ليتنا نيقن أن أمامنا أيام ليالٍ طوال
 

أول ليلة
كانت أصعب ليلة..

ليس لأنه فارق الأحبة والصحاب ..

لا فالمصاب الآتي أعظم وأصعب ..

بكى عليه الرفاق وترحموا وغسّلوه وكفنوه ثمّ صلّى عليه عشرة أنفار أو أقل ذهبوا به وتركوه هناك في حُفرة موسّدة بالتراب أقاموا له عزاء من ثلاثة أيام..

ذكروه شهر.. سنه .. ثمَ صبّروا أنفسهم وقالوا .. بكاءنا لن ينفعه الدعاء ينفع أكثر ، مرة يذكروه وألف مرة ينسوه .
أ

ما ذلك الذي بقي تلك الليالي متوسدا التراب نظر عن يمينه فلم يجد سوى القليل من الأعمال الصالحة ..

نظر عن يساره فلم يجد سوى ركاما من الأعمال السيئة فقد أضاع السيئ الصالح من الأعمال وهناك أيقن أنه لا مرد له.. ل

ن يستطيع أن يعود إلى الدنيا حتى يحسب حساب تلك الليلة المظلمة.. أول ليلة

ليتنا نتذكر أن كل هذه الدنيا في كفّه .. والليالي التي سنقضيها في قبورنا في كفّة أخرى..


ليتنا نيقن أن أمامنا أيام ليالٍ طوال

ليتنا نيقن أننا لا نستطيع العودة للدنيا

ليتنا نعمل بجد ونقسم أعمالنا هذا لأول يوم في القبر وهذا ليثبتني الله
عند السؤال وذلك ليهون الله علي ضيق اللحد.

ليتنا حقاً وبصدق نعقد صداقه مع أنفسنا.
هذه الكلمات قبل أن تكون لكن فهي الله أسأل أن تكون شفيعة لي
وشاهدا لي لاعلي .



(م)