قلة الأدب في السياسة أحوجتني لهذا
 

قـالــت مـحـدّثــتــي: ألــســت تــرانــي مـــا لـــي أراك مــشــتّــت الــوجـــدانِ
:- أنـا حـاضـرٌ، قـالـت: بـجـسـمـك حـاضــرٌ وأرى فــــؤادَك فــــي مــكـــان ثـــــانِ
:-مــاذا أقــولُ؟ صـدقــتِ، كــم هــو رائـــعٌ كـــم فــيــه مـــن وردٍ ومـــن أفــنـــانِ
يــا حـســنَ نــهــرٍ فــيــه راق خــريــره مـــن حــولــه كـــم مـنــظــرٍ فــتــانِ
أنّـــى اتـجــهــتِ بـنـاظــريــكِ بــدائــعٌ فـكـأنــهــا تــومــي إلــــى الــفــنّــانِ
وتــرابــه الـحــنّــاءُ مــنــه تــلــوّنــت أغـلــى عـلــى قـلـبــي مــن الـعـقــيــانِ
فــيــه الـحــيــاةُ تـنـفــســت مــولــودةً عـبـقــاً مـــن الـنـعــنــاع والـريــحــانِ
قــالـــت أتــهــوانــي ؟ إذا يَــمّــمــتــه خـذنــي (هـنــاك) فـوصــفــه أشـجــانــي
فـضـحـكـتُ ظـنـتـنــي رفـضــت رجـاءهــا عـبـســت وقــالــت: أنـــت لا تـهــوانــي
أفــديــكِ لا تـتـســرّعــي ولـتـسـمــعــي ف(هـنــاك) حــلّ هــنــا بــكــلّ مــكــانِ
لــكِ فـيــه قـصــرٌ بـالأمــانــي عــامــرٌ وعـلــيــه إســمُــكِ بـــارز الــعــنــوانِ
:-إســمــي! إذن هــيّــا إلــيــه فـإنــنــي مـــن لــهــفــةٍ لأكــــاد أن أنــســانــي
:-قــد خُــطّ بـالـكـوفــيِّ حـيــن تـريــنــه تـتــذكّــريــن جــنــائــن الــرحــمـــن
زيــتــونُــه ونــخــيــلُــه مـــــعْ أرزِهِ حَــفّــت بـــه عـنــبــاً مـــع الــرّمّــانِ
أخــذت يــدي هـمــت بـسـحـبــي عـنـدمــا نـظــرت إلــى مــا غــامَ فــي أجـفــانِــي
:-مــاذا دهــاكَ؟ أكــان مـزحــاً وانـتــهــى :-كـــلا ولــكـــن آهِ مــــا أشــقــانــي
:- حـيّـرتَـنــي، جـنّـنْـتَـنــي، مُـتَـبَـسِّـمــاً حـيـنــا وتـبــكــي مـعــظــم الأحــيــانِ
:-مـاذا (هـنـاكَ)؟ :- (هـنـاكَ) ويـحَ حـبـيـبـتـي أأقـــولُ؟ أم أمــضـــي بــــلا تــبــيــانِ؟
فـلـتـسـمـعــي سـأقـولـهــا فـتـمـاسـكــي هـجـمــت عـلـيــه مـصـائــب الـحــدَثــانِ
غـطّــى الـجــراد حـقـولــه وأتــى عـلــى مــا كــانَ مــن خَـضِــرٍ وأحــمــرَ قـــانِ
ومــع الــجــرادِ أغـــارَ كـــلّ مــخــرِّبٍ نــمــلٍ وأصــنـــافٍ مــــن الــجـــرذانِ
واربــدّ مـنــه صـبـاحُــه مـــن جـحــفــلٍ غـطّــى الـسّـمــا مــن نـاعــق الـغـربــانِ
قــالــت:- حــمــاكَ الله مــــن مــــسٍّ إذن وعـلــى جـبـيـنــي خـلــتُ مــسَّ بــنــانِ
لـوكــانَ جِـنّــاً كــانــت الـرّقــيــا لـــه لــكــنّــه مــــن لاهــــبِ الــنــيــرانِ
ف(هــنــاكَ) مــوطــنُ أمـــةٍ مـنـكــوبــةٍ يَـمْــتــد مـــن ســنْــدٍ إلـــى كــوفــانِ
