أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الخطاب الإسلامي في عصر العولمة:مصطلحات جانحة (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=23154)

محمد ب 26-05-2002 10:19 AM

الخطاب الإسلامي في عصر العولمة:مصطلحات جانحة
 
الخطاب الإسلامي في عصر العولمة
مصطلحات جانحة عن الجزية وأهل الذمة
مجلة المجتمع الكويتية العدد1501
http://www.almujtamaa-mag.com/Detail...wsItemID=71868

في المقال السابق تناولنا بالشرح ثلاث سمات للخطاب الإسلامي وهي أنه رباني المصدر والغاية، وعالمي الوجهة، وإنساني المنطلق. وفي هذا المقال نتناول سبع سمات أخرى تتركز فيما يلي:

رابعا وسطية المنهج: الخطاب الإسلامي يراعي التوازن بين العقل والوحي، وبين المادة والروح، بين الحقوق والواجبات ، بين الفردية والجماعية، بين الإلهام والالتزام، بين النص والاجتهاد، بين والروح، بين الحقوق والواجبات ، بين الفردية والجماعية، بين الإلهام والالتزام، بين النص والاجتهاد، بين الواقع والمثال، بين الثابت والمتحول، لا ينظر للحضارة الغربية بازدراء واحتقار ، كما لا يراها بعين الإعجاب والانبهار، بل يتعامل معها وفق التوجيهات التالية:
1 يؤمن بالتعددية الحضارية الثقافية التشريعية والسياسية والاجتماعية: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم (المائدة: 48).
2 يعمل على تنمية آفاق التواصل الحضاري، ومن ذلك الإفادة من الحضارة الغربية في المنهج العلمي في الكونيات والنظم الإدارية المتقدمة وتجديد الإحساس بقيمة الوقت وقيمة العدل في ظل مناخ كريم والدعوة إلى قيام شراكة إنسانية صحيحة، وقيمة "التبادل العادل للمصالح" والسعي الجاد لخفض أصوات الغلاة من الطرفين.
3 يهتم بالكتابات التي تقدم لغير المسلمين ويركز فيها على الحجة العقلية لا النصوص الشرعية.
4 يدعو إلى تأسيس فقه الأقليات المسلمة في مجتمع غير المسلمين على قاعدة (لا تكليف إلا بمقدور) أي على قدر الوسع والطاقة بما يحقق للمسلمين الحفاظ على هويتهم دون انكفاء، وتفاعلهم دون ذوبان.
5 يركز على المنظومة القيمية في علاقاتنا مع الغرب والقائمة على وحدة الأصل الانساني ومنطلق التكريم الإلهي للإنسان ولقد كرمنا بني آدم (الإسراء: 70)، وإحياء مبدأ التعارف لتعارفوا (الحجرات:13)، وتعميق الأخوة الإنسانية "وأشهد أن العباد كلهم إخوة"، والتعامل بالبر والعدل مع المسالمين أن تبروهم وتقسطوا إليهم (الممتحنة: 8)
6 يعمل على إيجاد القواسم المشتركة والإعلاء من شأن الأنساق المتفقة، فالحضارات تتقاسم أقداراً من القيم مثل العدل والمساواة والحرية.. الخ، وأهل الحكمة من كل ملة يستحقون الشكر والعرفان.
7 لا يرى الغرب كتلة واحدة، بل يتعامل معه على أساس أنه دائرة واسعة الأرجاء، متعددة المنافذ، يمكن مخاطبتها بموضوعية لرعاية المصالح والمنافع المتبادلة دون حيف أو ظلم لتحقيق الأمن والسلام العالميين.
8 يؤكد الالتزام الواضح بالحرية وحقوق الإنسان ومشروعية الخلاف الفكري والتعدد الديني والثقافي والتداول السلمي للسلطة ويدافع عنها بوصفها أساساً من مبادئ الإسلام، وينبذ العنف في العمل السياسي ولا يخلطه بالجهاد.
