أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   قرأت لك - رصاص الإشاعات- (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=21259)

بوفاتح 02-04-2002 02:42 PM

قرأت لك - رصاص الإشاعات-
 
رصاص الإشاعات أحلام مستغانمي

عرض التلفزيون الفرنسي مؤخراً فيلماً وثائقياً جميلاً عن الجزائر، يصوّر مقاومة النساء الجزائريات الإرهاب، في مدينة بلعباس، من خلال أرملة أربعينية، قتل الإرهابيون زوجها، فقررت، وهي المحجبة، أن تصبح أول سائقة تاكسي في مدينة صغيرة، يحكمها الرجال المتزمتون في النهار، والإرهابيون المتوحشون في الليل، وذلك لتعول أطفالها، برغم القتلة الذين ذبحوا في يوم واحد، إحدى عشرة معلّمة وهنَّ في طريقهنَّ إلى الثانوية النائية، التي تسلك هي الطريق إليها يومياً برفقة راكباتها من النساء.


هذه المرأة التي صمدت في وجه كل أنواع الرعب، وبدت طوال الوقت ساخرة وقدريَّة، انهارت في آخر الفيلم الوثائقي، عندما صادف ذلك انتشار إشاعة تقول إن الإرهابيين ذبحوها. وأصبح كل من يراها يشهق متعجباّ لوجودها على قيد الحياة. وينتهي الفيلم، وتلك المرأة تبكي وهي تستمع للروايات المختلفة، التي تناقلها الناس عن طريقة موتها.


تذكرت هذا المشهد، عندما، بعد أيام من مشاهدتي هذا الفيلم في فرنسا، حضرت أُمسية شعرية في بيروت للشاعرة العراقية الكبيرة لميعة عباس عمارة، المقيمة في أمريكا، والتي برغم ما عُرف عنها من خفة الدم وروح الدُّعابة، لم تستطع إخفاء مرارتها، وهي تبدأ أمسيتها قائلة: "إنني أتحدث إليكم من الآخرة. فلقد بلغني البارحة من شخص عراقي.. ثم من آخر كويتي، أنني متّ. عكس ما ترون، هذه القصائد تأتيكم من العالم الآخر. .".


لميعة الكبيرة.. الشامخة.. المتعفّفة عن فتات الموائد والولائم الشعرية المشبوهة، عندما لم يستطيعوا إذلالها، قتلوها بإشاعة من قنَّاص مجهول، أطلق النار على ضحكتها فأبكاها.


وقبلها قرأنا عن "فضيحة" قتل نازك الملائكة، لا في مجلس أدبي، ولا في مقال صحافي، وإنما في مؤلف رسمي وقّعه خمسة تربويين هو كتاب "القراءة العربية". وإن كانت نازك الملائكة قد توقفت عن الإبداع، فإن أخبار مرضها ما زالت تأتينا بين الحين والآخر في الجرائد. والأغرب من كلّ هذا، ليس الخطأ الذي وقع فيه أساتذة وباحثون بقتلهم شاعرة على قيد الحياة، وإنما اختيارهم سنة 1993 عاماً لوفاتها.


وهو ما يُذكّرني بقصة همنغواي، الذي سنة 1954، أي قبل 7 سنوات من موته الفعلي، كان في رحلة صيد في أفريقيا، عندما سقطت طائرته في الأدغال. وبعدما استطاع بعد أيام الخروج من الغابة مجروحاً وممزق الثياب، توجه إلى أقرب مدينة. وإذا به وهو يبتاع جريدة يقرأ على الصفحة الأولى، خبر موته في حادث تحطم طائرة، ما جعله، وهو المضطرب عصبياً، يعتقد للحظة أنه مات حقاً، ناسياً أنه مازال حياً ما دام يقرأ خبر نعيه.


وقبل ذلك بسنوات، كان "مارك توين" قد خبر الصدمة نفسها وهو يقرأ خبر نعيه. لكنه ولاختلاف مزاجه عن مزاج همنغواي، وجد في ذلك فرصة للسخرية وإطلاق طرفة جديدة، فأبرق إلى الصحيفة، التي نشرت الخبر بهذه الرسالة الموجزة: "خبر موتي مُبالغ فيه بشدّة!".


