أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

لسنا قساة قلوب ولا نقتل الأطفال والنساء والشيوخ كما تتخيلونا.
هذه ليست من صفات المجاهدين إنها صفات الإرهابيين.
بهذه الإجابات بادرني أحد من شاركوا في الجهاد والعائدين من أفغانستان عندما سألناه عن الفرق بين الجهاد والإرهاب والشكوك التي تحوم حول العائدين من أفغانستان باعتبار أن كل من جاهد في أفغانستان إرهابي.ولم تختلف إجابة ضيفنا اليوم عمن التقيناه بالأمس من الذين شاركوا في الحروب في أفغانستان باعتبارهم شهودا على ما يثار حول المطلوبين أمنياً وأن غالبيتهم ممن شاركوا في الجهاد.
في تحقيقنا اليوم نكشف الحقائق التي تعرض لها بعض الشباب العائدين من أفغانستان وكيف تم تغيير فكرهم ولماذا أصبحوا بهذه الصورة والفرق بين الجهاد والإرهاب ولماذا ينتحر هؤلاء الشباب؟ في لقائنا مع أبي عبدالله العائد من أفغانستان:

بداية كيف كانت انطلاقتكم إلى أفغانستان؟
- بدايتي كانت عام 1405هـ عندما ذهبت لجماعة (سياف) وبقيت معهم سبعة اشهر وفي بداية الأمر كنا نحن الشباب الذاهبين للمشاركة في الجهاد لا نعلم شيئاً في أمور الجهاد وانما يدفعنا حب الشهادة والجهاد وكنا نرى (الأفغان) أنهم أصحاب القرن العشرين.
لكن عندما ذهبنا ووصلنا إلى هناك رأينا الأمور على حقيقتها واتضحت لنا مسائل وأيضاً وجدنا عندهم من البدع والخرافات ما الله به عليم وهذه من الأمور التي جعلتني ابحث عن أناس توجههم طيب وعقائدهم طيبة والحمد لله وجدتهم انا ومجموعة من الاخوان وهم جماعة الدعوة إلى القرآن والسنة فهؤلاء توجههم طيب وعقائدهم على عقائد أهل السنة والجماعة ومشهورون بين الأفغان ايضاً بأنهم "وهابيون" كما يزعمون فاستمريت معهم حيث كان ذهابي وإيابي مع هذه الجماعة من عام 1405هـ حتى انتهى الجهاد وخرج الروس.
بحكم مشاركتكم في الجهاد، كيف تفرقون بين الجهاد والإرهاب؟
- الفرق واضح وضوح الشمس في رابعة النهار فالجهاد له شروط بداية يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من جاهد لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) فأساساً لابد أن يكون الجهاد لرفع كلمة لا إله إلا الله.
الأمر الثاني: لابد أن يكون الجهاد تحت راية ولي الأمر أو بإذنه إما أن يكون ولي الأمر هو من يوجهك للجهاد أو يكون بإذنه يعني كما حصل في مشاركتنا في أفغانستان لم نذهب إلا بموافقة ولي الأمر وكان الأمر مفتوحاً.