9 يدعو إلى إحياء مبدأ التساكن الحضاري واستكمال التوازن المفقود في الحضارة الغربية بالأساس الأخلاقي عبر قدوة ومصداقية يتطابق فيها المثال والواقع ويكون بدلالة الحال أبلغ من دلالة المقال.
10 يدعو إلى مخاطبة الرأي العام الغربي من منطلق إنساني تجاه مآسي المسلمين بإعلام قوي والإفادة من ذلك في دفع عجلة الحوار والتفاهم.
11 تشجيع فكرة المواطنة للجاليات الإسلامية في الغرب مع رعاية مستلزماتها.
12 يتعين على الأقلية المسلمة أن تراعي المواثيق لدار العهد التزاماً بالقوانين وانضباطاً بأحكامها وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا (34) (الإسراء).
13 يعمل على الإسهام في علاج مشكلات المجتمع الغربي وإفرازات الحضارة من انحلال أسري وتفكك اجتماعي وانهيار أخلاقي وانحراف جنسي وتعصب عرقي، والعمل على إبراز تلك الإسهامات.
14 لا يتحدث عن تاريخ الإسلام وحاضره حديث المدل المختال، ويسرد المحامد ويعدد المناقب، ويغفل عن النقائص والمثالب، كما لا يتحدث عن الإسلام حديث المحامي عن المتهم المدان .. يلتمس الأعذار ويبحث عن المبررات ويقدم المسوغات، ويبذل التنازلات.
15 لا يقدم الإسلام مقاتلاً للبشرية، مشاكساً للمسلمين الملتزمين، منازعاً لغير الملتزمين، محارباً للمسالمين، مروعاً للآمنين، طالباً للدم، ساعياً للهدم، باحثاً عن الزلات لنشرها، طالباً للثغرات لهتكها، كما لا يقدم الإسلام ضعيفاً منهزماً خالياً من دعوة للجهاد، وقتال للمحاربين والأعداء بل وسط بين الإحجام والإقدام.. والانكماش والانتعاش.
16 يضبط المصطلحات: إذ إن العديد من المصطلحات جانب الوسطية في الفهم وجنح للإفراط أو التفريط ومن ذلك:
أ الموالاة والمحادة:
إن القرآن الكريم يزخر بنصوص تنهى عن موالاة غير المسلمين، وتقرر أن الولاء عندما يقع النزاع إنما يكون لله ولرسوله، غير أن هذا الأصل محاط بضوابط تحول دون تحوله إلى عداوة دينية أو بغضاء محتدمة أو فتنة طائفية مثل:
النهي ليس عن اتخاذ المخالفين في الدين أولياء بوصفهم شركاء وطن أو جيران دار أو زملاء حياة، وإنما هو عن توليهم بوصفهم جماعة معادية للمسلمين تحاد الله ورسوله، لذلك تكررت في القرآن عبارة من دون المؤمنين (آل عمران:28) للدلالة على أن المنهي عنه هو الموالاة التي يترتب عليها انحياز المؤمن إلى معسكر أعداء دينه وعقيدته.
المودة المنهي عنها هي مودة المحآدين لله ورسوله الذين يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم (الممتحنة:1) لا مجرد المخالفين ولو كانوا سلماً للمسلمين.
أن غير المسلم الذي لا يحارب الإسلام قد تكون مودته واجبة، كما في شأن الزوجة الكتابية وأهلها الذين هم أخوال لأبناء المسلمين، فمودتهم قربة وقطيعتهم ذنب.
الإسلام يعلي من شأن الرابطة الدينية ويجعلها أعلى من كل رابطة سواها، ولكن ذلك لا يعني أن يرفع المسلم راية العداوة في وجه كل من هو غير مسلم لمجرد المخالفة في الدين أو المغايرة في العقيدة.
ب أهل الذمة:
الذمة في اللغة تعني العهد والأمان والضمان، وفي الشرع تعني عقداً مؤبداً يتضمن إقرار غير المسلمين على دينهم وتمتعهم بأمان الجماعة الإسلامية وضمانها بشرط بذلهم الجزية وقبولهم أحكام دار الإسلام في غير شؤونهم الدينية، وهذا العقد يوجب لكل طرف حقوقاً ويفرض عليه واجبات، وليست عبارة أهل الذمة عبارة تنقيص أو ذم، بل هي عبارة توحي بوجوب الرعاية والوفاء تديناً وامتثالاً للشرع، وإن كان بعضهم يتأذى منها فيمكن تغييره، لأن الله لم يتعبدنا بها وقد أبدل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لفظ الجزية الذي ورد في القرآن بلفظ الصدقة استجابة لعرب بني تغلب من النصارى الذين أنِفوا من الاسم، وطلبوا أن يؤخذ منهم ما يؤخذ باسم الصدقة، وإن كان مضاعفاً فوافقهم عمر رضي الله عنه وقال: هؤلاء قوم حمقى رضوا المعنى وأبوا الاسم.
ومما يجب إدراكه عن الذمة ما يلي :
فكرة عقد الذمة ليست فكرة إسلامية مبتدأ، وإنما هي مما وجده الإسلام شائعاً بين الناس عند بعثة النبي ص فأكسبه مشروعيته، وأضاف إليه تحصيناً جديداً بأن حول الذمة من ذمة العاقد أو المجير إلى ذمة الله ورسوله والمؤمنين، أي ذمة الدولة الإسلامية نفسها، وبأن جعل العقد مؤبداً لا يقبل الفسخ حماية للداخلين فيه من غير المسلمين.
الدولة الإسلامية القائمة اليوم تمثل نوعاً جديداً من أنواع السيادة الإسلامية لم يعرض لأحكامها الفقهاء السابقون لأنها لم توجد في زمانهم، وهي السيادة المبنية على أغلبية مسلمة، لا على فتح هذه الدول بعد حرب المسلمين لأهلها، وهذه الأغلبية يشاركها في إنشاء الدولة وإيجادها أقلية أو أقليات غير مسلمة، الأمر الذي يتطلب اجتهاداً يناسبها في تطبيق الأصول الإسلامية عليها، وإجراء الأحكام الشرعية فيها، ولا بأس أن يكون عقد المواطنة بديلاً عن هذا المصطلح.
ج الجزية:
وهي ضريبة سنوية على الرؤوس تتمثل في مقدار زهيد من المال يفرض على الرجال البالغين القادرين، على حسب ثرواتهم، والجزية لم تكن ملازمة لعقد الذمة في كل حال كما يظن بعضهم بل استفاضت أقوال الفقهاء في تعليلها، وقالوا إنها بدل عن اشتراك غير المسلمين في الدفاع عن دار الإسلام، لذلك أسقطها الصحابة والتابعون عمن قبل منهم الاشتراك في الدفاع عنها، فعل ذلك سراقة بن عمرو مع أهل أرمينية سنة 22ه وحبيب بن سلمة الفهري مع أهل أنطاكية، ووقع مثل ذلك مع الجراجمة وهم أهل مدينة تركية في عهد عمر رضي الله عنه وأبرم الصلح مندوب أبي عبيدة بن الجراح وأقره أبو عبيدة فيمن معه من الصحابة، وصالح المسلمون أهل النوبة على عهد الصحابي عبدالله بن أبي السرح على غير جزية، بل على هدايا تتبادل في كل عام، وصالحوا أهل قبرص في زمن معاوية على خراج وحياد بين المسلمين والروم.
وغير المسلمين من المواطنين الذين يؤدّون واجب الجندية، ويسهمون في حماية دار الإسلام لا تجب عليهم الجزية، ولفظ (الصَغار) الوارد في آية التوبة يقصد به خضوعهم لحكم القانون وسلطان الدولة.
خامساً أخلاقية المحتوى: فالأخلاق لها مكان رحيب ومنزلة سامية في الخطاب الإسلامي، يبينها قول الرسول صلى : "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" (مجمع الزوائد ح 9 ص 15) فهي ثمرة الإيمان الصادق والتعبد الخالص. وليس ثمة انفصال في الإسلام بين الأخلاق والعلم، أو الأخلاق والاقتصاد ، أو الأخلاق والسياسة، أو الأخلاق والحرب.
سادساً إيجابية البناء: وهي نقيض السلبية التي لا ترى الدين أكثر من عقيدة في الصدور وعلم في السطور، وتمائم في النحور، وعظام في القبور، وتقصيه عن أن يكون منهج حياة، ودافع بقاء، وباعث عمارة، ومنشئ حضارة.
فالإسلام إيجابي في خطابه، إذ إن:

