![]() |
اليهود ودورهم في إشعال الانتفاضة
هل يشعل اليهود الانتفاضة؟
د.بـــاســــم خــفـــاجــي¨ articles@khafagi.com من الذي يحرك الانتفاضة؟ هل هي الحركة الإسلامية أم عرفات ورفاقه أم اليهود أنفسهم؟ ترددت كثيراً في الكتابة في هذا الموضوع، خاصة وأغلبنا يريد أن يسمع وجهة نظر واحدة، مؤداها أن الشارع الفلسطيني هو وحده الذي يحرك الانتفاضة ويرويها بدمائه الزكية. ولا شك لدي أن أبناء الشعب الفلسطيني قد قدموا ما عجز اليهود أنفسهم عن تصوره، ولم يكن في حساباتهم الأولية. ولكن السبب الذي دعاني للكتابة بعد تردد هو أنني وجدت أن رأيي رغم غرابته يحمل الكثير من الشواهد الواقعية على صحته. فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فأنا حريص على أن تصحح رؤياي. إن أحد أهم أسباب استمرار الانتفاضة بصورتها الحالية هم اليهود أنفسهم. والإدارة اليهودية تقوم حالياً بإلقاء الوقود من وقت لآخر لكي تستمر الانتفاضة وتشتعل بدرجة معينة. وهذا لا يعني أننا لا نرغب للانتفاضة أن تستمر ولكن لسنا وحدنا في ذلك. ليس بيننا عملاء يساهمون في ذلك، ولكن الكثير منا لا يتأمل الموقف الحالي بالدرجة الكافية. والسؤال لماذا يرغب اليهود في استمرار اشتعال الانتفاضة؟ وهل هي تخدم قضاياهم أم لا؟ إن شارون رجل لم يبق له في الحياة السياسية إلا القليل، وهذا الرجل جمع كراهية العرب والمسلمين مع الحقد الشديد على أبناء فلسطين، ولا أظن أنه يريد أن يدخل التاريخ الذي ملأه من قبل بالجرائم الوحشية كرجل سلام في نهاية عمره. واليهود يتحركون في فلسطين وفق منهج مدروس يتعاون الجميع عليه من الحمائم والصقور إن جاز استخدام هذه العبارة وكلهم أوغاد لطخت أيديهم بدماء أمتنا الطاهرة. ولذلك فإن استخدام شارون للتقدم في مشروع بناء الهيكل وإنهاء موضوع القدس هو الهدف الذي أظن أنه قد جيء به لتنفيذه. لقد بدأ هذا الرجل فترة حكمة بالاعتداء على الأقصى .. وما زال يشعل الانتفاضة كلما خبت لغرض خبيث. ما هو هذا الغرض: إنه هدم الأقصى!! قد تستعجبون لماذا يرتبط استمرار الانتفاضة بهدم الأقصى؟ وهل الانتفاضة ستسهل من مهمة هدم الأقصى؟ إن الأمة العربية والإسلامية من السهل دراستها .. ومن المعروف أنها تفقد الحماسة لأي موضوع بعد فترة.. ولننظر اليوم إلى الانتفاضة ... ماذا يحدث هناك لإخواننا وأخواتنا. القتل لا يزال مستمراً. الاعتداء على الأراضي لم يتوقف.. الرغبة السادية في تركيع الفلسطينيين لا تزال قائمة. لا شك أن أبناء الانتفاضة قدموا صور رائعة للعطاء والجهاد ونحسبهم من الشهداء .. ولكن أين نحن من كل هذا .. الحماس يفتر يوماً عن يوم .. قل الاهتمام بالحل .. وكثر الاهتمام بالنقاشات والتضحيات الفكرية. ذكر لي صديق عزيز أنه لم يعد يستطيع متابعة الانتفاضة لأن مشاهد القتل والتدمير قد أصبحت تؤثر في نفسيته بدرجة سلبية أثرت على حياته .. فقرر تجاهل الأخبار لأنه لم يعد قادرا على تحمل سماعها. أليس هذا بالضبط ما يهدف إليه اليهود من إلقاء الوقود لتستعر الانتفاضة. كلما بدأت الانتفاضة تهدأ .. يسارع اليهود إلى قتل شخصية قيادية هنا أو هناك .. وكلما هدأ الشارع .. قاموا باقتحام قرية أو مدينة. وهم على هذا الحال طوال العام الماضي. الهدف أيها الأحبة هو تفريغ الشحنة العاطفية للأمة أولاً وبعد ذلك تأتي ضربة جديدة على أبنائها. تخيلوا معي ماذا سيحدث إذا هدم الأقصى .. سنثور كما فعلنا سابقاً .. وستجري مذبحة في القدس لليهود والفلسطينيين معا.. ولكن ماذا بعد؟ سنصدر بيانات وسنفجر الهتافات هنا وهناك وسيخرج اليهود ويتعهدون بإعادة بناء الأقصى فوراً .. سيدعون أن الأمر حدث من طائفة متطرفة لا تمثل الشعب اليهودي الراغب في السلام (!!) وسيصدقهم البعض .. وستصدر بيانات الشجب والتهديد، وستجتمع القوى العالمية لإقناع الجميع بالاتزان والحكمة. ونحن في المقابل قد تم استفراغنا عاطفياً على مدى عام كامل وأكثر .. بكينا الشهداء .. وسرنا في المسيرات .. وتبرعنا للانتفاضة .. ولكننا اليوم تسرب إلينا الملل والخنوع .. وسيفاجئونا هؤلاء اليهود بضربة قاسية قد تفقدنا الاتزان، ولكنها لن تكون نهاية الصراع. لا أريد التشاؤم وليس لي أن أهمل قدرة الشعب الفلسطيني على الصبر والمقاومة والعطاء الإيجابي والتخطيط الاستراتيجي.. ولكنني أتحدث هنا عن مكيدة وليس عن صراع شريف .. أليس موقف أمريكا عجيب .. تساهم في الحديث بضرورة وقف الانتفاضة ولكنها لا تمارس ضغطاً حقيقياً من أجل ذلك .. هل أمريكا ضالعة في مؤامرة إسرائيل القادمة. أليس من المستغرب أن تتحدث الإدارة الأمريكية في كل مكان عن ضرورة ضبط النفس .. ومع ذلك فهي تترك كل عوامل اشتعال الانتفاضة قائمة. أمريكا لا تحرك الكون .. وهي أقل من أن تؤثر في مجريات العالم اليوم، ولا أعتقد بقدراتها الأسطورية .. ولكنني ألمح التواطؤ يزداد يوماً عن يوم. لا يريدون لهذه الانتفاضة أن تتوقف اليوم ليس حبا فيها ولكنها المكيدة .. فالضربة قادمة وتفريغ عواطف الأمة قائم على قدم وساق. هل ينجحون في خطتهم؟ لا أدري .. ولكنني على قناعة تامة أن القضية أهم من المكان .. قدسية المسجد الأقصى هامة، ولكن الصراع ليس على المسجد الأقصى .. إنه صراع تهدف الأمة من خلاله لاستعادة مكانتها الحقيقية بين الأمم. قد يفلحون في هدم الأقصى .. ولكنهم لن يفلحوا في هزيمة إرادة الأمة الإسلامية والعربية. ليس كلامي من قبيل الهتافات .. ولكنه وعد رباني وسيتحقق شاء من شاء وأبى من أبى.. السؤال هو: أين سنكون نحن من هذا الصراع .. هل سنكون من المخدوعين أم من الباردين أم من المشاهدين أم من المجاهدين. سؤال لا أملك الإجابة عنه ولكنني آمل أن نكون جميعاً من المجاهدين. |
إن تنصروا الله ينصركم
|
