الفرس الأصيلة
 

بسم الله الرحمن الرحيم



هذه القصة الواقعية على لسان فرس أصيلة:

أنا فرس عربية أصيلة،تعرفني ميادين سباق الخيل،لم تسبقني ذات يوم فرس،ولم يصل مرة قبلي حصان،

وصاحبي فارس لا يشق له غبار، ولكنه متكبر وجبار،فكم قتل من الرجال ،وكم سلب من الأموال، وكم ظلم واعتدى،

وأنا لا أحبه لظلمه وجبروته .

وفي أحد أيام الصيف الجميلة ،دعي صاحبي إلى سباق يشترك فيه الكثير من الفرسان ،فلبس ثيابه الفاخرة وتقلد سيفه

، و ركبني مزهواً.

وانطلق إلى مكان الاحتفال ، وفي الطريق كان إذا مر بفارس لا يسلم عليه ، ويختال متكبراً على الناس والفرسان .

وصادف أن مرت امرأة وهي تحمل طفلها الرضيع فرأت هذا الفارس وأعجبت به،وتمنت أن يصبح ابنها حين يكبر فارسا ًمثله ،

فالتفتت إلى ابنها قائلةً : انظر يا حبيبي إلى هذا الفارس ، إني أرجو الله أن تصبح في المستقبل فارساً مثله .

والعجيب ..أن طفلها أخذ يبكي بكاء مرا حين سمع كلام أمه، ولا يكف عن البكاء إلا إذا قالت له : لا ..لا أريدك أن

تكون مثله ، وإذا عادت فقالت له ك أريدك أن تكون مثل هذا الفارس ، يعود إلى البكاء مرة أخرى،فعجبت لهذا

الأمر وابنها ما زال طفلاً صغيراً.

وحدث في مرة أخرى أن شاهدت المرأة رجالا ًيجرون رجل و يضربونه وهم يقولون :مجرم .. مجرم، فتاثرت لهذا المنظر ،والتفتت الى ابنها قائلة :

اللهم احفظ ولدي هذا ولا تجعله كهذا الرجل ، فعاد الطفل الى البكاء ، ولم يتوقف عن البكاء إلا حين قالت له : كن مثله .

عجبت الام كثيراً لهذا الامر ، وصلت في المساء صلاة العشاء ثم نامت وطفلها الى جوارها ينعم بنوم هادىء جميل ، وكانت الام محتارة في تفسير ما

فعله الطفل في المرتين .. الاولى حين تحدثت عن الفارس ، والثانيه حين تحدثت عن المجرم.

وحلمت المراة وهي نائمة حلماً جميلاً ، فقد رأت ابنها وقد أصبح شاباً فذكرته بقصة الفارس والمجرم ، وسألته عن سبب بكائه فقال :

ياأماه .اما الفارس فقد كان جباراً ومصيره النار ، وأما الثاني فكان مظلوماً وهو لا شك من أهل الجنة.

والغريب أن هذا الطفل حين أصبح شاباً اشتراني أنا خير الفرس في ساحة السباق ، فأصبح فارساً عظيماص ومتواضعاص ورجل صلاح وتفوى.

:)