أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية - بعض التعليقلت المفيدة على ما يرويه البعض عن الشافعي

يحتج ادعياء السلف ببعض الكلام يروونه عن ائمة السلف يوهمون الناس به ان السلف اثبتوا الجهة على الله. مع ان ليس في اغلب هذه الروايات ما يستشنع او ما ليس له معنى يليق الا ان اغلب هذه الروايات لم تثبت. و ان شاء الله نبين حال بعض هذه الروايات على حلقات عدة.

نبدأ بما يرونه عن الشافعي.

1- قال الذهبي في كتابه مختصر العلو روى شيخ الاسلام أبو الحسن الهكاري ، والحافظ أبو محمد المقدسي بإسنادهم إلى أبي ثور وأبي شعيب كلاهما عن الامام محمد بن ادريس الشافعي ناصر الحديث رحمه الله قال: القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الاقرار بالشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء وأن الله ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء . . . وذكر سائر الاعتقاد " اه‍

الجواب: : أما الملقب بشيخ الاسلام أبي الحسن الهكاري فهو أحد الكذابين الوضاعين قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان الجزء 4 صفحة 195 "روى عن عبد الله بن نطيف وقال أبو القاسم بن عساكر لم يكن موثوقا به وقال بن النجار متهم بوضع الحديث وتركيب الأسانيد قاله في ترجمة عبد السلام بن محمد انتهى وكان المؤلف ما رأى ترجمته في تاريخ ابن النجار قال بن النجار علي بن أحمد بن يوسف بن جعفر بن عرفة الأموي سمع بالموصل أبا جعفر بن المختار وبصيدا أبا الحسن بن جميع وبمصر بن نطيف وبمكة بن صخر وببغداد بن بشران وحدث بالكثير انتقد عليه وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات وفي حديثه أشياء موضوعة ورأيت بخط بعض أصحاب الحديث أنه كان يضع الحديث بأصبهان وقال أبو نصر اليونارتي لم يرضه الشيخ أبو بكر بن الخاضبة"

وقال الذهبي في كتابه ميزان الاعتدال الجزء الخامس صفحة صفحة 138 "علي بن أحمد شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري روى عن أبي عبد الله بن نظيف قال أبو القاسم بن عساكر لم يكن موثقا وقال ابن النجار متهم بوضع الحديث وتركيب الأسانيد قاله في ترجمة عبد السلام بن محمد"

وقال ابراهيم بن محمد بن سبط ابن العجمي ابو الوفا الحلبي الطرابلسي في كتابه "الكشف الحثيث عمن رمى بوضع الحديث الجزء الاول صفحة 184 "علي بن أحمد شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري قال بن النجار متهم بوضع الحديث وتركيب الأسانيد قاله الذهبي في ترجمة عبد السلام بن محمد"

اما اسناد ابو محمد المقدسي فلم يورده الذهبي ولا الوهابية فلا عبرة به.

2- روى الذهبي في كتاب العلو قال " عن الحسين بن هشام البلدي قال هذه وصية الشافعي انه يشهد الا اله الا الله ..... فذكر الوصية بطولها وفيها " والقرءان غير مخلوق وان الله في الآخرة عيانا ويسمعون كلامه, وانه تعالى فوق العرش."ا هـ. قال الذهبي عقبه اسنادهما واه, فاغنانا بهذا عن الرد وتبيان حقيقة السند.

3- روى الذهبي في كتاب العلو قال " قال الحاكم: سمعت الاصم يقول: سمعت الربيع, سمعت الشافعي وقد روى حديثا فقال له رجل: تأخذ بهذا يا ابا عبد الله؟ فقال: اذا رويت حديثا صحيحا عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فلم آخذ به فأشهدكم ان عقلي قد ذهب.

ليس في هذا شيء مما تذهب اليه الوهابية في الجهة, فلا حاجة لنا للتعليق. وعلى كل حال هذا الكلام سليم بمعنى انه اذا صح الحديث عند حافظ يأخذ به و لا يجوز له رده.

4- روى الذهبي في كتابه العلو قال : ابن خزيمة و عدة: سمعت يونس يقول: قال الشافعي: لا يقال للأصل لم و لا كيف.

ليس في هذا شيء مما يستدل به على الجهة.

5- روي الذهبي في كتابه العلو: ابو ثور و غيره قالا: سمعنا الشافعي يقول: المراء في الدين يقسي القلب ويورث الضغائن.

لم يذكر الاسناد و على كل حال ليس فيه شيء مما قد يستدل البعض على الجهة.

6- قال الذهبي في كتابه العلو: وعن يونس بن عبد الاعلى, سمعت الشافعي يقول: لله اسماء و صفات لا يسع احد قامت عليه الحجة ردها.

ليس في هذا شيء غريب.

7- روى الذهبي في في كتابه العلو قال: قال ابن ابي حاتم: سمعت الربيع بن سليمان, سمعت الشافعي يقول: من حلف باسم من اسماء الله فحنث فعليه الكفارة (لان اسم الله غير مخلوق) ومن حلف بالكعبة والصفا والمروة فليس عليه كفارة, (لانها مخلوقة).

ليس في هذا الكلام اي متمسك للوهابية. الا انه نروي لكم ما قاله البيهقي في الاسماء والصفات بعد هذه الرواية "زاد عبد الرحمن بن محمد بن ادريس الحنظلي عن الربيع عن الشافعي رضي الله عنه "لان هذا مخلوق و ذلك غير مخلوق" ا هـ. ولهذا وضعت الكلام بين عاقفتين لنبين ان هذا الكلام من ادراج الراوي و ليس كلاما للشافعي. وهذا الكلام للشافعي من دون الزيادة موجود في الام ومختصر المزني.

هذا كل ما يروونه عن الشافعي فبينا انه اما لم يصح عنه او انه لا دليل فيه على ما يذهبون اليه من الجهة ونحوه.

ان شاء الله تكون هذه على حلقات نبين فيها وهاء الكثير مما يعتمد عليه ادعياء السلف من المرويات التي لم تثبت عن السلف والتي يستدلون بها لاثبات اصل معتقدهم.