شعارات عراقية راقية
 

منذ اليوم الاول لسقوط نظام الطاغية صدام في بغداد رفع الشعب العراقي شعار «العراق لكل العراقيين ولا للتفرقة بين الشعب العراقي على اساس ديني او مذهبي او عرقي».

ما اعجبني سرعة ظهور هذه الشعارات وانتشارها رغم ان العراق لايزال تحت ركام الحرب، ورغم ان الشعب العراقي قد عاش تحت نير حكم استبدادي دام ما يقارب خمسة وثلاثين عاما اعتمد هذا النظام في بقائه على مبدأ «فرق تسد».

وهنا نقول للشعب ان النظرة الى المستقبل يجب ان تتخذ من الماضي الحزين الذي عاشه هذا الشعب قاعدة قوية لبناء عراق جديد يؤمن بالديموقراطية وحرية الحوار واحترام الجوار. عراق يوفر خيرات بلاده وهي كثيرة ومتنوعة للتنمية والبناء ويستقطب ابناءه في الداخل والخارج ليكونوا يدا واحدة في وجه تحديات المستقبل، فيستفيد ابناء الداخل من خبرات ابناء الخارج، ويستفيد ابناء الخارج من آلام ابناء الداخل فيمتزج الاثنان في بناء عراق شامخ.

كما ان على ابناء العراق التذكر ان الخطر مازال قائما وان علوج النظام العراقي البائد مازالوا يتحينون الفرصة للانقضاض على ثورتهم المباركة وعليهم ألا يستعجلوا فيدب الخلاف بينهم وألا ينصتوا لدعوات في ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.

كما ان على اقطاب المعارضة وشريحة المثقفين العراقيين واصحاب الرأي ان يبتعدوا عن اجراء الحوارات مع بعض المحطات الفضائية وبعض المراسلين فيها الذين اساءهم سقوط النظام العراقي مصدر رزقهم وشهرتهم، وها هم اليوم يحاولون ان يدقوا اسفين الخلاف بين العراقيين ويبنوا امجادا وهمية من الشهرة على حساب الحقيقة والشعب العراقي.

نقول ختاما، ان الشعارات العراقية راقية ولكنها ستبقى شعارات ونوايا خيرة لابد ان يصدقها العمل مع تمنياتنا للشعب العراقي بالأمن والاستقرار.