تراجع الإمبراطورية في شرق العالم
 

هزيمة اكبر امبراطورية في تاريخ البشرية في الفلوجة بأعتراف امريكي !!

للكاتب بات بيوكانن - موقع العراق للجميع :-


وفى مقال نشرته ( ذا أمريكان كونسرفاتف ) فى عدد 13-09-2004 تراجع الإمبراطورية , يعتبر الكاتب أن لحظة الانسحاب من الفلوجة العراقية الباسلة هى لحظة بداية التراجع الكبير للامبراطورية , ويقول نصاً .. إنه عندما صدرت الأوامر للمارينز بالانسحاب من الفلوجة فى أبريل الماضى ، اخترت عنواناً لأحد مقالاتى فى ذلك الوقت الفلوجة : تراجع كبير للإمبراطورية الأمريكية . لقد
كان الانسحاب يعني أن أمريكا إما غير مستعدة لتحمل الخسائر التى قد تترتب على سحق المقاومة بالمدينة , وإما أنها غير راغبة فى دفع فاتورة الغضب العربى فى حالة تحقيق النصر فى معركة دموية .


ومهما كانت الدوافع التى حدت بالجنرالات إلى الانسحاب من الفلوجة.. فقد كان تراجعاً ، ورآه العالم الإسلامى على هذا النحو ، وبعده تصاعدت المقاومة فى المثلث السنى ومدينة الصدر والنجف والمدن الشيعية بجنوب العراق .


وكان الجنرال جون أبى زيد قد قدر عدد أفراد المقاومة عند سقوط بغداد بنحو خمسة آلاف ، وبعد عام قتل فيه من قتل وأسر فيه من أسر ، قفزت التقديرات إلى عشرين ألفاً . وكانت إجابة رامسفيلد عن سؤال بهذا الشأن :- إننا نخلق مزيداً من الأعداء بأكثر مما نقتلهم ، لا ضرورة لمزيد من القوات .. ولا حاجة لسنوات أطول من الحرب ، فلن ننتصر فى هذه الحرب ، وكل ما يمكننا هو أن ندرأ الهزيمة .
لقد أعلن بوش أنه سوف يسحب 70 ألفاً من القوات الأمريكية فى أوروبا وآسيا على مدار السنوات العشر القادمة .. ويعيدهم إلى الوطن على الرغم من احتمال إعادة نشر بعض القوات فى شرقى أوروبا وآسيا الوسطى .


لماذا إعادة نشر القوات ؟!
بسبب التذمر فى صفوف الجيش فى الجبهة الداخلية من طول فترات الخدمة العسكرية بالخارج .. والبعاد عن الوطن .


لقد سبق وأن كتبت أننا لسنا شعباً امبرياليا ً. فنحن لا نملك الإرادة أو التصميم من أجل الامبراطورية كما لا نملك الرغبة فى قيادة دول أخرى . وها هو عبء الرجل الأبيض يلقي بثقله على الجيش ويعرض للضياع إعادة انتخاب رئيس راح بتحريض من المحافظين الجدد يورط على نحو أحمق القوة والثروة الأمريكتين فى مشروع ما يسمى الثورة الديمقراطية العالمية .


لقد بدأت الحقيقة تثير قلق النخبة الأمريكية . إن الولايات المتحدة تعتمد على الواردات لتدبير نصف استهلاكها من النفط .. وأسعاره قفزت إلى 45 - 46 دولاراً للبرميل . وسوف يقف سعره عند هذا الحد بسبب سيطرة بوتين على شركة يوكوس العملاقة للنفط ، وهجمات المقاومة على خطوط النفط العراقية والاضطرابات فى فنزويلا والخلافات مع إيران .


لقد وصل العجز التجارى الأمريكى عن شهر يونيو إلى 55.8 مليار دولار مما يشير إلى أن إجمالى العجز عن العام2004 إلى 670 ملياراً هذا فضلاً عن 700 مليار دولار أخرى عجزاً سلعياً . ولا يمكن لأية دولة أن تتحمل عجزاً تجارياً بمعدلات 6 أو 7% من إجمالي الناتج المحلى .

من يمولهم ؟
إن الصين واليابان ودول شرقى آسيا تقرض الدولارات لأمريكا كي تشترى سلعهم ومن ثم بوسع آسيا أن توسع باطراد حصتها فى الأسواق الأمريكية التى تستولى عليها من المنتجين الأمريكيين . وقد فشل تخفيض سعر الدولار فى كبح جماح العجز المتفاقم .


إننا نستهلك أكثر من ذى قبل لكن السلع التى نستهلكها لا تنتج فى الولايات المتحدة إننا لا نقترض 6% من إجمالى الناتج المحلى لتمويل العجز التجارى فقط لكننا نقترض 4% أخرى لتمويل عجز الموازنة الذى بلغ 440 ملياراً .. ولا يمكن أن تدار امبراطورية بأموال مقترضة .


وكل ما علينا أن نسأل أبناء العم الذين استدانوا وأفلسوا كى يشنوا حروباً عالمية ويحافظوا على أكبر امبراطورية فى العالم حتى سقطت بعدالعام 1945 ، نحن دائنيهم الذين ورثوا الضيعة .


نعم اقولها وبكل وضوح ان اكبر امبراطورية هُزمت هناك في شرق العالم في مدينة اسمها الفلوجة

** ملحوظة**بعض الأرقام تعد صحيحة لحظة كتابة المقال,,وقد طرأ عليها تغيير للأسوأنسأل الله في هذا الشهر الكريم أن يحقن دماء إخوتنا هناك ويدحر عدوهم