أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   عاجل**القاعدة تشارك فى الإنتخابات!! وتحقق نصر ساحق (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=51708)

فلوجة العز 15-03-2006 08:28 AM

عاجل**القاعدة تشارك فى الإنتخابات!! وتحقق نصر ساحق
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للناس أجمعين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهدية واستن بسنته إلى يوم الدين؛ أما بعد:

تحت شعار

لا عزة إلا بالجهاد

المركز الإنتخابى :- القواعد الأمريكية والحرس الوثنى فى بلاد الرافدين
إسم القائمة الإنتخابية :- كتائب البراء بن مالك
نتيجة الإنتخابات :- مقعد فى الجنان بإذن الله خير من مركز دنيوى



القاعدة تدخل الإنتخابات فى العراق

دخل تنظيم القاعدة بقيادة الشيخ أبى مصعب الزرقاوي الإنتخابات الجهادية فى بلاد الرافدين
حيث صوت نحو 800إستشهادى من كتائب البراء بن مالك التابعة لتنظيم القاعدة لصالح الشيخ أبي مصعب الزرقاوي مما أدي إلى مقتل وجرح 40000من القوات الغازية منذ بداية الحرب

النتائج الأولية للإنتخابات حسب المصادر الجهادية

حيث فازت كتائب البراء بن مالك فى المركز الأول فى الإنتخابات الجهادية فى بلاد الرافدين

البرنامج الإنتخابي لتنظيم القاعدة
1-تطهير و تحرير أرض الخلافة من الصليبين و تطبيق شرع الله فى بلاد الرافدين
2-إقامة إمارة إسلامية والقضاء على كل المجالس التشريعية المبنية على الديمقراطية
3-توسيع المجال والعمل الجهادى لتحرير بلاد المسلمين من الإحتلال
وخاصة المسجد الأقصى مسرى الأنبياء والمرسلين وتطهيره من الصهاينة الأنذال على خطي صلاح الدين
4- إقامة شرع الله فى الأرض وإقامة خلافة إسلامية وتوحيد كلمة المسلمين تحت راية التوحيد والجهاد


مكان الإنتخابات
يحق لأى شخص تابع لتنظيم القاعدة بقيادة الشيخ أبى مصعب الزرقاوي التصويت فى مراكز الحرس الوثنى والقوات الصليبية فى كل مكان

مدة التصويت
التصويت مفتوح لكل المجاهدين


نتيجة الإنتخابات
مقعد فى الجنان خير من مقعد دنيوي حيث تسابق العشرات من قائمة البراء بن مالك إلى التصويت
داخل مراكز ومقرات قوات الحرس الوثنى و القوات الصليبية فى مكان من أجل الفوز بمقعد فى الجنان بصحبة خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والصحب الكرام ومن أجل الفوز 72 حورية فى الجنان، بدل من المناصب الدنيوية

فيلق عمر يدخل الإنتخابات العراقية
دخل المجاهدين فى فيلق عمر الإنتخابات الجهادية حيث حصد نصيب الأسد من الأصوات وعمليات
التصفية وتغلب على فيلق الغدر التابع لحكومة أحفاد إبن العلقمى، حيث أستطاع فيلق عمر رضى الله عنه كسر شوكة أحفاد إبن العلقمى فى كل محافظات العراق




mezo1 15-03-2006 10:05 AM

هههههههههههه
مبدع يافلوجه العز دائما
الي الامام وفقك المولى عز وجل

فلوجة العز 15-03-2006 02:42 PM

بارك الله فيك أخى الحبيب

البائع نفسه 16-03-2006 12:10 AM

السلان عليكم


شكرا ً أخي ........ موضوع مؤثر جدا ً

اللهم انصر أهل السنة في العراق وفي كل مكان .

اللهم آميــــــــــــــــــــــن .

فلوجة العز 16-03-2006 12:32 AM

بارك الله فيك ياأخى التوحيد لله درك

قلم المنتدي 16-03-2006 05:41 AM

اللهم انصر أهل السنة في العراق وفي كل مكان .

اللهم آميــــــــــــــــــــــن .

الوافـــــي 16-03-2006 06:01 AM

سؤال بسيط جدا

هل من ( قتل ) نفسه يعتبر ( شهيدا ) ..؟؟؟
وهل يشهد صاحب الموضوع
أن كل من فعل ما جاء في الموضوع الأساس سيحصل على
( 72 حورية ) و ( مقعد في الجنه ) ..؟؟

لا أريد الجواب ( بنعم ) أو ( لأ )
بل نريده بتأصيلة الشرعي

فلوجة العز 16-03-2006 03:58 PM

عجيب أمر الشهادة ، يتمناها سيد ولد آدم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، لا يتمناها مرة ، بل مرة ومرة ومرة « ... والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل » (رواه مسلم) .. عظم الشهادة عند الله عجيب !! وما أعد الله للشهداء أعجب من العجيب !!

فمن هو هذا الشهيد !!
هو ذلك المؤمن الذي يقاتل تحت راية إسلامية ظاهرة لإعلاء كلمة الله فيقتله أعداء الله ، أو يموت في خضم الرحلة الجهادية ميتة طبيعية.

من هو هذا الشهيد !!
هو من خير الناس منزلا .. يجري عليه عمله حتى يبعث .. دمه مسك .. يحلى من حلية الإيمان .. هو من أمناء الله في خلقه .. روحه في جوف طير أخضر يرد أنهار الجنة ويأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش .. يأمن من الصعقة .. يأمن من الفزع الأكبر .. يشفع في سبعين من أقاربه .. يزوج باثنتين وسبعين من الحور العين .. يلبس تاج الوقار ، الياقوته فيه خير من الدنيا وما فيها .. هو من أول من يدخل الجنة .. يكلمه الله كفاحا دون حجاب .. يسكن الفردوس الأعلى في خيمة الله تحت العرش لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة ..

هذا بعض شرفه بعد موته ، أما وهو يجاهد ، ففضل الجهاد لا يجهله أحد الإيمان سمته ، ويكفيه أنه ذروة سنام الإسلام وعمل الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام.

