أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   الهروب الى القدر(قصة قصيرة أرجو ا أن تقرءوها) (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=23502)

samar 07-06-2002 05:09 AM

الهروب الى القدر(قصة قصيرة أرجو ا أن تقرءوها)
 
"الهروب الى القدر" قصة من تأليفي مقسمة الى ثلاثة فصول ، سوف أقوم بعرض كل يوم فصل ، أرجووووا أن تقرءوها وأن تعطوني رأيكم بها بالتفصيل لأن رأيكم مهم جدا جدا جدا بالنسبة لي
القصة مهداة الى جميع قراء وأعضاء نادي حوار الخيمة

المقدمة
لعلنا إذا قمنا في يوم من الأيام بجولة إلى قلوب الناس فسنجد أناساً تحمل قلوباً عادية ، مثلها مثل أي كائن بشري آخر ، و لكنا حتماً سنجد أناساً مختلفين عنهم تماماً ……
فهم يحملون في صدورهم قلوباً من نوع آخر القلوب التي قد عثرت على ذلك الكنز الوهاج الذي أضاء قلوبهم و ملأها حباً و سعادةً و أملاً ….
فربما نظن كلمة الحب ذات لفظٍ سهل ، و لكنا إذا ما أبحرنا في داخلها و تفحصنا أركانها فحتماً سنتذوق طعماً مختلفاً ، و سنعرف قيمة هذه الكلمة و وزنها و أفرعها …
فالحب أضحى كشجرة تظلل جميع من حولها في أيام الصيف الحار ، و تحميهم من أمطار الشتاء و عواصفه العاتية ،كما أنها احتضنت أفرع كثيرة استمدت منها قوتها مثلها مثل أي شجرة أخرى …..
وهكذا شجرة الحب فقد تفرعت عديدة منها ، ولكنها جميعا تصب في بوتقتها المشحونة بالعاطفة والحنان….فإذا بحثنا بين أغصانها فحتماً سنجد فرعاً للحب الأخوي الصادق ، و سنجد حباً من نوع آخر ألا وهو حب الصداقة الشريفة ، و لن يغفى علينا أننا سنعثر على ذلك الحب الوردي الذي يخلقه الله بين الرجال و النساء ……
و لكن !! هل تصورنا يوماً أن لا نعرف ماهية العاطفة التي تسيطر علينا ؟!!
أو إلى أي نوع ينتمي هذا الحب الغريب ؟!!!
هذا بالضبط ما سأرويه لكم خلال قصتي هذه ، و التي آمل أن تنال إعجابكم .
و لكن الأهم من ذلك كله هو أن يصل مغزاها الحقيقي إليكم و إلى قلوبكم …


