أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

<HTML>
<HEAD>
<**** NAME="Generator" CONTENT="Microsoft Word 97">
<TITLE>أزعم أننا هنا لدى معلم يسجل قفزة نوعية لشعر شاعرتنا الموهوبة منال دروبش لا إلى أرقى فحسب بل نحو الأرقى، فها هي تمسك بزمام القريض وتوجه في دروب صعبة المرتقى سهلة الصياغة، تذكرني بشعر الأخت حنان السهل الممتنع</TITLE>
</HEAD>
<BODY>

أزعم أننا هنا لدى معلم يسجل قفزة نوعية لشعر شاعرتنا الموهوبة منال دروبش لا إلى أرقى فحسب بل نحو الأرقى، فها هي تمسك بزمام القريض وتوجه في دروب صعبة المرتقى سهلة الصياغة، تذكرني بشعر الأخت حنان السهل الممتنع.
وأرى هذه القصيدة تدشينا لانحياز شاعرتنا للفصحى شاعرة ذات موهبة كبيرة، وذات قدرة على التعبير عن الوجدان، وفي سبيل الامتلاك المتمكن لأدوات الشعر، مما يثلج الصدر لأن موهبة كهذه الفصحى أولى بها وأخلد لها.
ولئن كنت في الماضي أبحث عن مواطن الجمال في قولها فهذه القصيدة ككل فيها من الجمال ما جعلني أبحث فيها عن ثغرات إن سدّت اكتمل لها الجمال. وهي ثغرات هينة لا تتناول صلب العملية الشعرية بل أدوات الشعر من نحو وعروض أو خطأ مطبعي وفي مواقع قليلة لا تنقص من روعة القصيدة. وبعبارة أخرى فإنها في الشكل دون الجوهر، وهي أقل من مثيلاتها في القصائد السابقة مما يدل على أننا أمام شاعرة آخذة بتقدم الصفوف وسيسرني أن أراها قريبا في المقدمة منها.
1- فيقول لي ،، مهلاً 
فللأحزان دارٌ منهدم
لا أرى خطأ فيما يخص التذكير والتأنيث هنا، فيما ولكن أليس الأجمل لو قلنا (دارا تنهدم) أو (بيتا ينهدم)

2-لا يشتكي من فرط 
أحزان الحنين المضطرم
لا خطأ هنا ولكن شكل الكتابة الأصح هو
لا يشتكي من فرط أحـْ ....(م)....ـزان الحنين المضطرم
وهو كما قلت لا يعتبر عيبا ولكنه يساعد في الكشف عن الخلل الذي لا يضير الإيقاع كثيرا كما في الملاحظة التالية - رقم 3

3- أدمى فؤادي دون 
عذرِ واصطدم 
فلو فصلنا الشطرين بالشكل الصحيح لكان البيت هكذا
أدمى فؤادي دون عُذْ ....(م)...رِنْ واصطدمْ
2 2 3 - 2 2 3 .......(م) .... 2 2 3
ولكشف لنا ذلك عن نقص تفعيلة لا قد لا نشعر بنقصها لأن الإيقاع مستمر على ذات التفعيلة. ولربما كان النص على سبيل المثال: 
أدمى فؤادي دون عذ....(م)....رٍ (ويحه بلْ) واصطدم
 
4-هل لي أبالي بالأسى 
لو كان بحر من خضم ؟!!
لا خطأ هنا ولكن لا أدري إن كان أي من النصوص : ( ما إن أبالي بالأسى ) أو (لا لا أبالي بالأسى) أو (لا لن أبالي بالأسى ) يحمل نفس المعنى ألذي أرادته الشاعرة؟ ، فإن كان كذلك فربما يكون التعبير به أنسب.

5-هيهات يا من كنتِ يوماً 
تشتكي وردا ذبل 
كنتِ تشتكين .... كنتَ تشتكي 
 
6- ضاعت براءتَنا (براءَ تُنا) معا 
فلتكتسي ثوب الخجل؟!
فلتكتسِ (ي) مفترضا أن الفاعل هو البراءة
لأن عودة فاعل تكتسِ إلى فاعل تشتكي في البيت السابق يزيد الأمر تعقيدا من حيث التذكير والتأنيث.
والقول ( فلنكتسِ ) فيه معنى جميل كذلك.

7- والجرح يغتال المنـى
 
8- فالجر ح نهر من أنين 
الوجد كالسيل العرم
ما رأيك في القول:
فالجرح دفقٌ من أنيـ......ـنِ الوجد كالسيل العرم
فلعل كلمة دفق هنا أنسب من كلمة نهر.
9- لو كان بحراً من خضم ؟!!
---
هذا ما على القصيدة وما لها أضعافه وأحجم عن التفصيل لأن الأصل أن القصيدة كلها جميلة وحصر الجمال في نقاط معينة قد يوحي بأنه مقصور عليها. ولكنّي أستسمح الشاعرة بإيراد أشطر أو أبيات أراها محلقة فيها، دون الحط من قيمة سواها ومن ذلك.
أبكيته كي يبتسم

في نبض جمرِ محتدم

فالجر ح نهر من أنين 
الوجد كالسيل العرم 

أرجو من شاعرتنا أن ترى في تعليقي هذا جانبه التشجيعي لا التثبيطي فلو كان تعليقي على كلام شاعرة لم أعرف موهبتها ولم ألحظ تقدمها المدهش لركزت فيه على الجوانب الإيجابية ذلك أن المقياس الذي كنت سأقيسه به كان سيكون منخفضا أو متوسطا لدفعك إلى الأعلى، ولم أكن لأجهد نفسي في ذلك. أما وأنك قاب فوسين أو أدنى من القمة فقد اخترت لك ما أراه مقياسا لها لشدك من أعلى إليها.
وفقك الله.</BODY>
</HTML>