![]() |
مجابو الدعوة
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على حبيبه محمد وءاله وصحبه
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى ءاواهم المبيت إلى غار فدخلوه ، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم ، قال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبقُ قبلهما أهلا ولا مالاً ، فنأى بي طلب الشجر يوماً ، فلم أرح عليهما حتى ناما ، فحلبتُ لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين ، فكرهتُ أن أوقظهما وأن أغْبِقَ قبلهما أهلاً أو مالاً ، فلبثتُ والقدح على يدي انتظر استيقاظهما حتى برق الفجر ، والصبية يتضاغون عند قدمي ، فاستيقظا فشربا غبوقهما ، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه . قال الآخر : اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي ، وفي رواية : كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ، فأردتها على نفسها فامتنعت مني حتى ألمّت بها سنة من السنين ، فجائتني فأعطيتُها عشرين ومائة دينار ، على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلَتْ ، حتى إذا قدرتُ عليها ، وفي رواية فلما قعدتُ بين رجليها ، قالت : اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحق ، فانصرفتُ عنها وهي أحب الناس إليّ وتركتُ الذهب الذي أعطيتُها ، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها . وقال الثالث : اللهم استأجرتُ أُجَرَاء وأعطيتُهم أجرَهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمّرتُ أجره حتى كثرت منه الأموال ، فجائني بعد حين فقال : يا عبد الله أدِّ لي أجري فقلتُ : كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق ، فقال يا عبد الله لا تستهزئ بي ، فقلتُ : لا أستهزئ بك ، فأخذه كله ، فاستامه فلم يترك منه شيئاً ، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك ، فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون ." متفق عليه يتبع إن شاء الله |
سعد بن أبي وقاص
كان مشهوراً بين الصحابة رضوان الله عليهم ، وبين من جاء بعدهم من التابعين والعلماء أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان مجاب الدعوة ، وذلك ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وءاله وسلم له : " اللهم سدّد رميته وأجب دعوته " وفي مسند الإمام أحمد وجامع الترمذي والحاكم في مستدركه والهيثمي في مجمع الزوائد أن رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم قال : " اللهم استجب لسعد إذا دعاك " ، فكان الناس لا يتعرضون له خشية أن تصيبهم دعوته ، وكان هناك من الناس من أصابته دعوته ، منهم رجل يقال له أبو سعدة ، وذلك عندما شكا أهل الكوفة سعداً إلى عمر بن الخطاب فقالوا إنه لا يحسن الصلاة ، فبعث عمر رضي الله عنه رجالاً يسألون عنه بالكوفة ، فكانوا لا يأتون مسجداً من مساجد الكوفة إلا قيل فيه خير ، حتى أتوا مسجداً لبني عبس ، فقال رجل يقال له أبو سعدة : أما إذا نشدتمونا الله ، فإنه كان لا يعدل في القضية ، ولا يقسم بالسوية ولا يسير بالسريّة ، فقال سعد : اللهم إن كان كاذباً فأعمِ بصرَه وأطِل عمره وعرّضه للفتن ، قال عبد الملك : فأنا رأيته بعد ذلك يتعرض للإماء في السكك ، فإذا سئل : كيف انت ؟ يقول : كبير مفتون أصابتني دعوة سعد . وفي سير أعلام النبلاء عن ابن جدعان عن ابن المسيب أن رجلاً كان يسب علي بن أبي طالب وطلحة والزبير رضي الله عنهم ، فجعل سعد ينهاه ويقول : لا تقع في إخواني ، فأبى فقام سعد فصلى ركعتين ودعا بكلمات ، فجاء بُختي ( أي جمل ) يشق الناس ، فأخذه بالبلاط ووضعه بين صدره والبلاط حتى سحقه فمات ، قال ابن المسيب : فأنا رأيت الناس يتبعون سعداً يقولون : هنيئاً لك يا أبا اسحق ، استجيبت دعوتك . وروى حاتم بن إسمعيل عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده أنه قال : دعا سعد بن أبي وقاص فقال : يا رب ، بَنيّ صغار ، فأطِل في عمري حتى يبلغوا فعاش بعدها عشرين سنة. يتبع إن شاء الله |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.