![]() |
----- ( الملامة ) ------
=======================
<FONT COLOR="#00007F"> ونثرتُ في هذا المساء ضمائري .....................بيضـاء تمزج حـمـرة الشّفقِ قُـتِـلَ الهوى والبيلسانُ عبيرهُ ....................مـلـقىً على أنـشـودةِ الأرقِ تبكيه من ماء الـحـياءِ مدينتي ..................أسفاً كطعْمِ الخوف في قـلـقي ومـلامـةٌ لهثتْ بأرضِ تندّمي ....................عطشى أذابتْ نشْوةَ الـرّمـقِ وترهْشفتْ غيظاً تشفّ غليلها .........................عبثاً على مُـرٍّ مـن الـزّهقِ أثّـاقلتْ حتى اشْـرأبّ شياظها ...................حَسَكَاً تواري سوءةَ الغـسـقِ أشْتمّ رائـحـةَ البكاءِ على دمي ....................من نفحةِ الأشـواق في العبقِ ما ضرّ شعري أنْ يكونَ طلاسِماً .........................أنتِ الرّموز ومنطق الـورق أنتِ وأحـزان القبيلةِ قـاتـلي ......................طعْم الحياة وصـرْخـة الغَرَقِ . |
مخلص النوايا يكتب الشعر؟
هل لي بتعليق إذا سمحت أخي الكريم؟ |
إنّ تعليقك من دواعي سروري ..
و إن كان بها النصح فهذا منتهى الامنيات عندي.. وإنّ ما حوته هذه الخيمة من جمال تنطق الصّمّ امثالي .. |
أستاذنا المخلص،
كم سعدت بقراءة قصيدتك، ولا شك أن القصائد تحكي شيئا من شخصية الشاعر، ولكم أحببت أن أطلع على بعض ٍ منك فها نحن. :) القصيدة تمتاز بجزالة الألفاظ وهذا ما نتوقعه من خبير باللغة مثلك، وإن لم يسخـِّر أهل اللغة الألفاظ لصالحهم فمن عساه يفعل. روي القاف دائما ينمّ عن قلق وغموض -إلا في قصيدة السلاف النعناع والحبق- ونجد قصيدتك تمشي على هذه الفرضية من القلق والخوف والغموض، حتى أنها تستدرج القارئ إلى الوقوع في متاهة غموضها وقلقها. لا شك أن لهذه القصيدة عشرات الأبعاد، كل قارئ يراها على خلفية من صياغته الخاصة، ولكني ألتزم فيها البعد القريب وهو يتلخص في "قتل الهوى". القصيدة مليئة بالصور المركبة الغامضة الجميلة، وهي بذاتها ترتقي بذوق القارئ، وتحثه على التدبر، ولا يكاد يخلو بيت من صورة تعمل فيها العقل والقلب معا. وأرى من أجمل الصور، والتي ركبت مرة بعد مرة صورة الملامة، حيث تشبهها بالنار العظيمة التي تتأجج في قفر، هو هنا الندم، حتى أن هذه النار بتأججها وعظمها أنستك نشوة الموت التي تعصف بالجسد قبل أن تقبض الروح، وهذا من عظيم المبالغة والبلاغة، فلله درك. ثم تابعت وصفك للنار (الملامة) بأنها تضطرم، وتشفي غليلها بإزهاق نفسك عبثا، أي أنها لن تكسب شيئا من إزهاقها إلا أنها تزهقها عبثا. وتمضي بوصف تلك النار، فتخبرنا بأنها اثاقلت على الأرض كتلتها ولكن اللهب يمتدّ خارجها بألسنة رؤوسها كطلع الحسك (الشوك)، تنير ما حولها حتى أنها تذهب بظلمة الغسق وتواري سوءة ما أخفى. يكفينا من القصيدة هذه المقاطع لمعرفة قدرة الشاعر، ولولا أن المقام لا يحتمل الإطالة لغصنا في أعماقها وكشفنا بعض ما وقر في خباياها. تحية مني إليك أخي المخلص ولا تحرمنا من أمثالها. ملاحظة صغيرة قبل أن أنهي، إن كان قولك: "تشفّ غليلها" مأخوذ من شفى غليله على صيغة فعـّل، فأرى أن الأولى أن تقول تشفـّي غليلها، ولعلي أخطأت بأن تكون من شفّ، كما يقال شفه الوجد، فأرجو التوضيح. أخوكم عمر مطر |
