أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   اهداء ٌ للاستاذ خشان خشان (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=20411)

محمد الشنقيطي 09-03-2002 04:08 PM

اهداء ٌ للاستاذ خشان خشان
 
أهدي هاتين القصيدتين في الخيمة العربية إلى الأستاذ
خشان خشان مراقب العروض و يسعدني أن أحصل على كريم توجيهاته
و له مني جزيل الشكر على أفضاله و ألطافه
و أنا أعرف أن النقاد يميلون إلى شعر اللفظ الجزل مقارنة بالصورة الشعرية
=====

بمناسبة مائة عام من الأمن و الرخاء بالمملكة العربية السعودية

(1)
ذكرى
الملوك عبد العزيز و سعود و فيصل و خالد
رحمهم الله
====

لِــيــهْــنــكَ الـمـجـدُ و الــعـُـلا و الــسًّــعــودُ
و مــَـــــجــيـدٌ تليدُهُ و الــعَــهــيــــدُ
أيــهــا الــمُــمْــتـَـطِــي مـــواكِــــبَ قــــرْن ٍ
كـــلُّ خـــيـْــر ٍ فــيــهِ ســديـــدٌ عـــتـــيـــدُ
أيـهـا الــشــعــب مـنـي إليك الــتـهـانـي
بــعــطــاءٍ هــو الــوفــيــر الـــفــريـــــــد
---
عـبـد الـعـزيـز مـن الحُـطام ِ بـنـاهـا
رُؤَى عـبـقــــــري ٍ فــمــا هــنـاك مَــزيــد
فـــي ثـُــلـَّــةٍ مـــن الـــرجــال شِـــــــــــداد ٍ
كــل قــلــبٍ فــي صــدرهـــم صِــنـْـديــــد
فــاســتــقــامــتْ لـه الــحــواضــرُ طـَـوْعـًا
و الــبــوادي لا نـَـتْ و لان الحـــديـــدُ
مــا كــل مــن رامَ مُــبــتــغــاهُ لـَـفــاهُ
غــيـْـرَ قــلـــــــــبٍ إيمانه عـِـرْبــيـــد
يــحـمـل الــمــوتَ فــي الأكــفِّ انــتـصـارًا
لــســنــاءٍ شِــعــارُهُ الــتــوحـــيــد
---

دخــلــوهــا والـلـَّـيــلُ أسْــحَــــمُ داج ٍ
فـــــأفــاقــتْ و الــصـبــحُ بـِـشـْـرٌ جــديــد
بدءوها والــشــعـب فــــوضــى جــيــاعٌ
كـــل شيء فــي جــَهْــدنا تــبـــديـــد
فإذا نـــا مـــن بـــعـــد قـــرن شِـــبـــــاعٌ
بـــيـــن هـــذا و ذاكَ شـــأوٌ بـــعـــــيــد
كــل مــا تـَـمَــنـَّـاه فـي الــحــيــاةِ مُـــواتٍ
حــتــى قــرانـا تـَـلـْـفـَى بــهـا مـا تــريــد
و قــروض ٍعــلــى الــبــنــاء ِ نِــثــــــــــــار ٍ
يُــسـِّـرَ الــدفـع فـيـهـا و سُـهـِّـلَ الـتـسـديـد
فـي عـًـمْـر ِ جــيــل ٍ تــبــدَّلَ الأمــر فــيــنــا
لـــو رأونـــا لــحــارَ مـِـنـَّـا الـــجُــدود
و لــظــنــوا أنــا خـَـلـَـفـْـنــا بــسِــحـْـــــــر ٍ
أو بـالـعـفـاريـتِ كان ذا الــتــشـيــيــدُ
---
قـَـبْــلَ جــيــل ٍ كــانــت قــراءة ُ حـَـــــــرْفٍ
ألــقٌ بــارزٌ و أمــرٌ حَــمــيـــــــــد
فإذا نــا والــجــامــعـــــاتُ ســبــــــــــاقٌ
والــشهاداتُ إحصاؤها مـُـسْــتـَـزيـد
والـنـاهـلـون مـن مـنـهـل الـعـصـر شـتى
خـَـبـِـروا عـصـرَهـم فـهـلَّ عـصـرٌ جـديـد

