![]() |
وفاء امرأة
وهنا قصة تحكي وفاء المرأة العربية لزوجها كما ورد في كتاب معجم النساء الشاعرات في الجاهلية والإسلام، والكتاب من إعداد الأستاذ الفاضل عبد أ,مهنّا، ومرجع المادة الأساسي هو الأمالي لأبي على القالي، وأخبار النساء لابن قيم الجوزية، وبطل هذه القصّة شاعرة عربية تكنى بأم عقبة وهي بنت عمرو بن الأبجر اليشكرية زوجة غسَّان بن جهضم، وكان هذا الزوج ابن عم لها، فمات عنها، وقد أخذ عليها عهوداً ومواثيق مغلظة بألا تتزوج من بعده أحداً أبداً، وكان يحبها وهي تحبه جداً، وقال لها: إني سأقول ثلاثة أبيات أسألك عن نفسك بعد موتي، فقالت: والله لا أجيبك بكذب، ولا أجعله آخر حظي منك، فقال:
أخبري بالذي تريدين بعدي والذي تُضمرين يا أمّ عقبة تحفظي من بعد موتي لما قد كان منّي من حسن خلقٍ وصحبة أم تريدين ذا جمالٍ ومالٍ وأنا في التراب في سحق غربة فأجابته تقول: قد سمعت الذي تقول وماقد يابن عمّي تخاف من أمّ عقبة أنا من أحفظ النساء وأر عاهُ لما قد أوليتُ من حسن صحبة سوف أبكيك ماحييت بنوح ومراث أقولها وبندبة فلما سمعها أنشأ يقول: أنا والله واثق بك لكن احتياطاً أخاف غدر النساء بعد موت الأزواج ياخير من عو شر فارعي حقّي عين الوفاء إنني قد رجوت أن تحفظي العه د فكوني إن متّ عند الرّجاء ثم أخذ عليها العهود واعتقل لسانه فلم ينطق حتى مات، فلم تمكث بعده إلا قليلاً حتى خُطبت من كل وجه، ورغب فيها الأزواج لاجتماع الخصال الفاضلة فيها فقالت مجيبة: سأحفظ غسّاناً على بعد داره وأرعاهُ حتى نلتقي يوم نحشرُ وإني لفي شغل من الناس كلهم فكفّوا، فما مثلي بمن مات يغدرُ سأبكي عليه ماحييتُ بدمعةٍ تجول على الخدين مني فتهمر فلما تطاولت الأيام والليالي تناست عهدها، ثم قالت من مات فقد فات، فأجابت بعض خطّابها فتزوجها، فلما كانت الليلة التي أراد الدخول بها، أتاها غسّان في منامها وقال: غدرتِ ولم ترعي لبعلك حرمةً ولم تعرفي حقاً ولم تحفظي عهدا ولم تصبري حولاً حفاظاً لصاحبٍ حلفتِ له بتاً ولم تنجزي وعدا غدرتِ به لما ثوى في ضريحه كذلك ينسى كل من سكن اللّحدا فلما سمعت هذه الأبيات، انتبهت مرتاعة كأن غسان معها في جانب البيت، وأنكر ذلك من حضر من نسائها، فأنشدتهنّ الأبيات، فأخذن في حديث ينسيها ماهي فيه، فقالت لهنّ: والله مابقي لي من الحياة من أرَب حياء من غسان، فتغفّلتهنّ فأخذت مدية فلم يدركنها حتى ذبحت نفسها، فلما بلغ ذلك المتزوج بها قال: ماكان فيها مستمتع بعد غسان. |
بسم الله .... وبه نستعين
أما بعد :- الأخ / الوائلي ....... تحية طيبة القصة رائعة وفيها من الوفاء شيء كثير ولكن لي بعض النقاط حولها ... 1 / هذه الزوجة إنتحرت ، وبذلك فقد أتت إثماً عظيما وأخاف أن تدرك النار إلا برحمة الله جل وعلا . 2 / الزوجة إذا مات عنها زوجها ولم تتزوج أحداً غيره كانت زوجته في الجنة إن دخلاها . وهذه تزوجت من رجل غير زوجها الأول حتى وإن لم يدخل بها فقد أصبحت زوجة للثاني إن دخلا الجنة . ومن هذا الباب حرمت زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس من بعده لأنهن زوجاته يوم الدين . 3 / هذه المرأة وزوجها ارتكبا خطأ بتعمدهما تحريم ما أحل الله ، حتى وإن كان الحب بينهما عظيما . ألست تتفق معي في ما ذهبت إليه ؟؟؟ ودمتـــــم ،،،، |