الفصل الأول :-
تحت سماء عكا الصافية ، و على رمال شواطئها الذهبية الحارة …
نقشت قصصُُ عديدة .. استمرت لأزمان ذات سنين مديدة .. و بالتأكيد قد سطرت على رمالها قصصاً كثيرة .. جزء منها كانت قصص مآسي و الجزء الآخر كانت حكايات سعيدة ..
و لكن دعونا نبدأ بالقسم السعيد ، لعلنا استطعنا استنشاق القوة اللازمة لمكافحة الآلام و الصعاب .
فعلى شاطئ تلك الدينة الراسخة ، كانت ترسو السفن محملة بالبضائع ، فيهب السكان هبة رجل واحد ؛ ليقتطفوا رزقهم منها ، و كان من بينهم الريس أبو أحمد الذي لملم شبابه ؛ ليفرغوا حمولة ما يخصهم من السفينة .. و استمر العمل طول النهار ، حتى بدأ الليل يخبر الناس بأنه قد خلع حلة الشمس ، و زين نفسه بعقد من النجوم يتوسطها قمر لامع ، و ما أحلاها عندما تُلبس على ثوب أسود ، كالذي لبسه الليل .
فسرعان ما استجاب الناس لذلك النداء المألوف لديهم ، و عادوا إلى بيوتهم و هم يحملون ما طاب لهم من البضائع المتنوعة .
و مثلهم عاد أبو أحمد إلى بيته ، ليجد زوجته في انتظاره مع طفليه الصغيرين أحمد و ناهد ، اللذان دوماً يرفضان النوم قبل عودة والدهما من العمل ، و كأنهما يريدان بذلك الاطمئنان عليه؛ خوفاً من هذا الزمن الغادر ..
بعد ذلك استحم أبو أحمد ؛ ليستعيد نشاطه ، و من ثم تناول الجميع طعام العشاء ، وعندما فرغوا من تناول الطعام أجلس الوالد طفليه على ركبتيه و أخذ يداعبهما حتى ناما، فحملهما إلى فراشهما و تمنى لهما ليلة سعيدة ، ثم بدوره خلد للنوم هو و زوجته ، و وكان الجميع ينعمون بأحلام سعيدة ، و ليال هادئة ..
و مضت الأيام و الشهور إلى جانب بضع سنين و هم سعداء ، إلى أن تجاوز أحمد سن الثامنة ، و أخته نهاد سن الرابعة .
وفي يوم كعادتهم ، استعد الأهالي لتفريغ حملات السفن القادمة إليهم كما اعتادوا ، و لكن هذه المرة كان هناك شيئاً غريباً في السفن القادمة ، فهي تحمل ألواناً متغيرة ، لم يعهدوا مثلها من قبل ، فهي هذه المرة تحمل ألواناً متغيرة ، فكانت ألوانها هذه المرة مثل لباس الجيش ، فاعتقدوا في بادئ الأمر أنه مجرد تغيير في الألوان و لم يكترثوا لذلك ، و لكن عندما اقتربت السفن لاحظوا و كأن هناك أسلحة مشرعة عليهم ، و لكنهم كذبوا أعينهم وتجاهلوا ذلك الصوت الغريب وكأنما كان يقول لهم بلغة عربية فصحى :قفوا مكانكم وارفعوا أياديكم .
و لم يصدقوا إلا عندما أصابت بعض الطلقات عدداً من الصيادين .
وقف الصيادون ذاهلون لا يفهمون ما يدور حولهم ، أو ما يحدث؛لأنه واجها شيئا لم يكونوا يدركوه إلا خلال قصص أجدادهم أثناء الليل .
هنا أدركوا أن زمان السعادة قد ولى و أنه قد تخلى عنهم ، و أنهم سيبدءون الآن مرحلة جديدة ألا و هي مرحلة الاحتلال و الحروب، كالتي سمعوها في قصص أبي زيد الهلالي.
و على الفور من وصول السفينة إلى الشاطئ نزل منها جنودها و قاموا بقتل الكثير من الذين كانوا عند الشاطئ ليحصدوا رزقهم ، و لكنهم في هذه المرة أخطئوا فبدل أن يحصدوا رزقهم حصدت أرواحهم ..
لم يرحم الجنود شيخاً أو طفلاً أو امرأة ، الكل سواسية أمام غطرستهم و ظلمهم .
و في الوقت نفسه وصلت أنباء إلى أهل المدينة أن الخطر نفسه قد داهم معظم القرى و المدن المجاورة لهم .
لم يستطع أبو أحمد شيئاً إلا الهروب بسرعة ، و العودة إلى منزله ؛ لينجو بروحه .
لكن سرعان ما تذكر كلام الله عز وجل و رسوله الكريم و أمره بالجهاد في سبيل الله و الوطن ، فسارع بتكوين فرقة فدائية ، ألحقت خسائر فادحة بجيش الاحتلال و بآلياته و دباباته العاتية ..