الله الله يامخلص
قصيدة تستحق أن نحتفي بها وبشاعرها فتشعل النيران وتدق الطيران ونظل نتغنى بها إلى الصباح. |
استاذي وأخي العزيز / عمر مطر كلماتك تزرع سعادتي بين حدائق المسرّات وتذوب في أعماق المشاعر وتثمر في جبين النظرات ... حسبي اليوم شرفا أن تنال أبياتي قراءتك العذبة المصفاة من شفاه الجمال المنقوش على أحرف المقال تذكرني لله درّك بقراءات د. حنان فاروق في هذا المضمار الرائع وهذه الرّونقة الإبداعية فياليت شعري كيف أوفيك الشكر وأني به أصيره لك وابل مطر ومن الدعوات ما طرزه الزاهد في السحر.. لستُ من أهل اللغة وكم تمنيت لو أقف على أطراف البساط الذي يجلسون عليه ونعتك من طيب تواضعك وزايد كرمك أقدره وأحفظه حفظك الله في الدنيا والآخرة .. النظر إلى الشعر يتطلب الكثير الكثير من التفكير والتدبّر حتى نخرج بجودة المحاكاة وسبق الابتكار .. الشعر صنعة عاطفية والقصيدة معالجة اللفظ والمعنى من جهة ومن جهة أخر الإيقاع .. النظرة إلى خارج القصيدة تبادل بين الألفاظ والمعاني وهذا يهتم به الشعراء الأولين والآخرين ولكن النظرة إلى داخل النص الشعري تتطلب البنية الإيقاعية , علم يختص بالصوت المؤثر في النفس والمساعد في تغليف الصورة الشعرية .. فقد تجد قصيدة جزلة الألفاظ قوية المعاني ولا تطرب لها ولا تستأنس بها يعود السبب هنا إلى التشويش الصوتي في القصيدة وعدم سلاسة الزحافات وقبح مخارج الحروف ومن عبقرية الشاعر احمد شوقي استخدامه الزحافات المقصودة في التصوير الشعري فأن هذا يؤدي الانسجام مع النفس والحلاوة في السمع مما يساعد على حفظ البيت وسرعة تداوله بين القاصي والداني وتذوق رونقه وطلاوته .. مسألة الإيقاع تتشكل في مداخل كثيرة واعتبارات عديدة وفي أبياتي هذه استخدمت الإيقاعات المقصودة وأن كنت غير موفق فيها فهذا يعود جمود الموهبة وركود القريحة .. حاولت هنا أن اصنع مزجية بين العروض والصرف في التركيبة التفعيلية , بحر الكامل واحدة تفعيلته ( متفاعلن 331 ) إذا أخذنا الجزئية من هذه التفعيلة وهي ( فعلن 31 ) من ناحية الصرف نجد هذه التفعيلة لها صوت واحد لان النون حرف اصلي وبقية الحروف بديلة عن أحرف أخر وهنا تجد تجريئة التفعيلة العروضية إلى جزئية صرفية في بداية لأشطر الثانية من القصيدة ( مـلـقىً , أسفاً , عبثاً , حَسَكَاً ) بحيث تكون محور إيقاعي في القصيدة واستخدام مستفعلن العروضية قبل نهاية الشطرة الثانية انسجام مع القافية التي تناولت ثلاث متحركات وساكن في توازي النغمة الصوتية بينهما وزخرفت الأبيات بالتفعيلات الصرفية مثل ( أفعولة , أفّاعلت , مفْعلُ , تفوعلت ) وكل هذه من ناحية أخرى تفيد سياق المعاني لان لها مدلولات وتعابير منصوص عليها في علم الصرف .. وغير هذا من التركيبة التفعيلة في المزج بين العروض والصرف وما ورد يلفت انتباه الشاعر نفسه لان في داخل النص في القصيدة الشعرية بصفة عامة عالم من العجائب والإبداع .. والمقصود في قول ( "تشفّ غليلها" ) مأخوذة من الشفافية حتى يستقيم المعنى مع ترهشفت فأن الملامة عندما ترهشفت الغيظ أصبحت تشفّ هذا الغيظ على شفافية النفس .