أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   حين يغيب الثقافى فى السياسي..مهداة الى كل الاصدقاء وجميع رواد خيمة الثقافة والادب (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=37416)

علي أبوسالم 11-01-2004 07:11 AM

حين يغيب الثقافى فى السياسي..مهداة الى كل الاصدقاء وجميع رواد خيمة الثقافة والادب
 
اخوتي وأحبتي في خيمة الثقافة والادب

اساتذتي الكرام

بداية اتمنى ان تعفوا عن تقصيري وتأخري في المثول بين اياديكم وذلك لظروف خارجة عن ارادتي.
اعتذار خاص من استاذي وصديقي يتيم الشعر وكل الذين كانوا في انتظاري أطلب منكم جميعا العفو والصفح عني فما انا الا راع للكناغر يعيش في آخر الدنيا وقلبه معلق هناك حيث انتم. واسمحوا لي ان اقدم لكم هذه الهدية لعلها تشفع لي عندكم وهي جزء من الوقوف في وجه التحديات التي تواجهنا في عالم الاغتراب ككل سواء في استراليا أو في كافة مناطق الشتات العربي .

تقبلوا محبتي وتقديري مع أجمل تحية من راعي الكناغر
أخوكم الجذور

:):):):heartpump:):)


حين يغيب الثقافى فى السياسي

الادب تعبير عن الواقع ... ولكنه تعبير يختلف باختلاف المواقع والمواقف الاجتماعية ، فالادب ليس كالعلم ... ليس كالفلسفة او التاريخ اوعلم الاجتماع ... الادب له خصوصيته المعرفية وله معرفة خاصة بالواقع ... معرفة نوعية بالواقع ولها تشكيلها الخاص ... ومن هنا يدخل اهمية التشكيل الحقيقى والذى هو جزء من البنية الدلالية فى العمل الادبى وليس فقط ... ان الادب هو تشكيل للخبرة الحية ... ولكنه ايضا جزء من تراث ادبى ... اى اديب مهما كان مجددا تجددا رائعا فهو امتداد جسدى لمن سبقه ... حتى وان كان مختلفا معهم ...ان الادب جزء من الواقع مباشرة ... امتداد التراث حتى وان كان تجاورا ولكته صياغة ابداعية ...

فماذا يحدث حين يغيب الثقافى فى السياسى ؟ بالضبط حين يستبدل المثقف والاديب لغته المشتقة من نسغ الابداع ، بهموم لغة السياسى بكل مايترتب على هذه اللغة التكتيكية من افعال ومواقف وبكل ماتفضى اليه من توجهات سوف يجد المثقف نفسه فيها امام حالة لانريد ان نقول الا انها ليست فى احسن الحالات " حالته الخاصة " .

فهناك من يكتب ثقافة وبشكل يعبر فيها عن افكاره الخاصة والتى قد يكرس مقالاته من اولها لآخرها لنقطة واحدة وكل التفاصيل الاخرى هى مجرد اقمار تدور فى شمسها ، هذه النقطة هى صحة الموقف السياسى الذى يتبناه هذا الكاتب وخطأ مواقف الآخرين متجاهلا بذلك كون انه قد وضع نفسه وجها لوجه مع قوى ديمقراطية عربية ومثقفين اقل ما يقال انهم يمثلون نبض الشارع العربي وهموم حياته اليومية ...

