أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   حضن أمي (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=19097)

سمير العمري 19-01-2002 04:18 PM

حضن أمي
 

في لحظات الصفاء تكون لحظات اللقاء مع النفس بصدق وشفافية ....

قصيدة قديمة عمرها ثمانية عشر عاماً أو يزيد كتبتها ولما أزال يافعاً أنشرها لأول مرة ....
<P><p align="right"><font face="Times New Roman" color="#000099" size="5">


إلى دربِ العُــلا قد سُــقْتُ فأسِي
************* وسُقتُ إلى الهَوَى سَيفي وترسِي

وطِرتُ معِ الطموحِ إلى الأمانِي
************* أتـوقُ إلى الذي يســـمو بنفسِـــي

تطـوفُ الذكريـــاتُ على فؤادي
************* بأطيــافِ المُنَى وهنـــاءِ أَمســـي

فتغرقُ في بحــورِ البيــنِ عَينــي
************* ويَشـرَقُ منْ أنين الحُزنِ جَرْسِي

وباتَ الوجدُ في أعمـــاقِ رُوحي
************* يثيرُ الشَّــوقَ في فِكْرِي ويأسِـــي

ويرســمُ لي دروبـــاً مِن شــقائي
************* ولوعــةَ غُربتــي عنهمْ ونُكســي

فهــلا عِشْـتُ في صـافي الليـالي
************* وهـــلا كُنتُ في سَـــعْدٍ وأُنْــــسِ

هَجرتُ الأهــلَ بحثــــاً عن ثراءٍ
************* فمــا نُلـتُ الثراء ونُلتُ رَمْســـي

ولـــمْ أُدركْ وَمَعْ أنِّي حريــــصٌ
************* بـــأنْ لا يعترينـــــي أيُّ لَبْـــــسِ

بأنِّي لــنْ أُقايَــــضَ باجتهــــادي
************* وأنَّ الله يُطعِمُنــــي ويُكسِــــــــي

وليس المــالُ ما يثري وجـــــوداً
************* ولكـــنَّ المـروءةَ قبــــلَ فِلْـــــسِ

هَجرتُ وفي عيــوني كانَ دمعِي
************* وبِنتُ وفي فـؤادي صــار رأسي

فَمَــا مرَّ النَّهــــارُ بِلا اشـــــتياقٍ
************* لذكــرى داعبَتْ أُذُنــي بِهَمــــسِ

ولا حلــــمٌ يراودنــــي بليـــــــلٍ
************* بِـــلا طيــــفٍ ، وآلامٍ ، وحَبْــسِ

ينـــامُ الناسُ في رَغَـــدٍ وأبقــــى
************* وحيــداً في الدُّجى أبكي لنفســـي

غريب الدار لا أهـــلٌ تواســـــي
************* ولا خِلٌّ يُهَـــــوِّنُ عنــــدَ بــــأسِ

وعِشــتُ بغربتي أرجــو حنانـــاً
************* ليُنشـــي خاطِري ويُقيْـــلُ بُؤسِي

وحِرْتُ فمــــا أري مِنْ أمنياتــي
************* سِوى أنَّ الأمـورَ تســـيرُ عَكْسِي

ومَــا أدري أهـــذا من مُــــرادي
************* بحالــي يا تُرى أمْ كان نَحسِــــي

وضِقتُ بمــا أثــار مَرارَ عَيشـي
************* فحطَّمتُ الأسـى وكسـرتُ كأسي

لكَمْ أحتــاجُ شَـــوقاً حضـنَ أُمِّي
************* تُقيـــــلُ بقلبهــا الحانــي وتُنسِـي

لكَـــمْ أحتـــاجُ مِنْ حُبٍّ وحِرصٍ
************* ولكنْ مُصــبِحُ الأيَّــــامِ يُمسِــــي

سلاف 20-01-2002 02:11 AM

نعم أخي سمير

سلمك الله أيها الناطق الرسمي باسم جيل بأكمله.

