![]() |
مضى دهرٌ بمغتربٍ قديم ِ --- فما يأتي بغير هوىً سليمِ
مضى دهرٌ بمغتربٍ قديم ِ --- فما يأتي بغير هوىً سليمِ
عرفتُ بنظرةِ العشاقِ نفسي --- فصنتُ العشق من عهدٍ قديمِ فليت العاشقين بنوا دياراً --- حفاظاً للغرامِ من الخصومِ ونفسي لا تبالي ما تعاني --- وتقبلُ بعض ذا الهجر المقيمِ أبت ليلى تزاورنا بقصدٍ --- لتدرك أن عشقها في الصميمِ وتعلم أن مغتربٍ قديمِ --- حوى عشقاً وما هو باللئيمِ فكم بالأمسِ أسأل ما لقلبي --- قليل الشوق مجتنب الحريمِ؟ فخضت العشق أحسبه سرابا --- وطيشاً هائماً فيه نعيمي فكان العشق مدرسة المدارس --- يزيل مواطن الرشد اليتيمِ فلا عتباً يفيد ولا خصاما --- إذا عشق تسرب في الحلومِ . |
أخي العزيز مغترب قديم.
أحييك بأجمل التّحيّات...و بعد اسمح لي أن أسجّل بعض الملاحظات حول قصيدتك يتعلّق بعضها باللّغة و البعض الآخر بالوزن. قصيدتك هذه وردت على البحر الوافر. مفاعلتن+مفاعلتن+فعولن********مفاعلتن+مفاعلتن+فعولن . * الملاحظة الأولى تتعلّق بالبيت التّالي: وتعلم أن مغتربٍ قديمِ --- حوى عشقاً وما هو باللئيمِ في هذا البيت خطأ لغويّ. كان عليك أن تقول : (أنّ مغتربا قديما) باعتبار أنّ اسم أنّ يكون منصوبا و كذلك الصفة المنسوبة إليه باعتبار النّعت يتبع المنعوت في علامة الإعراب. * الخطأ اللّغويّ الثّاني في البيت التّالي: فلا عتباً يفيد ولا خصاما --- إذا عشق تسرب في الحلومِ و قصدت به المعنى التّالي: فليس يفيد العتب و لا الخصام ، إذا تسرب العشق إلى العقول. و كان عليك أن تكتب البيت كالتّالي: فلا عتب يفيد ولا خصام --- إذا عشق تسرب في الحلومِ القائم بالفعل هو ( العتب) و المفعول به مفهوم من السّياق ( صاحبه) و هو محذوف لعدم الحاجة إلى ذكره. أمّا أن تعتبر ( عتبا) و (خصاما) كلاها اسما لـــ( لا النّافية للجنس) فهذا لا يستقيم . و هو ليس في مقام قولك مثلا : لا رجل بالبيت. فقد نفيت في هذا المثال ، وجود رجل بالبيت فعينت جنس المننفيّ. و كما ترى أنّ ( رجل ) = اسم لا منصوب و هو غير منوّن . وخبر ( لا ) هو بالبيت. على معنى : لا رجل موجود بالبيت. * أمّا الخطأ في الوزن فهو في البيت التّالي: أبت ليلى تزاورنا بقصدٍ --- لتدرك أن عشقها في الصميمِ و ذلك يتمثّل في ( عشقها) فأنت تسقط المدّ عند القراءة لكنّ المدّ موجود لا يمكن تجاهله. و لو قرأت عشقها بالمدّ فلا يستقيم الوزن. * أمّا الخطأ الثّاني في الوزن فهو في البيت التّالي: فكان العشق مدرسة المدارس --- يزيل مواطن الرشد اليتيمِ و قفت على السّكون في ( المدارس) و الحال أنّه مجرور. و لو أنّ ذلك يعتبر جوازا ، لكنّه يضعف من قيمة القصيدة ، من النّاحية الموسيقيّة. * دعني أتناول معك المعنى في البيت الموالي: مضى دهرٌ بمغتربٍ قديم ِ --- فما يأتي بغير هوىً سليمِ . لماذا لا يأتي المغترب بغير هوى سليم ، هل لأنّه قديم ...؟ ثمّ إنّ الهوى هو الّذي يأتي إلى العاشق و يقتحم عليه قلبه و ليس العاشق من يأتي بالهوى فالعشق أو الهوى سلطة يخضع لها العاشق. كيف يمكن أن يكون هناك هوى سليم و هوى غير سليم ... الهوى أو الحبّ أمر ذاتيّ , لا يمكن أن يكون موضوعيّا يخضع لقوانين علميّة أو عقليّة، حتّى و إن حاولنا .لأنّنا نكون بذلك قد حوّلنا الإحساس إلى فكر ، محكّه العقل ، و ليس الوجدان. هناك طرافة و جدّة في تعاملك مع الهوى ، أخشى أن تكون غير متلائمة هنا مع القصيدة .( رأي شخصيّ) * اسمح لي أخي أن أعلّق على الصّرة الشّعريّة في البيت الموالي: فليت العاشقين بنوا دياراً --- حفاظاً للغرامِ من الخصومِ يكون العشق أسمى لو حفظناه في القلب ، و في الروح ، أمّا أن نبني له بيتا و نحبسه بين الجدران ، حفاظا عليه من الخصوم ، فأعتقد أنّ الصّورة الشّعريّة ضعيفة هنا بعض الشّيء. * و لا يعني هذا أخي الكريم أنّ قصيدتك ، ليست شعرا ، أو أنّها من الشّعر المبتذل . بل العكس فيها من الرّقيّ في المعاني و الصّور الشّيء الكثير . و لست سأحصر لك كلّ ذلك ، و لكنّي سأكتفي بالإشارة إلى ما يلي: أبت ليلى تزاورنا بقصدٍ --- لتدرك أن عشقها في الصميمِ . |
أخي وأستاذي محمد الصالح ...
بارك الله فيك وجزاك عني كل خير ... لقد أسعدني ردك كثيراً ... وأدركت كم أني لم أعرف الصقر :( فشويتهُ . عموماً أحتاج إلى وقت لكي أهظم هذه الجرعة من الدرس الأول معك وأستوعبه جيدا ..... وأشكرك على ذلك يا أخي . كما أرجو ان تكون قرأت الرد هناك لأنني أتمنى ذلك . |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.