أعتذر عن الإطالة وأكرر شكري وسعاتي بوجودك في هذه الصفحة سلمك الله تعالى . . |
ونثرتُ في هذا المساء ضمائري
............................*ونثرت في طيّاتـها قلقي *كم مازجت روحي وأرسلها هنا .....................بيضـاء تمزج حـمـرة الشّفقِ قُـتِـلَ الهوى والبيلسانُ عبيرهُ ............................* كشذاكِ طيباً عند مُعتَنَقي * والقلب من خوف الفراق وناره ....................مـلـقىً على أنـشـودةِ الأرقِ تبكيه من ماء الـحـياءِ مدينتي ............................*سحّاً بثجّاجينِ من مُوَقِ *في حلقها تكوي مرارةُ وَبْلِهِ ..................أسفاً كطعْمِ الخوف في قـلـقي ومـلامـةٌ لهثتْ بأرضِ تندّمي ...........................*ولهاثها يقتات من عرقي *قوتٌ كغسلينٍ به أرضي غدتْ ....................عطشى أذابتْ نشْوةَ الـرّمـقِ وترهْشفتْ غيضاً تشفّ غليلها .............................* هذا الذي عانى من الحُرَقِ * ما إن يرى شيئا يخالطه سوى .........................عبثٍ على مُـرٍّ مـن الـزّهقِ أثّـاقلتْ حتى اشْـرأبّ شياظها ................................* فكأنها علقته كالوهَقِ * ويُخالُ من بؤسٍ شعارا يكتسي ....................حَسَكَاً يواري سوءةَ الغـسـقِ أشْتمّ رائـحـةَ البكاءِ على دمي ........................* أو في الذي قد ظلّ من رمقي * أجدُ الشواءَ شواءَ قلبِ مولّهٍ .......................من شعلةِ الأشـواق في العبقِ ما ضرّ شعري أنْ يكونَ طلاسِماً ............................* لسواكِ يا مبروكةَ الوسَقِ * فلأنت أبصرُ بالذي في خاطري .........................أنتِ الرّموز ومنطق الـورق أنتِ وأحـزان القبيلةِ قـاتـلي ........................*حبُّ الشهادة فيك من خُلُقي *سيّان عندي في سبيل حبيبتي ......................طعْمُ الحياةِ وصـرْخـةُ الغَرَقِ أخي مخلص أغراني إخلاصك على تجشم تشطير القصيدة كاملة على ما يحمله ذلك من التحول بها عن طبيعتها لجهتي تنافر أو تكامل غموض أشطرك ووضوح أشطري من جهة وللقدر الكبير من التسديد والمقاربة فيما غم علي من مقاصدك. استصعبت الانتقال من عروض (331) إلى ضرب (31)، الأمر الذي عندما أقرنه بالغموض شبه الكلي والبناء المقصود يجعلني أتساءل : ألم تتجاوز بهذا حد الشعر ؟ وأين ترى القصيدة صارت بهذا الصدد بعد التشطير ؟ ولي ثلاثة أسئلة: 1- رهشف : لم أجدها في القاموس المحيط، ثم غيضاً، ترهشفت غيضا ؟؟ أم تراها غيظاً ؟ 2- شياظها ؟ أهي جمع ؟ وجمع ماذا ، أم المقصود شواظها ؟ 3-تشفّ من شفَّ كما ذكرت وهو لازم فهل هي : يشفّ غليلها ؟ أم عدّيتها قياسا على أفْعلَ وصار لديك أشفّ وأشفّت تُشِفُّ ؟ شكرا لك، وبارك الله فيك. |