فان يكون لهذا الكاتب او ذاك رايه المتعارض مع جهة من الجهات او مع كل الجهات اجمع فهذا شانه ... اما ان تاتى كتابات هؤلاء البعض هجوما صارخا وحادا ضد جهة او اخرى باسم الخط الوطنى والوحدة الوطنية والمصير المشترك .. فهو برايى قلبا للمعادلة الوطنية والقومية على راسها ... فان خطر ماتطرحه هذه الكتابات وهذا الخلاف ان نكون كمثقفين وكتاب فى موقع الانسجام مع الجهات المشبوهة والتى تلعب دورا كبيرا فى خلق وضع معين ليكرس حالة التشرذم والتفكك وفى تصادم مع كل الجهات والمؤسسات الوطنية التى يعرف الجميع انها تشكل جمهرة المبدعين فى اوساط جاليتنا العربية فى بلاد الغربة ، ولعل اسوا مافى كتابات البعض تلك الانتقادات التى قد توجه لمؤسسة من المؤسسات حيث تراه فى سياق اثبات صحة رايه لايبال باتهام هذه المؤسسات - وخاصة التى تعارض خطه السياسى - بالخيانة الوطنية ... وهى المعارضة ذاتها التى يقف فى صفوفها كتاب وشعراء مبدعون .

هذه الكتابات وفى هذا السياق هو الذى وضع البعض واوصلهم الى الصدام مع الجميع وهو مانحتج عليه اصلا ... واذا كنا قد حاولنا باستمرار ان نتعامل مع ابداع الآخرين بروح الابداع ولم نسمح بالخلاف السياسى بالتحكم فى نظرتنا لما يكتب هذا الشاعر او ذاك الكاتب .
نقاط كثيرة قد لانتفق عليها مع البعض ... وهذا حق ديمقراطى مشروع وصحى ... ولايعنى هذا اننا نختلف على الاساسيات ... فكثير من الاحيان وباعتقادى ان القراءة المتسرعة هى المسؤولة عن سوء الفهم ... فاذا تريثت قليلا واعدت قراءة السطور ومابين السطور فانك ستخرج باستنتاجات تقول بان هذا الوعى وهذا التريث فى الحكم على اى عمل ماهو الا السماعة التى تمنحنا فرصة تكبير الصورة بدون تنشيز وهى الحلقة التى نتمكن من خلالها تعميق النقاش حول قضية تخصنا جميعا دون ان ننحرف بها .. وهى المختبر الذى نختبر فبه افكارنا وطروحاتنا واسئلتنا واجوبتنا وهمومنا والامكانيات الابداعية لدينا لتجاوز الواقع ...

فان حزننا مما يكتب فى بعض الاحيان يفرض علينا وقفة لنقول لهؤلاء ان هذه المواقف هى محض سياسية بل هى فى جوهرها وتفاصيلها هى مواقف سياسية تخضع للتكتيكى واليومى العابر ولايعبا بكل ماهو دائم وبالاخص علاقاتنا وتحالفاتنا وصدقنا ، اى جانب الابداع النظيف والملتزم فى كل الساحة المهجرية مما يترك فى القلوب مرارة وسؤالا ينظر
اليه العقل كئيبا ... فالعقل لايبنى الامور كما يريد لان احكام البناء يفترض ان يكون العقل سيدا وحاكما وقد يكون العقل بلا ماوى فى اكثر من زمان ...

فعندما يجتمع مثقفون فى ندوة ... حيث يؤمنون بان الانسان هو المبدع الوحيد فى هذه الحياة ويعرفون ذلك الالم العميق الذى صاغ الحياة فى بلاد الغربة ونسج رواياته ... فعندما نتحدث عن معنى المكان والمنفى (الغربة) فالغربة عذاب ومحاصرة للانسان ومصادرة لانسانيته ... فاذا كان وجودنا فى المنفى هو الذى جعل الوطن حاضرا فى تصرفاتنا كلها فان اختيار المنفى يلقى على العقل اسئلة متعددة : مالذى يجعل الانسان يختار الغربة والمنفى ؟ مامعنى حقوق الانسان اذا كان الانسان لايستطيع ان يعيش حرا فى وطنه ..؟ فهناك هدف نبيل يجب على الكتاب فى هذه الصقاع بشكل خاص ان يسعوا من اجله بداب ومثابرة الا وهو : الديمقراطية وحرية الانسان والنضال ضد القمع فى كل اشكاله ... فعلينا ان نكون متحمسين دائما لكل عمل ثقافى جماعى يواجه القمع ويفضحه ... ففى عالم محكوم بالقمع واضطهاد الانسان فان العادى يصبح لاعاديا ... وان الحزن الكثيف الذى يسكننا فى منفانا الابيض البارد ... وتلك المعاناة الصامتة التى اكلت اجسادنا وارواحنا فى هذا المنفى ... ولعل هذه المعاناة هى التى جعلت منا محاولة الكتابة لرصد حياتنا واحلامنا التى ودعناها وتركنا اعيننا معلقة على الغروب ... وجعلتنا نتذكر ماكان مشتعلا فينا وانطفا ... مما يحدو بنا ويدعونا الى ضرورة تامل حياة هذا القلم الجميل الذى عوض برودة المنفى بعاطفة للبشر غامرة وجعل الوطن فينا يتحدى وهو بعيد المنفى ...

