أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   حوار مفتوح في ........... (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=26226)

يتيم الشعر 18-09-2002 10:45 PM

حوار مفتوح في ...........
 
يُروى أن أحدهم لحن بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : " أرشدوا أخاكم فقد ضل " .

ولما وضعت القواعد النحوية قال قائلهم :

ولستُ بنحويٍ يلوك لسانه ............ ولكن سليقي أقول فأعربُ

فهل يصدق هذا البيت على حال شبابنا الآن ؟

فكم مرةٍ تكاد أرواحنا تطلع من خطبة خطيبِ الجمعة وهو يخفض المفعول به و ينصب الفاعل ويفعل بحروف اللغة الأفاعيل ....

فما هو الحل وما هو العلاج ؟

محمد ب 19-09-2002 01:50 AM

سؤال وجيه أستاذ معين
ومعضلة العربية الفصحى في العصر الأحدث معضلة تثير الحيرة إلى حد ما.
فالآن تنفق الحكومات على المدارس ما لم تكن حكومات مطلع القرن الماضي تنفقه بل لم تكن تنفق شيئاً تقريباً ومع هذا فالجيل الأسبق من الجيل الذي سبقني أي أجدادي كانوا أحسن لغة بما لا يقاس.ولقد قرأت لطه حسين نقداً لاذعاً للغة شعراء المهجر ومن المحزن أن أجد الآن أن لغة هؤلاء لا نبلغها نحن بل هي أرفع من لغتنا بما لا يقاس.
وإنني لأسأل نفسي حتى حين أقرأ للشعراء الجيدين في الخيمة(لن أسمي أحداً طبعاً!) :إن هؤلاء الشباب اليافعين (ماشي الحال من هؤلاء الفتيان لأذكر مثلاً ..سلافاً!) لا يقلون موهبة عن القروي والياس فرحات..فلماذا إذن أجد في أشعارهم أحياناً خروجاً عن النسق الصائب في الوزن أو القافية؟ ولماذا لا يستقيم التعبير في أحيان معينة ولا يكون متيناً متانة أولئك مع مرور أبيات لشعراء الخيمة تسجل بالفعل مع خوالد الأبيات ومع تلك الأبيات التي تستحق أن يستشهد بها؟.
ولي عودة إن شاء الله..

عمر مطر 20-09-2002 06:49 AM

سؤال معين كان عن النحو، وجواب أستاذنا محمد كان عن العروض والبلاغة.

بالنسبة للنحو فأرى الأسباب التالية:

1. حتى يكون النحو سليقة فيجب أن ينشأ الطفل على تكلم العربية الصحيحة دون لحن ودون تكلف. فمن من جيلنا أو حتى من جيل آبائنا نشأ على التحدث بالفصحى؟ ومن منا يرجع إلى بيته فيكلم زوجته وأبناءه بالعربية الفصحى؟

2. كان فيما مضى أناس تستسقى منهم اللغة القويمة، ويقوّم اللسان على لغتهم، وكانوا في الماضي الخطباء، وفي العصر الأحدث (بقول الشاويش) الصحفيين والمذيعين، فانظر إلى حال خطبائنا هذه الأيام تعرف السبب، وانظر إلى حال مذيعينا تضع يدك على الداء، حتى أن الفضائية اللبنانية (ولا أقصد لبنان بسوء بهذا المثل) تنقل نشرتها الإخبارية بالعامية. حتى الشعراء يلقون قصائدهم وفي كلامهم الكثير من اللحن، ولا أبرئ نفسي :) هذا إذا اعتبرت شاعرا.

3. ابتعاد الناس عن طلب علوم العربية في الصغر، بل إن الناس ينتظرون حتى ينتهوا من العلوم الأخرى فإن رأوا حاجة لطلب علوم العربية، كأن يحصلوا على وظيفة صحفية، أو أن يقلدوا منصبا يحتاج إلى الخطابة، أو أن يجدوا في أنفسهم ميلا أدبيا، عندها يطلبون علوم اللغة، وعندها تكون السليقة قد عدمت. ولا خير من إخواننا الموريتانيين (ومنهم الشناقطة أدباء الدنيا وحفظة علوم اللغة) الذين ما يصل أحدهم إلى الخامسة حتى يكون قد قرأ الألفية مع شرح ابن عقيل.