ومـن الـخـلـيــج خـلـيــجِ عْـهــرٍ فـاضــحٍ يـمــتــد مـفـضــوحــاً إلــــى أســــوانِ
مــا زالَ يَـزنــي فـيــه مـــن غـرنــاطــةٍ ومــن الـسُّـويــسِ إلـــى ربـــى لـبــنــانِ
ومـن الـجـزائــرِ – أيــن مـلـيــونٌ قـضَــواْ- حـتّــى (الـقـضـيّــةِ) فــي ثــرى بـيـســانِ
أنـظــر لـخـارطــة الـخـلــيــج ومــنــدبٍ وإلــى الـقــنــاةِ سـتـسـبــيــن الــزّانــي
بــل هــمْ زُنــاةُ الأرضِ طـــرّاً قـــد أتَـــوْا فــي دعـــوةٍ مـــن قــمّــةِ الـخـصــيــانِ
كـتـبَ الـشـيـوخُ كـتـابَـهــم فــي رخـصــةٍ أفـتــوا بــهــا فـــي مـجــمــع الأوثـــان
قـالــوا اسـمـعــوا أمــر الــولاةِ فـإنــهــم مـــن بــعــد ربــكـــمُ لــــرَبٌّ ثــــانِ
والــبــولُ يــأتــي مــــن ولاةِ أمــوركـــم فــي إفـكـهــم فـضــلٌ مـــن الـرحــمــنِ
هــم دجّـنـونــا فـاسـتـحـلـنــا عـنــدهــم بـلــيــونَ ســائــمــةٍ مــــنْ الأنــعـــامِ
قـالــوا أنـيـخــوا لـلـفـرنــج ظـهــوركــم واسـتــبــشــروا بــبــواتــر الــرومـــانِ
قـلـنــا سـمـعـنــا وانـدفـعـنــا نـحـوهــم نـبـغـيــهــم فـــي ســكــرة الـنــشــوانِ
أفـــلا تــروْنــا لاهـثِــيــن تـســابُــقــاً كــلّ يــريــدُ الــفــوزَ فـــي الـمــيــدانِ
قـولــوا كـذبــتَ، فـلــيــت أنّـــيَ كـــاذبٌ فــأبــوء-دونَ الــعُـــرْبِ- بـالـبــهــتــانِ
لأكــاد يـصـرعــنــي الـجــنــون لأنــنــا تـفـكـيــرُنــا أدنـــى مـــن الــفــئــرانِ
ونــرى الـنـقـائــض فــي انـسـجــامٍ رائــعٍ ســيّــان جَــمْــدُ الــمــاء والـغــلــيــانِ
قــالــوا خـلــيــجٌ يــعْــربــيٌّ داخــــلٌ فــي جـســم شـبــه جــزيــرة الــرومــان
أفـتَـوْا عـلـى الأسـرى الـجـهـادَ وخـصـصــوا ضـبّـاطــهــم لــلــفــوز بـالـنــيــشــانِ
بـرئــاســةٍ رجـــسٌ يــحــلّ مــبــاركــاً وبـهــا يُـسَـمّــى الـقــبــحُ بـالـمــزيــانِ
ودعـوا بـنـصــر الـمـسـلـمـيــن وكـرّســوا أوطــانــهــم لــقــواعـــد الـــعـــدوانِ
أكـــذا تــهــونُ عـلـيــكــم بــغــدادنــا أعِـراقُــنــا أدنـــى مــــن الـفــســتــانِ
لـو ضـاع مـن إحــدى الـحـظـايــا عـنـدكــم لـبـحـثــتــم عــنــه لـبــضــع ثــــوانِ
فــي يــومِ خــرّت قــد رأيـنــا حـفـلــكــم وسـبـاقــكــم يـــا ســــادةَ الــبُــعــرانِ
(إتْـفــو) عـلــى مــن أركـبـوكــم فـوقـهــم (إتْـفــو) عـلَــيّ فـمــا يـفـيــد بـيــانــي
مـاذا يـفـيـد الـشـعــرُ مــن لــم يـسـتـفــدْ مــمـــا حــــواهُ مُــحــكــم الــقـــرآنِ
صــدّامُ بـئــس الـشـخــص فــي أفـعــالــه هــو فــي دمــانــا عـــبّ كـالـســكــرانِ
هــو ألــفُ حـجّــاجٍ مـعــاً فــي ظـلــمــه يـكـفــيــه إثــمــاً أنّــــه عـلــمــانــي