أخي الأمير :
أصبت في اثنتين وأخطأت في واحدة . أصبت في الأولى فالانتحار من كبائر الذنوب وصاحبه في النار إلا أن تدركه رحمة أرحم الراحمين ، وهذا ثابت بالسنة المطهرة . وأصبت في الثالثة وهي أنهما حرما ما أحل الله ، لكن هذا أيضا فيه نظر ، فهما لم يحرما أن تتزوج المرأة بعد موت زوجها ، لكن من فرط حبه لها وحبها له تعاهدا بينهما على الا تتزوج هي من بعده . وهذا وإن كان مخالفا للسنة لكنه ليس تحريما لما أحل الله . والمرأة إن بقيت بعد زوجها ورعت حقه وحفظت عهده وصبرت على ذلك فلها اجر عظيم عند الله . أما الثانية فقد أخطأت بها اخي الفاضل ، فالمرأة في الجنة تخير بين أزواجها فتختار منهم من تحب ولا علاقة للترتيب هنا فليس شرطا أن يكون الأخير هو زوجها في الجنة بل ربما الأول أو الأوسط إن تزوجت بأكثر من واحد . وإيراد القصة كان فيه لفت نظر إلى الوفاء لدى المرأة العربية الأصيلة في وقت قل فيه الوفاء بين الأحياء فضلاً عن الأموات . مع أنه كان يجب علينا أن نوضح عظم جريمة الانتحار ومصير فاعلها . وجزاك الله خيرا على الاستدراك والتنبيه . [ 29-06-2001: المشاركة عدلت بواسطة: الوائلي ] |
قصة رائعة في زمن قل في الوفاء
جزاكم الله خيرا اخي .. **اخي الامير بارك الله فيكم للتنبيه والتبيين |
بسم الله وبه نستعين
أما بعد :- الأخ الفاضل / الوائلي .... تحية طيبة جزاك الله خيراً على ما ذكرت وربما كانت مداخلتي حتى لا ننساق وراء العواطف المزيفة والتي قد تغري بعض الشباب والشابات للسير في نفس المنهج والطريق . وأما قولك في خطأي في حال الزوجة المتوفى عنها زوجها في الجنة بعد الممات فهذا فيه تفصيل .. وتفصيل طويل وسبق أن كتبت موضوعاً فيه ومن كلام أحد طلبة العلم أحيلك إليه أنت وجميع القراء الأعزاء للإفادة والإستفادة والموضوع تحت عنوان [[ حال النساء في الجنة ]] وهو تحت الرابط :- http://hewar.khayma.com/cgi-bin/ulti...&f=17&t=000020 أتمنى أن أكون قد وفقت في أبين ما أردت الوصول إليه من مداخلتي السابقة واعلم أنني أكن لك كل تقدير وإحترام ومحبة في الله ودمتــــم ،،، |
شكرا لك أختي بسمة وإنه ليحز في النفس أن نعيش في أمة ومجتمع يخلخلت كل أواصر التلاحم والوداد فيه ، لكن املنا بالله ثم بأمثالك من فتيات ومن شباب المسلمين كبير ولن يخيب بهم ظننا إن شاء الله .
أخي الأمير : ما قلته وصل واستقر في سويداء القلب ، وما كان ردنا لشكنا فيما تريد الوصول غليه لكنه للتوضيح ايضا . أما الرابط فلم يفتح معي . وأما المحبة فلك بمثل أو تزيد وأسال الله أن يجمعنا عليه وأن يفرقنا إن شاء أن يفرقنا عليه . الوائلي : وفوق ارصفة الأحزان أرملة ... لم تلق في حالك الأيام معتصما |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.