دائرة اللعنة!
 

دائرة اللعنة!
شوقي حافظ.........
بداية المعصية الاولى كانت عندما شعر ابليس بالتفوق والتميز من غيره .. هذه الحالة الشعورية دفعته الى سلوك يؤكد هذا المعنى برفضه الامر الالهي بالسجود لآدم: كيف يمكن ان يسجد لبشر من طين وهو المخلوق الناري؟ والرفض قاده الى المراهنة على آدم ليثبت ان غرائزه الطينية اقوى واشد تأثيرا من الجانب الروحي في اعماقه المتصل بالتوحيد والمنحاز للحق والخير والجمال .. جزاء الشعور الزائف بالتميز والسلوك العاصي بالرفض ان ظل ابليس روحا ابدية اللعنة ومن يتبعه من البشر الى يوم الدين.

ودائرة اللعنة في حياة الافراد والامم تبدأ بنفس الحكاية شعورا بالتميز والتفوق على الغير وبشكل متضخم زائد يسمونه في علم النفس نرجسية اوعشقا للذات وهذا الشعور يقود الى افعال تؤكده وتغذيه ظلما للغير واستلابا لحقوقه وممتلكاته .. ودروس التاريخ تعلمنا ان الحضارات التي قامت على هذا الاساس حملت في داخلها بذور تدهورها وفنائها وان القادة الذين تبنوا افكارا ونظريات تحمل نفس المعنى انتهت حياتهم بصورة مأساوية تطاردهم اللعنة في صفحات التاريخ.

لدينا الآن نموذجان امميان يتبنيان نفس افكار ومشاعر التميز والغطرسة والعظمة تؤكدها سلوكيات قاتلة تنفذها (الإف) 16 والاباتشي والتوماهوك والكروز والقذائف الذكية والغبية وقنابل اليورانيوم المستنفذ وكل ما في خزائن ابليس من اسلحة القتل والدمار والتخريب جنبا الى جنب مع دولارات الاغواء والاغراء لتأكيد معاني التفوق والتسيد لا يختلف الامر كثيرا عن مشاعر ابليس وفسقه عن امر ربه وسلوكه الاغوائي ليكسب رهانه .. لكن دائرة اللعنة تكاد ان تكتمل في قانون لا يخطئ ابدا: التفكك والانهيار والدمار من نصيب هؤلاء المصابين بعقدة (الأنا)!
هل نأمل في ذلك :rolleyes: