![]() |
الإسلام والتوازن العقلاني الروحاني
التوازن الروحاني العقلاني
الإنسان بطبيعته مفطورٌ على التدين ، وقد وهبه الله العقل كي يفكر به ويدرك ما حوله ، ويعد تعطيل العقل جريمة كبرى ان بطبيعته مفطورٌ على التدين ، وقد وهبه الله العقل كي يفكر به ويدرك ما حوله ، ويعد تعطيل العقل جريمة كبرى إذ به يعرف الإنسان كل ما حوله وبه يدرك – بعون الله ومشيئته- وجود إله ، والعقل والروح لا انفصال بينهما إنسان ما حوله وبه يدرك – بعون الله ومشيئته- وجود إله ، والعقل والروح لا انفصال بينهما إلا حين يفهم الدين بشكل خاطيء ، وحينئذ يصبح الإسلام شكلاً مفرغاً من مضمونه فيكون إما طقوساً وعبادات ٍ فحسب ، أو يصبح ميكانيزمات (آليات) اقتصادية سياسية تكنولوجية بحتة لا يمت بصلة لمشاعر أو أخلاق. للأسف الشديد حينما نجد ثقافات المجتمعات الإسلامية ، فإننا نجدها أغلبها ضحلة ، وتنعكس هذه الثقافة على فهم الإسلام بشكل خاطيء ، فالضعف الثقافي المصاحب لعدم فهم الدين بشكل صحيح يعمق الانجراف الروحاني ، بمعنى أن تفسير كل الظواهر الحية من مرض وإرهاق وضعف وخيبة وبلادة.......يتخذ المنحى الروحاني البحت دون فهم أخذ بالأسباب ولا معرفة الأسباب الموضوعية وراء حدوثها ، فمثلاً يرجع سبب بلادة الطالب في الامتحان إلى أن العين أصابته أو يرجع سبب إفلاس التاجر في تجارته إلى أنه مدبّر له سحر ، والكثير من الأشياء تسير على هذا المنوال.. وللأسف ، يجد هؤلاء حجتهم فيما بين أيديهم من كتاب وسنة يجعلون الدين والسنة كلها ليست إلا آيات الرقية والسحر والحسد و .....و........إلخ فقط وكفى الله المؤمنين القتال ، ويُنسى أنه |أخلاق وتشريعات وأنه دين ودنيا.... إالخ والذي أريد قوله هو أني أؤمن بالعين والسحر والحسد لعموم الأدلة الواردة التي تفقأ عين كل مكابر ممن يدعون العقلانية والمعرفة .......لكن الذي أريد قوله أنه حقاً لا شك في صحة ما جاء به الكتاب والسنة في شأن هذه الأشياء، وسواها فيما يتعلق بالنعيم والعذاب (وقانا الله وإياكم) لكن الخطأ في أن نجعل هذه الأشياء عللاً لما نعاني منه من مصائب ونجعل حياتنا كلها على هذا النسق من الخوف من الحسد في كل حين ..ونصبح لا هم لنا سوى معرفة الوقاية منها وكأننا ما خلقنا إلا لذلك ، فالطالب الفاشل قد يكون سبب فشله – في الغالب- استهتاره بالمذاكرة ، لكن للهروب من مواجهة هذا الواقع ومعرفة كيف مواجهته.. يقال مدبّر له سحر أو محسود، وقد يكون إفلاس التاجر ناتجاً عن عدم تأكده من صحة اختياره للمجال الذي يعمل فيه أو عدم قدرته أو أي سبب آخر، لكن الفهم الغير الصحيح للدين يجعل كل شيء على هذا النسق ، ناهيك عما يحدثه عدم فهم الدين من روحانية تتخذ أشكالاً منافية للشرع كالتعاويذ والرقى والتمائم والتبرك بالقبور ......و.......و.......ونحن في الألفية الثالثة. وعلى النقيض من الصورة نجد هناك الكثيرين من الذين رضعوا أفكار الغرب ومبادءهم وأيديولوجياتهم ، يرون هذا العنصر الروحاني رجعية ، وقد يصل الأمر بهم-عياذاً بالله- إلى الخروج عن الدين بتكذيبهم ذلك ، وهؤلاء الأغبياء يقدسون العقل لدرجة تكاد تصل إلى العبودية ، ولا شك أن استخدام العقل مطلوب لكن الذي ليس مطلوباً جعل العقل ستاراً لتحقيق المآرب الشخصية المعادية للإسلام ، كذلك نجدهم يدخلون العقل في مناطق لا يصح للعقل التفكير فيها وذلك نجده في نظريات الإلحاديين في مسألة الوجودية والبعث والسببية.....إلخ من المشاكل الفلسفية التي نسى الواقعون فيها قول ربي " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا" وهؤلاء الكلاب يستغلون جهل من وقعوا في الإغراق الروحاني ليدللوا على صحة كلامهم وهم أكثر من يتهم العاملين بشرع الله بالتخلف والرجيعة والتأخر وهم يركزون هم الآخرون على سلبية الواقعين في هذا الخطأ رغم علمهم التام بشمولية الإسلام لكن أضلهم الهوى وصدهم الشيطان عن الوصول لنور الرحمن، وهؤلاء أكثرهم ممن اعترض عالى التشريع الإسلامي أو سيّس الدين أو جعله دروشة وغيرهم ممن أباح لنفسه التكذيب مثلاً بالإسراء والمعراج وحديث شق الصدر ......إلخ والمسلم المحق هو الذي عرف أن أمور الدين شاملة من الخلاء حتى الفضاء وأن الروحانية والعقلانية يسيران في درب واحد لا تعارض بينهما وأن من أحسن نيته فهو من يعمل على تحقيق هذا التوازن وإظهار الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين دون تفريط أو إفراط وأنه لا يتعارض كون المؤمن عالماً بدقائق العلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفلسفية والتقنية ..............إلخ مع كونه مصدقاً بكل صغيرة وكبيرة جاءت في أمور الروح من أمور لا يدركها العقل وإنما يصدقها لمجرد إخبار الله عنها وهو الذي لا يسأل عما يفعل وهو الذي تنزه عن الخطأ والنقيصة . "سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير" |
أخي الكريم
" والمسلم المحق هو الذي عرف أن أمور الدين شاملة من الخلاء حتى الفضاء وأن الروحانية والعقلانية يسيران في درب واحد لا تعارض بينهما " كلام يُسطَّر بماء الذهب |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.