4. الاهتمام باللغات الأخرى وتقديمها على اللغة العربية، ولا أحتاج أن أشرح قصدي هنا.

وشكرا للأخ معين على طرحه هذه المناقشة.

محمد ب 20-09-2002 07:43 AM

لا يخفى على أخي عمر أن اللغة أوسع من النحو وأن النحو أوسع من الإعراب.
وقد قلت"فلماذا إذن أجد في أشعارهم أحياناً خروجاً عن النسق الصائب في الوزن أو القافية؟ ولماذا لا يستقيم التعبير في أحيان معينة ولا يكون متيناً متانة أولئك مع مرور أبيات لشعراء الخيمة تسجل بالفعل مع خوالد الأبيات ومع تلك الأبيات التي تستحق أن يستشهد بها؟"
كان السياق على كل كل حال يتعلق بامتلاك ملكة هي من طبيعة لغوية: ملكة وزنية وملكة في القافية أيضاً غير أنني ذكرت أيضاً ما لم تنتبه إليه على ما يبدو لي وهو استقامة التعبير ومتانته،وهذه مسألة تخص "اللغة" بعمومها بما يتجاوز كثيراً النحو.
وقد ذكر أخونا يتيم الشعر خلط خطباء المساجد في الإعراب وأنا أزيد عليه خلطهم باللغة الأعم فقد مر علي هنا خطيب جمعة أراد أن يدعو للمسلمين فدعا عليهم! ومن الطريف أن تعلم أن هذا حصل في الخيمة أيضاً مراراً حيث كثب الشباب قولاً كان المفروض فيه أنه دفاع عن الدين فتحول بسبب سوء اللغة إلى هجوم عليه!
ويبدو لي أن من غير المجدي أن نطلب من الأب التزام الإعراب في البيت مع أولاده (طبعاً هذا الأب إن كان يستطيع التزام الإعراب ،لو أراد، فهو من الأقلية الزهيدة التي لا تتجاوز فيما أعتقد واحداً بالمائة من العرب)
المنطقي أن نطالب بتوسيع دائرة "الجزر اللغوية" إن جاز التعبير وهذا في جلسات المثقفين لأن الفصحى هي اللغة التلقائية التي تستعمل في المواضيع الأدبية والفكرية المتخصصة.(استعملت مفهوم "اللغات التلقائية" ويمكن للقارئ الرجوع إلى ما أعنيه بهذا المفهوم في موضوع سابق يجب أن أبحث عن رابطه)
ويجب الوقوف بقوة ضد المحاولات الرامية إلى انتزاع الفصحى من مجالات كسبتها كما في محاولة هذه المحطة السفيهة التي ذكرتها لقراءة الأخبار بالعامية.والأخبار من المجالات التي انتزعتها الفصحى بصورة نهائية فلا يجب التراجع عنها.
وفي المدارس من الواجب أن يتكلم المعلمون بالفصحى،على أقل تقدير بالفصحى المبسطة التي تسكن أواخر الحروف مع محاولة التحريك بشكل متزايد.
وامتلاك السليقة اللغوية يتطلب جداً وجدية وقد ذكرت مثال المحاضر الشنقيطية الرائع ولا نزال نتذكر مثال اللغة العربية كيف كانت قديماً تدرس في الأزهر وكيف صرنا نرى الآن خريجي أزهر لا يرفعون فاعلاً ولا ينصبون مفعولاً.