ثالثاً: لابد أن تكون هناك قوة مجاهدين ليس كما تفعل المجموعات التي تفجر في بلاد المسلمين أو حتى في بلاد الكفار فهذا ليس جهاداً هذا إرهاب. قال تعالى {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}.
هذا الجهاد أنك ترهب به عدو الله وعدوك أما أن ترهب به المسلمين فهذا ليس جهاداً هذا خلاف الجهاد هذا فساد هذا إرهاب للمسلمين وليس إرهاباً للعدو.
فهؤلاء منطلقاتهم فاسدة فالفرق بين المجاهدين الحقيقيين وهؤلاء أن المجاهدين الحقيقيين منطلقاتهم صحيحة وعلى اسس شرعية اما هؤلاء فمنطلقاتهم فاسدة اساساً فهم كفروا المسلمين كفروا بعض العلماء كفروا الحكام كفروا بعض العلماء الذين يرون السمع والطاعة للحكام في غير معصية الله فعندما وصلوا الى هذه المرحلة اصبحوا يقاتلون المسلمين باسم الكفار على انهم كفار فما كانوا يفرقون بين أحد منهم فاختلط الأمر لديهم وهناك من يضحك عليهم بمسألة (التترس) ومسألة (التترس) ذكرها ابن تيمية في حالات مختلفة وهي: إذا كنت في قتال أي داخل المعركة وتترس الكفار ببعض المسلمين يعني وضعوهم أمام الصف فيجوز ان تقتل هؤلاء حتى تصل الى العدو. لكن الآن هؤلاء ليسوا في ساحة معركة هؤلاء في بلد المسلمين يقاتلون. فالفرق شاسع ما بين السماء والأرض.
هل كنتم اثناء الجهاد تقتلون الأطفال والنساء والشيوخ؟
- لا.. لا.. أعوذ بالله لم نكن نقتل الأطفال ولا الشيوخ كنا نقاتل الذين في المعارك الذين يظهرون لنا لمقاتلتنا يعني في بعض القرى كنا ندخلها نقاتل من في المقدمة وقبل أن ندخل هذه القرى نجد الاطفال والنساء والشيوخ ولا نعترضهم يخرجون من القرية ويذهبون لباكستان بعضهم يدخل باكستان وبعضهم افغانستان ابداً لا نعترضهم.
كيف تنظرون لمن يصدق (فتاوى) لا يعرف مصادرها للقيام بعمليات يطلق عليها الجهاد؟
- هذا اما جاهل او مغسول دماغه!! يعني كيف يصدق فتاوى غير معروف مصدرها معناه يصدق كل من هب ودب اذا كانت الفتوى ليس مصدرها عالما من علماء المسلمين الراسخين في العلم من الفقهاء اصحاب الخبرة لا يصح ان يأخذ الفتوى من أي أحد حتى
لا يأخذ الفتوى من طالب علم ولا من داعيه لابد أن يكون شيخاً متمكناً اما أن تؤخذ الفتوى من أي شخص فهذا الذي يفتح علينا أبواب الشر وهذا هو الحاصل هذه الأيام للأسف مع هذه الفئة.

