|
كنت آخر من رآه في هذا العالم ....
بين الألم الذي يعتصر القلب ...
والأمل الذي أرجوه في رحمة الله ... بين الخوف من عذاب الله ... والرجاء في عفوه ... بين الحزن على من نفارقهم ... والدموع التي تملأ المآقي والجفون ... بين كل هذه المتناقضات التي جمعتها اللحظات لتضعها أمام ناظري كنت أنظر ... ولكن إلى من ....؟؟؟ أنظر إلى من يُحملون بين الأكف وفي الراحات ليواروا في الثرى .. أعترف أن اللحظات كانت تمر قاسية .... فما بالك إن كنت تنظر إلى قريب لك تحمله الأكف والراحات لتنزله إلى القبر ملفوفا بكفنه الأبيض بل ما بالك إن كان من تحمله الأكف والراحات منك بمنزلة القلب والروح .. وكيف يكون الأمر إن كنت أنت من تحمله على كفيك وراحتيك ... أعترف أن الأمر عندي تعجز الكلمات عن وصفه ... لم تكن اللحظات قاسية أبدا ... بل كانت أشد من العذاب الأليم ... وكيف لا يكون الأمر كذلك ومن تحمله بين راحتيك هو ( عمك ) الذي أحببت وكيف لا يكون الأمر كذلك وهذا الذي فاضت روحه كان والدك بعد والدك ... كيف يكون الأمر وأنت تنظر إلى والد قد لحق بوالد تحاملت على الألم والخوف والرهبه ... وهبطت إلى داخل القبر لأسجي ( عمي ) فيه ... لحظات ألم قضيتها داخل جنبات ذلك القبر الذي تشع من جوانبه رائحة الموت لكم أن تتخيلوا تلك الصور التي تمر أمام ناظري في هذا المكان الموحش هذا الذي ضم بين جنباته العديد من موتى المسلمين أين كانوا ..؟؟ وكيف صاروا ...؟؟ عظام مهترئة ملفوفة في قطعة قماش موضوعة في أول القبر اين المعتبرون ....؟؟ اين من جاهروا بالمعصية ..؟؟؟ اين من فرحوا بما أوتوا ....؟؟؟ والله إنها لحظات قاسية جعلت العبرة تغصُّ في الحلق منها والعين تدمع من رهبتها ... وكيف لا يكون الأمر كذلك .. وقد كنت بين جنبات القبر لا يفصلني عن ظلماته إلا أن توضع تلك القطعتان على فوهته فينسد ... ماذا تراني أقول ... وأنا أتناول ذلك الرأس الملفوف بالأبيض لأنزله إلى القبر ... آه ثم آه ثم آه أليس هذا هو الرأس الذي كنت أشتاق أن أقبل هامته حيا..!!؟ سبحان الله .... كيف لي أن أجرؤ على أن أفعل به ذلك بيدي ..؟ عبرات حشرجت في صدري ... ودمعة فاضت من عيني ... كنت أوصي من كان معي في القبر أن يرفق به حتى لا يتأذي ... لم يدر بخلدي أن روحه قد فاضت إلى بارئها أنزلته بيدي في القبر وسجيته على جانبه الأيمن فككت عنه رباط الكفن وأزحت الكفن عن وجهه فكان كفلقة البدر يوم تمامه قبلته في جبهته وكنت آخر من رآه في هذا العالم بل كنت آخر من قبل جبينه وخرجت من القبر ورأيت الحاضرون قد أسرعوا ليضعوا التراب عليه ... وطويَتْ مع رحيله أجمل ابتسامة عرفتها كان رحمه الله كثير الذكر تعرف قدومه بسماعك تكبيره وتحميده وتهليله كان رحمه الله صاحب صوت جهوري ما فارقت الابتسامة محياه حتى وإن كان غاضبا كان يقول دائما ليس هناك في الفانية ما يستحق الغضب ... فلماذا تغضبون ..؟؟ رحمك الله يا عماه وأسكنك فسيح جناته وأسأل الله العلي القدير أن يجمعني بك في مستقر رحمته مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين إنه ولي ذلك والقادر عليه وإنا لله وإنا إليه راجعون ... |
ليس هناك في الفانية ما يستحق الغضب ... فلماذا تغضبون ..؟؟