عمر مطر 20-09-2002 08:56 AM

أنا معك أخي محمد في وصف التردي العام، ولكني أرى أن هناك فرق في الردي النحوي وبين التردي العروضي أو حتى البلاغي، فما قولك (ولماذا لا يستقيم التعبير في أحيان معينة ولا يكون متيناً ) إلا -في رأيي- إشارة إلى البلاغة، أو قلتها، أو ربما قل بالتحديد البيان، فإن الإنسان قد يصلح النحو ولا يصلح الإفصاح عما في نفسه، ولكني أرى أخي الحبيب أن الخطوة الأولى هي في استعادة النحو، ومن ثم نفكر في البيان، والذي كان من القديم صنعة القلة، ونحن هنا نطالب بحركة عامة تشمل الجميع لا القلة، كما أن اصلاح القافية والعروض يختص بالشعراء وليس بغيرهم.

ثم من ناحية منطقة، أنا أطالب الآباء باستخدام الفصحى مع أبنائهم، فإن في ذلك تمرين لألسنة الآباء بقدر ما هو تمرين للأبناء، ولن يصلح الأمر بمبادئ نظرية لا تطبق، وإنما التطبيق هو الوسيلة لترسيخ هذه المفاهيم.

وهذا أمر مجرب، فقد توفقنا هنا في جاليتنا -بدافع الغيرة ربما- أن نجعل مجموعات لا بأس بها من الآباء والأمهات يتكلمون مع أبنائهم بالفصحى، وإن كان مستوى الآباء متفاوت من حيث التمكن من العربية، ومن حيث الكفاءات العلمية.

يتيم الشعر 21-09-2002 12:46 AM

أخواي العزيزان .........

أشكركما لحماستكما وغيرتكما على لغة الضاد ولكننا إلى الأن ما زلنا نتشكى دون أن نضع حلولاً عملية ..

أعتقد أن قراءة القرآن وحفظه منذ الصغر له أثرٌ كبير في استقامة اللسان كما أن قراة التفسير تثري حافظة المرء بالكثير من الأفاظ والمفردات اللغوية المتنوعة .. وبعد ذلك يأتي دور الشعر والنشيد وخاص القديم من الشعر ..

إن القراءة بشكل عام هي منبعٌ مهم لمن يريد أن يحمل قلماً يوماً من الأيام ..

وللجميع التحية ..