ووقفتنا هنا مع اللحظات الأولى للشهيد ، والأخيرة للمجاهد .. تلك اللحظات التي يحجم عنها الرجال ، ويخاف من هولها الأبطال .. تلك اللحظات التي يفارق فيها الإنسان حياته وكل ما رتبه لنفسه من أحلام وأوهام لتنقطع فجأة ويصبح في عالم آخر لم يشاهده ولم يعرفه إلا خبرا لا عيان.

هذه اللحظات هي " أولى لحظات الشهيد " .. هي لحظات تحكي بداية ولوجه باب البرزخية .. بداية مفارقته الدنيوية إلى الأخروية .. نهاية كونه مسلما حيا إلى بداية حياة الشهادة الأبدية .. لحظات عجيبة في قاموس الإنسان .. لحظات لا يدركها أي إنسان .. إنها لحظات لا يمتطي صهوتها إلا أهل الإيمان .. لحظات يعجز عن وصفها البيان .. لحظات إقبال وإحجام ممتزجان .. لحظات يقف فيها عقل المؤمن حيران: أيبارك أم يحزن ، أيهنئ أم يعزي ، أيبكي أم يفرح .. أحزان أم أفراح وأحضان !!

فما حال تلك اللحظات !!

يقبل المؤمن إقبالة الليوث على الهوام ، ويكون في مقدمة الرجال في ساعات الإحجام ، وإذا اصطفاه ربه فإن « أفضل الشهداء الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة، ويضحك إليهم ربك، وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا، فلا حساب عليه » (أحمد)

يضحك إليه رب العزة !! ما أكرمه من موقف وأهيبه .. وماذا بعد يا شهيد !!

أخبرنا قائد من قادة الجهاد البوسني ، قال: كنا مجموعة من الإخوة في الغابة ، فإذا بأحد الإخوة يصرخ فينا "الجنة ، انظروا الجنة ، وأشار بيده أمامه فما هي إلا لحظات حتى أتته رصاصة قناص استقرت في رأسه فخر ميتا رحمه الله " .. « إن للشهيد عند الله خصالا: ... ويرى مقعده من الجنة ... » (أحمد وصححه الترمذي).

يضحك له ربه ، ويرى مكانه في الجنة !! ما أعظمها من منة .. ثم ماذا يا شهيد !!

يحجم الأبطال عن ساح النزال لما توهموه من الآلام والأوجاع إذا استقرت في أجسادهم النصال .. ولكن المؤمن يقدم لعلمه بحقيقة الحال « ما يجد الشهيد من القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة » (أحمد والترمذي والنسائي وسنده حسن).

يضحك له ربه ، ويرى مكانه في الجنة ، ولا يتأوه عند الموت !! ما أكرمه على الله .. ثم ماذا يا شهيد !!

يخاف المؤمن الذنوب ، ويريد قبل الموت أن يتوب ، فقال نبي علام الغيوب « ... ورجل مؤمن فرق على نفسه من الذنوب والخطايا، جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حـتى إذا لقي العدو، قاتل حتى يقتل، فتلك ممصمصة محت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محاء الخطايا .. » (المسند وصحيح ابن حبان) .. أتخاف من الذنوب « إن للشهيد عند الله خصالا أن يغفر له من أول دفعة من دمه ... » (أحمد وصححه الترمذي)

يضحك له ربه ، ويرى مكانه في الجنة ، ولا يتأوه في لحظة الموت ، وتمحى ذنوبه [ إلا الدين ، كما في صحيح مسلم ] !!

ما أعظم الشهادة في سبيل الله .. أرضيت يا شهيد !!

يفتن الناس في القبور ، وصاحبنا في القبر مسرور ، فعند النسائي وغيره أن رجلا قال: يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ، قال صلى الله عليه وسلم « كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة » .

يضحك له ربه .. يرى مكانه في الجنة قبل موته .. لا يجد من ألم الموت شيء .. تمحى خطاياه من أول دفعة من دمه .. يأمن من فتنة القبر !! كل هذا في لحظات قليلة يخاف منها جميع بني الإنسان ، إنها لحظات إمتحان ، لحظات قصيرة يجتازها المؤمن الولهان ، يسيل فيها دمه فيرى مغنمه « لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى يبتدره زوجتاه، كأنهما طيران أضلتا فصيليهما ببراح من الأرض بيد كل واحدة منهما حلة خير من الدنيا وما فيها » (أحمد)

ألا تكفيك الحوريتان يا شهيد !! أتطمع من الشرف المزيد !! لك والله يا شهيد ما تريد: عن جابرا ابن عبد الله يقول: « جيء بأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد مثل به، ووضع بين يديه، فذهبت أكشف عن وجهه، فنهاني قومي، فسمع صوت صائحة، فقيل: ابنة عمرو، أو أخت عمرو، فقال: (لم تبكي - أو: لا تبكي - ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها). قلت لصدقة: أفيه: (حتى رفع). قال: ربما قاله. » (البخاري)

ما أعظم الشهيد ، يحتفى به في الآخرة حفاوة عظيمة ، ولا يخرج من الدنيا إلا بمواكب كريمة .. الناس تبكي والشهيد يضحك .. الناس في فزع والشهيد في الجنة يرتع .. وفده كريم ، وأمره عظيم ، دخوله الدنيا كما الناس ، وخروجه تحتبس له الأنفاس .. آآه للشهادة ، من فاز بك فاز بالزيادة ، ومن أحجم فهو في نقصان ، نعوذ بالله من الخسران ..

يموت الناس والشهيد لا يموت .. يبكي الناس ، والشهيد مبتسم في وجه الردى يضم الموت بصدر فيه لوعة الإيمان تحترق شوقا للقاء ذوات الدل من الحور الحسان كأنهن الياقوت والمرجان .. { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون . فرحين بما ءاتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون . يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين} [ آل عمران : 169-171]


إنها لحظات فيها البرهان .. لحظات هي الحيوان .. ثواني معدودة ودقائق إمتحان ، يجتازها المؤمن فتفتح له أبواب الجنان .. لحظات تفك قيود الحياة فينطلق الشهيد حرا بروحه إلى عالم الغيب ليرى من النعيم ما هو فوق البيان .. لحظات يضحك إليها الملك الديان .. لحظات يضمها المؤمن ضمة العاشق الولهان .. لا وصب ولا نصب ، إنها لحظات إيمان .. أولى لحظات الشهيد وآخر لحظات الإنسان ..

اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك مقاتلين مقبلين غير مدبرين ، يا كريم يا منان.

شامان 16-03-2006 04:07 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة قلم المنتدي
اللهم انصر أهل السنة في العراق وفي كل مكان .

اللهم آميــــــــــــــــــــــن .


امين يا رب العالمين

الوافـــــي 16-03-2006 04:27 PM

لم تجب يا " فلوجة " عن سؤالي
فهل لديك إجابة شافية لما سألتك عنه ..؟؟؟

قناص بغداد 17-03-2006 01:08 AM


لمن شكك في العمليات الاستشهادية
جاء في مختار الصحاح باب (ن ح ر): (النحر) و (المنحر) بوزن المذهب موضع القلادة من الصدر. والمنحر أيضاً موضع نحر الهدي وغيره. و (النحر) في اللبّة كالذبح في الحلق وبابه قَطَع... و (انتحر) الرجل (نحر) نفسه. أهـ، فقوله (نحر نفسه) أي قتلها.

ولقد استدل العلماء في النهي عن قتل الإنسان نفسه بقوله تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيْمًا) [النساء: 29].

فقال ابن عطية الأندلسي في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (4/28): (وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ)، قرأ الحسن: (وَلاَ تُقَتِّلُوا) على التكثير، فأجمع المتأولون أن المقصد بهذه الآية النهي عن أن يقتل بعض الناس بعضاً، ثم لفظها يتناول أن يقتل الرجل نفسه بقصد منه للقتل، أو بأن يحملها على غرر ربما مات منه، فهذا كله يتناول النهي). أهـ

وزاد الإمام القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن (3/5/103) فقال: (... ثم لفظها يتناول أن يقتل الرجل نفسه بقصد منه للقتل في الحرص على الدنيا وطلب المال بأن يحمل نفسه على الغرر المؤدي إلى التلف. ويحتمل أن يقال: (وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) في حال ضجر وغضب؛ فهذا كله يتناوله النهي). أهـ

وقال الإمام أبو بكر الجصاص في أحكام القرآن (3/141) ما نصه: (ويحتمل (وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) في طلب المال وذلك بأن يحمل نفسه على الغرر المؤدي إلى التلف ويحتمل (وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) في حال غضب أو ضجر...). أهـ

وفي كتاب تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان للعلامة نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري والمطبوع بهامش تفسير الإمام ابن جرير الطبري (4/5/27) ما نصّه: (... لا يقتل الرجل نفسه كما يفعله بعض الجهلة حينما يعرضه غمّ أو خوف أو مرض شديد يرى قتل نفسه أسهل عليه). أهـ

قلت: الانتحار المنهي عنه هو أن يقتل الإنسان نفسه بقصد منه للقتل في الحرص على الدنيا أو طلب المال بأن يحمل نفسه على الغرر المؤدي إلى التلف والهلاك أو كان في حال غضب أو ضجر أو يفعله حينما يعرضه غمّ أو خوف أو مرض شديد فيرى قتل نفسه أهون عليه، أو يستعجل الموت لكونه جرح جرحاً شديداً كقصة الرجل الذي قتل نفسه يوم أحد وهو من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع شاذةً ولا فاذةً إلاّ اتبعها يضر بها بسيفه. فقيل: ما أجزأ منا اليوم كما أجزأ فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما إنه من أهل النار)، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه. قال: فخرج معه كلما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه. قال: فجرح الرجل جرحاً شديداً، فاستعجل الموت، فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه... الحديث (رواه البخاري في كتاب المغازي من صحيحه). (الفتح، 7/471/ح 4202)

وفي رواية أبي هريرة رضي الله عنه (ح 4203): (... فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت به الجراحة فكاد بعض الناس يرتاب، فوجد الرجل ألم الجراحة، فأهوى بيده إلى كنانته فاستخرج منها أسهماً فنحر بها نفسه... ) الحديث.

وفي رواية (فانتحر بها) رواه البخاري في كتاب القدر باب العمل بالخواتيم (الفتح، 11/498 ح 6606).

فالانتحار إذا كان للأسباب الآنفة الذكر فلا شك في حرمته وهو من كبائر الذنوب وصاحبه معرض للوعيد، ولا يجوز للمسلم بأي حال قتل نفسه أو تعريضها للتلف أو الهلاك بسبب الضر الدنيوي.

بل ورد النهي عن تمني المريض الموت من ضر أصابه فقد أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المرضى باب تمني المريض الموت (الفتح، 10/127 ح 5671 (عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يتمنينّ أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهمّ أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفّني إذا كانت الوفاة خيراً لي).
يتبع

قناص بغداد 17-03-2006 01:11 AM

قال الحافظ في الفتح (10/128): (وقوله: (من ضر أصابه) حمله جماعة من السلف على الضر الدنيوي، فإن وجد الضر الأخروي بأن خشي فتنة في دينه لم يدخل في النهي، ويمكن أن يؤخذ ذلك من رواية ابن حبان (لا يتمنّينّ أحدكم الموت لضر نزل به في الدنيا) على أنّ (في) في هذا الحديث سببية أي بسبب أمر من الدنيا، وقد فعل ذلك جماعة من الصحابة: ففي (الموطأ) عن عمر أنه قال: (اللهمّ كبرت سنّي وضعفت قوّتي وانتشرت رعيّتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط). وأخرجه عبد الرزاق من وجه آخر عن عمر وأخرج أحمد وغيره من طريق عبس ويقال عابس الغفاري أنه قال: يا طاعون خذني، فقال له عليم الكندي: لم تقول هذا ؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يتمنّينّ أحدكم الموت)، فقال: إنّي سمعته يقول: (بادروا بالموت ستاً: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم) الحديث. وأخرج أحمد أيضاً من حديث عوف بن مالك نحوه وأنه قيل له: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما عمر المسلم كان خيراً له) الحديث، وفيه الجواب نحوه. وأصرح منه في ذلك حديث معاذ الذي أخرجه أبو داود وصحّحه الحاكم في القول في دبر كل صلاة وفيه (وإذا أردت بقوم فتنةً فتوفّني إليك غير مفتون). أهـ

فإذا كان تمني الموت - مجرد التمني - حرام بسبب الضر الدنيوي، بخلاف تمنيه إن وجد الضر الأخروي، دل ذلك أنّ الضر الأخروي لا يدخل صاحبه في النهي الوارد في هذا الحديث.