أقـزامــنــا والــغــربُ كــانــوا صــفَّــه فــي بـغْــيــه حــربــاً عــلــى إيـــرانِ
مـتـخـبّـطــاً قــد كــان فــي ظـلُـمــاتــه لـمّــا يــزلْ فــي الـغــيّ فـــي إمــعــانِ
ولـربّــمــا بـــاع الــعــراق بـصـفــقــةٍ هــو مـثـلـكــم مــن مـعـشــرِ الــخُــوّانِ
تـصـنـيــف كــلّ الـحـاكـمـيــن بــدارنــا إمّــــا انْــجِــلــيــزيٌّ أوَمْــريــكــانــي
لـكــنّ بـعـضــاً مــن رجــولــةِ نـعْــلــهِ فــاقـــت رُؤى ومــعــاطــسَ الأقـــنـــانِ
بــالإثــم عــزّتُــه اسـتــمَــرّ مـريــرهــا والــــذُّلُّ عــنــدكــم مــــن الإيــمـــانِ
ولـقــد يـكــون كـمــا يـلـيــق بـمـثــلــه قـــد ذوّبــتـــه صــواعـــق الــنــيــرانِ

تابع قلة الأدب
 

ولــقــد يــكـــون الله كــفّـــر ذنــبـــه فــــي تــوبـــةٍ لــلــواحــد الــدّيـــانِ
فـقـضــى شـهـيــداً لــم يُـدَنِّــسْ عـرضَــه بـــصـــمٌ لـــشـــارونٍ ولا كـــاهــــانِ
يـــا أمّــتــي والــجــرح غـــضٌّ نـــازِفٌ فـتـلـمّــســي عـــذرا لــصـــبٍّ عــــانِ
جَـمَــح الـلـســانُ بـــه فــشــطّ كــلامُــه قــطــع الـلــجــامَ وهـــاج دون عــنـــانِ
إنــي الـمـتـيّــم فــي هــواك فـسـامـحــي ألـمــا جــرى مــن خـافـقــي لـلـســانــي
مـا انـفـكّ مـن جــرح الـحـسـيــنِ بـكـربــلا وضــيــاع أنــدلــسٍ عـلــيــكِ يـعــانــي
يـا أمـتـي والـنـصــحُ مــن سـنــن الـهــدى عــودي إلــى الـمـنـهــاج فـــي الــقــرآن
إنّ الـخــلافــة فــيــه فـــرضٌ مُــنْـــزَلٌ ولــهــا بـإجــمــاعٍ الــــورى ركــنـــانِ
ولَأوّلُ الـركــنــيــن حــكـــم شــريــعــةٍ ولَـبَـيْــعَــةٌ بــالــحــقِّ ركــــنٌ ثــــانِ
هـدمــوه مــن عـهــد الـيـزيــد فـزُلـزَلــت لـكـنـهــا اسـتـعـصــت عـلــى الـرومــان
حـفـظــت بــلاد الـمـسـلـمـيــن وديـنـهــم حـتّـى قـضـى عـبــد الـحـمـيــد الـثـانــي
وأتـى بـإسـمٌ الـمـصـطـفــى مــن حـلّـلــوا حـلــفــاً مـــع الأحــبــارِ والــرهــبــانِ
هـدمـوا الـخـلافــةَ لــم يـراعــوا عـهـدهــا مــذ ذاك أصـبـحــنــا مـــن الـقـطــعــانِ
ألــغــوا حـــدودَ الله ثــمّـــةَ شــطّـــروا وطــنـــاً إلــــى الأربــــاع والأثــمـــانِ
بــل دون ذلـــك حــيــث صـــارت دولـــةً قـطــرٌ ولــو كــانــت مـــن الـقَــطْــرانِ
فـلـربـمــا نـفــعــت بـعــيــرا أجــربــاً ولــمــا حـــوت سـيـلــيّــةَ الـكــفــرانِ
ودع الـكــويــت وجــابــراً، مـــن لائــــمٌ فـي الـمـسـلـمـيــنَ مـعـاشــرَ الـطـلـيــانِ
ولـهــم جــيــوشُ الــعــارِ أوّلُ نـصــرهــا شـهـدتــه بــعــد الأربـعــيــن ثـمــانــي
