أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=7)
-   -   اجعلـــوا الســجــــــــون مؤسســـات إصــلاحيــــة . (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=38900)

صقر الامارات 04-04-2004 08:39 PM

اجعلـــوا الســجــــــــون مؤسســـات إصــلاحيــــة .
 
# اجعلـــوا السجــــون مؤسســـات إصـــلاحيـــة .




العقيدة الإسلامية بأصولها وفروعها جاءت لإعمار الكون بالخير ورعاية مصالح العباد وهدايتهم إلى الدين الحق، وتحذيرهم من الفساد والإفساد، ونشر الرذيلة والإثم والشر، ومن أجل تحقيق هذه الغايات المثلى نمَّت عند الفرد المسلم وازع الضمير، ليكون رقيباً ذاتياً على أفعاله، ولم تغفل العقيدة ـ لأنها ربانية المصدر ـ أولئك الذين نزغ الشيطان في قلوبهم ولم يترسخ الضمير في ذاتهم فأعماهم عن جادة الصواب، وعاثوا في الأرض فساداً، وارتكبوا الموبقات، فأمثال هؤلاء أقامت لهم الوازع الخارجي المتمثل في السلطان ليكون رادعاً ورقيباً على تصرفاتهم، فالله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن·

ومن جانب آخر لم تترك العقيدة أمر تحديد العقوبة لرأي السلطان واجتهاده وإنما نصت على الجريمة ونصت على العقوبة وحددتها ووضعت أمام السلطان جملة من الوسائل العقابية التي يمكنه استخدامها في وجه المنحرفين والضالين درءاً للمفسدة وحفاظاً على أمن المجتمع واستقراره·

لقد كان السجن ولا يزال إحدى هذه الوسائل العقابية الموضوعة في متناول السلطان يمكن استخدامه بالحق والعدل في وجه نوع محدد من الجرائم الخارجة عن نطاق الحدود الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة، ولا يحق له أبداً استخدامها بغير وجهها الصحيح حتى لا تتحول إلى أداة قمع وكبت ووأد للحريات وزج للخصوم في المعتقلات حفاظاً على الملك والسلطان· إن السجن بالمفهوم الإسلامي ليس عقابياً فقط، وإنما هو مؤسسة إصلاح وتقويم وتأهيل ودعوة للهداية في صفوف من كتب الله عليهم أن يكونوا من نزلائه، وهذا ما فعله سيدنا يوسف عليه السلام، حين سُجن ظلماً وعدواناً، فحوَّل السجن إلى مكان للدعوة والإرشاد، وهداية النزلاء إلى الله الواحد القهار: (يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار· ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إيَّاه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) يوسف:39 ـ 40·

إن معظم السجون في العالم الإسلامي المعاصر بعيدة كل البعد عن المفهوم الإسلامي للسجن فهي مرتع خصب، يتعلم فيها السجين فنوناً جديدة للإجرام لم يكن يعرفها من قبل، ما يزيد من هول الكارثة وحجم الفساد·

إننا ندعو ولاة الأمور في العالم الإسلامي، إلى تبني النهج الإسلامي لمفهوم السجن وتحويل السجون إلى مؤسسات إصلاحية يتم من خلالها صياغة المسجونين صياغة صحيحة تؤهلهم للعودة إلى المجتمع أفراداً صالحين منتجين مساهمين في عملية البناء والتنمية، وفي هذا الإطار يمكنهم الاستفادة من تجربة الكويت التي تم تطبيقها بنجاح بالتعاون بين وزارة الأوقاف ووزارة الداخلية في السجن المركزي، حيث أنشأت إدارة الدراسات الإسلامية في الوزارة مركز الإرشاد وجعلت منه صرحاً تعليمياً تأهيلياً شرعياً يقوم على برامج وأسس ثابتة لاحتضان نزلاء السجن وتهيئتهم تربوياً وتعليمياً ليكونوا مواطنين صالحين في نسيج مجتمعهم الذي يتعاون فيه الجميع لازدهاره وتقدمه، ورفاهيته··· كلنا أمل أن تلقى هذه الدعوة استجابة سريعة حفاظاً على شريحة من أبناء أمتنا، نحن في أمس الحاجة لجهودهم وبذلهم وعطائهم، والله من وراء القصد·


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.