أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   لذة المناجاة (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=32085)

عاشقة القرآن 09-06-2003 02:39 PM

لذة المناجاة
 
لذة المناجاة
بقلم الشيخ طايس الجميلي

المقدمة
(بقلم الشيخ محمد سليمان الأشقر)


هذه الرسالة... من الكلم الطيب.
الكلم الطيب الذي يفتح الأبواب مشرعة، الى العمل الصالح.
لا بل المخاطب بهذا الكلم الطيب، من يؤدي العمل... يؤديه ميتاً، والكلم الطيب يحييه حياة متدفقة، تبعثها هذه الكلمات، فتعود بها الصلوات مباركات تهز القلوب، وتجذبها نحو ربها ومحبوبها.

" قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون "


والصلاة عمود الإسلام.

العمود الفقري، الذي تنتشر منه أضلاع الدين، ويحمل أحشاءه ، وأطرافه ورأسه.

وإذا انكسر العمود الفقري، فلا حركة، ولا نشاط ولا استواء.

وإذا ضعف، قلت الحياة بحسب ذلك.

والأغذية الحية التي تقوي هذا العمود، وتمنحه الصلابة والمتانة، هي أمثال هذا الكلم الطيب.

ليست الصلاة حركات تؤدى، وألفاطاً تردد فحسب، بل هي ما وراء ذلك:
ما يقوم بالنفس من محبة وإخلاص وإنابة واستجابة ورغبة ورهبة، وتقوى. كما صعد محمد صلى الله عليه وسلم في معراجه. إلى ان بلغ المكان والمكانة، وتقبّل الهدية الكريمة.

كذلك المؤمن يصعد بمحبته واخلاصه وإنابته ورغبته ورهبته، التي تثيرها من مكانها الآيات المتلوة، في خشوع وتأمل، يصعد بها في معراجه، إلى أن يبلغ المكانة، فيسجد ويقترب، ثم يسجد ويقترب، حتى يلقي التحيات لله.... ويستعد لقبول هديته...

أكرم قول يردده لسان، مع أكرم حركة يؤديها انسان، ما يقربه إلى الحضرة بين يدي الملك....

والعوائق دون ذلك كثيرة، والمعيقون لك كثير، حسداً وبغياً وعدوا....
وغوائل الطريق كثيرة، فقد حفت بالمكاره والصوارف...

والنفس تميل الى الماديات والمحسوسات، واللذة العاجلة فتقف عندها وتأبي على المسير.

وهذه الكلمات الطيبات، تكبت المعيقين وتقضي على الغوائل وتكسر الحدود، وتبعث النفوس....

فاقرأ معي هذه الكلمات.... اقرأها بتصديق وإيمان.... اقرأها بمحبة واستجابة للداعي....

اقرأها وأمثالها لتحيا....

فهي مقتبسة من النور.

والصلاة نور. والقرآن نور. والله نور السماوات والأرض ورسوله سراج منير. فاقرأها لتهتدي الى النور...

وبعد ذلك،
سيكون لك مع الصلاة.... شأن آخر...

انها طعم جديد!


محمد سليمان الأشقر.

وللحديث بقية

الوافـــــي 09-06-2003 02:55 PM

عاشقة القرآن

جزاك الله خيرا
وسننتظر .. حتى تكملين

تحياتي

:)

عاشقة القرآن 13-06-2003 06:33 AM

السلام عليكم

سبحان الله نسيت اني ادرجت الموضوع هنا وبدأت موضوع جديد.... سأضع الجزء الثاني ان شاء الله وارجو من المشرف حذف الموضوع المكرر بإذن الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم


قلت لصاحبي:
إن الصلاة لمن أعظم الفرائض خطراً وأكثرها أثراً وأعظمها مكانة بين أركان الإسلام. أكد الكتاب الكريم – القرآن – الأمر بها وأوجبها مباشرة بالخطاب الصريح وبذم المفرطين فيها، ومدح المقيمين لها وبين جزاء المحافظين عليها. وجاءت السنة المطهرة بالتفصيل، تارة بالتعليم المباشر كما في قصة الإعرابي وتارة بطلب القدوة والتأسي . كما في قوله عليه الصلاة والسلام ( صلوا كما رأيتموني أصلي).

