![]() |
العراق أتون الجمر والغضب
أهلاً حللتمْ أتونَ الجمرِ والغضبِ *** يا أمةَ البغي والتحريفِ والكَذِبِ
جئتمْ إلى الحرْقِ غُزًّى في رواحلكمْ *** والنارُ تحفلُ بالعيدانِ والحَطَبِ سهلاً نزلتمْ إلى سجّينَ تلفحكــمْ *** ذوقوا العذابَ وذوقوا حمأةَ اللهبِ أهلُ العراقِ إذا ريعتْ عقيدتهمْ *** طابَ الفداءُ لهمْ والعيشُ لمْ يَطِبِ لا يجرعونَ كؤؤسَ الذّلِّ ما عمروا ***بلْ يرجمونَ شرارَ الخلقِ بالشُّهُبِ يستقبلونَ عَتِيَّ الموجِ في ثقـــةٍ *** لا يأبهونَ لقصفِ الرّاعِدِ الصَّخِبِ مثلُ العفاريتِ إنْ ثاروا بِمَعْمَعَةٍ ***لا يعتريهمْ بها شيءٌ منَ النَّصَبِ مثلُ الجوارحِ إنْ رامتْ منازلَهُمْ *** بعضُ الزواحفِ ذاتُ السمِّ والعَطَبِ أَلْفــَتْ هنالكَ أظفاراً مُشرَّعـــةً ***والموت ينزعُ بينَ اللحمِ والعَصَبِ حتى توارتْ بِجُحْرِ الضَّبِّ مدبـــرةً *** ترجو النجاة ولم تسألْ عنِ الذّنَبِ والضبُّ يسألُ والأجواءُ ثائـــرةٌ ***مابينَ مبتورةٍ تسعىَ ومضطــــربِ فاخترْ لنفسكَ درباً أنتَ سالكـهُ *** وابغِ النجاةَ ولاتسألْ عنِ السّبَبِ إنَّ الصقورَ إذا أبدتْ مخالبَهـَا *** فلا مفـــــرَّ ولامَنْجَا إلى الهَرَبِ جئنا نرومُ ديارَ العُرْبِ مُنْتَجَعا *** ونطلبُ الأََمْنَ في بغدادَ بالْحَرَبِ فما لقينَا سوى قصـفٍ وزلزلة *** وما لقينَا سوى الآلامِ والوَصـــَبِ لجُّوا إلى الْيَمِّ والأمواجُ عاصفـةٌ *** تَذْرُو مراكبَهُمْ في سوءِ مُنْقــَلَبِ وقدْ تراءَتْ ظلالُ الأَمْنِ وارفــةً *** والجوُّ مبتسمٌ خالٍ منَ السُّحــــُبِ حتى أطلتْ غيومُ الرعبِ مثقلــةً *** وزمجرَ الريحُ مُحْتَدًّا منَ الغَضَبِ ولّى هنالكَ ما ألقَوْا وما صنعُوا*** وباطل السحر لا يقوى على الْكُرَبِ إنَّا كتبنَا على التاريخِ ملحمةً *** (السيفُ أصدقُ إنباءً منَ الكُتُبِ) وقدْ بنينَا بهارونٍ ومعتصـــــمٍ*** مجداً تشَيَّــــدَ بالأرماحِ والقُضُبِ لمْ يشهدِ الدهرُ مجداً عزَّ صاحبُهُ *** إلاّ تألقَ بينَ السُّمـــــْرِ والشُّهُبِ ودولة البغي إنْ داستْ سنابكُه *** أرضَ العراقِ وثارَ النقعُ بالْجَلَبِ فاليومَ تحصدُ ما بالأمسِ قدْ زرعت *** منْ يزرعِ الخوفَ يجنِ جمرةَ الرُّعُبِ ذوقوا العذابَ وكأسَ الذُّلِّ مُتْرَعَةً*** لا لنْ تعودوا بغيرِ الذلِّ والتَّعَبِ قدْ أسدلَ الليلُ في بغدادَ ظلمتَهُ *** وخيّمَ الظلمَ بينَ السَّهْلِ والنَّقَبِ لكِنَّ شمساً أُضِيئتْ منْ مقاومــــةٍ *** تُجْلِي الظلامَ وشمسُ الحقِّ لمْ تَغـــِبِ هذي سواعدُ جندِ اللهِ قدْ صنعـــتْ *** بِضُبَّةِ السَّيْفِ عزَّ الدينِ والعربِ همُ الرجالُ إذا عاينتهمْ خُلُقــاً *** ألفيتهمْ شرفاً أغلى منَ الذَّهَبِ أهلَ العراقِ بكمْ تشدُو حناجرُنـَا *** وطلعةُ البدرِ تُصْبِي كلَّ ذِي أَدَبِ وقاصفُ الرَّعْدِ للأبطالِ أغنيـــةٌ *** تُشْجِي القلوبَ وفيهَا نشوةُ الطَّرَبِ إنْ خابَ ظنِّي بأَهْلِ الأرضِ قاطبةً *** فإنَّ ظنّـــــي بجنــــدِ اللهِ لمْ يَخِبِ والصِّيدُ عندَ لقاءِ الصَّيْدِ قدْ وثبتْ *** أمّــا الكلابُ ودودُ الأرضِ لمْ تَثِبِ هاهمْ أولاءِ ذوو الأَحْسابِ فاحتسبوا ***إنَّ الشهادةَ أعلــى ذروةِ الحَسَبِ إنَّ الولاءَ لخيرِ الخلقِ طاعتــــــُهُ *** ليسَ الولاءُ لآلِ البيــتِ بالنَّسَبِ إنَّ الوليَّ لَمَنْ لبّى إِهَابَتَـــــهُ *** ليسَ الوليُّ الذّي ولــَّى ولمْ يُجِــبَِ إنّ المحبَّ لِمَنْ يَهْوَى لَذُو شَغــــــَفٍ *** إذا دَعَاهُ لأَمْرٍ جَدَّ في الطَّلـــَبِ إنَّا رمينَا سهامَ الموتِ صائبــــةً ***ولو رمينَـــــــا بغيرِ اللهِ لمْ نُصِبِ سيكتبُ اللهُ في بغدادَ ملحمـــــــةً *** يصُوغُهَا الشِّعْرُ ألحانًا مدى الحِقَبِ فيها تُداسُ جباهُ الكفرِ مرغمــــةً *** ويغمرُ النورُ فيها أوجهَ العَرَبِ نقلا عن موقع منبر التوحيد والجهاد |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.