فحين يكون الحليب الذى رضعناه طيبا ... كيف يمكن لنا ان نخنق حوافز الحرية بين جوانحنا ...؟ وكيف نعيش على هذه الارض الطيبة التى تنشقت يوما انفاس المسيح لاهجة بصبوة الحياة والتى مرت بها بيارق صلاح الدين وسادت فى شوارعها تعاليم عمر وخيول الظاهر بيبرس ..

كيف يمكن لعربى ان يعيش على هذه الارض وان يفتح عينيه فتحضنه وهادها وتلالها ويلفه تاريخها ثم يرى دورة الاختلال تعود الى مبتداها ويرى سطوة الجبروت وقسوة القهر وعسف الظلم ... فلايندفع بنشيد الحياة ... ومن هنا نعود الى حرارة الشخصية الشعبية فى الادب المقاوم ، تلك الشخصية التى تذكرنا بالسندباد ... واذا كان السندباد يرجع محملا بالهدايا والغنائم فان سندباد زمن القمع والمنفى يرجع بيته محملا بالهموم والاحزان فلكل زمن بطله وبطل هذا الزمان لايعرف معنى البطولة ...

فان الحنين الى الوطن يقود الكاتب او الاديب الى اختراع الوطن وخلقه .. فنرى بان الاديب فى المهجر يعكس ذلك الحزن والاسى من خلال كتاباته .. وبان ذلك الحزن لم يهزم هذا الكاتب او ذاك فتراه يرد على هذه البرودة برودة الغربة بحرارة الكتابة وبتلك الارادة الفولاذية التى تجعل الكاتب يبدع وهو فى احلك الظروف ...

فالكاتب الملتزم هو من يكتب تاريخ وطنه باستمرار وبشكل ابداعى ... وهو الذى يكون مرآة آلام الغربة فى برودتها وحزنها واظافرها الجارحة والكاسرة والتى علينا ككتاب ملتزمين ان نقلمها باقلامنا بقدر مانستطيع وان نبتدع معا ويدا بيد رغم الظلام الوان قوس قزح ونرفعها عاليا فى سماء غربتنا .
وهذه دعوة صادقة ..نوجهها للجميع: تعالوا ولنبدأ بحب وتفاهم.

kimkam 11-01-2004 10:56 AM

فاذا تريثت قليلا واعدت قراءة السطور ومابين السطور فانك ستخرج باستنتاجات تقول بان هذا الوعى وهذا التريث فى الحكم على اى عمل ماهو الا السماعة التى تمنحنا فرصة تكبير الصورة بدون تنشيز وهى الحلقة التى نتمكن من خلالها تعميق النقاش حول قضية تخصنا جميعا دون ان ننحرف بها



سلمت يمينك ولافوض فوك اخي علي ابو سالم

هذا اذا كان راعي الكناغر هكذا بهذا الابداع الفكري العميق والمتاني في الهدوء والسرعة ;);) فكيف بقائد السيارات ;);)

تحياتي لك اخي العزيز ومزيدا من هذه العطاءات الباهرة


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.