أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   غزوة بدر الكبرى (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=36466)

ابو ناصر933 17-11-2003 02:37 AM

غزوة بدر الكبرى
 
وقعت معركة غزوة بدر الكبرى في السابع عشر من رمضان للسنة الثانية للهجرة. فقد بلغ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم أنّ عيراً لقريش قادمة من الشام، فجمع المسلمين، ليشاورهم في أمر قتال المشركين، فوقف أبو بكر الصديق، فتكلّم، ووقف عمر فتكلّم، ولكنّ الرسول صلى الله عليه وسلم بقي ينتظر، فقام سعد بن عبادة (وهو من سادة الأنصار)، وقال: إيانا تُريد يا رسول الله؟ والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها (أي لو أمرتنا بإدخال خيولنا في البحر لفعلنا). فندب الرسول صلى الله عليه وسلم النّاس إلى الخروج، وقال: "إنّ هذه عيرٌ قريش فيها أموالكم، فاخرجوا إليها لعلّ الله ينفلكموها".

فخرج مع الرّسول صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وسبعة عشر مقاتلاً، بعدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النّهر.



وسمع أبو سفيان حين دنا من الحجاز بأمْر استنفار المسلمين، وتربّصهم بعِيْره، فأرسل إلى قريش يستنفرهم إلى أموالهم، ويُخبرهم أنّ محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعتزمون قتالهم.

فاستنفرت قريش رجالها، وخرَجَت تُريد مواجهة المسلمين، فلمّا بلغ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم أمر مسيرهم، انطلق إلى بدر، ونزل في أدنى الوادي، فجاءه الحبابُ بن المنذر، وقال له: "يا رسول الله، أرأيتَ هذا المنزلَ، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدّم ولا أن نتأخّر عنه، أم هو الرّأي والحرب والمكيدة؟ قال: "بل هو الرأي والحرب والمكيدة"، فقال المنذر: فإنّ هذا ليس بمنزل، فانهضْ بالنّاس، حتّى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله، ثمّ نُقاتل القومَ، فنشربُ ولا يشربون. فنهض النّبي صلى الله عليه وسلم ، وتحوَّل إلى المكان الذي أشار به المنذر t .



ولما اجتمعت الصّفوف، خرج من المشركين عتبةُ بن ربيعة، وأخوه شيبة بن ربيعة، وابنه الوليد بن ربيعة، ودعَوْا للمبارزة، فخرج لهم عوف، ومعوَّذ ابنا الحارث، وعبد الله بن رواحه، فقالوا: مَن أنتم؟ فقالوا: رهْطٌ من الأنصار. قالوا: ما لنا بكم من حاجة. ثمّ نادى مناديهم: يا محمّد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قُمْ يا عُبيدة بن الحارث، قمْ يا حمزة، قمْ يا علي، فلما قاموا ودنوا منهم، قالوا: مَن: أنتم؟ فعرّفوا عن أنفسهم، فقالوا: نَعَم: أكفاء كرام.

فبارز عبيدةُ –وكان أسنّ القوم- عتبةَ، وبارز حمزةُ شيبةَ، وبارز عليٌّ الوليدَ. فقَتَلَ حمزة وعليّ صاحبيهِمَا، ولكنّ عبيدة أثخنته ضربةٌ من عتبة، فمال علي وحمزة على عتبة فقتلاه، وحملا عبيدة إلى المسلمين.

وبعد ذلك التحمت الصّفوف ببعضها، واستبسل المسلمون، والتفّوا حول قائدهم صلى الله عليه وسلم ، الذي كان أقربهم إلى العدو، وكان من أشدّ النّاس بأساً.

وشاركتْ الملائكةُ المسلمينَ المعركة، فيُحدّثنا الصّحابي الجليل أبو داود المازني، فيقول: إنّي لأتّبع رجلاً من المشركين لأضربه، إذ وقَعَ رأسَه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفتُ أنه قتله غيري.

وجاء رجل بالعباس بن عبد المطّلب أسيراً، فقال العباس: يا رسول الله، ليس هذا من أسَرني، أسرني رجلٌ من القوم أنزَع من هيئته كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد آزرك الله بملك كريم".

وانجلت المعركة عن هزيمة ساحقة لفلول المشركين، فقٌتل منهم سبعون رجلاً، وأُسر سبعون. واستشهد ثمانية عشر رجلاً من المسلمين.



من دروس المعركة
حملت غزوة بدر الكبرى دروساً وعظات جليلة، من أهمّها:

1- مع تأييد الله تعالى لنبيّه بالوحي، فإنّه صلى الله عليه وسلم التزم بالتشاور مع أصحابه، والتزم بما أشاروا عليه، سواء في اتخاذ قرار الحرب، أو في مكان المعركة.

2- أنّ اختلاف الموازين بين جيش المسلمين وجيش المشركين، عُدّة وعَدداً، لم تمنع انتصار المسلمين، لأنّ المسلمين اعتمدوا على الله تعالى، فأمّدهم بالملائكة، التي جاءت لطمأنة القلوب، في أوّل معركة بين الإسلام والكفر، أما النّصر فكان من الله تعالى وحده، وليس للملائكة أي تأثير ذاتي فيها، فقال الله تعالى معلّلاً نزول الملائكة: ( وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ. وَمَا النَّصْرُ إِلاّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) (الأنفال:10).

3- أراد الله تعالى أن يبتعد بدعاته عن المقاصد الدنيوية، وأن يوجههم إلى مقاصد أسمى، فمِن هنا كانت نجاة أبي سفيان بتجارته، وهزيمة المشركين أمام المسلمين في ميدان المعركة. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه المعاني التربوية العظيمة، فقال: ( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ) (الأنفال:7).

4- مع ثقة النّبي صلى الله عليه وسلم بالنّصر، وما رُوي عنه، من أنّه كان يُشير إلى مصارع القوم، فإنّه لم يتوانَ عن الدّعاء والتّضرّع، لأنّ تلك هي وظيفة العبودية التي خُلق من أجلها الإنسان، وهو ثمن النّصر في كلّ حال.

(( منقول ))

الوافـــــي 17-11-2003 05:53 AM

ابو ناصر933

جزاك الله على إيرادك لهذه السيرة العطرة
والتي كانت وستبقى إحدى المحطات المضيئة في تاريخنا الإسلامي العظيم
فطوبى لأهل بدر من المسلمين
فقد حازوا السبق في كل شيء
شكرا لك أخي على نقلك وقولك

تحياتي

:)


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.