مشاركة
أخي الأستاذ مخلص النوايا
أحسنت اخي و آمل قبول هذه المشاركة البسيطة **** زمن الطلاسم لا (رموزَ ) لفكـِّهِ فينا و نحنُ على شفا الغرق ِ!! زمن التحرر ِ و العدالةِ أو كما قالوا .. و صَدَّقنا .. على الورق ِ!! فـَحقوقُ انسان ٍ .. لهم مكفولة ٌ و لنا تـَمَنـِّي عِـيشة َ ( السَّـلـَق ِ ) !! دعني و دعكَ .. فما هناكَ قبيلة ٌ نـشكوا اليها محنة َ الأرق ِ!! و أخافَ قابلنـَـا زمانٌ أعجفٌ همِّي و همُّكَ (شَربة ُ) المَرَق ِ!! ***** و قد كنت قلت قبل عام أو اكثر: العرب *** تفرقوا و تلاشوْا !! و تلاشىَ فيهمْ رباط ُ القبيلهْ! فكلهمْ شيخ ِ شيخ ٍ فما هناكَ شيوخ ٌ و لا هناكَ قبيلهْ!! . |
أخي الحبيب / الصمصام أشكر منك نسائم الوفاء ومعاني المحبة .. كم أنا سعيدٌ بك وكم كان للصمصام معنىً ذات يوم .. ================== أخي الرائع سلاف أحسنت أحسن الله مقامك بين يديه .. سؤالك عن مجاوزة حدّ الشعر أمرٌ يحتاج الى ذكر المواضع التي خرجتْ عن الخطاب الشعري في الابيات , القصائد التي تخرج بصفة عامة عن الشعر هي القصيدة المنظومة مثل منظومة ابن مالك وابن معطي والقصيدة الحلمنتيشية والقصيدة الغير صادقة عاطفيا وهذه لم تصل الى درجة الشعر ولكن تجاوز الشعر أتجاه عكسي بأن وصل الى درجة الشعر وتعداه وخرج عن إيطاره فياليتك توضح أكثر عن معنى تجاوز حدّ الشعر ومنك نستفيد فأن هذا السؤال يهمني جدا.. والقصيدة بعد التشطير أحتوت على توليد الكثير من المعاني والافكار الجديدة.. 3 - ( شفّ ) متعدية هي التي قصدتها والقاعدة أن كل فعل مضعف متعدي يضم عين مضارعه وأن كل فعل مضعف لازم تكسر عين مضارعه وهناك أفعال شاذة ولكن ( شفّ ) ليست من الأفعال الشاذة التي خرجت عن القاعدة ومن قولهم شفّ الزجاج إذا أظهر ما وراءه وورد في المعجم شفّ متعدية وهي مضمومة عين المضارع و ورد أيضا شفّ لازمة وهي مكسورة عين المضارع (.. (شَفَّ يَشُفَّ شُفَّ واُشْفُفْ شَفًّا : - ـه الهَمُّ أو الحُبُّ: ضَمَّرَهُ وأَرَقَّهُ؛ شَفَّ قيْسًا عِشقُ لَيلى. - الهواءُ الماءَ وغيرَه: ذهـب ببعضه. - الشّاربُ الماءَ أو الشّرابَ: تقصّى شُربَه ولم يُسْئِر منه شيئًا؛ شَفَّ الظّمآنُ الماءَ. - الرّسم: رَسَمَه من خلال شَفّاف. ) ) و((شَفَّ يَشِفُّ شِفَّ واِشْفِفْ شُفُوفًا . رَقَّ حتّى يُرَى ما خَلفَهُ؛ شَفّ الثْوبُ عن جسم المرأةِ. - الشّيءُ: لم يَحجُب ما وراءه؛ شَفَّ الإناءُ عن الزّيت. -: نَحَلَ ودَقَّ مِن هَمٍّ أو مَرضٍ. -: تَحرَّكَ لخفَّته. - تِ الرّيحُ: هَبَّت باردةً. )) وقال عروة ابن الورد ( ولبس عباءة وتقر عيني. أحب إلي من لبس الشفوف) ومعنى البيت أن الملامة عندما ترهشفت الغيظ اصبحت تشفّ الغليلا على المرّ .. والله اعلم .. |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.