى الناس ،عله يبصرها بعينه ، أو يبصر (بأذنه) خبرا عنها .
رجعت أسير متئدا مترفقا ،أحاذر أن أطأ على رفات الذكريات ، أسأل كل رفيق ألقاه من رفاق الصبا وأتحسس جيوبه لعل فيها زهرة جافة كان قطفها (في طريقه ) من روض الطفولة ، أو لعل بين أعطافه عبقا من عطره ، أو بقية من رياه ،وإذا الكثير من رفاقنا قد ولوا ، عصف بهم عاف البلى ،ومن بقي منهم ألوى به ريب الزمان
وشغله بيومه عن أمسه ، فقد مع الماضي ذكريات الماضي.
(العيد في دمشق/ دمشق صور من جمالها وعبر من نضالها)
**************************
تقول"أنا" فهل خطر على بالك مرة واحدة أن تسأل :"من أنا"؟
هل جسمي هو (أنا) هل أنا هذه الجوارح والأعضاء؟.
إن الجسم قد ينقص بعاهة أو مرض ، فتبتر رجل ، أو تقطع يد،
ولكن لا يصيبني بذلك نقصان ! فما( أنا) ؟
ولق كنت يوما طفلا ثم صرت شابا ،وكنت شابا وصرت كهلا ،
فهل خطر على بالك أن تسأل :هل هذا الشاب هو ذلك الطفل؟ وكيف؟ وما جسمي بجسمه ،ولا عقلي بعقله ،ولا يدي هذه يده الصغيرة .فأين ذهبت تلك اليد؟ ومن أين جاءت هذه ؟
وإذا كانا شخصين مختلفين فأيهما أنا ؟ هل أنا ذلك الطفل الذي مات
ولم يبق في من جسده ولا فكره بقية ؟أم أنا الكهل الذي يلقي هذا الحديث؟أم أنا الشيخ الذي سيأتي على أثره بجسمه الواني وذهنه الكليل ؟ ما أنا ؟
وتقول :"حدثت نفسي ،ونفسي حدثتني " فهل فكرت ،ما أنت وما نفسك؟ وما الحد بينهما . وكيف تحدثك أو تحدثها؟.
(اعرف نفسك /صور وخواطر)
************************************************** **********

عدنان حمد 28-06-2000 03:07 PM

رحم الله الشيخ..وشكر الله لك ياإعصار..لا مرة بل مرار.

سلاف 28-06-2000 05:14 PM

يرحم الله الشيخ، ويحفظك يا أخي الكريم، هكذا يظل ذكره عطرا وخيرا.

عبدربه 28-06-2000 06:10 PM

شكرا على مجهوداتك ورحم الله الشيخ

الرذاذ 03-07-2000 06:17 PM

شكرا يا إعصار وجعلك الله إعصارا على من أراد العربية بشر ورحم الله ذالك الموسوعة التي ترى في جوانبها الشعر والنقد والفقه والتفسير وفهم العصر ولكل بداية نهاية ونسأل الله أن يكون في الجنة وعلى فكرة له ذكريات جميلة يعرض فيها حياته انظروا إليها إن أردتم


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.