![]() |
للحوار أصوله وقواعده
للحوار أصوله وقواعده ( كتب أحد الدعاة إلى الله ) للحوار أصوله وقواعده أكثرنا يعرفها نظرياً ، وأكثرنا - في الوقت ذاته - يحيد عنها تطبيقيا ! المهم هو معرفة الأسس ، واستشعار أنك صاحب هدف ، أنت لو كنت تهدم فما أسهل ما تصبو إليه أما وإنك تبني وتشيد وتعلي جانب هذه الأمة ممثلة في أفرادها فهو النصب والتعب الذي به تستجلب الأجر والثواب .. يتبع .. |
القاعدة الأولى : في الهدم ما ليس في البنيان من صخب أنت - كما سبق - صاحب رسالة يُنظر إليك بعين القدوة ، إن الفضيلة والتـأدب منك قد لا تلفت النظر لأن الشيء من معدنه لا يستغرب ، أنما يستكثر منك الزلل الذي قد يُمدح به غيرك ! إذا كنت هاديء النبرة متزن العبارة فإن أمرك لا يخلو عند خصمك ومشاهدك - وهو الأهم لما يأتي - من أحدى حالتين : الأول : أن تكون قوي الحجة ، ساطع البرهان ، فإذا ظهرت - مع ذلك - بمظهر الهاديء المتزن ؛ فلا تسل عن ما تُظهر به الحق الذي معك من صلابة وتماسك واقناع الثانية : أن تكون العبارات تخونك ، أو الدليل لا يحضرك ، عندها تظهر - وأنت المتزن - بمظهر من لايزال عنده ما يقول ، ولا يؤمن تفكيره الهاديء من إضافة الحجج ، أما إن كنت - والحال ما وصفنا - مُستفزاً متوترا ، وقد ترمي بالسباب والتنقص للخصم ، وربما الدعاء عليه ؛ فستثبت للجميع أن هذا غاية ما عندك ، وأنك تحاول رقع ما أنقدّ من حجتك بصراخك وتوترك وأنّى لك ذلك ! .. يتبع .. |
القاعدة الثانية تكلم بعلم ، وكن شجاعا ، ولا تجازف في كلامك والمقصود من حثك على التكلم بعلم أن لا تتفوه بكلام - خاصة ما تنسبه للشرع أو لله تعالى ولرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم - دون أن تكون تعلم جيدا صواب ما تتحدث به وأقصد بحثك على الشجاعة أن تقول فيما لا تعلم ، أنا لا أعلم وسوف أسأل أهل العلم ، أو أطالع الكتب التي تعنى بهذه المسأله إنك إذا فعلت ذلك تجعل الجميع يثق في ما سبق من كلامك وفيما يأتي ، لأنك كنت شجاعا ، أما إن كابرت مع جهلك بالمسألة فربما شك من كان اقتنع ببعض النقاط أن تكون انطلت عليه حيلتك فتفقد مكاسب كنت قد رصدتها ، ومن باب أولى أن يصعب عليك إقناع أحد بعد ذلك . .. يتبع .. |
القاعدة الثالثة الصدق كل الصدق ، فإن فيه النجاة ، ولن يفلح كذاب أبدا يجب أن تكون صادقا في كل حديث أو فعل أو شعور ، فالصدق نجاة ، والكذب باطل والباطل لا ينصر الحق حتى يعود اللبن في الضرع قد تحتاج للانسحاب من نقطة (( بذكاء طبعا )) ، وقد تحتاج لتغيير ميدان الحوار ، لكن لا تكذب أبدا ، فما عند الله عز وجل لا يؤتى بمعصيته ! .. يتبع .. |
القاعدة الرابعة النية الطيبة وحب الخير لا يكفي ، قد تكون غير صالح لهذا الميدان ليس كل مؤمن متمسك بدينه مجاهدا ، وليس كلهم محدث أو فقيه ....الخ فكذلك لا يلزم من كونك مستمسك بدينك أن تكون محاورا جيدا ، قد تحتاج لإفهام خصمك هذا الأمر بكل صراحة ، وكما تقول سأسأل العالم ، فكذلك قل سآتيك ، أو اذهب إلى قوي الحجة فلان ! .. يتبع .. |
القاعدة الخامسة في حال نقاش مبتدع أو منافق فالأصل - والله أعلم - أنه ليس بطالب حق بل يريد تقرير باطله إدراك هذا الأمر مهم ، وله عدة ثمار منها : 1/ أنك تراعي أن عامة خطابك - في هذه الحال - تستهدف به الجمهور لا الخصم ، فتحاول اقناعهم بالحق وتفنيد حجج الباطل ، ولو كان ذلك على حساب إقناع الخصم أحيانا . 2/ أن لا تهتم بالاسترسال مع تفريعاته التي يريد بها التمويه وتعقيد الموضوع ، ألأنها - غالبا - ليست شبها يطلب الجواب ولو اقنعته لالتزم بها . 3/ قد يؤدي بك ذلك لعدم الدخول في النقاش أصلا لأنك ستعطيه فرصة ( خطيرة ) ليبرز باطله .. يتبع .. |
القاعدة السادسة متى تجيب ، ومتى لا تجيب ليس كل سؤال يطلب منك أن تجيب عنه تسارع لذلك فقد تحتاج لأن تجيب بسؤال ! أو أن تستوضح المقصد من طرح السؤال أو ما يترتب عليه ... فكن ذكيا عميق النظرة عندما يطرح عليك سؤال. .. يتبع .. |
القاعدة السابعة الرجوع لمحور النقاش يحتاج المناقش لهذا كثيرا لأن الواقع أن النقاش كثيرا ما يخرج عن محوره فيولد نقاشات ، ومسائل وأنت ياطالب الحق تستهدف البناء وتشتيت الموضوعات والتضليل هو نافع لأهل الهدم فكن دائما على ذُكر من محور النقاش. .. يتبع .. |
القاعدة الثامنة لا تكن مدافعا عن الحق !!!! ولا عن نفسك صياغتي للجزء الأول من هذا العنوان اردت بها لفت نظرك وأقصد أن لا تقبل بأن يوضع الحق في قفص الاتهام ويُطلب منك أن تخرجه ! أرفض ذلك وقل أنا أرد على شبه وأباطيل أما الحق فهو قوي لا يحتاج لدفاع وتذكر أن المدافع يبذل جهدا مضاعفا مقارنة بالمهاجم كما أنه لا يملك زمام المبادرة وكثيرا ما يخترق دفاعه ولو لفترات ، فكن على حذر من أن تُقام مقام المدافع الذي يطلب منه أن يثبت أن الحق حقا! كما أنك يجب أن لا تجر لأن يبدو الأمر كما لو كان دفاعا عن نفسك أو انتصارا لها فكن مخلصا لله تعالى في جهادك بالبيان ، وليكن رسل الله قدوتك وكذا أهل الصلاح والدنيا ليست سوى دار ابتلاء .. يتبع .. |
القاعدة التاسعة بعد النظر وطول النَفَس تحتاج طوال الحوار أن تكون بعيد المظر ثاقب الفهم لتتحسب للأمور قبل حلولها و لتسيرها أنت حسب ما يحقق هدفك من أقصر الطرق فكن بعيد النظرة وصاحب مبادرة .. يتبع .. |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.