أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الفئة الضالة في القرآن - حسين بن محمود (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=55707)

ابو قحافة 08-07-2006 05:02 PM

الفئة الضالة في القرآن - حسين بن محمود
 
بسم الله الرحمن الرحيم



الآيات الدالة على الفئة الضالة






الحمد الله الذي تفضل على عباده بالهدى بعد الضلال ، ثم الصلاة والسلام على المتحلي بصفات الكمال من الرجال : محمد بن عبد الله المأمور في الورى بالقتال ، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم السؤال .. أما بعد ..



قال ربنا سبحانه وتعالى {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} ، قال السعدي رحمه الله في تفسير الآية :{قُلْ} يا أيها الرسول, لما تبين البرهان {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ} أي : الخبر الصادق المؤيد بالبراهين , الذي لا شك فيه بوجه من الوجوه , وهو واصل إليكم من ربكم الذي من أعظم تربيته لكم أن أنزل إليكم هذا القرآن الذي فيه تبيان لكل شيء وفيه من أنواع الأحكام والمطالب الإلهية والأخلاق المرضية ما فيه أعظم تربية لكم , وإحسان منه إليكم , فقد تبين الرشد من الغي ولم يبق لأحد شبهة. {فَمَنِ اهْتَدَى} بهدى الله بأن علم الحق وتفهمه وآثره على غيره {فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ} والله تعالى غني عن عباده , وإنما ثمرة أعمالهم راجعة إليهم. {وَمَنْ ضَلَّ} عن الهدى بأن أعرض عن العلم بالحق , أو عن العمل به {فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} ولا يضر الله شيئا , فلا يضر إلا لنفسه. {وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} فأحفظ أعمالكم وأحاسبكم عليها , وإنما أنا لكم نذير مبين , والله عليكم وكيل. فانظروا لأنفسكم , ما دمتم في مدة الإمهال. (انتهى) ..



لا زال بعضهم – رغم ما اتضح للناس – يصر على وضع الكلام في غير موضعه وتسمية الأمور بنقيض مسمياتها ، وترديد ذلك كثيرا في المحافل والمناسبات لترسخ هذه المصطلحات في الأذهان بفلسفة المثل الشعبي - الذي صار مبلغ علمهم وطريقة تعاملهم مع الناس - "كثرة التكرار تعلم الحمار" ، وهذا من الإستغفال والإستحمار لعقل الإنسان الذي لا يُلقي له هؤلاء وزنا برغم علمهم أن الله شرّف الإنسان بهذا العقل ..



لقد استخدم هؤلاء كلمات كثيرة في وصف المجاهدين ، منها : الخوارج ، والفئة الباغية ، والمفسدون ، والمخربون ، والأغرار ، والجهال ، والإرهابيون ، وأهل العنف ، والتكفيريون ، والمتنطعون ، والمتشددون ، والجهاديون (وهذه – لجهلهم - ظنوا أنها ذما!!) ، وأسماء ابتدعوها ما أنزل الله بها من سلطان ، ليصدوا الناس عن الجهاد وينفروهم من المجاهدين ، ولما لم تنطلي هذه المسميات على الناس : اجتمع أبو جهل وأبو لهب وأمية بن خلف في دار ندوتهم (القمة العربية) ليتآمروا على الجهاد والمجاهدين فكانوا على موعد مع "الشيخ النجدي" صاحب العباءة المذهبة ليستقر رأيهم على مسمى هزيل ضعيف ضعف كيد الشيطان ، فقالوا "الفئة الضالة" !!



لقد فنّد العلماء والعقلاء مزاعم هؤلاء ، وبينوا كذبهم وزيف ادعاءاتهم ورميهم المجاهدين وطعنهم فيهم ، ولكن قبل أن يستقر هؤلاء على هذا المسمى عمدوا إلى سجن وقتل كل عالم رباني اعتقدوا أو شكوا أنه يرد عليهم ، وها هم العلماء والدعاة الأخيار في سجونهم بلا تهمة ولا قضية ولا سبب إلا أن يقولوا {ربنا الله} !!