وهكذا في مسألتنا هذه، وهي ما تسمى بالعمليات الانتحارية أو تعرف بالعمليات الإستشهادية، - والعمليات التي تمّت في أمريكا هي منها بلا شكّ - إن كان الذين قاموا بها مجاهدين في سبيل الله - فلا يمكن حملها بالأدلة الناهية عن الانتحار ذلك أنّ تلك الأدلة وردت فيمن قتل نفسه بسبب ضر دنيوي لا أخروي أو بسبب الحرص على الدنيا والمال فيحمل نفسه على الغرر المؤدي إلى تلف النفس وهلاكها أو كان بسبب مرض شديد أو في حال غضب أو ضجر أو خوف أو غمّ أو جزع أو عدم صبر، فيستعجل الموت فيقتل نفسه.

أما من قتل نفسه مجاهداً في سبيل الله يهدف من وراء ذلك النكاية في أعداء الإسلام وإثخان الجراح بهم وتكبيدهم الخسائر الباهظة، أو إدخال الرعب في قلوبهم، أو علم أنه يكسر قلوب الكفار حين يشاهدون جرأة المسلم وشجاعته في سبيل الله، أو كان قصده تجرأة المسلمين عليهم حتى يصنعوا مثل صنيعه، أو يكون قصده إرهاب أعداء الله ليعلموا صلابة المسلمين في الدين، أو نحو ذلك من المقاصد الحسنة، فلا يتناوله عموم النهي الوارد في حرمة قتل النفس لاختلاف المقاصد والنيات، فمقصد الذي يقوم بالعمليات الإستشهادية هو مقصد أخروي يبتغي بذلك وجه الله، وإنما يفعل ذلك طلباً للشهادة وللقتال في سبيل الله، مع غلبة ظنه على تحقق المصلحة الشرعية من مثل هذه العمليات، فتلف النفس لإعزاز الدين ولإهلاك الكافرين مقام شريف مدح الله به المؤمنين في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ...) الآية [التوبة: 111].

يوضح ذلك أنّ الأحاديث التي ورد فيها الوعيد على قاتل نفسه ليست في الجهاد والتعرض للشهادة، إنما هي في حق من قتل نفسه بحديدة أو سمّ تحساه أو استعجل الموت أو بسبب ضر دنيوي نزل به كما أسلفنا.

فمنها ما رواه البخاري في صحيحه (الفتح 10/247) في كتاب الطب باب شرب السمّ والدواء به وما يخاف فيه والخبيث برقم (5778) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً. ومن تحسّى سمًّا فقتل نفسه فسمّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً. ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً).

يتبع

قناص بغداد 17-03-2006 01:12 AM

وله في كتاب الجنائز باب ما جاء في قاتل النفس (الفتح، 3/226 - 227) برقم (1363) عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حلف بملة غير الإسلام كاذباً متعمداً فهو كما قال ومن قتل نفسه بحديدة عذِّب به في نار جهنم). ورواه أيضاً في كتاب الأيمان والنذور - باب من حلف بملة سوى ملة الإسلام (الفتح 11/537 ح 6652) بلفظ: (ومن قتل نفسه بشيء عذِّب به في نار جهنم...). وله أيضاً في كتاب الجنائز باب ما جاء في قاتل النفس برقم (1364) عن جندب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كان برجل جراح فقتل نفسه فقال الله: بدرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة). وبرقم (1365) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعنها يطعنها في النار).

قلت: لا يجوز حمل هذه الأحاديث على من يقوم بالعمليات الإستشهادية، ذلك أن الانتحار المحرم شرعاً في الكتاب والسنة هو في من قتل نفسه بسبب ضر دنيوي أو للأسباب الآنفة الذكر، وقاتل نفسه لتلك الأسباب مرتكب للكبيرة عاص لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم بخلاف الذي يقدم نفسه رخيصة في سبيل الله وفي حب الإستشهاد، فالتسوية بينهما كالقياس مع الفارق، وأنّى يستويان، فقاتل نفسه من أجل دنيا أو بسبب ضر دنيوي، قتل نفسه في سبيل الشيطان والطاغوت لقلة إيمانه بقضاء الله وقدره، وأما الذي يقتل نفسه أو يعرضها للهلاك والتلف في سبيل الله إعزازاً لدين الله وإضعافاً لأعدائه وإحقاقاً للحق وإزهاقاً للباطل، وتقوية لشوكة المسلمين، وإضعافاً لشوكة الكافرين وقمعاً لباطلهم وسعياً إلى تقويض سلطانهم، لا يمكن بأي حال قياسه بمن ينتحر من أجل نفسه وهواه.

والمتأمل لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النفس يرى أنّ (جناية الإنسان على نفسه كجنايته على غيره في الإثم لأن نفسه ليست ملكاً له مطلقاً بل هي لله تعالى فلا يتصرف فيها إلاّ بما أذن له فيه)، حكاه ابن دقيق العيد. (انظر فتح الباري 11/539).

قلت: والقيام بالعمليات الإستشهادية من المأذون فيه شرعاً - إن شاء الله تعالى - لأنه تلف للنفس في سبيل الله وهذا مقام شريف مدح الله به المؤمنين في قوله تعالى: (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُوْنَ فِي سَبِيْلِ اللهِ فَيَقْتُلُوْنَ وَيُقْتَلُوْنَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيْلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيْمُ) [التوبة: 111].

فأمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين ببذل أنفسهم وأموالهم في ذاته سبحانه وتعالى مع أنه سبحانه هو الواهب لهم أنفسهم وأموالهم ووعدهم بذلك ما هو خير منها في الآخرة إن وهبوا أنفسهم وأموالهم رخيصةً في سبيله سبحانه وتعالى وذلك غاية التفضل والإكرام. والذي يقوم بالعمليات الإستشهادية يبذل أغلى ما يملكه في ذات الله - بعد الإيمان بالله وبرسوله - وهو نفسه. كما قال الشاعر:

يجود بالنفس إن ضنّ البخيل iiبها والجود بالنفس أغلى غاية الجود
يتبع

قناص بغداد 17-03-2006 01:13 AM

والله سبحانه وتعالى اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ليقاتلوا في سبيله. (قال ابن عيينة معنى الآية: اشترى منهم أنفسهم ألاّ يُعمِلوها إلاّ في طاعة الله، وأموالهم ألاّ ينفقوها إلاّ في سبيل الله). (تفسير المحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي، 7/50).

ومن يقوم بعملية استشهادية لا شكّ أنه في طاعة الله بل هو في أعلى مقامات الطاعة ألا وهي الجهاد في سبيل الله، فهو داخل - إن شاء الله تعالى - في معنى هذه الآية.

وقد قرأ حمزة والكسائي وخلف والنخعي وابن وثّاب وطلحة (فَيُقْتَلُوْنَ) على البناء للمفعول (وَيَقْتُلُوْنَ) على البناء للفاعل ووافقهم الحسن والأعمش؛ والباقون وهم ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وأبو عمرو والحسن وقتادة وأبو رجاء وغيرهم قرأوا بعكس ذلك.

فعلى قراءة (فَيُقْتَلُوْنَ وَيَقْتُلُوْنَ) يمكن توجيهها على أنّ المقاتل في سبيل الله يُقْتَلُ ليَقْتُلَ، كالانغماس في العدوّ الكثير أو اقتحام الرجل في الحرب وحمله على العدوّ الكثير وحده مع غلبة ظنه بالهلاك وتلف النفس، وهكذا في العمليات الإستشهادية أيضاً يُقْتَلُ ليَقْتُلَ ولا فرق بين الحالتين، حال اقتحامه صف العدوّ وحمله على العدوّ الكثير وحده وانغماسه فيهم، وحال قيامه بعملية استشهادية، لأنه في كلا الحالتين يكون موت المجاهد محققاً أو يغلب على ظنه موته في سبيل الله وأنّ الكفار يقتلونه ويريقون دمه. فإن قيل: إنه في الحالة الأولى يكون احتمال نجاته وارداً بخلاف الحالة الثانية فإن موته محقق لا محالة. فيقال: احتمال نجاة القائم بالعمليات الإستشهادية أيضاً قائمة، فكم من مجاهد في سبيل الله يقوم بعملية استشهادية فيَقْتُلُ ولاَ يُقْتَلُ؛ وقد حصلت عشرات الحوادث من هذا النوع في أفغانستان والشيشان وفي البوسنة والهرسك وغيرها، بل إنّ أحد الذين قاموا بتفجير سفارتي أمريكا في نيروبي ودار السلام نفذ العملية بنجاح ولم يمت ولم تتلف نفسه وخرج من المبنى المهدم سالماً.

ثم يقال: ماذا يضر المجاهد في سبيل الله إن تلفت نفسه في ذات الله وهو يسعى إلى تمكين الإسلام في الأرض وإعزاز الدين في أرجاء المعمورة، وإثخان الجراح في الكافرين وإضعاف شوكة اليهود والصليبيين والمشركين، أليس هذا مقام يمتدح فيه الإنسان وهو يعرض نفسه للهلاك والتلف لجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.

ومن المعلوم أنّ من أهمّ مقاصد الدين حفظ الدين، ولما كان حفظ الدين لا يتأتى إلاّ بالجهاد في سبيل الله مع أنّ فيه تلف النفس وإزهاقها وتعريضها للهلاك شرع الجهاد بالنفس والمال، لأن بقاء الدين أهمّ من بقاء النفس والعقل والنسل (العرض) والمال، فمقاصد الشرع تنحصر في حفظ هذه الكليات الخمس وهي الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وحفظ الدين مقَدّم على الكل لأنه أول مقاصد الشرع وهكذا الذي يقوم بالعمليات الإستشهادية هدفه الرئيس إعزاز الدين وإهلاك الكفر والكافرين فضحّى بنفسه إبقاءً للدين وحفاظاً عليه من كيد الكافرين إذ من المعلوم شرعاً (أنّ مصلحة الدين أساس للمصالح الأخرى ومقَدّمة عليها، فيجب التضحية بما سواها مما قد يعارضها من المصالح الأخرى إبقاءً لها وحفاظاً عليها). (انظر: ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلامية، ص 55، د/ محمد سعيد رمضان البوطي).

وإنّ مما قرره الشرع أنّ المحافظة على منافع الخلق وفق مراد الشرع مصلحة، والشرع إنما (قصد بالتشريع إقامة المصالح الأخروية والدنيوية وذلك على وجه لا يختلّ لها به نظام لا بحسب الكل ولا بحسب الجزء، وسواء في ذلك ما كان من قبيل الضروريات أو الحاجيات أو التحسينيات. فإنها لو كانت موضوعةً بحيث يمكن أن يختلّ نظامها أو تختلّ أحكامها، لم يكن التشريع موضوعاً لها، إذ ليس كونها مصالح إذ ذاك بأولى من كونها مفاسد. لكنّ الشارع قاصد بها أن تكون مصالح على الإطلاق، فلا بد أن يكون وضعها على ذلك الوجه أبدياً وكلياً وعاماً في جميع أنواع التكليف والمكلفين وجميع الأحوال. وكذلك وجدنا الأمر فيها والحمد لله). (الموافقات للشاطبي، 2/37)، وهذا المعنى بعينه موجود في العمليات الإستشهادية، لأن القيام بها دفع لمضرة استيلاء الكفار على بلاد المسلمين ومن المعلوم أنّ دفع المضرة مصلحة، وأي مضرة هي أعظم من استيلاء الكفار على بلاد المسلمين واستباحتهم لبيضة الإسلام، وقد قضت الشريعة بوجوب إحراز مرتبة حفظ الدين وجعلها في أول سلم الكليات الخمس حتى وإن قضت الضرورة بالتضحية ببقية الكليات والتي هي دون حفظ الدين (فيجب المحافظة على مصلحة الدين وتقويم شرعته حتى وإن استلزم ذلك فوات ما دونها وهو مصلحة المحافظة على النفس، ومن أجل ذلك شرع الجهاد). (ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلامية، ص 57)، فإذا كان الحفاظ على نفس المجاهد وعدم تعريضه للتلف والهلاك مصلحة، فإن الحفاظ على الإسلام أعظم مصلحة من الحفاظ على أرواح أفراد من مجموع الأمّة، فعند الموازنة بين المصلحتين نجد أنّ مصلحة الإسلام والأمّة كلها أولى من مصلحة فرد أو عدّة أفراد من مجموع الأمّة، فالضرورة قد تحمل المسلمين على القيام بالعمليات الإستشهادية للتضحية بمصلحة القائمين بهذه العمليات الإستشهادية في سبيل بقاء الدين وإنقاذ المسلمين. وهذا الذي عناه الأصوليون بحقيقة الضرورة فهم يقولون إنّ (نظرية الضرورة في حقيقتها تئول إلى توارد مصلحتين ومفسدتين على أمر واحد، وبين هاتين المصلحتين وهاتين المفسدتين تعارض، فنرجح أكبر المصلحتين فنحصلها، وأشد المفسدتين فندفعها). (انظر: نظرية الضرورة الشرعية حدودها وضوابطها للأستاذ/جميل محمد بن مبارك، ص 204).
يتبع