أخي الوافي انا لله وانا اليه راجعون عظم الله اجرك والهمك الصبر والسلوان .. أخي .. هذه الدنيا ..لقاء وفراق ..بسمة ودمعه .. تأتي البسمه لتمحي الدمعه .. ثم تعود الدمعه وتنحر البسمه لتحتل زعامة الامور .. هذه هي الحياة .. يولد بها من يولد ..ويرحل عنا آخرون .. ولكم يفرحنا مولدهم ويؤلمنا رحيلهم .. ليس بيدنا دفع القدر .. ولا رد القضاء .. انما بيدنا الدعاء ..لإلندعو لمواتانا أن يرحمهم الله ويسكنهم فسيح جنانه .. أخي ..أعلم شعورك جيدا .. فلقد فقدت أغلى وأعز انسان على قلبي ..الصغير عبدالرحمن .. لذا أعلم كم هو مؤلم بل قاتل هو الشعور .. عندما تعتاد على ابتسامه طفل بريء .. عندما تعاد على رؤية وجهه المنير .. من الصعب أن تفقده ..وبهذه الطريقه الغادره .. ولكن ليس بيدنا سوى الصبر واحتساب الأجر عند الله .. رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه .. تقبل تحياتي |
لا اعرف ماذا اقول اواكتب في مثل هذه المواقف الحزينه والمؤلمه لان الغربه في بلاد المهجر علمتني القسوه والتحمل في مثل هذه المواقف اخي العزيز الوافي اشعر بما تشعر به وان الموت حق علينا ونحن المسلمين نؤمن به اكثر من غيرنا فانا اعزيك بمصابك واتمنى ان تكون خاتمة الاحزان وان يلهمك الله واهل الفقيد الصبر والسلوان وان يسكننا واياه الجنه ان لله وان اليه راجعون
|
بسم الله الرحمن الرحيم
استاذي الكريم الوافي لا ادري لماذا عجزت اناملي ان تكتب في هذا الوقت و لماذ عجز لساني بالافصاح بما في القلب لكن والله اني اشعر بما تشعر به ولا يسعني ان اقول الا ( انا لله وانا اليه راجعون) إقتباس:
|
البقية في حياتك:(:(:(:(
 |
أخي الوافي رحم الله عمك رحمة واسعة وألهمك الصبر والسلوان
كلماتك مؤثرة وتدل على مهارتك في أختيار الألفاظ *** ووصفك لمشاعرك يفوح بالصدق والمحبة *** ومحبتك لعمك تدل على وفائك ونبل أخلاقك*** كما أن في هذا كله عظة وذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد**** والسؤال الذي يجدر بنا أن نستحضره في مثل هذه المواقف وفي خضم هذه الأخزان ومع لين القلب وتأثره، هو ماذا أعددنا لمثل هذا اليوم ولمثل ذلك الموقف؟؟؟؟؟ Almusk |
... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الميت يعرف من يحمله، ومن يغسله، ومن يدليه في قبره))
عظم الله اجركم .... ورحم الله عمك واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون... |
الوافي
اعظم الله اجركم ووهبكم الصبر والسلوان على ما اصابكم
تعبيرك ومشاعرك كان بصدق ويدخل القلب بصدق وخاصة بمن مر بمثل تلك المواقف اعانكم الله وجبر مصيبتكم والسلام |
الأخ الوافي
أحيانا تقف كلماتنا عاجزة عن المشاركة لبعض الموضوعات المبدعة التي يعبر صاحبها عن حزنه بفراق أحد أحبابه . ولكن أعجبتني نبرة الوفاء كتبت فيها نعبيرا عن فقد عمك فنحن أحيانا نكتب ونعبر عن والدينا لو افتقدنا أحد منهما .. وقليل جدا من يعبر عن عمه . وأنا أقرأ كلمات الوفاء بعمك .. تذكرت عمي الذي كان لنا الوالد بعد وفاة والدي رحمه الله .. والذي عوضنا عن وفاة والدي بحنانه ومتابعته لنا بكل صغيرة وكبيرة .. حتى توفي رحمه الله بعد وفاة والدي بثلاث سنوات " حينها شعرنا فقط بفقد أبي " حيث أن رعايته كانت كافية لنشعر أن والدي موجود . ومن باب الوفاء له .. فإن أي صدقه لوالدي او عمل خير يجب أن يكون لعمي فيه نصيب .. فقد كانا بحياتهما رحمهما الله متكاتفين ومتآزرين .. ومن باب الوفاء وعدم العقوق أن يستمر هذا التآزر .. بل أننا وأبناء عمي نشكل وحده عائلية واحدة " بالرغم من بعد المسافات " ولكنها غرسة وفاء غرساها بنا والدي وعمي رحمهما الله . |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.