وهي فوق هذا كله مناجاة ودعاء واستغفار واستنصار بمن بيده الخير كله، وله الأمر كله، وله الخلق كله.

وهي المحطة التي يحط العابدون رحالهم فيها مستمتعين بالقرب من حضرة ملك الملوك، فيها يجدون لذة لا تعرفها لذات الدنيا حتى أن قائلهم ليقول: لو علم أهل الدنيا ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف.

لماذا لا نحس بلذة الصلاة؟
قال صاحبي: ما لنا نؤديها ولا نحس فيها بلذة وكأنها حمل نزيحه عن كواهلنا؟
قلت: لاننا نؤديها ناقصة غير مستوفية الشروط والأركان.
قال: وما الشروط؟

شروط الصلاة:
قلت : طهارة الثوب والبدن والمكان، العلم بدخول الوقت، استقبال القبلة وستر العورة.
قال صاحبي: سبحان الله! أتحسب أن أحداً من المصلين يجهل هذه الشروط؟ مع أن الصغار في الإبتدائي يعرفونها.
قلت: لم أقصد مجرد العلم بها، إنما قصدت إلى فقه هذه الشروط.
قال: أفدني أفادك الله.

ولي عودة مع تفصيل كل شرط ان شاء الله تعالى

عاشقة القرآن 14-06-2003 05:50 AM

ما ينبغي استحضاره عند كل شرط.


1. الطهارة:

قلت: أما الطهارة فينبغي أن يصاحبها شعورك بأنك تستعد لمقابلة عظيم، وقد علمت احتفاء أهل الدنيا بمظاهرهم عند مقابلة عظمائهم، وعظيمنا وهو الله لا ينظر إلى الصور بل إلى البواطن والنوايا. فحين نعسل اليدين فلأنهما الجارحتان اللتان نبطش بهما وغسلهما للقاء الله فيه درس عميق في الكف عما لا يحل. ولذلك يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ( إذا توضأ العبد المسلم والمؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء أو مع آخر قطر الماء. فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كانت بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء. فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب).

وهذا الحديث رواه مسلم، فالوضوء مع الغفلة عن هذه المعاني وعن تحدث السريرة بها وانشغال الفكر فيها لا يحدث إلا معنى جامداً لا روحانية فيه.

ولذلك ذكروا أن السيدة نفيسة رثت الإمام الشفعي عند موته فقالت: ( رحم الله الشافعي لقد كان والله يحسن الوضوء). ففي الوضوء يقظة المشاعر والأحاسيس ومع الوضوء إفتقار العبد إلى نفحات المغفرة، ومع الوضوء حوار مع اليد والعين والرجل بأن لا تعد إلى الخطايا فينتفي العزم على المعصية، وكفاك بها تهيئة لمقابلة الله ومناجاته. ويالها من روحانية تشد المؤمن ويستغرق فيها بجلال الرحمة ونعيم العفو وفضل الستر.

ولعل هذه المعاني المتجمعة في الوضوء والتفاعل معها هي مراد العلماء إذ يشترطون النية في كل عبادة تميزاً لها عن العادة التي يفعلها الإنسان دون قصد للآخرة.

2. دخول الوقت:
قال صاحبي: أصبت وأحسنت. فماذا يعني العلم بدخول الوقت؟
قلت: أحسبه يعني: أيها الإنسان تنبه لرأس مالك، تنبه لعمرك قد انسلخ منه جزءٌ فماذا فعلت فيه؟ وهذا جزءٌ منه قد أقبل فسل نفسك على أي شئ ٍ عزمت في استغلاله؟ فليس هناك غفلة ولا تهاون في حساب دورات الفلك.

لذلك عليك أن تتزود مما بقي من عمرك لآخرتك. ولذلك ورد في الأثر عن الحسن البصري قال: ( ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي مناد من قبل الرحمن وبلسان ذلك اليوم: " يا ابن آدم ، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة".

وفي إعلان المؤذن ونداء الصلاة معنى عظيم يمتحن فيه العبد في إيمانه، فإن أجاب وبادر كان ممن ينادى بلطف يوم النداء الأعظم، وناهيك به مغنماً.