**********

بدءوها بــالــســيــف فــوق جـــوادٍ
واليومَ طــارَتْ ضــبـاطــنـا والـجـنـود
صــاحــب الــشــاةِ و الـبـعـيـر ِ خــبــيــــرٌ
بــائــع الــمــاءِ و الــخــضــار عــمــيـــــد
قــبـل جــيــل ٍ كــانـت مـطـايـاكَ تـمـشـي
بــك الـصـحـارى و بـعـضـهـا قـد يـعـود
والــيــوم هــذي مــطــايــاك سُــرْعـَــــى
فــارهــاتٌ جــلــودُهـــا والــحــديــــد
---
وهــب الــلــه لــلــبــلاد مــلــوكــــًـا
كــرمٌ دافـــقٌ و رأيٌ ســـــديـــــــــد
و حـُـنـُـوٌ عــلــى الــبــلادِ شــفــيـــــــقٌ
أيــنَ مِــنـْـهُ مِــنْ والِــدِيــهِ الــوَلــيــدُ ؟
بــاركَ الــلَّــه قــرنَ ابْـن ِ ســعـــــــــودٍ
و بَــنـيــهِ هـمُ الـمـلوك الــسـُّـعـــــود
ومــجــيــدًا إذا قــضــى و تـَــــــــوارَى
قــامَ عـَـنـْـهُ مــن الــمــلــوكِ مــجــــيــــد
---

بــعـد عـبـد الـعـزيـز قــام ســعـــــــودٌ
فـي عـهـده الأغــرِّ عـمّ خــيــرٌ و جـــــود
و تــلاه فــيــصـل أي فــكــر ؟
و لــه هــيــبـة و فــيــهِ فــكــرٌ رشـــيــــد
عــاش فــيــنا مـفـكــرًا و زعــيــمــــًـا
- و قـَـضـَـى - و هـْـوَ الــفــقــيـدُ الــشـَّـهــيـــدُ
قـام خــالـد فـيـنـا مـن بـعـده بـِكَـفـاءٍ
فـي عهـده سال خير عـلى البلاد حـمـيـدٌ
رحــم الــلــه مــن ثـَـوَىَ لِــجـِـنـــــان ٍ
فإمام عــادِلٌ لــه مــا يُــريــــــــــــــــد
فــي جــنــان ٍ مــن الــعــلـي نــعــيــمٌ
تــــــرَفٌ دائـــمٌ وَ رَوْحٌ وَ غِـيـدُ
---

قامَ فهدٌ مِـن بعدِهِمْ باقـْـتِـدار ٍ
ألـَـقٌ بـاهرٌ و عُــمْـرٌ مَـديــــدُ

*********

مائة ٌ مــنَ الـسـنـيـنَ قـطـعـنـا
بـهـا ألـفَ عـام ٍ عـن نـهجـِـهِــمْ لا نـَحـيـدٌ
مائة مــن الــرُّ قـِــــيِّ تـــوالـــــــــتْ
كـــل عــام بــمــا لــديــه فـــــــريـــــدُ
والــمــلــوك أمـامـنـا فـي ســبــاق ٍ
قـــَـدَم ٌ مُــسـْــر ِعٌ وَ عــقــلٌ وَئِـــــــيــدُ
فــتــوالــت عـلـى الـبـلاد الـعـطـايـــا
وتــوالــى مــع الــعــطــايــا الــصـُّـعـــود
فــأضــاء ت أطـرافـهــا مــشــرقـــات ٍ
وأضــاء ت ســهــولـــهــا والــــــنـُّـجـــود
فــحـَـمِــدْ نــا مآثـر الــخـيـر ِ مِــنـْـهُــمْ
حــمــد الــخــيــر مـن جــفــاهُ الــجـحـود
حــمــد الــلــه كــلُّ قــلــب ٍ حــمــيـــدٍ
حــمــد الــنــاس مــنْ لـِـرَب ٍ حــمــيــــــدُ
فــشــكــرنـا آل الـسـعــود امــتــنـانـًا
الـيـدُ الـطـُّـولـَى عـلـيـنـا لـهـمْ و الـجـُهـودُ
---