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الفاضل ، حقيقة قرأت موضوعك عدة مرات ولم أعرف ما أردته بالتحديد ، ولكن سأجيب بامكانياتي المتواضعة عن بعض ما قلته تقول : اين سنكون نحن من هذا الصراع ؟ وأجيب : وأين تجدنا الآن أيها الأخ الفاضل !!! برغم كل ما سردته أنت عن القتل والهدم والتهجير ،، أين نحن الآن ؟؟؟ الجواب تجده على اليافطة التي رفعت في مسيرة تشيع الشهيد أبو علي مصطفى : " العار كل العار على العرب الصا متين " تقول: ( ونحن في المقابل قد تم استفراغنا عاطفياً على مدى عام كامل وأكثر .. بكينا الشهداء .. وسرنا في المسيرات .. وتبرعنا للانتفاضة .. "لكننا اليوم تسرب إلينا الملل والخنوع .. وسيفاجئونا هؤلاء اليهود بضربة قاسية قد تفقدنا الاتزان، ولكنها لن تكون نهاية الصراع) أقول : يا أخي بارك الله بك وبكل من ( استفرغ عاطفيا) !!!! ولكن القضية ليست عاطفة ، هي قضية التزام بالقضية ! ألم يرد في الحديث الشريف أن تكون الأمة كمثل الجسد الواحد ؟؟؟ سبحان الله ! تقول : إن أحد أهم أسباب استمرار الانتفاضة بصورتها الحالية هم اليهود أنفسهم. والإدارة اليهودية تقوم حالياً بإلقاء الوقود من وقت لآخر لكي تستمر الانتفاضة وأقول : إن كان عندك استغراب لبقاء الإنتفاضة لهذا الوقت ، أتمنى ألا يكون قد استولى عليك نفس الاستغراب عندما كان أبناء لبنان يتصيدون الصهاينة في كل المناطق وأولها بيروت . هل عندك أخي نفس الشعور بأن الصهاينة كانوا يستمرون في القتل في لبنان لاستمرار بقائهم ، إذا فلماذا فروا كقطعان خنازير برية تزحف هربا إلى الحدود ؟؟ أقول أخي :إن تخلى العرب كل العرب عن المسجد الأقصى فللمسجد الأقصى رب يحميه ، وللأرض المقدسة رجال أبطال باعوا زيف الدنيا والكراسي القائمة على وعود امريكا ومن والاها بوعد الله لهم . سلام عليكم السلام عليكم |
أختي الكريمة
السلام عليكم إذا كان الهدف من نقاشاتناأن يظهر كل منا كم يتمنى أن يكون الواقع، فلا أخالفك الرأي .. ولكن المشكلة الحقيقة هي في التخاذل العربي والإسلامي ليس على نطاق الدول فحسب ولكن على نطاق الأفراد وهذا هو المهم في نظري .. لا تنظري أختي الكريمة للقلة القليلة من الغيورين على مستقبل الأمة .. الأغلبية اليوم تم استفراغها عاطفيا .. ولن يجدي في النقاش أن تتهمين صاحب السطور السابقة بذلك .. فلو كان استفرغ عاطفياً كما تظنين .. ماكتب محذراً من خطر التخلي عن قضية الأمة. أما مسألة أن الالتزام لا يكون عاطفياً فقط فأنا أوافقك .. ولكننا أمة لا تتحرك إلا إذا استثيرت عاطفياً .. هذه هي الحقيقة المجردة بصرف النظر عن أحلامنا أو ما نتمنى أن يكون الواقع عليه .. مرة أخرى .. لنتأمل فيمن حولنا .. ولنتعرف على حقيقتهم ونبني افتراضاتنا وخططنا على محاولة تغيير الواقع الأليم وعدم القبول به .. ولكن لابد أن نعرف من أين ننطلق .. وأبن واقع الأمة اليوم. لا يقاس على أهل العزائم -أختي الفاضلة - حال الأمم .. بل يقاس على أهل الرخص .. أين هم وكيف يتفاعلون وكيف يمكن تحريكهم للاهتمام بقضية ما. أما عن لبنان .. فلا شك أن ما ذكرتيه صحيحاً ولا يتعارض مع ما كتب سابقاً .. لقد أذهل صمود الشعب الفلسطيني كل من يشاهد أحداث هذه الانتفاضة المباركة.. في النهاية .. الإسلام ينصر بالبر والفاجر .. وقد يتوقع اليهود أن استمرار الانتفاضة مكمل لخطتهم ولكن يكيدون ويكيد لهم الله .. والعاقبة لهذا الدين .. وشكراً للإضافتك القيمة. |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.