قناص بغداد 17-03-2006 01:14 AM

وإلى هذا المعنى أشار شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في مجموع الفتاوى (28/540) فقال: (وقد روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة أصحاب الأخدود، وفيها: (أنّ الغلام أمر بقتل نفسه لأجل مصلحة ظهور الدين)، ولهذا جوّز الأئمّة الأربعة أن ينغمس المسلم في صف الكفار، وإن غلب على ظنه أنهم يقتلونه، إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين). أهـ

وقد تقاس العمليات الإستشهادية بحالة تترس الكفار بالمسلمين، والفقهاء يقولون بالتضحية بالمسلمين المتترس بهم إذا لم يمكن التوصل إلى الكفار إلاّ بذلك وكان الكف عن قتل الكفار لأجل المتترس بهم من المسلمين يفضي إلى تعطيل الجهاد وانقطاعه لأنهم متى علموا ذلك يتترسون بالمسلمين عند خوفهم فينقطع الجهاد، أو كان الكف عن قتال الكفار لأجل المتترس بهم من المسلمين يؤدي إلى استيلاء الكفار ببلاد المسلمين أو تقوية شوكتهم أو استباحتهم لبيضة الإسلام، ففي هذه الحالة يجوز رمي الكفار مع وجود الترس البشري من المسلمين ولكن نقصد الكفار، ومن قتل من المسلمين المتترس بهم بالخطأ لأجل الجهاد في سبيل الله، كان شهيداً - إن شاء الله تعالى - ويبعث يوم القيامة على نيته، ولم يكن قتله أعظم فساداً من قتل المجاهدين في سبيل الله وإزهاق أنفسهم وهم يحرسون ثغور الإسلام ويمنعون الكفار من استباحة دار الإسلام. فإذا كانت الضرورة دفعتنا إلى التضحية بمصلحة الترس البشري من المسلمين في سبيل الله إعزازاً للدين وإنقاذاً لمجموع الأمّة الإسلامية، فكذلك يقال في العمليات الإستشهادية، إذا كان لا يمكن التوصل إلى قتال الأعداء إلاّ بذلك، ففي مثل هذه الحالة تدعو الضرورة إلى القيام بالعمليات الإستشهادية ولا بأس بالتضحية بفرد أو عدة أفراد يقومون بعمليات استشهادية يضعون فيها مواد متفجرة في سياراتهم أو حقائبهم أو يحيطون أنفسهم بحزام صاعق متفجر ثم يقتحمون مواقع العدوّ وتجمعاته أو يستخدمون الطائرات المدنية كأهداف عسكرية يضربون بها المراكز الحيوية للعدوّ - كالحالة التي حصلت في أمريكا مثلاً - فيفجّرونها بتلك المواد الناسفة لقصد النكاية بالعدوّ أو القضاء عليه أو إرهابه أو إضعاف قوته أو غير ذلك من المقاصد الشرعية لقصد دفع الضرر الأكبر بالمسلمين إذا لم ينتدبوا لمواجهة الكفار. ومعلوم أنه في حالة المسلمين الذين تترس بهم الكفار جاز للمسلم أن يقتل غيره من المسلمين، مع أنّ قتل المسلم لغيره من المسلمين جريمة كبرى في الإسلام، وهو أعظم جرماً من قتل المسلم لنفسه (لأنه إذا كان قاتل نفسه الذي لم يتعد ظلم نفسه ثبت فيه الوعيد الشديد فأولى من ظلم غيره بإفاتة نفسه). (الفتح 3/227).

(فإذا كان ما هو أعظم جرماً لا حرج في الإقدام عليه، لا بحكم استباحة قتل المسلم لغيره من المسلمين، وإنما بحكم الضرورة التي لا بد منها في حالة الحرب، تفادياً لضرر أشد - فإنه ينبغي بطريق الأولى أن لا يكون هناك حرج في الإقدام على ما هو أقلّ جرماً، لا بحكم استباحة الانتحار، أو قتل المسلم لنفسه، وإنما بحكم الضرورة التي لا بد منها في حالة الحرب - تفادياً لضرر أشد). (القتال والجهاد في السياسة الشرعية، د/ محمد خير هيكل، 2/1402 – 1403).