مــقــصــرٌ مـهــمـا تـَمـادىَ ثـَـنــائِـي
وكــثــيـــرٌ مــهــمـا أقـــــــولُ زهــيــدُ
وأنــا شــاهــدٌ عـلـى حــظ ِّ جــيــلــي
والــلــه فــوقــي لـمــا أقــول شـــهــيـــد
وأنــا شــاعــرٌ أســجــل صِـــدْ قـــــًـا
ذاكَ دأبــي و لــســت عــنــه أحـــــيـــــــدُ
لــســت بـِـدْعــا فــقــد كـان قــبــلي
قــلــمٌ صــادِقٌ و شِــعْــرٌ جـَـــــريــــــدُ
قــلــمٌ حــامِــدٌ جــمــيــلَ الـمـزايــــا
قــلــمٌ راصــِــــدٌ صـَـداهٌ الــنــشـــيـــدُ
و جــمــيــلٌ مِــنَ الـمَـديــن ِ قــضـــاءٌ
وقــلــيــلٌ مــن الــمـُـقِــلِّ عـَــديــــــدُ
والـحـُـرُّ يـبـقـىَ مـعَ الـكِـرام ِ وَفِـــيـًا
دامَ نـَـبْــضٌ و اهْــتـَـزَّ مِــنــهُ وَريـــــــــــدُ
إنني لابــسٌ لِـــــــبــاسَ كِــــرام ٍ
لــحــم كــتـْـفـي مــنــهــم طــريٌ جــديــدُ
والــعــطــايـا مـنـهـم عـلـينا مُـزونٌ
كــل مُــزْن ٍ مِــنــهــمْ مـَـطِــيــرٌ مَــزيــــــدُ
---

ســلـمَ الـعـاهِــلُ الـمُــفـَـدَّىَ عـَـلِـيــًا
انـَّـهُ الــمــجــدُ و الــسـَّـنــا والــبُـنودُ

انه الحِصْنُ في زمان ِكـُـروب ٍ

جيشهٌ الرَّدعُ و الرَّدىَ و الرُّعودُ

لوْ صَـح َّ مِنْ قـَـبـْـلُ في الحياةِ خلودٌ

قلنا الهي على المليكِ الخلودُ
وَ ولـيـًا عــلـى الــبــلادِ شـَـفــيــقٌ
فــلــه الــمــجــدُ بــاهــرًا والـــقــصــيـــدُ

من أسرة ٍ كلٌ إمام همامٌ

باهرٌ ماهرٌ قويٌ رشيدُ

تـحـتارُ فـي مَــدْحِـهِ إذا وَقـَـفـْـتَ لديهِ
أ طـبعـهُ الـشـهـم ؟ أمْ سـناهُ الــمـجــيـدُ ؟
أمْ دَفـْـقـُهُ العاطِـفُ الكريـمَ عـليكَ ؟
أم قـربـه مـنك ؟ وأنــت مـنـه بــعــيــدُ
دُمْ في حَـيْـرَةٍ علىَ مزايا ملوكٍ

صِــنـْـفـُـهُـمْ واحـــدٌ !! و عِــقـْــدٌ فــريـــدُ


(2)

قصيدة لسمو النائب الثاني


أتيتكَ سلطانٌ بِـشِـعْـري مُـسَـلـِّما
و لو كان شعري ذا عيون ٍ لأحـْـجَـما
مَـخافَة َ ألا يرتقي لمقامكمْ
و أنـَّىَ لهُ ذاك المـقـام َ الـمُـكَـرَّما
فان يَكُ شعري دون بعض مقامكمْ
فان لكم في القلبِ جيشًا عرمرما
أتيتُ إليكم سيدًا وابْنَ سيد ٍ
فريدَ المزايا و الأميرَ المـقَـدَّما
---