مضمون مؤلم ولكنه راق وديباجة تليق به. حفظك الله

الصمصام 20-01-2002 02:30 PM

لكَمْ أحتــاجُ شَـــوقاً حضـنَ أُمِّي
************* تُقيـــــلُ بقلبهــا الحانــي وتُنسِـي

بارك الله بك
أخي سمير
كم نحتاج لهذا الحضن

هي الغربة التي تفجر الأحاسيس
لكن بعد كل هذه السنين هل ما زلت تشعر بنفس الآلام
وهل الغربة مازالت تؤثر بك كما كانت تؤثر سابفا

عمر مطر 21-01-2002 10:15 AM

كما قال أخي السلاف، فإنك تتكلم بلسان جيل كامل، فتكت به الغربة، وأقض مضجعه البين، ومهما كان عمر الإنسان فإنه لا يستغني عن حضن الأم، وعن حنانها.

ولعل ألم الأم بغياب ابنها لا يجاريه ألم، وحزنها لا يساويه حزن، تعبت وعانت لترى ابنها رجلا تلين عليه في وقت الحاجة، وكادت أن تلين عليه، فإذا به تركها واغترب، فأي الاثنين أولى بالحزن؟

سمير العمري 26-01-2002 04:58 PM

أخي سلاف:

وتبقى دائماً إلى الفضل سباقاً ....

شهادة من عزيز قدير أعتز بها ...

هو الشعر الذي يسيل ألماً أو يطير فرحاً فالمعذرة لكل من آلمه نشيدي..

مع تحياتي

سمير العمري 26-01-2002 05:08 PM

أخي الحبيب الصمصام:

وبارك الله بك ولك ...

نعم أخي ما زال الشوق يبرح الفؤاد بل وأكثر مما سبق ...

يكاد الشوق والأسى يذيب جوانحي ...

متى ألقاك يا أمي ؟؟!!

متى ألقاك يا أبي ؟!!!

متى أعود لأتنشق نسيم الوطن؟!!

سمير العمري 26-01-2002 05:22 PM

أخي عمر:

قد أصبت والله فيَّ مقتلاً سامحك الله ...

نعم أخي أشعر بالعذاب لما تسببه غربتي من ألم ووجد لأمي ولأبي ولسائر أخوتي ... أشعر كأنني المسؤول عن ذلك وأنني تخليت عن واجبي في أن أكون في خدمتهما في الكبر ...

سامحك الله أخي وسامحني على ما بدر ...

ولله الأمر من قبل ومن بعد .

مع تحياتي

وله 27-01-2002 08:55 AM

كلما جذبتني هذه القصيدة الحسناء إلى مفاتنها أقصتني عنها أمواج الدمع الهادر التي تحول بيني وبينها كلما بلغت هذه الأبات....

وضِقتُ بمــا أثــار مَرارَ عَيشـي
************* فحطَّمتُ الأسـى وكسـرتُ كأسي

لكَمْ أحتــاجُ شَـــوقاً حضـنَ أُمِّي
************* تُقيـــــلُ بقلبهــا الحانــي وتُنسِـي

لكَـــمْ أحتـــاجُ مِنْ حُبٍّ وحِرصٍ
************* ولكنْ مُصــبِحُ الأيَّــــامِ يُمسِــــي

إيه ياعمري......بعثت الذكريات التي تشبه وسادة صخرية أضع رأسي عليها كل يوم.....

فإن كنت تأمل أن تغرس شوقك ذات يوم في صدر أمك فليس لي أمل في ذلك إلا أن يجمعني الله بها في جنته ....

جمعنا الله في ذلك المكان ..........

سمير العمري 27-01-2002 09:32 AM

أيتها العزيزة وله:

أبكاني ردك كما لم يبكني قبله شيء ...

سامحك الله فقد انتابني من تأنيب الضمير ما لا أطيق وأنا أرى معظم الأخوة القراء وقد أصابهم من حزني سهم أليم ...

سامحوني .... سامحوني

إنما كانت لحظات اشتاق هذا الطفل الكبير لحضن أمه الأثير بعد طول غياب ..

مع تحياتي واعتذاري

الصمصام 31-01-2002 09:59 AM

أسأل الله أخي الحبيب سمير أن يمد في عمرك ويبلغك مناك في العودة
إلى وطنك وإلى حضن أمك


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.