لو كان لهؤلاء المساكين عقل لكانوا أبعد الناس عن استخدام مصطلح "الفئة الضالة" ، فهذا المصطلح لا يليق إلا بهم ، ولا يحور إلا عليهم ، فهم أولى الناس به بنص كتاب الله ، وهذا ما سيراه القارئ في الكلمات التالية :



إن المعنى اللغوي لمصطلح "الفئة الضالة" واضح لا يحتاج إلى تفسير ، فالفئة هي : الجماعة أو الفرقة من الناس ، والضلالة : ضد الهدى والحق والرشاد ، ومعنى الكلمتين معاً (الفئة الضالة) لا يحتاج إلى بحث ، ولعلنا نقرب معنى كلمة "الضلال" بما ذكر الله لها من أضداد في كتابه "وبضدها تُعرف الأشياء" ، قال سبحانه {فَذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} (يونس : 32) ، فالحق ضد الضلال ، ولكن أكثر كلمة جاءت في القرآن نقيضة للضلال هي كلمة الهدى ، فقد جاءت في آيات كثيرة ، منها قوله تعالى {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (الإسراء : 15) ، وقال تعالى {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى} (طه : 79) ، وقال تعالى {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى} (طه : 123) ، وسيأتي ذكر آيات أخرى في ثنايا الكلام ..

ابو قحافة 08-07-2006 05:05 PM

إن كتاب ربنا سبحانه هو الفيصل بين الحق والباطل ، وما ترك الله سبحانه وتعالى باطلاً إلا ورد عليه في كتابه ، ولا حق إلا وبينه لنا ، قال تعالى {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} ، ولا بد للمسلم أن يرجع إلى كتاب الله عند التنازع حتى يعرف الحق ، فالحق هو ما قال ربنا لا ما استحسنته عقولنا أو عقول غيرنا {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} ، والله ربنا سبحانه ما كان ليترك الناس يضلون بدون إرشادهم وبيان ما يجب عليه فعلهم واعتقادهم ، قال تعالى {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (التوبة : 115) ، والذي يختار بعد البيان أن يكون في أهل الضلال فهو الظالم ، قال تعالى {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ} (إبراهيم : 27) ، ومثل هذا يجني على نفسه ولا يلوم غيرها ، قال تعالى {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} (سبأ : 50) ..



إن الباحث عن كلمة "الضلال" ومشتقاتها في كتاب الله يجد أن هذه الكلمة أتت في آيات كثيرة تصف أحوال أناس وفئات من الناس حادوا عن طريق الهدى ، فبين لنا ربنا سبحانه وتعالى حقيقة ما وقع فيه هؤلاء ووصفهم بما يليق بهم ..



الشيطان هو رأس الفئة الضالة وحامل لواء ضلالها ، قال تعالى محدثا عن كليمه موسى {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ} (القصص : 15)



ولا نحتاج إلى دليل على كون الشيطان ضال مضل ، فقد اعترف بنفسه حيث قال (في ما أثبته عنه ربنا جل في علاه) {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا} (النساء : 119) ..



ومن اتخذ الشيطان ولياً يأتمر بأمره وينتهي بنهيه وترك القرآن وراء ظهره وهو يحسب أنه مهتد ، فهذا من الفئة الضالة ، قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} (الحج : 3-4) ، وقال تعالى {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} (الأعراف : 30) ، قال ابن كثير في تفسيره "قال ابن جرير: وهذا من أبين الدلالة على خطأ من زعم أن الله لا يعذب أحداً على معصية ركبها أو ضلالة اعتقدها , إلا أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها فيركبها عناداً منه لربه فيها , لأنه لو كان كذلك لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضل وهو يحسب أنه مهتد , وفريق الهدى فرق , وقد فرق الله تعالى بين أسمائهما وأحكامهما في هذه الاَية". (تفسير ابن كثير) ..



