" أهلاً ..ألو "

صمتت و قد قالت ( ألو ) ..
فأجبتها :
أهلاً .. ألو
مرَّتْ ثوانٍ
دونما حرفٍ
سوى
" أهلاً .. ألو !! "
كرَّرتُها
لكنها سكتت
و في بعض
السكوت
كفايةٌ
تغنيك عن كل الكلام

و سمعتُ
أهةَ حُرقةٍ
مكتومةٍ
و نشيجَ آنسةٍ
بكت قهراً
بكتْ ألماً
و يا ويل الذي
تبكي على
أسماعه
يوماً فتاة ..

كسرتْ
بخاطرها المُكسَّر
خاطري
ما كنتُ أعرف
أن خلف جفونها
نَصلٌ
و أنَّ بكاءها
فنٌ
و مكرٌ
و ادِّعاء

صدَّقتُها
سامحتُها
طوقتُها و ضممتُها
و مسحتُ
آخر دمعةٍ
كانت تسيل
بخدها

ثمَّ ارتختْ كفِّي
و لم أصبر
فخنجرها المسمَّم
وسط ظهري
كان أمضى
من مرافعة القضاء

دفنَتْ فؤادي
ثمَّ صلَّتْ
في خشوعٍ
مذهلٍ
و تلت على قبري
كثيراً
من تراتيل الدعاء

شقَّ السكونَ
رنين هاتفها
الأنيق
نظرتْ إلى الرقم الجديد
تبسمَّتْ
داست على قبري
و هاتفها
الصغير بكفِّها
و ضحيةٌ
أخرى كذاك
بكفها

مالتْ
تقول برقَّةٍ :
" أهلاً .. ألو "