محمد ب 21-09-2002 01:22 AM

القراءة لها دورها الهام والحاسم بلا شك في قوة اللغة.وأخونا يتيم الشعر يعرف الحضيض الذي وصل إليه مستوى القراءة في زماننا فلعل العرب لم يقرؤوا في تاريخهم أقل من قراءتهم الآن!
ولكنني سأعود إلى الأستاذ مطر لأقول له: يبدو لي أننا نتحدث عن مسألتين مختلفتين وندمج بينهما بدون أن ننتبه:المسألة الأولى هي الإعراب وغيابه من اللغة المحكية،وهذه الظاهرة قديمة جداً قد نؤرخها بعهد الفتوحات ،وهو العهد الذي جعل خليفة أموياً هو من كبارهم وعلمائهم،ألا وهو عبد الملك يقول:شيبني صعود المنابر وتوقع اللحن!
واللحن في الإعراب (والخطأ في اللغة عموماً) جاء مع اختلاط العرب بغيرهم من الشعوب وهو تحول لغوي عجيب قاد إلى أن فقدت المحكية ظاهرة الإعراب مشابهة في ذلك لغات كالبلغارية التي فقدت إعراب البلغارية-الكنسية القديمة(التي وريثتها الشرعية الآن هي الروسية لا البلغارية) وكالإنجليزية التي فقدت الإعراب على حين حافظت عليه بصرامة بنت عمها الألمانية.
فغياب الإعراب إذن ظاهرة قديمة في العربية المحكية ورثناه من ثلاثة عشر قرناً ،ولكن الخارق في هذه اللغة المباركة هو استمرار الإعراب في اللغة المعيارية التي تكتب ويخطب بها بفضل كتاب لا يأتيه الباطل تكفل الله بحفظه.
وأما المسألة الثانية فهي جودة اللغة عند الأدباء (وخطباء المساجد!) المحدثين وهذه مسألة أخرى.وقد قلت في مداخلة وردت قبل قليل أن هذه اللغة سيئة فعلاً وهي ارتداد عن لغة عصر محمد عبده ومن تلاه.فقد قفزت اللغة العربية دفعة واحدة من لغة الجبرتي الركيكة إلى لغة محمود سامي البارودي الجزلة الممتازة ثم ورثه أمير الشعراء شوقي والشعراء الذين تلوه وكان لمحمد عبده وتلاميذه دور رائع في بعث هذه اللغة عبر نشر كتب أمهات فيها ككتابي عبد القاهر ومقامات الهمذاني.
ولأحدثكم عن طرفة تتعلق بهذه المقامات:
كنت أبحث عن هذه المقامات عبثاً فلم أجدها في المكاتب هنا ثم فجأة تعرفت على موقع جيد (هو موقع المرايا) وفيه كثير من النثر التراثي وبالجملة المقامات فطبعتها وجلدتها محتفلاً وأخبرت من أعرف من الأصحاب بعثوري عليها.
ولكنني حين تصفحتها خاب أملي وضاع ابتهاجي: لقد كانت هذه المقامات ضحية لعملية تصحيف قام بها الجاهل الذي طبعها شوهتها وجعلت من المستحيل قراءتها لأن التصحيف كان كبيراً يستحيل معرفة الأصل عن طريقه!
وسبب التصحيف كما لا يخفى الجهل الفادح باللغة الذي لا يجعل الناسخ قادراً على القراءة التلقائية.
ولا يتخيل المرء أن النسخ الحرفي يقي من التصحيف فالناسخ يجب أن يكون عارفاً باللغة وإلا وقع لا محالة في التصحيف وتخيل نفسك تنسخ نصاً باللغة الإسبانية وأنت لا تعرفها وانظر كم خطأ سترتكب! على حين ستكون أخطاء العارف بهذه اللغة إن نسخ نصاً منها محدود.
وبعد أسابيع عثرت في مكتبة الجامعة هنا على نص المقامات نشرته المطبعة اليسوعية في بيروت عام 1889 وحققه رجل اسمه"الشيخ محمد عبده المصري"!وغاب عني بفضل هذه "المصري" أنه محمد عبده ذاته الذي نفي مرة إلى لبنان بعد ثورة عرابي ودرّس هناك كعادة أهل ذلك الزمان الذين ما كانوا يضيعون أوقاتهم بلا فائدة!
المهم: كانت المقامات بحلتها البهية وأخطائها المنعدمة أمامي ووجدت نفسي أقول: سبحان الله!ما أبعد الفارق بين محمد عبده حين نشر المقامات وبين من جاء بعده بمائة وخمسة عشر عاماً وأعاد نشرها!وتأملوا في الرجعة الكبيرة للوراء التي حدثت!
وكثير من الكتب التي نشرتها مطبعة بولاق منذ قرن ونصف يعاد نشرها الآن فإن صورت تصويراً حافظت على دقتها وسلامتها من الأخطاء أما إن "حدّثت" وأعيد نسخها فقد تغدو نصاً هجيناً تقول فيه:كسر الله أيدي "المصحح" و"الناشر"!كما حدث مع عزيزتنا مقدمة ابن خلدون التي كانت رائعة حين طبعت قديماً بطبعة ليست مشرقة الجمال ولكنها دقيقة!ثم لونت وجملت وصحفت وجعل عاليها سافلها تصحيفاً!ولله الأمر من قبل ومن بعد.

يتيم الشعر 23-09-2002 12:29 AM

غفر الله لك يا محمدنا ..

نقلتنا من همٍ واحد إلى هموم متشعبة ..

التأليف في هذا الزمان ..

الطباعة والنشر والقراءة

القراءة

وتستمر القافلة ( مناهج دراسية متخلفة - مدرسون غير متعلمين - آباء لا مبالون - شباب فارغ لا يهتم لشيء - حكومات ( حك و مات ) ..... إلخ )

فما هو دورنا ؟

أنستطيع التوقف عن لعن الظلام لنوقد شمعة !!


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.