المسافر الى بلاد الافراح 14-06-2003 03:08 PM

السلام عليكم
الاخت الكريمة عاشقة القران
موضوع مهم ارجوا منك الاستمرار فيه
وفقك الله

عاشقة القرآن 15-06-2003 01:33 PM

3. استقبال القبلة:

قال صاحبي: والله ما كنت أفهم للشروط هذه المعاني، وماذا يعني استقبال القبلة؟

قلت هذا أعظم الشروط وأقواها أثراً في حس المؤمن فهو أولاً تعبير عن وحدة الأمة حول مقصد واحد واتجاه واحد ليس للبشر فيه صنعة ولا للنفس القاصرة الهمة فيه مطلب فهو من موانع الفرقة والاختلاف، وجوالب الألفة والوفاق. وثانياً مقصود القبلة في الصلاة ليس مراده توجيه البدن، وإن كان البدن هو الضابط للنية والمعين على تحقيقها إلا أنه يقدم في الفكر وفي النفس معنى قوياً مؤداه أن البدن لم يتجه نحو القبلة إلا بانفتاله عن سائر الجهات وتخليه عن كل الجواذب والشواغل إلا وجه الله ولذلك فإن الله تبارك وتعالى أمر عباده المؤمنين بالتوجه إلى البيت الحرام الذي هو أول بيت وضع للناس في الأرض لعبادة الله فهو بهذا ملتقى أفئدة المؤمنين وأنظارهم مما يحقق المعنى أفضل تحقيق. وموضع نظر الرب سبحانه وتعالى قلب البعد فلا بد من تخليه من كل الجواذب، وتوجيهه إلى الله واستحضار هيبة الله والمذلة بين يديه والفقر إليه.

4. ستر العورة:

قال صاحبي: نفعك الله، فماذا يعني ستر العورة؟

قلت: ستر العورة يا أخي هو الحد الأدنى من مظاهر التجميل، فالقرآن الكريم أمر بني آدم بأخذ الزينة وهي حسن السمت وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم التطيب للصلاة ونهى من أكل ثوماً أو بصلاً أو اكل شيئاً ذا رائحة كريهة من إتيان المساجد.

وهذه الأوامر والسنن ذات أثر فعال في التلذذ بالمقام في معية المؤمنين وجوار الصالحين ومنها تستطيع أن تفهم ما درج عليه أصحاب الحرف من اتخاذ ثياب خاصة للصلاة.

ولعلك تتشوش في صلاتك حين يجاورك في صف الصلاة شخص تقذرت ملابسه بالزيت والطين، هذه الصورة الظاهرة حث عليها الشرع الحكيم مع أنها محط أنظار وحواس الخلق، ومحط نظر الخالق سبحانه وتعالى هو الباطن فلابد من الحرص على ستر عورات الباطن فحين تعجبك ثيابك وعطرك وتشعر أنك ظفرت برضى من جاورك من المصلين، أقبل على الباطن واستر عوراتك التي لا يطلع عليها غير الله.

كيف نستر عورة الباطن؟

قال صاحبي: وكيف لي بستر عورة الباطن؟

قلت: بالندم على التفريط في حقوق الله، والحياء من الله وهو مطلع على قبائح السريرة، والخوف من لقائه مع ما أنت عليه من العيوب والبوائق فهذه ولا شك كفارات وسواتر لعورات الباطن. ولا يزال يدقق في سوءات سلوكه ويمحوها حتى يخلص لله باطنه ويصفو من الأكدار ضميره فإن رافقه هذا الشعور وهو ينظر في أحوال نفسه لاشك سيظفر بمعاني الخشوع في استكماله لشروط صلاته.

قال صاحبي – وقد انفرجت أسارير وجهه – أفهم من كلامك أن المرء إذا اعتنى بستر عورة الجسد وهي من حق الخلق أوجبه الخالق، فعليه أن يبالغ في ستر عورة باطنه الذي هو موقع نظر الخالق.

قلت: وهو كذلك.

المجـــــاهد 16-06-2003 10:51 AM

السلام عليكم يااحبتي بالله

والصراحة ياعاشقة القرآن الموضوع اعجبني وانا من المتابعين له واتمنى الاكمال بأسرع وقت ممكن

وجزاكم الله خيرا

عاشقة القرآن 16-06-2003 12:25 PM

السلام عليكم

جزاكم الله خيراً على حسن المتابعة وما تأخيري بتنزيل المادة الا لأني اطبع الكتاب وهذا يأخذ مني وقت نظراً لضيق الوقت اصلاً وكثرة المشاغل والواجبات وسأحاول الا اتأخر عليكم ان شاء الله تعالى. نفعنا الله وإياكم بما فيه الخير للجميع.