إن أول ما يتبادر في قلب المؤمن عن أهل الضلال والفئة الضالة أنهم أتباع إبليس من أهل الكفر والشرك الذين هم في صفوف الضلال الأولى ، وهذا حق ، وهو ما بيّنه الله في كتابه في مواضع كثيرة ، منها قوله تعالى {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} (إبراهيم : 18) ، وقال تعالى {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} (محمد : 8) ، وقال تعالى {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} (الأنعام : 74) ، {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا} (النساء : 116) ، وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلاَلاً بَعِيدًا} (النساء : 167) ، والآيات في كتاب الله كثيرة بهذا المعنى وبلفظ الضلال ، فأولى الناس بلقب "الفئة الضالة" هم الكفار والمشركين ..



ولكن مصطلح "الفئة الضالة" في القرآن وقع على النصارى خاصة (وبأل التعريف) ، قال تعالى في كتابه {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} (الفاتحة : 7) ، أخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان في صحيحه عن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن المغضوب عليهم هم اليهود ، وإن الضالين النصارى" ، قال ابن أبي حاتم: لا أعلم خلافاً بين المفسرين في تفسير المغضوب عليهم باليهود ، والضالين بالنصارى (انظر تفسير الشوكاني) ..



إذاً "الفئة الضالة" : هي فئة النصارى إجماعاً ، وهم اليوم : أوروبا والأمريكتين واستراليا وكثير من دول آسيا وأفريقيا ، وعلى رأس هؤلاء : الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وروسيا .. ومن يتبع النصارى فهو تابع للفرقة الضالة .. وقد أكد الله هذا المعنى في قوله تعالى {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (آل عمران : 69) ، فأهل الكتاب يريدون أن نتبعهم ليُضلونا ، قال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء : 44) ، فالمجاهدون – ولله الحمد – يقاتلون أهل الكتاب من اليهود والنصارى ولا يتقربون إليهم ولا يحاولون اتباعهم ويُرهبونهم ويغلظون عليهم ، أما الحكام وأذنابهم فهم يعلنون ولائهم للصليبيين ويتذللون لهم ويحنون لهم ظهورهم ويأخذون منهم تعاليمهم ويحاولون تقليدهم بشتى الطرق ، حتى أنهم الآن يغيرون البرامج التعليمية في جميع الدول العربية وفق المطالب الأمريكية اليهودية ، وقد علم الناس خبر السحاقية بنت "ديك تشيني" التي استقبلها أصحاب اللحى والشوارب من الأمراء والشيوخ في بلادنا لتعلن على الملأ سحاقيتها وتمر على وزارات التعليم في بلادنا لتُلغي آيات وأحاديث من مناهجنا الدينية فيطيعها القوم رغبة ورهبة !!

ابو قحافة 08-07-2006 05:10 PM

إن الذي يتبع النصارى الضالين لهو الضال ، ولكن ضلاله أعظم من ضلال المتبوع ، فهؤلاء الحكام وأتباعهم يعملون جاهدين للوصول إلى رتبة النصارى في الضلال ، ولم يصلوا بعد ، فهم لا زالوا في قعر الضلال بعيدين عن النصارى الذين هم فوقهم ، فالنصارى الضالين يعملون عن جهل لتطوير أنفسهم والوصول إلى بعض الهدى ، ولكن لجهلهم يبتعدون عن الهدى يوما بعد يوم ، أما هؤلاء التابعين فيتبعون ما يعرفون أنه ضلال ، فليس من يريد الوصول إلى الضلال مثل من يريد الوصول إلى بعض الهدى ..



وليس الضلال حكرا على النصارى فقط ، وإن كانوا المقصودين بقوله تعالى في سورة الفاتحة {الضالين} ، فهناك صفات ذكرها الله سبحانه في القرآن لأهل الضلال توسع هذه الدائرة ، وقد حرصت هنا أن آتي بآيات يكون فيها لفظ "الضلال" أو أحد مشتقاته لأن الكلام في مصطلح "الفئة الضالة" ، مع العلم بوجود آيات كثيرة تدل على معنى الضلال دون ذكر اللفظ ..