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في مجموع الفتاوى (28/540): (فإذا كان الرجل يفعل ما يعتقد أنه يقتل به لأجل مصلحة الجهاد، مع أنّ قتله نفسه أعظم من قتله لغيره؛ كان ما يفضي إلى قتل غيره لأجل مصلحة الدين التي لا تحصل إلاّ بذلك، ودفع ضرر العدوّ المفسد للدين والدنيا الذي لا يندفع إلاّ بذلك أولى). أهـ

فإن قيل: إنّ المقتحم لصف العدوّ والمنغمس فيه يقتل بيد العدوّ، بخلاف الذي يقوم بالعمليات الإستشهادية فإنه يقتل بفعله. فيقال: قد علم في الشرع أنّ المشارك والمتسبب في قتل النفس التي حرمها الله حكمهما كحكم المباشر لقتلها. فمن حبس رجلاً وقتله آخر فقال عطاء: يقتل القاتل ويحبس الحابس حتى يموت. ومن حبس إنساناً ومنع عنه الطعام والشراب حتى يموت جوعاً أو حفر له بئراً ليقع فيها، فوقع فيها فمات أو قدمه لحيوان مفترس أنه يقتل أو أمسك رجل رجلاً فقتله آخر فإنهما يقتلان لأنهما اشتركا في قتله. وهذا مذهب الليث ومالك والنخعي. وأما الشافعية والأحناف فذهبوا إلى أنّ القاتل المباشر للقتل يقتل وأما الممسك فيحبس حتى يموت جزاءً لإمساكه المقتول. وإليه ذهب أبو ثور والنعمان واختاره ابن المنذر، وهو قول أكثر أهل العلم. وذهب الجمهور مالك والشافعي وأحمد إلى وجوب القصاص على المتسبب في القتل عمداً وخالفه في ذلك أبو حنيفة ومحمد بن الحسن فقالوا: لا يقتل ولا يقتص منه وأوجبوا على عاقلته الدية ولا معنى لهذا القول. وقول الجمهور أقوى حجةً وأظهر دلالة، وهو مذهب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما رواه مالك في الموطأ: أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل نفراً برجل واحد قتلوه قتل غِيلة، وقال: (لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعاً).

قلت: والغِيلة بالكسر الاغتيال يقال: قتله غِيلة، وهو أن يخدعه فيذهب به إلى موضع فيقتله فيه. وتمالأ القوم: أي تعاونوا واجتمعوا.

والحاصل أنّ المقتحم لصف العدوّ والمنغمس فيه تسبب في قتل نفسه، والذي يقوم بعملية استشهادية باشر قتل نفسه بفعله ضرورةً أو مصلحةً متحققةً أو راجحةً أو غلب على ظنه رجحانها، وحكمهما في الشرع واحد، وقصدهما من ذلك طلب الشهادة ونصرة الإسلام وإلحاق الهزيمة بالأعداء.

وقد روى الإمام مسلم في صحيحه كتاب الإمارة باب فضل الجهاد والرباط (3/1503 - 150 ح 1889) عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من خير معاش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار على متنه يبتغي القتل، أو الموت مظانّه، ورجل في غنيمة في شعفة من هذه الشعف، أو بطن وادٍ من هذه الأودية يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعبد ربّه حتى يأتيه اليقين، ليس من الناس إلاّ في خير).

وفي مسند أبي عوانة (5/59 (ولفظه: (يأتي على الناس زمان أحسن الناس فيهم؛ رجل آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، كلما سمع بهيعة استوى على متنه، ثم طلب الموت، مظانّه). الحديث

وموضع الاستدلال من الحديث: قوله صلى الله عليه وسلم (يبتغي القتل، أو الموت، استوى على متنه ثم طلب الموت، مظانّه).

وفي الصحيحين عن يزيد بن أبي عبيد الأسلمي قال: قلت لسلمة بن الأكوع رضي الله عنه: على أي شيء بايعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ؟ قال: على الموت. (رواه البخاري في كتاب المغازي - باب غزوة الحديبية، 7/449، ح 7206 وكتاب الأحكام - باب كيف يبايع الإمام الناس، 13/93، ح 7206؛ ومسلم في كتاب الإمارة - باب استحباب مبايعة الإمام الجيش، 3/1486، ح 1860)، والشاهد من هذا الحديث المبايعة على الموت.
يتبع

قناص بغداد 17-03-2006 01:16 AM

الخلاصة

وخلاصة الأمر أنه لا فرق بين اقتحام الرجل في الحرب وحمله على العدد الكثير وحده وانغماسه فيهم وبين العمليات الإستشهادية بقصد التنكيل بالكفار وإثخان الجراح فيهم وقذف الرعب في قلوبهم وتكبيدهم الخسائر المادية والبشرية، وتجرئة المسلمين عليهم، ومحو فتنتهم من الأرض حتى يكون الدين كله لله والسعي إلى تمكين الإسلام في الأرض وتطهير بلاد المسلمين منهم ومن دنسهم، وتحرير المقدسات الإسلامية، وطردهم من بلاد المسلمين.

والمقتول في هذه العمليات الإستشهادية - إن شاء الله - شهيد في سبيل الله تعالى، له أجر الشهداء الصادقين، والأدلة على استحباب انغماس الرجل الشجيع أو الجماعة القليلة في العدوّ الكثير وفضله رغبة في الشهادة ونكاية في العدوّ تتناوله - إن شاء الله - وبسط القول في هذه المسألة له موضع آخر وفيما ذكرنا ما يفي بالمقصود ويعين على فهم المراد وبالله تعالى نتأيد.

وختاماً ننقل ما ذكره ابن النحاس في مشارع الأشواق (1/557 – 560) عن العلماء واختلافهم في اقتحام الرجل في الحرب وحمله على العدوّ الكثير وحده، وانغماسه فيهم فقال: (فصل: اعلم أن العلماء - رضي الله عنهم - اختلفوا في اقتحام الرجل في الحرب وحمله على العدوّ الكثير وحده، وانغماسه فيهم وقد تقدم من الأدلة أقوالاً وأفعالاً على استحباب ذلك وفضله ما فيه كفاية.