أتيتُ و قد داويتُ منَّي صبابتي
و عزيْتُ نفسي عنْ سعاد ٍ و مريما
و جافيتُ لوْعاتي مدىَ الـدَّهْـر ِ إنني
تخليتُ عن حبِّ الـدَّواعج ِ و الـلـَّـمىَ
و وجَّـهْتُ وجهي في دروب ٍ مضيئةٍ
و للقيم ِ العليا فؤادي ترنـَّمـا
و للوطن ِ الغالي بكل سنائه ِ
و ليس مُـرادي منه زُلـْـفىَ و مَـغـْـنما
هو الشامخ ُ السامي له جال خاطري
فسارَ به شرقا و نجدًا و أتـْـهَـما
نُـقَـبِّـلُ منه أرضَهُ و حدودهُ
و نفديه أرواحاً و لحما و أعْـظـُمـا
أعـزَّ الـَـهي شعبهُ و ملوكَهُ
و طيرًا و أشجارًا و رملاً مكـَـوَّمـا
و فلاً و ريحـانـًا و كاد ٍ و نخلة ً
و سِـيفـًا و شُـطـْـآنـًا و أسْـماكُ عُـوَّمـا
و رنـْدًا و قيصومًا و خيلاً هـضـيـمَـة ً
و نفخَ الـخـُـزامىَ و الـهِـجانَ الـمُـخَـز َّما
و لونَ الـحُـبارىَ و الصقورَ و ظبية ً
و عزفَ ربابٍ و القصيدَ الـمُـرَنـَّما
و خـيْـمة َ شعْر ٍ و الـتـُّـمورَ و دلـَّـة ً
و طلـْـعَ ثـُـمام ٍ و العَرارَ و عَـنـْـدَمـا
و عرضـَـة َ سَـيْـفٍ و الطـُّـبولَ و بَـيْـرقــًا
بدعوةِ توحيدٍ و سيفٍ تَـحَـز َّمـا
و سهلا و و ِدْيانـًا و دوحـًا و واحة ً
و بئرًا و ينبوعـًا و مجدًا مُـتَـمَّـمـا
و قومـًا عِـظامـًا كالنجوم ِ تألـُّـقـًا
و قيلَ تَـخـَـيَّـرْ من ترىَ أنْ تَـيَـمَّـما

---

فيممتُ سلطانا فألفيت عندهُ
تواضعَ إنسان ٍ يفيض تفهـما
كريم ُ يدٍ كالغيث تجري سيولُهُ
- بخير ٍ - لمن أعطى و واسى و أكرما
و ما ردَّ عن بابٍ من الناس سائلاً
و أعطى لكل ٍ ما هوى أو تعـشـَّـمـا
و زادَ عليهِ من لَـدُنـْـهُ بشاشة َ
تـسَـكـِّـنُ هيابًا إذا ما تلعـثما
سليلُ كِرام ٍ من ذ ُؤابةِ يعـْـرُبٍ
كأنَّ صميمَ المجدِ في مجدهِ ارْتَمىَ
إليكم أيا سلطان مني تحية ٌ
تفوحُ شذىَ عودٍ و طهْرًا و زمزما

و مرحىَ لقواتٍ و جيش ٍ مُـسَـلـَّـح ٍ
و مرحىَ لأبطال ٍ إذا الخطـْـبُ داهما
رعاكم إلهي من عدو ٍ و حاسدٍ
و أيـَّـدكمْ بالنـصْـر ِ دومـًا و أينما
---

أ آلَ سُـعودٍ إنكم خيرُ قادةٍ
لعيش ٍ رغيدٍ في العدالةِ و الـنـَّـما
و إن لكم بين العروبةِ مَـحْـتِـدًا
أصيلا تراهُ و الـمـكارمَ تَـوْأمـا
عَـدَلـْـتُـمْ فأحسنتمْ سياسَـةَ مُـلـْـكِـكمْ
بشرع ٍ و ضيئ ٍ ليس بِـدْعًا و مُـظـْلِـما
رعيتمْ فأكرمتم و زدتمْ عناية ً
فأمن ٌ و تأمين ٌ من الجوع و الظما
و تلكَ الصحارىَ قد تنامتْ مرافقـًا
و من بعد جهل ٍ كلنا قد تعلما
و توسعة ٌ للأقدسين ِ تسامقَـتْ
تُـظِـلُّ بها من جاء لله مسلما
و يخيرٌ كثيرٌ ليس يحصيه شاعرٌ
و مهما تـعَـنـَّـىَ أوْ تأنـَّـىَ فأ ُلـْـهـما
و جندٌ عن الإسلام في كلِّ ساحةٍ
إذا رامَ أعداءٌ لهُ أنْ يُـهَـدَّمـا

