![]() |
الإنفاق في سبيل الله
الإنفاق في سبيل الله
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى ( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:261) . ومن روائع التربية النبوية على الإنفاق في سبيل الله ما رواه الترمذي وصححه عن عائشة رضي الله عنها: "أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بقي منها؟ فقالت ما بقي منها إلا كتفها. قال: "بقي كلها غير كتفها". أي : إن عائشة رضي الله عنها قالت: ما بقي منها إلا كتفها ، لأنهم قد تصدقوا بها ولم يبقوا لطعامهم إلا الكتف ، فعكس الرسول صلى الله عليه وسلم لها اللفظ ، وأرشدها إلى أن الذي بقي لهم إنما هو الذي تصدقوا به وأما ما استبقوه لأنفسهم ليأكلوه فهو الفاني مع الحياة الدنيا وكل ما فيها. وروى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا .. وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل" . فعطاء الصدقة لا ينقص من المال شيئاً لأن الله سيخلفه. أما شروط سلامة الإنفاق والتصدق وقبوله عند الله فهو معنى الآية الكريمة وتطبيقها عند التصدق والإنفاق في سبيل الله. قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (البقرة:264) . لأن في المن كسر لقلب آخذ العطاء أو إهانة لكرامته ولذلك كان مفسداً للعطاء ، أما الأذى في العطاء فله صور كثيرة منها ما يكون بالمن ومنها ما يكون بغيره ومن الأذى عند العطاء إشعار الآخذ بنزول مكانته أو إهانته عند عطائه أو الاستعلاء عليه والاستكبار أو توجيه عبارات نقد لاذع لسلوكه الذي أحوجه إلى تقبل عطاءات الناس. والله اعلم . |
الأخت الفاضلة / رونق قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا " رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد . فهذا الرجل الغني الذي لا يتوقف عن الصدقة التي تقع موقعها الحق ، كما في الحديث الآخر :" فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ " فعينه دائماً علي ماله ، يريد أن يهلكه في أبوابه الحق. ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" سَبَقَ دِرْهَمٌ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ "حسن في صحيح الجامع. والمعني كما بينه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن الفقير التقي الذي ليس عنده إلا درهمين فعمد إلي نصف ما معه وهو درهم واحد فأنفقه لله فكان هذا الدرهم عند الله أكثر من صدقة رجل غني عنده مليون درهم فعمد إلي عشر ما معه وهو مائة ألف درهم فأنفقها لله ، فالذي سبق هو صاحب الدرهم لأن الله عليم يعلم أن هذا الفقير قد آتي ما معه مع حبه له وحاجته إلي درهمه ، هذا كما في الحديث الصحيح " أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا قَالَ أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ " رواه البخاري ومسلم . أي مع رغبته الشديدة في المال وحاجته الملحة إليه وقلة ما في يده فقد أنفقه ثقة بالله تعالي وحباً له وتقرباً إليه ، فالله تعالي واسع عليم ، في الحديث الصحيح :" مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ " رواه البخاري وأحمد ، يعني ملايين الأضعاف . قال تعالي :" وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ " والشكر هو الاعتراف بالنعمة والثناء علي الله بها والإنفاق منها في سبيله .أما الزيادة من الله تعالي فهي واسعة : زيادة في النعمة ، وزيادة التوفيق في شكرها ، وزيادة الحياة الطيبة بها "من صلاح البال ، وسكينة النفس وطمأنينة القلب ، والرضى والقناعة مع الأيمان بالقدر وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن " . جزاك الله خيراً أختي الكريمة على هذا الموضوع وأسأل الله أن ينفعنا بما علّمنا تحياتي :) |
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين أما بعد فجزاك الله خيراً أخي الوافي على مشاركتك لي في هذا الموضوع بهذه المشاركة القيمة التي أتمنى أن تنفع الناس وجعلها الله في ميزان حسناتك |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.