أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=7)
-   -   مهاجر من ....-مختارات- (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=1166)

...etc 06-03-2001 10:40 PM

مهاجر من ....-مختارات-
 

إن العاملين الذين يشقون طريقهم في الصحراء أو يسطرون حروفهم على الصخر جديرون بالاحترام والتقدير والوقوف أمام أعمالهم إجلالاً وإكباراً .

أما أولئك الذين يهتدون بنور القافلة ويسيرون في ركاب الناس فمهما بلغت أعمالهم من روعة فإنها تظل ورقة في كتاب تلك القافلة وفي صفحات تلك المسيرة ، ومن هنا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي ثعلبة الخشني قوله : " فإن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل القبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم، قيل يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم قال بل أجر خمسين منكم" رواه الترمذي.

وهذه قصة من قصص أولئك الأفذاذ الذين حفروا بأيديهم في الصخر اطلعت عليها بنفسي في زيارتي الأخيرة إلى نيويورك.

" داود" مهاجر من ترينداد وهي جزيرة صغيرة في البحر الكاريبي إلى نيويورك بالولايات المتحدة في فترة مبكرة من عام 1940م حيث لم يكن في حي بروكلين أي مسجد وفي نيويورك كلها لا يوجد سوى مساجد تعد على أصابع اليد الواحدة ، وهاله أن المسلمين في تلك المنطقة لا يصلون ، فرّغ داود غرفة من منزله وعزم أن يجعلها مسجدا يصلي فيه مسلمو بروكلين وجعل يزور تجمعات المسلمين الذين كان أغلبهم قد تنكر للإسلام وجعله وراءه ظهريا ، أخذ يدعوهم ليجتمعوا لديه في بيته للصلاة .. وكانت أغلب نداءاته تذهب أدراج الرياح في مجتمع سيطرت عليه المادية بشتى صورها .. وانبهر المهاجرون من المسلمين فيه بالحضارة الغربية .

لم ييأس داود ولم يكل وسلك طريقا آخر ، وكان يذهب إلى الشاطئ وهو قريب من بيته فينتظر المراكب القادمة يسأل عن المسلمين فيها ، فإن وجد مسلما أخذه إلى بيته وعمل له الشاي وصلى معه، وإن لم يجد سأل عن عمال المراكب إن كان فيهم مسلمون فيأخذهم إلى بيته ويتجاذب معهم أطراف الحديث ويحضهم على العمل للدين.

وبعد جهد متواصل بدأ عدد من المسلمين يقبل على غرفة بيته للصلاة فيها والتف حوله عدد منهم فكونوا نواة طيبة ساهمت فيما بعد في الدعوة إلى الله.. وقد كتب لداود الحج والتقى الملك فيصل رحمه الله تعالى.

ولما تقدمت به وبزوجته السن قررا أن يجعلا من هذا البيت الذي أصبحت قيمته تزيد على مليوني دولار لأهمية موقعه ، أن يجعلا منه نفعا لهما بعد موتهما ، فكونا جمعية إسلامية وقفية وباعا منزلهما بدولار واحد لهذه الجمعية الوقفية ليظل هذا العمل لهما بعد موتهما ذخرا ، وما لبث أن توفي داود سنة 1985 م ولحقت به زوجته.

واليوم وقد امتلأ حي بروكلين في نيويورك بما يزيد على أربعين مسجدا ، وأصبحت مدينة نيويورك وحدها تضم ما يزيد على 225 مسجداً فإن أحداً لا ينسى مسجد داود ذلك المسلم الذي قدم من ترينداد فدعا إلى الله وحده وجاهد في دعوته وصبر وختم حياته بوقف منزله مسجداً ومعهداً لتعليم القرآن الكريم ، رحمه الله وزوجته رحمة واسعة وأسكنهما فسيح جناته .



DAYEM 06-03-2001 10:54 PM

رااااااااااائعة ياجوووووودي..
نسأل الله لهما المغفرة والرحمة..
وجزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم.

الشيخ أبو الأطفال 06-03-2001 11:05 PM

السلام عليكم.
فلنقتدي

عمر الشادي 06-03-2001 11:06 PM



الله الله

ما كل هذا المدخر ايتها الجودي انك تسيرين الان على خطى والدك ولا شك هكذا كنت وهكذا نريدك دائما ولا انسى داود رحمه الله ورحم الله زوجته فالحقيقة تمنيت لو التقيت بهما أسأل الله لهما الجنة دار السلام


---------------------------------------- الشادي



...etc 06-03-2001 11:31 PM





Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.