و جيرانكمْ - يومَ اسـْـتُـبيحَتْ ديارهمْ -
بذلتمْ بإخلاص ٍ و أرْخَـصـْـتُـمُ الدَّمـا

حفظتمْ بإيمان ٍ و حزْم ٍ و حِكمة ٍ
أواصرَ أوطان ٍ لنا أ ًنْ تصَـرَّمـا
و أرْجَـعْـتُـمُ الحق َّ السـَّـليبَ لأهْـلِـهِ
و ذلكَ طبْـعٌ قـَـلـَّـما اليومَ قَـلـَّـمـأ

*********
و اعذروني في أخطاء الطباعة التي يسهل اكتشافها

خشان خشان 09-03-2002 09:44 PM

أخي الكريم الأستاذ محمد الشنقيطي

سلم لسانك ولا فض فوك وجزاك الله بمثل ما شرفتني به وبما مدحت به .
أنا لا علم لي في النقد وأراك تقول :" ثم إن أي نقد موضوعي لا بد وبالضرورة أن يكون متزنا في تناوله الموضوع بكلياته
إننا عندما نحول تقييم القصيدة على أسس عروضية ايقاعية بحتة فإننا بذلك نحول الشاعر إلى طبلة "
ولا مجال لي إلا في هذا الباب الإيقاعي البحت أعني العروض، وقد يكون فيه ظلم لجوانب الشعر الأخرى التي أشرتَ إليها.
فإن أعطيتني :) الأمان :) في تحليلي للجانب العروضي وحده دون سواه إلا ما قد يكون لدي من تساؤلات نحوية قمت بالتحليل الرقمي مبينا رأيي في الوزن بأسلوبي المباشر الذي من سوء حظي أني لا أجيد سواه.
ولكني هنا أكرر رأيي أن بحر الخفيف لديك عليه ملاحظات كثيرة وكلامي محصور في الوزن دون سواه.
معربا هنا عن إعجابي الشديد بروعة الصور والعواطف والأسلوب والفكر السديد في معلقتك هذه التي من حقها وحق من مدحتهم عليك أن تتم حسنها بضبط وزنها دون تحفظاتك من تهمة تحول الشاعر إلى طبلة.

وسلمك الله لإخوانك في خيمة الشعر.

خشان خشان 09-03-2002 09:45 PM

..

محمد الشنقيطي 10-03-2002 12:39 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