حـرســوا الـيـهــود ولــم يـكـونــوا دولــةً والـيــومَ قـالــوا الـســلــمُ لـلـشـجــعــانِ
حـرســوا حــدود الـكـفــر بـيــن بـلادهــم لـكــنّــهــا فُــتِــحــت لِـلَـمْــريــكــانِ
هــل هــذه شـيـكــاغُ يــرطــن أهـلــهــا أم رطـنـهــم فــي الــخــرج والـظــهــرانِ
هـل فـي الـعـبــاءةِ بــوشُ أمْ لُـفّــت عـلــى فـهــدٍ كـمــا لُـفّــت عــلــى سـلــطــانِ
كـم مـن خـواجــا قــد تـسـلـطــنَ فـوقـنــا بــعُــمــانَ أو (ألــجــيــرَ) أو عـــمّـــانِ
ألْـجـيــرَ مــع مُـرُكــو نـقــولُ فـبـعـدمــا زاغ الـجــنــانُ أتـــى انــحــراف لــســانِ
ثــوّار يـافــا هــل سـمــعــت مـقـالــهــم عــن بـئْـرِشـيـفــا - تْـفــو- أو بـتْــشــانِ
مـا رأيـكـم بـالـبـصــقِ عـنــد نـهـوضـكــم فــي الـصـبــح فــي الــمــرآة عــنــد أذانِ
فـعـســى يـطـهّــر بـصـقُــنــا أدرانَــنــا ويــــلاه كــــم نــشــكــو مــــن الأدرانِ
لـــو أن ذا الـبـلــيــون يـبــصــق كــلّــه لاهــتــزّت الـدنــيــا مـــن الــطــوفــانِ
ولـغــاص فـــي لُـــجٍّ لـــه حـكّـامُــنــا أنـعــيــش إن غــرقــوا بـــلا طـغــيــانِ؟
حـكّـامَـنــا لا شــيءَ يـجـمـعــنــا بــكــم خـصـمــانِ حــقّ الـعـيــشِ يـخـتـصـمــانِ
فـحـيـاتُـكــم مـــوتٌ لــنــا ومـمـاتــكــم لا عـشــتــمُ مــــن صــحّـــةِ الأديــــانِ
أزرائــبٌ سـيــكــوسُ خـطّـطــهــا لــكــم تـأسـيــســهــا بـــالـــذّلّ والإذعـــــانِ
تـدعـونـهــا وطـنــا لـنــا، تَــبّــاً لــكــم لـيــســت لأمــتــنــا مــــن الأوطــــانِ
هـــذي خــوازيــقٌ لــكــم بـمـقـاســكــم ظــهــرت أعـالـيــهــا مـــن الأســنـــانِ
ولــكـــلّ زرْبٍ خــرقـــةٌ مــلــعــونــةٌ مـنـســوجــة مـــن ســائـــر الألــــوانِ
فـاسـتـعـمـلـوهـا بـعـد أن يـقـضــي بـكــم قــاصٍ لــه وطـــراً ويـقــضــي الــدّانــي
أَإذا بـــإســـم الله قـــيـــل تـــوحّــــدوا قــلــتــم مُــحـــالٌ ذاكَ كــالــهــذَيــانِ
وإذا بِِــوُسْــطــاه دعــــا بــــوشٌ إلــــى لـعــق الــحــذاءِ امــتــدّ كـــلّ لــســانِ
وإذا أشـــار كــمــا يـشــيــر لـكـلــبــه خـــرّت جـمـاعـتــكــم إلـــى الأذقــــانِ
فـلـتـسـمـعـوا مـنـي الـحـقـيـقـة قـصـفـهـا تــصــطــكّ مـــنـــه مـــطـــارق الآذان
هـــي وحـــدةٌُ لابـــدّ مـنــهــا إنــمـــا بـــحـــذاء أمــريــكـــا أو الـــقــــرآن
وخـيــاركــم بـــادٍ عــلــى أشـكـالــكــم وخــيــارُنــا: ألــحــكــم لـلــرحــمــن
فَــرْضُ الـخــلافــةِ بُـشــريــاتُ قــدومــه ألــلـــه أكــبـــرُ عــنـــدَ كـــــلّ أَذان
........................
لقلة المواضيع الأدبية التي تكاد تقتصر على الخيمة الأدبية وددت إشراككم بهذه.