قومٌ إذا ضرب النعال برأسهم ... صاح النعال بأي ذنبٍ أُضرَبُ !
 

قومٌ إذا ضرب النعال برأسهم ... صاح النعال بأي ذنبٍ أُضرَبُ !
هو بيتُ مشهور من أبيات الهجاء المقذع وليس بأقل منه قول " دعبل للخليفة المتوكل :

ولستُ بقائلٍ قذعاً ولكن .. لأمرٍ ما تعبَّدك العبيدُ :o

هذا خلاف الأبيات الشنيعة التي تطل برأسها كلما قلبت أيدينا ديواني الفرزدق و جرير ( رحمهما الله ) واللذين لم يضيفا للثقافة العربية سوى مصطلحات القذف والشتم فأثروا هذا الجانب ولولا القليل من الشعر الجيد الذي تناثر هنا وهناك في ديوانيهما لما استخقَّا أن يقرأ لهما أبداً ..


بلاءٌ ليس يشبهه بـــــــلاءٌ ... عداوة غير ذي شرفٍ ودينِ
يبيحك منه عرضاً لم يصنه ... ويرتع منك في عرضٍ مصونِ :(

وليس ببعيد عن ذلك أبيات المتنبي المتملقة في سيف الدولة الحمداني والذي ما هو إلا أمير ضعيف في إمارةٍ صغيرة وما دفعه لذلك سوى القومية والعنصرية العربية .. بينما يقول في كافور ( قواصد كافور توارك غيره ) ثم لما لم ينل مبتغاه يقول فيه ويعيره بالسواد :

لا تشتري العبد إلا والعصى معه ... إن العبيد لأنجاس مناكيد

ربما أبيح لنا الهجاء في مواضع معينة لكن يبدو أن فئة من الناس اساءت لرسالة الحرف و حاولت تشويه جمالياته ..

فكيف نعيد صياغة هذا الفن في قالب معاصر يخدم دعوتنا وديننا وأمتنا ؟

أخي يتيم الشعر
مهلاً ورفقاً بأبي الطيب فلعمري ما أنصفته.
أما سيف الدولة فكان أميراً صغيراً ولكنه كان مقاتلاً عنيداً تولى قتال الروم على صغر إمارته على حين تقاعست إمارات أكبر من إمارته ومنها تلك التي كانت في دار الخلافة الاسمية العباسية.
والقول إن إعجاب أبي الطيب بسيف الدولة كان محض تملق هو في اعتقادي ظلم عظيم للمتنبي وسيف الدولة كليهما.فقد كان سيف الدولة بطلاً يستحق الإعجاب وكان شعر المتنبي فيه ينم عن إعجاب صادق لا يخفى ولك أن تتابع كل هذا الشعر سواء منه الشعر الذي قاله وهو صديق له وذاك الذي الذي قاله بعد اختلافه معه فلن تجد إلا الإعجاب الواضح.ولا يخفى الصدق من الكذب في العواطف!
وردك إعجابه بسيف الدولة إلى العنصرية فقط فيه تحامل فقد كان سيف الدولة عربياً ولكنه كان يدافع عن حوزة دار الإسلام كلها وبيضتها:
ليس إلاك يا علي همام..سيفه دون عرضه مسلول
كيف لا تأمن العراق ومصر..وسراياك دونها والخيول
أنت طول الحياة للروم غاز..فمتى الوعد أن يكون القفول؟
وسوى الروم خلف ظهرك روم..فعلى أي جانبيك تميل

ولقد هجا المتنبي كافور هجاء عنصرياً.نعم..وهو لعمري لطخة عار من الناحية الأخلاقية بتاريخنا فقد عيره بأنه أسود وعيره بآبائه(وهو الأثر الجاهلي الذي لم يندثر للأسف)
ولكن المتنبي لم يكن عنصرياً على طول الخط حتى في مصر إذ كان معجباً بفاتك لأخلاقه وشجاعته كما قدرها هو على الأقل وكان فاتك شبيهاً في النسب بكافور!
وقد رثا فاتكاً بأبيات فيها لوعة صادقة لا مصلحة فيها.
ثم هو بعد ذلك مدح عضد الدولة وابن العميد وهما فارسيان.
وقتله رجل عربي كما تعلم كان هجاه هجاء مريراً!

أخالف الأستاذ معيناً كثيراً في الرأي..
ولكني أقدر فيه دوماً طرحه لمواضيع تحرك الحوار وتحرك بالأحرى الركود الفكري السائد..
وإن كان هو نفسه مع الأسف يبدأ المواضيع ثم يكتفي بمراقبة المتحاورين:)

أخي اليتيم

لعل علينا أن نقيم الشعر تقيمين مختلفين مستقلين لنحول دون طغيان أحدهما على الآخر.

أولهما من ناحية قيمية أخلاقية. وثانيهما من ناحية فنية.

لا سك أن خمريات أبي نواس ساقطة خلقيا وذات أثر سيء. ولكنها لا تخلو من جمال في التعبير والصورة من ناحية فنية.

وبعض شعر الوعظ ذو قيمة أخلاقية عاليه. ولا يبلغ من الناحية الفنية نفس مستواه الأخلاقي الرفيع.

عندما أقارن بين الهجاء والمدح أجد الهجاء – في أكثر الشعر - أصدق تعبيرا عن نفسية الشاعر من المديح.

وأحزن عندما أرى أن أغلب شعر بعض الشعراء الكبار في المديح وأتساءل أيهما أشد سوء أثر : ما في كثير من المديح من إشاعة قيم التملق والكذب والوصولية وتيديد العبقرية الأدبية، أم ما في شعر الهجاء من ترديد قبيح الكلام ؟

والرثاء في العموم أصدق من المديح.

وكما أشار أستاذنا محمد ب. أشكرك على إثارة هذه المواضيع التي تحفز التفكير.

وأنا أيضا عزيزي يتيم أضم صوتي إلى صوت محمد وسلاف

الله يعينك أصبح لك حزب معارض:)

أعتقد أن كتاب المتنبي للكاتب الكبير محمود شاكر من أفضل ما كتب عن
هذا الشاعر العظيم خاصة وأن الكاتب أتي بدراسة جديدة عن المتنبي
وحلل شخصيته من خلال أبياته واستخرج مالم يصرح به المتنبي نفسه
قد يعارضه البعض
لكن محمود شاكر قد أضاف إضافة هامة جدا للمكتبة العربية بكتابه هذا

اعتقد ان المتنبي هو الشحاذ الاكبر في تاريخنا و طموحه كان سبب هلاكه حتى انه لم يتورع عن ادعاء النبوة وقد خاف كافور منه وقال انه لم يتورع عن الادعاء بالنبوة فكيف يأمنه على الملك

افرح يا معين أنضم لك الأخ الرمادي:)

عزيزي الرمادي
سيظل المتنبي شاغل الناس
بالنسبة لي لا أوافقك الرأي فالمتنبي همته كانت عالية جدا
كان يريد مجدا وقد حصل عليه عن طريق الشعر لكنه كان يريد مجدا
من نوع آخر مجدا يحققه عن طريق إمارة يتولاها لذلك منعوها عنه
خوفا من همته وطموحه
وإذا كان طموحه قد قتله فانعم به من طموح وانعم بها من نفس تسمو
إلى العلو لا إلى الركون

أشكركم جميعاً على المشاركة والتي كان أكثرها فاعلية في الموضوع هو ما كتبه سلاف ولست هنا لأنتقص من حق المتنبي على الإطلاق لكنه أخد أكبر من حجمه جداً .. ولي عودة بإذن الله