الطليق في الأغلال ..
 

يحدث أن تبتلعنا دوامة الحياة فتوطد لدينا ((صداقات)) جديدة مع المنبه

وجهاز الكمبيوتر والهاتف الخلوي وعلبة السجائر والشيشة .. الخ


فتصبح في الأغلال وأن كنت من الطلقاء..هذه عبودية العصر التي تنبه إليها

الشاعر العربي :

أيها الشاكي مابــــــــــــك داء .. كيف تغدو إذا غدوت علـــيلا

وإذا ما ظل رأســـــــــــــــك هم .. قصر البحث فيه كيلا يـطولا

وإذا ما وجدت في الأرض ظـلاً .. فتفيـــــــا به إلى أن يحـــولا

اعلم الناس في الحيـــــاة أناس .. عللوها فـاحسنوا التــعليلا

فتمتع بالصبح ما أنــــــــت فيه .. لاتخف أن يزول حتى يزولا






فهذا ما توصل إليه المتنبي :

كفى بك داءُ أن ترى الموت .. وحسب المنايا أن يكن أمانيا

والمقصود / أن أقصى درجات اليأس أن يرى الإنسان خلاصه في نهايته!!





· العزلة والغربة تجعل الطليق في الأغلال..

هذا المتنبي يشعر بالغربة :

بم التعقل لاأهل ولا زمن .. ولانديم ولاكأسُ ولاسكنُ


*بينما يرى الشاعر الآخر إن الإنسان أمره غريب فهو يحن للسجن إذا

اطلقته ويحن للفضاء إذا سجنته :

ما الروح إلا طائر مكابر

يجن للسجن إذا اطلقته

وأن أبقيته حن إلى الفضاء ..






يكون الإنسان في الأغلال في أربع حالات :


* الاعتراض مع عدم القدرة على التغير .

* المسايرة لأمر لايرضاه وأسبابها :
1. مسايرة بسبب اشتداد الرقابة المباشرة.
2. مسايرة لوجود قوة عامة جبارة بدون رقابة مباشرة.
3. مسايرة بقصد الاندماج في المجتمع.
4. مسايرة بقصد المعارضة في المستقبل.


*الطاعة العمياء التي تقود إلى الويلات.


*الإمعة التي يكون فيها الإنسان مع أي أحد.

وهناك حالة واحدة تحرر الإنسان من الأغلال هي حالة الطاعة استجابة

للعقل والمصلحة العامة وهي ذات نفع للفرد .. والمجتمع.


وقد تكون الأغلال أغلال حقيقية ، غير أن الإنسان يتغلب عليها لاعتزازه

بنفسه ولا يريد لها الذل..فهو لايعمد إلى الحزن والبكاء لأن دموعه غالية..

فقد حدث وان سجن الأمير أبو فراس الحمداني فلم ينكسر ولم تؤثر فيه

العزلة:

أقول وقد ناحت بقربي حمامة .. أيا جارتا ، هل تشعرين بحالي

أيا جارتنا ما أنصف الدهر بيننا.. تعالي أقاسمك الهوم تعالي

أيضحك مأسور وتبكي طليقة .. ويسكت محزن ويندب سالي

لقد كنت اولى منك بالدمع مقلة .. ولكن دمعي في الحوادث غالي..






§ وقد يكون الكبر في السن نوع من العزلة ، كما حدث للعرافة

النابغة في بابل ((سيبيلا)) والتي أعجبت الإله ((ابولو))فوعدها بأن

يحقق لها أي مطلب تطلبه .. فأخذت حفنة من الرمل في كف يدها

وقالت : اعطني شيئاً من الحياة بقدر مافي يدي من ذرات الرمل ،

ولكنها نسيت أن تطلب مع طول العمر بقاء الشباب والعافية .. فعاشت

مئات السنين وشاخت وتقلصت عظامها فعزلت نفسها في كهف تكدس

في مدخله القش واوراق الشجر ، فإذا جاءها سائل يطلب معرفتها

وحكمتها ، قذفت إليه حفنة من هذه الأوراق ، وقد كتبت حرفاً على كل

ورقه ، وعلى السائل عندئذ ان يجمع الأوراق ويرتبها في شكل

ما ليستطيع قراءة الجواب..!!




ولنا عودة .. أن شاءالله :heartpump :heartpump

انتي مو بس كود بلو انتي كايدة الناس بالثقافة اللي حتى الفلوس ما جابتها لهم

سيري على هذا النهج موفقة مباركة

سلملم

كود بلو
نقلتي فاجدتي و احسنتي الاختيار


انتم هنــاك افضل ين واحد يصفق (كالحمار يحمل اسفارا)