محمد ب 26-05-2002 10:20 AM

العبادات ليست مجرد طقوس شكلية، بل لكل منها مهمته في تزكية الفرد والمجتمع وترقيتهما.
الإيمان باليوم الآخر زاجر عن الظلم والإفساد في الأرض، دافع إلى فعل الخيرات وعمل الصالحات.
والإيمان بالقدر يوفر الأمن النفسي والاطمئنان القلبي والرضا الداخلي الذي ينقلنا من دائرة القلق والانفعال والعجز والقعود، إلى دائرة العمل والتأثير لتغيير الواقع، حملاً للمسؤولية وأخذاً بالأسباب وتوكلاً على الله.
سابعاً مرحلية التدرج: غاية الخطاب الإسلامي الوصول إلى المثل الأعلى والوجه الأسنى لتطبيق الدين في واقع الناس، لكن ذلك لا يدعونا إلى أن نغمض أعيننا عن الواقع الذي نعيشه وأن نفكر في مرحلية التدرج به من حاله التي هو عليها إلى الحالة المثلى والغاية القصوى.
فالمرحلية تتطلب منا أن نعرف أولوياتنا ونرتب أسبقياتنا حتى لا يكون خطابنا بعيداً عن الواقع، وعديم التأثير، صاداً عن سبيل الله، بعيداً عن روح الإسلام وسنة الرسول صلى عليه وسلم ، فالصلاة والصيام والزكاة كلها مرت حين فرضها بمراحل حتى استقرت على الوضع الذي هي عليه، فتحريم الخمر واستئصال الرق كل ذلك روعي فيه التدرج والمرحلية، ومما قرره العلماء أن التطبيق العملي للشريعة الإسلامية يجب أن يراعى فيه التدرج بخلاف الفكرة التي يطلب فيها الشمول والإحاطة.
ثامناً شمول الفكرة بلا اجتزاء: فرسالة الإسلام هي "الرسالة التي امتدت طولاً حتى شملت آباد الزمن، وامتدت عرضاً حتى انتظمت آفاق الأمم، وامتدت عمقاً حتى استوعبت شؤون الدنيا والآخرة".
والإسلام لا ينحصر كما يرى العلمانيون في العقيدة والعبادة فقط، بل يمتد ليشمل الحياة كلها، وينبغي أن يواكب خطابنا هذا الشمول ويبرز أن الإسلام رسالة لإصلاح المجتمع، وسياسة الدولة، وبناء الأمة، ونهضة الشعوب، وتجديد الحياة، تماماً مثلما أنه عقيدة وشريعة، ودعوة ودولة، وسلام وجهاد، وحق وقوة، وعبادة ومعاملة، ودين ودنيا.
تاسعاً ارتباط بالأصل واتصال بالعصر: فالخطاب الإسلامي يبرز خصوصية الأمة وتفرّدها ويرتبط بأصوله، لذلك فهو ليس مبتوتاً عن تالد ماضي المسلمين، وناصع سيرة الصالحين، بيد أنه ليس رهيناً لذلك الماضي، حبيساً لنتاج أولئك العظماء الميامين، بل يدرك كم ترك الأول للآخر، فالزمان غير الزمان والبيئة غير البيئة، والمشكلات غير المشكلات، لذلك تجده يأخذ من الحضارات الأخرى ما لا يتعارض مع قيم الأمة الأخلاقية وأصولها العقَديَّة ومفاهيمها الفكرية ومناهجها التربوية وتوجهاتها التشريعية.
عاشراً مصداقية لا تضخيم: الخطاب الإسلامي لا يضخم أمجاد الماضي ومناقب الحاضر، متجاهلاً الأخطاء والعيوب والآفات، بل يلتزم الصدق فيعرض المناقب بلا تقديس أو تبخيس، ويسرد المثالب، بلا تهويل أو تقليل.
كما أن الإنصاف رائده، والعدل حاديه، لذلك يبتعد عن المبالغات التي يجرها الإكثار من استعمال (أفعل) التفضيل، وعبارات التعميم.


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.