كانا نظن أننا سنبقى دائماً أقرب الناس ( أخوان ، أصدقاء ، أحباب ) لهم .. وأنهم معنا في السراء والضراء ..
وأن الذي يجمعنا بهم أقوى من موج أقدارنا ..و لن نغادر مدارات قلوبهم ..

هكذا كنا نظن !!

كنا نجول معهم بأحلامنا في فضاءات أرحب من حدود الزمان ..
وكانت أيامنا تشعر معهم بالأمان والصدق والحنان!!
وأنه لو تعثرنا في الخطوات سيكونون لنا سند وخلاص ..

هكذا كنا نظن !!

كانا نظن أن علاقة متينة وغائرة في أعماق الأرواح تربط بيننا وأنهم لن يخذلونا أبداً .. !!

حتى ذلك اليوم يوم الجرح الأكبر !!

حيث تفقد المعاني توازنها ..
حيث تطعنك سيوف غدرهم في صميم روحك ..
حيث تنهار أمامك الذكريات وتنزف حمم ألآمكم آهات ممزوجة بمرارة حقيقة من كنا نظن أنهم أقرب الناس ..

أو هكذا كنا نظن!!

بعدها .. تجد نفسك تائه بين الجرح والإحساس ..
مضجر وسط ذكرى أماني جميلة وواقع أليم ..
حسرة تنزع من كبرياء الثقة مصداقية الأشياء..
وأنت ترى كيف سفك ( الأخ ، الصديق ، الحبيب ) أثمن مشاعرك واستباح حرمة دماء ثقتك العمياء..
وتنثر من عيون وفاءك المغدور دموع تسقي تساؤلات حائرة بين يقين الأجوبة وخيبة الهقوات!!

أو هكذا كنت تظن!!

أقولها لك لتكون كلمة عزاء لكل من تجرع المعاناة ..
وكشرت له الأقدار في ذات يوم عن مخالبها وطعنتك
في (أخوتك ، صداقتك ، حبك ) لأناس كانت قد جمعتنا بهم نفس الأقدار!!
أقول لكم تحرروا من سخطكم عليهم والغضب!!
اطلقوا سراحهم دعوهم يرحلون في حال سبيلهم فأنتم من دونهم في أفضل حال!!
حرروهم لتتحرر أرواحكم من قيود بغيضة تكبلها عن التحليق في أسمى معاني العفو والسماح !!
ولتبقى ( الأخوة والصداقة والحب ) أجمل وأبلغ مشاعر الإنسانية عطاء .. !!