ابو تمام .. وعروبه اليوم ( للشاعر الكبير البردوني "الله يرحمه")
 

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ما أصدق السيف! ان لم ينضه الكذب=و اكذب السيف ان لم يصدق الغضب
بيض الصفائح اهدى حيـن تحملهـا=ايـد اذا غلبـت يعلوبهـا الغـلـب
واقبح من النصر .. نصر الاقوياء بلا=فهم.. سوى كم باعوا.. وكم كسبـو
ادهي من الجهل علم يطمئـن الـى=انصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
قالوا: هم البشر الارقى ومـا اكلـوا=شيئا.. كما اكلو الانسان او شربـوا
[/poet]

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ماذا جرى.. يا ابا تمام تسالني؟= عفوا ساروي.. ولا تسال .. وماالسبب
يدمي السؤال حياء حين نساله= كيف احتفت بالعدى (حيفا) او (النقب)
من ذا يلبي؟ اما إصرار معتصم=كلا واخزى من ( الافشين) ما صلبوا
اليوم عادت علوج (الروم) فاتحه=وموطن العرب المسلوب و السلب
ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجال ولم=نصدق.. وقد صدق التنجيم والكتب
فأطفات شهب ( الميراج) انجمنا=وشمسنا ... وتحدت نارها الخطب
وقاتلت دوننا الابواق صامده=اما الرجال فماتوا.. ثم او هربوا
حكامنا ان تصدوا للحمى اقتحموا=وإن تصدى له المستعمر انسحبوا
هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم=ويدعون وثوباً قبل ان يثبوا
الحاكمون و "واشنطن" حكومتهم=واللامعون.. وما شعوا ولا غربوا
القاتلون نبوغ الشعب ترضيه=للمعتدين وما اجدتهم القرب
لهم شموخ (المثنى) ظاهرا ولهم=هوى الى "بابك الخرمى" ينتسب
[/poet]

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ماذا ترى يا (ابا تمام) هل كذبت=احسابنا؟ او تناسى عرقه الذهب
عروبه اليوم أخرى لا ينم على=وجودها اسم ولا لون.. ولا لقب
تسعون الفا (العموريه) اتقدوا=وللمنجم قالوا:إننا الشهب
قيل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا=نضج العناقيد..لكن قبلها التهبوا
واليوم تسعون مليونا وما بلغوا=نضجا.. وقد عصر الزيتون والعنب
تنسى الرؤوس العوالي نار نخوتها=اذا امتطاها الى اسياده الذنب
(حبيب) وافيت من صنعاء يحملني=نسر وخلف ضلوعي يلهث العرب
ماذا احدث عن صنعاء يا ابتي؟=مليحه عاشقاها: السل و الجرب
ماتت بصندوق "وضاح" بلاثمن=ولم يمت في حشاها العشق والطرب
كانت تراقب صبح البعث..فانبعثت=في الحلم..ثم ارتمت تغفو وترتقب
لكنها رغم بخل الغيب مابرحب=حبلى بطنها "قحطان" او "كرب"
وفي اسى مقلتيها يغتلي"يمن"=ثانِ كحلم الصبا... ينأي و يقترب
[/poet]

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
"حبيب" تسال عن حالي وكيف انا؟=شبابه في شفاه الريح تنتخب
كانت بلادك (رحلا) ظهر (ناجيه)=اما بلادي فلا ظهر ولا غبب
ارعيت كل جديب لحم راحله=كانت رعته وماء الروض تنسكب
ورحت من سفر مضن الى سفر=أصنى...لان طريق الراحه التعب
لكن انا راحل في غير ما سفر=رحلي دمي..وطريقي الجمر و الحطب
اذا امتطيت ركابا للنوى فأنا=في داخلي.. أمتطي ناري و أغترب
قبري ومأساه ميلادي على كتفى=وحولي العدم المنفوخ و الصخب
[/poet]

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
"حبيب" تسأل عن حالي وكيف انا؟=لكن لماذا ترى وجهي و تكتئب؟
ماذا؟ أتعجب من شيبي على ضغيري؟=إني ولدت عجوزا.. كيف تعتجب؟
واليوم أذوي وطيش الفن يعزفني=والاربعون على خدي تلتهب
وانت من شبت قبل الاربعين على=نار (الحماسه) تجلوها وتنتخب
وتجتدي كل لص مترف هبة=وأنت تعطيه شعرا فوق ما يهب
شرقت غربت من (وال) الى (ملك)=يحثك الفقر..أو يقتادك الطلب
طوفت حتى وصلت (المواصل) انطفأت=فيك الاماني ولم يشبع لها أرب
لكن موت المجيد الفذ يبدأه=ولادة صباها ترضع الحقب
[/poet]

يتبع,,,

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
"حبيب" ما زال في عينيك أسئله=تبدو....وتنسى حكاياها فتنتقب
وماتزال بحلقي الف مبكيه=من رهبه البوح تستخيي و تضطرب
يكفيك ان عدانا أهدروا دمنا=ونحن من دمنا نحسو ونحتلب
سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا=يوما ستحبل من إرعادنا السحب؟
ألا ترى يا "ابا تمام" بارقنا= (ان السماء ترجى حين تحتجب)
[/poet]

انتهت و شكرا
من ديوان ( لعيني ام بلقيس)

رحم الله الأديب الكبير البردوني

رحمة الله على شاعر اليمن الكبير البردوني .. فقد كان من أعجب الحداثيين الذين قرأت لهم في حياتي ..