و أصبحت تلك المجموعة و التي يرأسها أبو أحمد هاجساً مخيفاً، يلقي الهلع و الرعب في قلوب المحتلين الغاصبين إلى أن استنجدوا بقيادات أخرى ، و دسوا عملاءهم ، فعادت إليهم بالجواب الشافي ، ألا و هو أبو أحمد العقل المدبر لكل تلك العمليات الفدائية ، فنصبوا له كميناً محكماً قبضوا بواسطته عليه ، و حكموا عليه بالموت أمام أعين جميع الناس ليكون عبرة للجميع كما يزعمون ، ولكنهم لا يعلمون أن هناك فئة من الناس يحبون الموت لأجل ملاقاة وجه ربهم كما هم يحبون الحياة و يتمسكون بها بأيديهم وأسنانهم .
و فعلاً قام أولئك القتلة بالتنكيل به و بتعذيبه و من ثم قاموا بإعدامه أمام جميع الناس ؛ لتصعد بعد ذلك روحه الطاهرة إلى السماء ، و يلاقي وجه الخالق عز و جل .
عمت المدينة أجواء من الحزن ، فحزن الجميع لفقدان ذلك البطل ، و بالأخص زوجته و طفلاه اللذان لا يفهمان ما يجول حولهما ، لكنا لن نقول إلا أننا فقدنا بطلاً ثائراً من أبطال فلسطين .
اكتملت الفجيعة بعد ذلك ، بوفاة زوجة أبو أحمد حزناً على فقدان زوجها البطل.
و الآن تيتم الطفلان تماماً ، فما عاد لهما ذلك الأب الأبر ، و لا تلك الأم الحنون الشفافة.
و لكن رحمة الخالق دوماً كانت إلى جانبهما تحرسهما و ترعاهما ، حتى قامت إحدى الجارات بأخذهما و التكفل برعايتهما ، و كانت جارتهم تلك امرأة وحيدة حرمت من الأطفال، فكانت توفر لهما جميع متطلباتهما ، و تداعبهما ، و تحيطهما بحنانها و برعايتها .
و في أحد الأيام و بينما كانت تلك المرأة تغسلهما لاحظت وجود علامة على كتف ناهد الأيمن، تشبه رأس قلب صغير ، فتعجبت من جمال تلك العلامة ، إلا أنها لم تكترث بها .
مرت بضع أسابيع على تلك الحال ، و الاحتلال لم يكتف بالقتل بل قام بتشريد السكان من أراضيهم ، بعدما أصبح يتعرض كل السكان إلى مذابح ، و أرغموهم على الرحيل ، ليتركوا مسقط رأسهم ، و أرض طفولتهم و لهوهم،و ليتوعدوا بالعودة في أقرب فرصة سانحة.
فقامت المرأة بجمع حاجياتها و حاجيات الطفلين أيضاً ؛ ليستعد الجميع للرحيل في اليوم التالي .
و فعلاً رحلوا من عكا ، و لكن قبل ذهابهم وقف جميع السكان أمام البحر ، و كأنهم أرادوا أن يعاهدوه أنهم عائدون مهما طال الزمن.
عندما هاجر السكان قامت فرق الإغاثة و جمعيات شئون اللاجئين بإقامة مخيمات لهم في أماكن متفرقة، فازدحم عدد السكان و بالأخص عدد الأطفال فيها ، فكان من يبعد عن منطقته حتماً سيكون مصيره الضياع ، و هذا بالفعل الذي حدث لناهد ، حيث كانت تلعب مع بعض الأطفال فابتعدت عنهم و تاهت .
اجتهد الجميع في البحث عنها ، إلا أنهم لم يعثروا لها على أي أثر يدل على مكانها ، فاعتقدوا أن مكروهاً قد أصابها ، و لكن الطفلة كانت تائهة تبكي وتصرخ من الجوع و التعب ، إلى أن عثر عليها رجل و امرأة ، فسألوها عن اسمها ؟ فأخبرتهم أن اسمها ناهد ، وسألوها عن أهلها ، و لكن في هذه المرة لم يجد عقلها الصغير جواب لذلك ……
فأخذوها معهم إلى قبيلتهم و قرروا بأن يبقوها معهم ، بعدما أيقنوا أنهم لن يستطيعوا أن يعثروا لها على أهلها ، فضلاً عن ذلك فقد قاموا بتغيير اسمها ؛ لأنه لم يعجبهم و أنه غريب عليهم، فأطلقوا عليها اسم جميلة .

الفصل الثاني سيكون غدا ان شاء الله

يتيم الشعر 07-06-2002 02:25 PM

العزيز / سامر

كلمات رشيقة وقلم سيال أتحفنا بالمزيد أيها العزيز فنحن بانتظار التتمة

أخوك / معين بن محمد

samar 07-06-2002 02:35 PM

شكرا يتيم الشعر
 
شكرا لك أولا على قراءتك للقصة وشكرا ثانيا على ردك.
تتمة القصم نشرت أرجووا أن اقرأها وأنا بانتظار تعليقك


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.