وقال الإمام أبو حامد الغزالي - رحمه الله تعالى - في الإحياء، في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: لا خلاف في أنّ المسلم الواحد له أن يهجم على صف الكفار ويقاتل، وإن علم أنه يقتل، وكما أنه يجوز أن يقاتل الكفار حتى يقتل جاز - أيضاً - ذلك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن لو علم أنه لا نكاية لهجومه على الكفار، كالأعمى يطرح نفسه على الصف أو العاجز، فذلك حرام، وداخل تحت عموم آية التهلكة، وإنما جاز له الإقدام إذا علم أنه لا يقتل حتى يقتل، أو علم أنه يكسر قلوب الكفار بمشاهدتهم جرأته، واعتقادهم في سائر المسلمين قلة المبالاة، وحبهم للشهادة في سبيل الله فتكسر بذلك شوكتهم. أهـ

وقال الرافعي والنووي وغيرهما: التغرير بالنفس في الجهاد جائز، ونقل في شرح مسلم الاتفاق عليه، ذكره في غزوة ذي قرد، وقال في قصة عمير بن الحمام حين أخرج التمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن ثم قال: إن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتل حتى قتل. قال النووي: فيه جواز الانغماس في الكفار والتعرض للشهادة، وهو جائز لا كراهة فيه عند جماهير العلماء. أهـ

وقال البيهقي في سننه: باب من تبرّع بالتعرض للقتل:

958 - قال الشافعي رحمه الله تعالى: قد بورز بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمل رجل من الأنصار حاسراً على جماعة المشركين يوم بدر بعد إعلام النبي صلى الله عليه وسلم إياه بما في ذلك من الخير فقتل. قال البيهقي: هو عوف بن عفراء، ذكره ابن إسحاق ثم ذكر في الباب قصة عمير بن الحمام وأنس بن النضر وغير ذلك.

وقال أبو عبد الله القرطبي في تفسيره: اختلف العلماء في اقتحام الرجل في الحرب وحمله على العدوّ وحده، فقال القاسم بن مخيمرة والقاسم بن محمد وعبد الملك من علمائنا: لا بأس أن يحمل الرجل وحده على الجيش العظيم، إذا كان فيه قوة وكان لله بنية خالصة، فإن لم تكن له قوة فذلك من التهلكة، وقيل: إذا طلب الشهادة وخلصت النية فليحمل، لأن مقصوده واحد منهم، وذلك بين في قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ) [البقرة: 207].

وقال ابن خويزمنداد: فأما أن يحمل الرجل على مائة أو على جملة العسكر أو جماعة اللصوص والمحاربين والخوارج، فلذلك حالتان: إن علم وغلب على ظنه أنه سيقتل من حمل عليه وينجو فحسن، وكذلك لو علم وغلب على ظنه أنه يقتل ولكن سينكي نكاية أو يؤثر أثراً ينتفع به المسلمون فجائز أيضاً، ولما تحصنت بنو حنيفة بالحديقة، قال رجل من المسلمين: ضعوني في الجحفة وألقوني إليهم ففعلوا، فقاتلهم وحده وفتح الباب.

959 - قال القرطبي: ومن هذا: ما روي أنّ رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أريت إن قتلت في سبيل الله صابراً محتسباً ؟ قال: (فلك الجنة)، فانغمس في العدوّ حتى قتل.

960 - وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار، ورجلين من قريش، فلما رهقوه قال: (من يردّهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة ؟) فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة، فقال النبي صلى الهه عليه وسلم: (ما أنصفنا أصحابنا)، هكذا الرواية: (أنصفنا أصحابنا)، وروي بفتح الفاء ورفع الباء، ويرجع إلى من فرّ عنه من أصحابه.

وقال محمد بن الحسن: لو حمل رجل واحد على ألف رجل من المشركين، وهو وحده لم يكن بذلك بأس، إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية في العدوّ، فإن لم يكن كذلك فهو مكروه، لأنه عرض نفسه للتلف من غير منفعة للمسلمين، فإن كان قصده تجرئة المسلمين عليهم حتى يصنعوا مثل صنيعه فلا يبعد جوازه، لأن فيه نفعاً للمسلمين على بعض الوجوه، فإن كان قصده إرهاب العدوّ ليعلم العدوّ صلابة المسلمين في الدين فلا يبعد جوازه (و) إذا كان فيه نفع للمسلمين فتلفت النفس لإعزاز دين الله وتوهين الكفار، فهو المقام الشريف الذي مدح الله به المؤمنين في قوله: (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ) الآية، إلى غيرها من آيات المدح التي مدح الله بها من بذل نفسه، وعلى ذلك ينبغي أن يكون حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، انتهى كلام القرطبي). أهـ


البائع نفسه 17-03-2006 01:28 AM

السلام عليكم شكرا ً أخي قناص بغداد

يا أخي قناص.... بعض الناس لا يرضى أبدا ً بالحق الواضح حتى أنهم لا يرضوا أن تكون المسألة خلافية .....بل يتعصبوا لرأي ما فقط لكي يغيضوا به بعض المخالفين له .

فلا تتعجب إذا رأيت أنه لا يوجد هناك إلا بعض السخرية والجهل .

بالمناسبة ...

أعجبني توقيعك الررررررررائع . اللهم انصر عبدك أسامة على طواغيت الأرض .

......................................اللهم آميــــــــــــــن......................

قناص بغداد 17-03-2006 10:31 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة البائع نفسه
السلام عليكم شكرا ً أخي قناص بغداد

يا أخي قناص.... بعض الناس لا يرضى أبدا ً بالحق الواضح حتى أنهم لا يرضوا أن تكون المسألة خلافية .....بل يتعصبوا لرأي ما فقط لكي يغيضوا به بعض المخالفين له .

فلا تتعجب إذا رأيت أنه لا يوجد هناك إلا بعض السخرية والجهل .

بالمناسبة ...

أعجبني توقيعك الررررررررائع . اللهم انصر عبدك أسامة على طواغيت الأرض .

......................................اللهم آميــــــــــــــن......................

بارك الله فيك اخي البائع لنفسه
كثير من الناس

يريد الشرف والسؤدد

والعزة والتمكين لهذه الأمة

ويروم ذلك بثقافة الحوار

والنقاش والسياسة العقيمة

ويرى أن ذلك أجدى وأنفع

من الجهاد والقتال !!

يرى الجبناء أن الجبن عقل .... وتلك خديعة الطبع اللئيم

نسأل الله لهم الهدايه

فلوجة العز 17-03-2006 01:55 PM

فمن هو هذا الشهيد !!
هو ذلك المؤمن الذي يقاتل تحت راية إسلامية ظاهرة لإعلاء كلمة الله فيقتله أعداء الله ، أو يموت في خضم الرحلة الجهادية ميتة طبيعية.
تابع الموضوع تجد الإجابة فى الأعلي

وتذكير أكثر ماذا تقول فى حديث الحبيب
صلى الله عليه وسلم
من قاتل من أجل إعلاء راية الله فهو فى سبيل الله


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.