ما الإشاعات سوى رصاصات بيضاء.. دون كاتم صوت. فالمقصود منها هو الدويّ الذي تحدثه، والذي يراهن قنّاصة الظلام على أنه قادر على قتل أُناس، أكبر من أن يستطيعوا قتلهم برصاص حقيقي.


أحلام مستغانمي
02 02 2002

عمر مطر 05-04-2002 06:15 PM

مرحبا بك أخي بوفاتح،

اشتقنا لك ولقصصك الجميلة.

لا تطل عنا الغيبة.

وأنا أعرف اثنتين نعيتا قبل موتهما، وكأني أرى الصدمة على وجهيهما عندما سمعتا الخبرين.

اللغة العربية.

والأمة الإسلامية.

بوفاتح 07-04-2002 12:43 PM

أخي الفاضل عمر مطر
تحية طيبة عطرة أزفها إليك ، سعدت كثيرا بردك
يا عزيزي اللغة العربية أضحت غريبة الديار ، ربما الأمر في دول المشرق
أهون ولكن عندنا في الجزائر ، اللغة العربية في وضعية يرثى لها
حتى أنه تم تأسيس جمعية الدفاع عن اللغة العربية ولحد الساعة الأمور على حالها ، لأن هناك مجموعة إستئصالية تشن حرب بالوكالة
لحساب فرنسا التي تركت بيادقها في الجزائر وعاثوا فيها فسادا
وبالرغم من كل الضغوطات فقد رفع العديد من المثقفين لواء العربية عاليا وبرهنوا على إمكانياتهم وخاصة الصحافيين وأعتقد أنك تشاهدهم عبر القنوات الفضائية وخاصة الجزيرة " خديجة بن قانة ، عبد القادر عياض
وأخيرا أشكرك على الرد وأعدك بقصص جديدة في الموقع
والسلام الحار

عمر مطر 09-04-2002 05:08 PM

سعداء نحن بوجودك بيننا، واعذر جهلنا -أهل المشرق- عما يدور في المغرب، فهذه نتيجة القطرية لا شك.

وليتك تطلعنا على الموقف الأدبي في الجزائر في موضوع مستقل، فنحن في تعتيم تام عنه، ولا ندري أين وصلت الصحوة في المغرب العربي من حيث الرجوع إلى اللغة العربية الذي نشهده في الشرق.

الوائلي 11-04-2002 09:48 AM

سبحان الله ، أصبحنا نأخذ تاريخنا العربي وقصصنا من فرنسا واوروبا ..

أسود الجزائر ليسوا إرهابيين ولا متزمتين ، هم دعاة حق في خضم من الباطل كثير ، مصابيح هدى ، في ظلام من الضلال مطبق ، أصحاب حق ، ورسل خير ..

لكن بني علمان ومن رضعوا ثديي فرنسا وغُذُّوا بلبنها المختلط بالسم بدا يلقبهم بهذه الألقاب ..

ومهما طال ليل الباطل ففجر الحق قادم ..

بوفاتح 11-04-2002 11:32 AM

الجزائر ستبقى قلعة الأحرار
 
الأخ الوائلي تحية طيبة عطرة وأشكرك كثيرا على حبك وتقديرك لتاريخ الجزائر التي يستحق شعبها العيش في حرية وإستقرار ولققد كانت ولا زالت الثورة الجزائرية نقطة تحول في تاريخ الشعوب ,
أما بخصوص تعليقك حول أخد التاريخ أو الحقائق من المستعمر فلتعلم وأشك بأنك لا تعلم بأن فرنسا ستبقى الى الأبد عدوة الجزائر وما ورد في مقال قرأت لك- رصاص الإشاعات- مرتبط بالنص ولم يكن من المستحسن تجاوزه وما أردت نقله لقراء الخيمة الثقافية هو الجانب الأدبي في المقال حول نازك الملائكة والآخرون , وفي الأخير تقبل أخلص التحيات ودمت ودمنا والدوام لله
والسلام عليكم أخوكم بوفاتح


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.