اليهود من الفئة الضالة ، قال تعالى {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (المائدة : 60) ، فالذين يريدون تطبيع العلاقات مع الفئة اليهود إنما يتقربون إلى الفئة الضالة ، وهم في نفس الوقت يقتلون المسلمين والمجاهدين ويجعلونهم قرابين لليهود الضالين ..



ومن الذي ذكرهم الله في "الفئة الضالة" ما جاء في قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا} (النساء : 60) ، فالذين لا يحكمون بما أنزل الله ويتحاكمون بغير شرعه هم من "الفئة الضالة" ..



ومن اتبعهم في حكمهم وأقرهم على ما هم عليه فهو من الفئة الضالة أيظا ، قال تعالى {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ قُلْ لاَ أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ * قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} (الأنعام : 56-57) ..



والذي علِم حكم الله واختار غيره أو رضي به أو اعتقد بأن له الإختيار : فهو من الفئة الضالة ، قال تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا} (الأحزاب : 36) ..



وبعض المساكين يرى أن الهدى كل الهدى في من يسميهم "ولاة الأمر" ، فبمجرد أن يحكم إنسان دولة أصبح في نظرهم هاديا مهديا واجب الطاعة والولاء !! وهذا من الحمق والجهل بمكان ، قال تعالى {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ} (يونس : 88) ففرعون كان ولي أمر المصريين وحاكم مصر ومع ذلك فهو ضال مضل ، ومن كان على شاكلة فرعون فإنه من الفئة الضالة وليس من ولاة الأمر الشرعيين ..



وكم هو قريب موقف فرعون من موقف كثير من الحكام اليوم ، فقد قتل فرعون أبناء المسلمين في زمانه – بعد أن علم أنهم على حق – وادعى فرعون بقتلهم أنه يحمي المجتمع من هذه الفئة التي تريد أن "تفسد" في الأرض ، قال تعالى {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ * وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ} (غافر : 25-26) ، فالدعوة الفرعونية تكمن في ادعاء حماية أمن المواطنين واستقرار البلاد وحفظها من "الفئة الضالة" ، وهذا ما يحدث الآن ، فالحكام يقتلون المجاهدين وأهليهم في الحل والحرم ثم يتهمون المجاهدين بالتنطع والغلو والإفساد والإخلال بالأمن ، وهذه الفلسفة الفرعونية تعلمها حكامنا من الصليبيين ، وإلا فإن هؤلاء الحكام كانوا يقتلون الصالحين - قبل بضع سنوات فقط - دون أن يبدوا أي مبررات أو حجج للناس ، فقد كانوا متفرعنين أكثر من فرعون ، فأصبحوا اليوم متصيلبين أكثر من الصليبيين ..




وبعض الناس يعتذر للحكام بأعذار واهية لا يستسيغها العقل ، فضلا عن الشرع ، فيقول بأن هؤلاء الحكام فيهم الطيبة وحب الوطن وحب الناس وفيهم العدل والحكمة وفيهم وفيهم ، ولكنهم (الحكام) غفلوا عن حكم الشرع أو جهلوا حكم التحاكم إلى الشريعة أو لا يستطيعون تحكيم الشرع ، أو هم متأولون ، وغيرها من الأعذار التي لا تنطلي على من له عقل ، وهذا ربنا جل في علاه يحذر نبي من أنبيائه إن هو عدل عن الحق ، قال تعالى {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} (ص : 26) ، وعلى المسلم أن يؤمن بأن كل ما خالف الشرع فهو باطل وإن أخبره عقله بأنه حق ، فلا حق في مخالفة الشرع ، فمن اتبع هواه وحكم غير الشرع فهو من الفئة الضالة ، لم يستثن ربنا - جل في علاه – في هذا أحد إلا المكره ..



لقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من اتباع الطواغيت ، فقال سبحانه {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلاَلَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} (النحل : 36) ، فالطواغيت موجودون في كل أمة وفي كل زمن ، ومن تبعهم ولم يجتنبهم ويبغضهم فهو من الفئة الضالة ، وموقف هذه الفئة الضالة التابعة للفئة المضلة يوم القيامة موقف تقشعر منه الأبدان ، قال تعالى {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} (الأحزاب : 67-68) ، فانظر كيف يتزلفون لهم في الدنيا ويبيعون دينهم لهم مقابل حضوة عندهم وبعض فتات المال ، ثم يلعنونهم في الآخرة ويدعون الله عليهم ، فسبحان مغير الأحوال ..



ومن الفئة الضالة من يتابعون آبائهم وأجدادهم على الخطأ بدون علم أو هدي من الله ، وإذا قيل لهم بأن ما يفعلون مجانب للصواب قالوا {هذا ما وجدنا عليه آبائنا} ، فهؤلاء قال الله فيهم {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاَءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لاَ تَعْلَمُونَ} (الأعراف : 38) ..

..



والمنافقين من الفئة الضالة ، قال تعالى { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً * وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلاَ تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} (الإسراء : 89) ، قال ابن كثير رحمه الله "عن زيد بن ثابت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد فرجع ناس خرجوا معه , فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين : فرقة تقول : نقتلهم , وفرقة تقول : لا , هم المؤمنون, فأنزل الله {فما لكم في المنافقين فئتين} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنها طيبة وإنها تنفي الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد" (أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة) " (انتهى) ، فهذا ابن سلول وأصحابه لما تركوا الجهاد المتعين عليهم وخذلوا المسلمين في أحد أخبرنا الله بأنهم ضلّال ، فالفئة الضالة هنا هي : الفئة المنافقة المتخلفة عن الجهاد المتعين ..



وهناك فرقة ضالة أخرى ذكرها الله في كتابه في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} (البقرة : 174-175) ، فهؤلاء لشدة غبائهم وضلالهم باعوا الهدى واشتروا الضلال عن علم ، فهؤلاء لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ، قال ابن كثير رحمه الله " يقول تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب} يعني اليهود الذين كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتبهم التي بأيديهم مما تشهد له بالرسالة والنبوة , فكتموا ذلك لئلا تذهب رياستهم وما كانوا يأخذونه من العرب من الهدايا والتحف على تعظيمهم إياهم , فخشوا - لعنهم الله - إن أظهروا ذلك أن يتبعه الناس ويتركوهم, فكتموا ذلك ابقاء على ما كان يحصل لهم من ذلك وهو نزر يسير , فباعوا أنفسهم بذلك واعتاضوا عن الهدى واتباع الحق وتصديق الرسول والإيمان بما جاء عن الله , بذلك النزر اليسير, فخابوا وخسروا في الدنيا والاَخرة" (انتهى) ، فهؤلاء العلماء الذين يلبسون على الناس ويخفون آيات الله وحكمه ليتقربوا إلى السلطان فيأخذوذ فتات ما يلقي لهم : باعوا دينهم بجاههم ومكانتهم عند السلطان ، ولما سلب قادة الجهاد قلوب الناس أكلت الغيرة قلوب هؤلاء العلماء وأخذوا يطعنون في المجاهدين ليرجع الناس إليهم ويحصل لهم ما كان بالأمس من إنحصار التعظيم والتوقير ..



ومن يتبع شياطين الإنس - من العلماء المضلين - في ضلالهم وزلاتهم وغيهم فيظلم نفسه ويدمر مستقبله متعذرا بمحبة هؤلاء العلماء ومكانتهم في قلبه أو في المجتمع فهو من الفئة الضالة ، قال تعالى {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً} (الفرقان : 27-29) ، وكم وجدنا من هؤلاء ممن لا عقول لهم : نُسمعهم كلام الله وكلام رسوله فيقولون : ولكن فلان من العلماء قال غير ما تقولون ، فحسبنا الله ونعم الوكيل ..

ابو قحافة 08-07-2006 05:10 PM

والذين يوالون أعداء الله ويُظهرون ودهم لهم - وقد علموا أنهم كفار وأن الله يبغضهم - ولا يكتفون بهذا بل يأمرون المجاهدين بالتصالح مع الكفار الحربيين الصائلين من خلال نظرياتهم الخبيثة التي تسمى "بالمصالحة الوطنية" وهم يعلمون أن الله أمر المؤمنين بالجهاد وبالمفاصلة على أساس العقيدة ، فهؤلاء من الفئة الضالة ، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} (الممتحنة : 1) ، وها هي الأبواق المنافقة تنعق في العراق وأفغانستان وفلسطين تريد من المجاهدين إلقاء السلاح ومصالحة الأعداء ، فمن فعل ذلك أو دعى إليه فهو من "الفئة الضالة" بنص كتاب الله ..



والفئة المتذبذبة التي لا يستقر لها قرار وتجدها تلعب على جميع الحبال وتتزلف لجميع الفئات لتضمن لنفسها مكاسب موهومة على حساب العقيدة والمبدأ هي أيظا من "الفئة ضالة" ، قال تعالى {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً * إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاَءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاَءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} (النساء : 141-143)



والذين يدعون غير الله ويرتجون منهم الإجابة ، كالذين يدعون الأموات في القبور والذين يدعون الأصنام والكواكب ، فهؤلاء من الفئة الضالة ، قال تعالى {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لاَ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} (الأحقاف : 5) ، قال السعدي رحمه الله في تفسير الآية "لا أحد أضل وأجهل ممن يدعو من دون الله آلهة لا تستجيب دعاءه أبدا , لأنها من الأموات أو الأحجار والأشجار ونحوها , فهي غافلة عن دعاء من يعبدها , عاجزة عن نفعه أو ضره" (انتهى) ، وهؤلاء يشبهون من يطلب النصرة من جامعة الدول العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي أو غيرها من المنظمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، ولو أن هؤلاء لجؤوا إلى الله لكان خيرا لهم ..

عربي سعودي 08-07-2006 05:28 PM

إقتباس:

لقد استخدم هؤلاء كلمات كثيرة في وصف المجاهدين ، منها : الخوارج ، والفئة الباغية ، والمفسدون ، والمخربون ، والأغرار ، والجهال ، والإرهابيون ، وأهل العنف ، والتكفيريون ، والمتنطعون ، والمتشددون ، والجهاديون (وهذه – لجهلهم - ظنوا أنها ذما!!) ، وأسماء ابتدعوها ما أنزل الله بها من سلطان


شيخك أكيد هو القذافي فاتح الثورة القائد الرفيق سبتمبر

قناص بغداد 08-07-2006 05:50 PM

الله يجزي شيخنا الحبيب حسين بن محمود خير الجزاء
ويجزيك الله اخي الحبيب ابو قحافة خير الجزاء علي هذا النقل المبارك
ويجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة

قناص الجزيره 08-07-2006 08:26 PM

إقتباس:


وبعض المساكين يرى أن الهدى كل الهدى في من يسميهم
"ولاة الأمر"
، فبمجرد أن يحكم إنسان دولة أصبح في نظرهم هاديا مهديا واجب الطاعة والولاء !! وهذا من الحمق والجهل بمكان ، قال تعالى {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ} (يونس : 88) ففرعون كان ولي أمر المصريين وحاكم مصر ومع ذلك فهو ضال مضل ، ومن كان على شاكلة فرعون فإنه من الفئة الضالة وليس من ولاة الأمر الشرعيين
..
إقتباس:





الحمد لله الذي جعل من أولياءه رجالا يدافعون عن الاسلام واهله
ويفضحون من حرفو القرآن والاحاديث بكلمات ومسميات هي فيهم ومنهم
بارك الله لاخينا الحبيب ابو قحافه وشيخنا الفضل حسين بن محمود حفظهم الله


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.