أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية - العقيدة الشيعية على ضوء العقل والمنطق... حوار هاديء...

أيها الشيعي،

علمك كبرائك بأن عقيدتك الشيعية هي وحدها في هذا العالم العقيدة الصحيحة بنسبة 104% وليس فيها ذرة واحدة من الفساد... أليس كذلك؟

وعلموك بأن العقيدة الشيعية هي الإسلام والإسلام هو العقيدة الشيعية... أليس كذلك؟

وتؤمن بأن العقيدة الشيعية هي عقيدة عالمية تدعو البشر إلى اعتناقها والإيمان بمبادئها لأنها هي العقيدة الوحيدة الصحيحة... أليس كذلك؟

وتؤمن أيضا بأن عقيدتك الشيعية على درجة عالية من المصداقية الكاملة والقوة والتماسك الذاتي، وإلا لما استحقت منك كل هذا الإيمان القوي والإستعداد للموت في سبيلها... أليس كذلك؟

حسنا...

سنوافقك على أن كل هذا الكلام صحيح وسنبصم لك عليه أيضا... ولكن العقل والمنطق يقولان لنا ولك بأن من المؤكد بنسبة 109% هو أنك قد اخترت واحدا من الخيارين التاليين بشكل تلقائي لا إرادي رغما عن إرادتك، سواءا شعرت بذلك أم لم تشعر، فأنت:

1- إما أنك تعتقد بأن عقيدتك الشيعية هي وحدها العقيدة الصحيحة وبأن عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة باطلة.

2- أو أنك تعتقد بأن كلا العقيدتين صحيحتين في آن واحد.

أليس كذلك...؟

حسنا...

تعال الآن معنا لنتأمل بهدوء كل خيار من هذين الخيارين الذين لا شك بأنك قد اخترت واحدا منهما لنرى النتائج المنطقية المترتبة على كل واحد منهما:

أولا:
إنك لو اعتقدت بأن عقيدتك الشيعية هي الصحيحة وعقيدة المسلمين السنة باطلة، فإن النتيجة المنطقية الحتمية لهذا الخيار هي أنك تكون بذلك تعلن للعالم عن مبدأ هو:

- أن كل من لا يؤمن بهذا "الدين الإسلامي الشيعي" فإنه يجب أن يكون كافرا حتى وإن نطق الشهادتين، وحيث أن أهل السنة والجماعة يرفضون العقيدة الشيعية جملة وتفصيلا، فإن معنى ذلك هو أنهم يجب أن يكونوا "كفارا" طبقا لتعاليم العقيدة الشيعية.

ولو رفضت هذه النتيجة المنطقية لكان ذلك بمثابة إعلان منك بأن عقيدتك الشيعية غير صحيحة، إذ كيف يكون مسلما من لا يؤمن بـ"الدين الإسلامي الشيعي" وهو الدين الوحيد الصحيح كما افترضنا ذلك سابقا؟.

ثانيا:
ولو اعتقدت بأن كلا العقيدتين على حق وصحيحتين في آن واحد لأوقعت نفسك في تناقض صارخ، إذ أن عليك أن تؤمن بكل ما أجمع عليه علماء أهل السنة والجماعة، وأن تؤمن في الوقت ذاته بنقيضه مما قاله علماء الشيعة. وموقف كهذا هو بلا شك تناقض واضح صارخ يرفضه العقل والمنطق.

إنك قد ترفض أن تقول أي من الخيارين أعلاه قد اخترت، وهذا من حقك بلا شك، ولكن تذكر بأن هذا يعتبر بمثابة إعلان منك بأنك تعرف ضمنا بأن عقيدتك الشيعية مهزوزة وضعيفة، بدليل أنك ترفض التحاور مع الآخرين بشأن صحتها.

فهلا أعلنت أي من هذين الخيارين اخترت كي تثبت قوة وتماسك وصلابة عقيدتك؟