يجابه الشاعر الملتزم بمعضلة التعبير مع مكنون ذاته التعامل مع ضوابط تعبيرية و أخرى تتعلق بالإيقاع. و التي تتعلق بالإيقاع هي البحر و الروي والقافية. وفي إطار التحرك داخل هذه القيود يلجأ الشعراء أحيانا إلي الحشو لكي يلتزموا بالقيود المذكورة و أنا ممن يكرهون الحشو كرها شديدا و إذا كان و لا بد لجأت إلى الإخلال بالوزن لأتجنب الحشو! و من يعرف أسلوبي سوف يتكشف بعده كثيرا عن الحشو.
و الواقع أن أي إخلال بالوزن في معظم البحور يصبح ذلك الإخلال واضحا للأذن العادية. إلا أنني اكتشفت أن البحر الخفيف يمَكـِّـن من الإخلال بقواعد بحوره دون إخلال بيـِّن ٍ بالإيقاع العام للقصيدة. و ذلك الإخلال الإيقاعي إذا استطاع أن يتماهى مع إيقاع البحر الأصلي يمكن الشاعر من أن يوظف ذلك لمصلحة البنية اللفظية. و كنت قد نشرت قبل أيام قصيدة الهروب التي تبدأ بالبحر الخفيف ثم نوعت الإيقاع فيها على غير ضوابط ذلك البحر و لأمر يتعلق بقضية القصيدة و الشخص الموجعة إليه و هو شاعر أو شاعرة إن شئتم ليفهم أمرَا ما من ذلك التغيير المفاجئ في الإيقاع.
ثم إنني ذكرت لكم بعد ذلك أنني أستخدم البحر الخفيف بالذات عندما أريد أن أخالف قواعد الخليل ين أحمد بشكل مكثف لأسباب كما قلت تعبيرية بحتة. و لإثبات إن ذلك كان مقصودا نشرت البارحة قصيدة مطولة ( القصيدة الأولى) - اخترها خصيصا لأنها أيضا تمارس عن قصد تلك المهمة- و من ذات البحر و هي الدالية من قصائد المئوية.
و قد نشرت تلك القصيدة سابقا في صفحة كاملة من جريدة عكاظ و لم تجلب إلا الثناء و لم يلاحظ أي من زملائي الشعراء - و هم كثيرون و بعضهم متنطع جدا !- ذلك الإخلال. و كما قلت فإن البحر الخفيف فيه خاصية انك تستطيع مخالفة الأوزان إذا كنت تعرف كيف تفعل ذلك بدون أن يلاحظ الغالبية العظمى من الناس.
طبعا سيلاحظ من يتتبع الأمر بمقاييس دقيقة مثل الأستاذ خشان أو الأستاذ محمد (ب) أو غيرهم من يهتم بأوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي عكس ذلك. و لكن الشاعر عندما يكتب إنما يكتب للغالبية العظمى و تلك هي النقطة الهامة.
و سيلاحظ من يقرأ القصيدة المطولة أنها تنساب انسيابا يكاد يخلو من الحشو! لماذا؟ لأنني تلاعبت قليلا بموازين العروض – و كما سيثبت لكم الأخوان الكريمان خشان و محمد (ب) فيما بعد- لأكسب قصيد منسابة بعيدة كل البعد عن الحشو الذي امقته مقتا شديدا. صحيح أنني في ذلك قد اخسر العروضيين و لكنني بالمقابل اكسب معظم الناس.
و بشكل عام فان الإخلال بالعروض مشكلة لا يخلو منها أي شاعر. حتى أن الشعراء الجاهلين الذي كتبوا بلغة حديثهم اليومية أخذت عليهم في ذلك مآخذ.
و أنا ممن يشجع الشعراء الشباب و أحرص على ألا يغادروا ساحة الشعر الفصيح إلى ساحات الشعر الأخرى.
و لذا فإنني أقول للشعراء الشباب إذا كان عليكم الكتابة في موضوع معقد أو متشعب و تريدون تجنب الحشو فعليكم بالبحر الخفيف الذي تستطيعون التلاعب بإيقاعاته بعيدا عن البحر الأصلي دون إخلال بالأيقاع العام للقصيدة. نعم و كما أسلفت سيكتشف ذلك الشخص المختص بقواعد العروض و لكن الغالبية العظمى من القراء و هي التي تهمكم لن يهمها ذلك الأمر بتاتا ولن تلاحظه و سوف تحكم عليكم أو لكم من معايير أخرى مختلفة البتة تتعلق بالمضامين و الصور و انسياب الكلمات و تجانس الحروف و براعة التصوير الشعري و العاني.
أما بقية البحور فان الإخلال بالأوزان فيها يطلق أجراس إنذار عالية.
و سوف أترك مهمة كيف و أين أخللت بقواعد الخليل بن أحمد الفراهيدي للأستاذ خشان و يظل السؤال ما هو تقييمكم أنتم للقصيدة؟
ثم هل نحن الشعراء نكتب للناس أم نكتب للمختصين بالعروض.
هل بإمكاننا أن نحدِّث أصالتنا أم علينا أن نظل نراوح في قوالب لا تغيير عليها.
و أقول للشعراء الشباب إن معظم الشعراء هنا هم حقا مجيدون فلا تخشوا من المواصلة مع الشعر الفصيح و لا تهربوا إلى غيره من أنماط الشعر إذا رأيتم بعض النقد لهم. فذلك أمر لم يسلم منه أحد من الشعراء على الإطلاق. الإبداع يبقى في ذاكرة الناس و التاريخ.
الاستاذ خشان
نعم يا سيدي تفضل
فأنا أخترت لك قصيدة أخرى تلاعبت فيها كثيرا بأوزان البحر الخفيف بعكس التي تليها من البحر الطويل.
و أنا ما نشرت هذه القصيدة إلا لك ذلك أنها من نفس نمط قصيدة الهروب اخترتها لأنها يسهل فيها مخالفة قواعد العروض و قد خالفتها و أريد من خلالها و من خلالك أن اثبت ما أرمي إليه فتفضل و افعل بالقصيدة ما بدا لك أما القصيدة التي تليها و هي من البحر الطويل فقد جهدت فيها للالتزام بالعروض لأن أي إخلال هنا سيكون واضحا لمعظم الناس بعكس البحر الخفيف. و يا سيدي أن ليس عندي مشكلة مع البحر الخفيف أن فقط اكتشفت أنه يمكن أن يستغل دون سواه ففعلت ذلك و عندي كثير من القصائد تلتزم به كاملا. أنني واع لما افعل.
و لك و للجميع تحياتي