[HR]

الفرق بين الأركان والشروط

قال صاحبي: ذكرت لي في المجلس السابق أن علة عدم فرحنا بصلاتنا عدم اتمام الشروط والأركان، وقد عرفت الشروط وفقهت طرفاً من روحها فما الأركان وما الفرق بينها وبين الشروط؟

قلت: ان الشروط قد تقدمت على الدخول في الصلاة وقد يستمر لزوم بعضها حتى نهاية الصلاة.
ولا مانع ان تعلم أن الشروط تنقسم إلى قسمين: شروط وجوب ومنها: الإسلام والبلوغ والعقل فلا تجب الصلاة على كافر او مجنون أو صغير.

ومنها ما هو شرط صحة كالطهارة ودخول الوقت واستقبال القبلة وستر العورة وغيرها...

أما الأركان فهي: التي تكون أجزاءً رئيسية في الصلاة لا تسقط سهواً ولا عمداً كالركوع والسجود وقراءة الفاتحة وغيرها.

أركان الصلاة:

قال: سألتك عن الأركان لو سمحت بتعدادها.

قلت: حباً وكرماً.
أولها: تكبيرة الاحرام
ثانيها: القيام مع القدرة – أي على القادر.
ثالها: قراءة الفاتحة
رابعها: الركوع والطمأنينة فيه
خامسها: الإعتدال والطمأنينة فيه
سادسها: السجود والطمأنية فيه
سابعها: الإعتدال من السجود والطمأنينة فيه
ثامنها: السجود الثاني والطمأنينة فيه
تاسعها: الإعتدال من السجود ، وتكرار هذه الأفعال في كل ركعة من كل صلاة
عاشرها: السلام.

فقال صاحبي: لم تزد على ما تعلمه ولدي في المدرسة المتوسطة..!
فقلت: سبحان الله. قلت لك إن قصدي ليس تعليمك هذه الشروط والأركان وإنما التعاون معك على تحصيل معرفة روحها فهذه الأركان لا تزيد عن كونها حركات ذات أثر صحي من ناحية الرياضة وقد يمارس مثلها غير المسلمين سعياً وراء هذا الهدف بعد ثبوت جدواه طبياً. إنما أردت الروح التي تحيلها إلى متعة لا تعادلها متع الدنيا. لتثمر بعد ذلك، إشراقة وسماحة في المعاملات والأخلاق.

قال: حقاً والله، لو رزقنا بث الروح في هذه العبادة لحولت حياتنا إلى نمط جديد وخلق جديد.
لكن ما السبيل إلى ذلك؟

قلت: إنه يسير على من يسره الله له.
اسمع مني وأنصت إلي بقلبك فإن الحديث حديث قلوب.

aboutaha 16-06-2003 01:21 PM

إقتباس:

قلت: بالندم على التفريط في حقوق الله، والحياء من الله وهو مطلع على قبائح السريرة، والخوف من لقائه مع ما أنت عليه من العيوب والبوائق فهذه ولا شك كفارات وسواتر لعورات الباطن. ولا يزال يدقق في سوءات سلوكه ويمحوها حتى يخلص لله باطنه ويصفو من الأكدار ضميره فإن رافقه هذا الشعور وهو ينظر في أحوال نفسه لاشك سيظفر بمعاني الخشوع في استكماله لشروط صلاته.

اختي عاشقة القران

بوركت يداك وكتب الله لك الجنة

عاشقة القرآن 16-06-2003 01:54 PM

آمين!!!!!!! الجنة مرة وحدة!!!! يا رب إني أسألك الجنة ... يا رب إني أسألك الجنة... يا رب إني اسألك الجنة!

اخي ابو طه... جزاك الله خيراً على هذا الدعاء ... لكن نصيحة لا حد يدعيلي هيك بالجنة علني لأني والله بشوق لجنة الرحمن. :(

اعتذر الدعاء حقاً حرك المشاعر والشوق للجنان... يا رحمن!


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.