وعلى ماذا تستندون عندما كنتم ترغبون في المشاركة في الجهاد؟
- انا لم أكن ارجع إلا للشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله فأنا لم أذهب للجهاد شخصياً إلا بفتوى من الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله ولم اكن اقبل من صغار طلبة العلم ابداً أي فتوى بهذا الخصوص والشيخ ابن عثيمين يرحمه الله كنت ارجع له ايضاً.
وكيف تنظرون الى ما يقوم به

بعض الشباب المغرر بهم اليوم وما يقومون به من عمليات إرهابية بحجة أنه من باب الجهاد؟
- الكلام كثير لكن مختصره ينبغي أن يتقوا الله ثم ان لا يأخذوا فتاوى عن أي أحد لابد أن يرجعوا للعلماء الراسخين في العلم يأخذون منهم الفتاوى ويسألونهم عن مدى صحة هذا القتال ولا نقول عنه جهاداً فهو يعتبر قتالاً حتى يفتي العلماء أن هذا جهاد حقيقي أيضا الشباب هؤلاء أساساً ليست المسألة مسألة الجهاد أو عدم الجهاد أساساً هي أفكار جاءتنا من الخارج اثرت في الشباب وسحبتهم باتجاهها وأبعدتهم عن منهج السلف الصالح وأوردتهم المهالك اصبحوا يأخذون من اناس لهم أغراض سياسية لهم أغراض مادية يريدون أن يصلوا لبعض المناصب لهم توجهات صوفية أصلاً مخالفون لأهل السنة حتى في العقيدة.
فهؤلاء هم الذين غرروا بشبابنا ووجهوهم وحرفوهم الى هذه الوجهة الفاسدة فأنا أقول للشباب اتقوا الله عز وجل، وادعوهم ان يراجعوا أنفسهم وأن يراجعوا وضعهم فيمن يأخذون منهم من مشائخهم و من المفتين الذين يتخذونهم مشائخ لهم ولا يستعجلون لا يثقون ثقة عمياء في أي شخص لابد أن يسمع من المخالف لابد أن يسمع النصيحة لابد أن يقارن بين الآراء ويرجع لأهل العلم والمشائخ المعروفين لأنه في الأخير سوف يحاسب في الآخرة.
و ماذا عن الاشخاص الذين يفجرون أنفسهم في هذه العمليات الإرهابية؟
- هذا واضح انه انتحار وأنا أستغرب والله من وضع هؤلاء الشباب على أيام الجهاد في أفغانستان لم نكن نسمع عن هذا الكلام هذا الكلام وهذه الأفعال دخيلة علينا وبدأت تظهر لما بدأت القاعدة والأشياء التي يوجهها جهله هم الذين يفجرون أنفسهم أما المجاهدون الحقيقيون فلا يفعلون هذا ولا يفجرون أنفسهم.
النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الرجل الذي كان يقاتل في زمانه قاتل قتالاً قوياً فقالوا هذا مجاهد وظاهره الحق والإخلاص فقال صلى الله عليه وسلم هذا في النار فذهب أحد أصحابة وتابعه حتى وجد هذا الرجل عندما أثخن بالجراح غرز السيف في صدره وقتل نفسه والعياذ بالله قال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه مسألة خطيرة مسألة ان تفجر نفسك.
المطلوبون أمنياً في بيان وزارة الداخلية الذين سلموا أنفسهم أو قتلوا.. هل لكم سابق معرفة بهم في الجهاد في أفغانستان؟
- لا. لكن هؤلاء الشباب أكثرهم لم يظهروا إلا عندما ظهرت الفتنة بين طالبان وأحمد شاه مسعود وحدث قتال بين مسلمين مسلم يقاتل مسلما جاء هؤلاء الشباب يريدون الجهاد وللأسف كان هناك من يستقبلهم ويرسلهم يريد أن يتدربوا ويوجهونهم ويغيرون أفكارهم لاستخدامهم في القتال ضد المسلمين وإثارة المشاكل ضد حكام المسلمين، وإلا لو كانوا صادقين لحضروا أيام القتال مع الروس لم تكن نعرفهم أكثر هؤلاء الإرهابيين لم يأتوا إلا أيام الفتنة مع أنه هناك أناس أيام الجهاد مع الروس كانوا هم أساسا لهؤلاء هم الذين ربوهم ممن كانوا يشاركون مع أسامة بن لادن في القاعدة هؤلاء شاركوا في الجهاد ضد الروس.
وكيف تغسل عقول هؤلاء الإرهابيين؟
- عن طريق الإيحاء.. فعندما تمشي مع قوم تصبح أنت واحدا ومعك عشرين فكلامهم وإيحاءاتهم وقدوتهم كلها توجه على نفس مسارهم هم على نفس حزبهم على نفس قياداتهم على إطاعة الأوامر ويستشهدون له بالأدلة وأكثر الشباب المغرر بهم يذهبون إلى هناك على غير علم. ليست لديهم حصيلة علمية وليس لهم روابط قوية مع العلماء فلذلك أي شيء يعرض عليه يقبله أي نعم لا يوجد مغناطيس للتأثير على عقول هؤلاء الشباب بل عن طريق تلك الايحاءات وهي أشد من المغناطيس لأن المغناطيس ممكن يؤثر ساعة ويعود لعقله.
هل من كلمة اخيرة؟
- اقول ليس كل من ذهب لأفغانستان للجهاد إرهابيا هناك أناس ذهبوا للجهاد وسلموا وبعضهم سلم من الورطة.
فالذي وقع في براثنها وعمل في غير عمل الإسلام وأهل السنة والجماعة يستحق أن يقال عنه إرهابي ممن يقتل المسلمين ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ أما من سلم من هذه الفتنة وهم جماعة الدعوة للقرآن والسنة هؤلاء أهل توحيد وهم غالباً بإذن الله سلموا

._(تحقيق مناحي الشيباني )...