===

خشان خشان 10-03-2002 05:14 PM

الأخ الأستاذ الشاعر الكبير محمد الشنقيطي

شكرا لما تفضلت به وأذنت فيه.

أما ما قلته عن بحر الخفيف فأمر جدير بالتأمل والتأصيل. ولا علم سابقا لي به ولذا فأنا تلميذك فيه وهيهات لتلميذ أمام أستاذه إلا أن يستفسر.
فهل نمى إلى علم أستاذي أن هناك من قال بمثل قوله؟ أم هي ريادة لك السبق فيها؟
ثم لك الشكر والأجر على توسيعك على الناشئين من الشباب، وليتك تبذل المزيد من الجهد في توضيح الحدود التي تراها مناسبة للإخلال بالوزن حتى لا ينفلت الأمر فيقول شاعر لا يملك سليقتك فيه بما لا يصح.
يذكرني موقفك هنا بموقف نازك الملائكة في ريادتها لشعر التفعيلة، وهي ممن أسهموا في تأصيله ووضع ضوابط له، وهي تعتقد أن شعر التفعيلة يعتمد أكثر من العمودي على ملكة الشاعر وتنتقد من تجاوزوا فيه أصولا بينتها في كتابها (قضايا الشعر المعاصر )، ورأيك هذا يقع بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة. ولكنه يتطلب منك موقفا تنظيريا لضبطه وبيان أصوله.
أما في القصيدة الثانية فلا خطا فيها من حيث الوزن كما أرى ولكن لي عليها استفسارا وملاحظة
1- أتيتُ و قد داويتُ منَّي صبابتي
و عزيْتُ نفسي عنْ سعاد ٍ و مريما
سعادٍ ومريما
هل يرى أخي في ضرورة الشعر ما يجيز هذا ؟
2-و مرحىَ لقواتٍ و جيش ٍ مُـسَـلـَّـح ٍ
و مرحىَ لأبطال ٍ إذا الخطـْـبُ داهما
فيما أعرفه أن (داهما) بالنسبة لبقية القوافي فيها سناد تأسيس وهو أمر لا يعيب القصيدة فكبار الشعراء لديهم مثل هذا السناد وإنما أذكره من ناحية نظرية .
أشكر لأخي سعة صدره وتواضعه وكريم خلقه. وأشيد بالمعاني والأفكار والصور واللغة الحافلة وجوامع الكلم في قصيدته.

محمد الشنقيطي 10-03-2002 05:41 PM

*

شكرا للأستاذ المهندس الغيور على لغته خشان
كان الأمر بالنسبة لي مصلحة شخصية استفيد مها لذاتي أما وقد طلبت مني التوسع في الأمر فأرجو إمهالي إلى أن أرى كيف أتضع يدي في يدك لإخراج أفكاري بالنسبة للبحر الخفيف على الورق ( على طريقة المهندسين).
هذا رد عاجل و قد تأخر الوقت و سوف أعود إليك سلمك الله.
و لك تحيات أخيك
*


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.