![]() |
الوصية .. الوصية
الوصية .. الوصية للشيخ / عبد الملك القاسم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد : فالموت نهاية كل حي لا ريب في ذلك ، ولا شك حيث يقدم هادم اللذات على المرء في صحة أو مرض ، ويقظة أو سبات فلا يرد . ينقل الإنسان من مرحلة إلى مرحلة مثلما ينتقل في الدنيا من منزل إلى آخر . لقد قطع الموت وما بعده قلوب الخائفين ، وألزمهم الصراط المستقيم ، فاستعدوا للموت وأعدوا له العدة . ومما يأنس بها الميت بعد موته ويعود أثرها عليه : الوصية حيث يجري له عمله بما أوصى به بعد فراق الدنيا ، امتثالاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ، صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له » وحيث أن الوصية قد ضيعها البعض ، ولما لها من أهمية تغافل عنها آخرون فقد آلمني ذكر بعض الحوادث التي تقع فتحزن وتبكي وللقارئ ثلاث منها وهو يرى ويسمع أضعافها ! الأولى : • رجل موسر يملك ملايين الريالات ويعيش في بحبوحة من العيش وسط أموال تغدو وتروح ، وأبناء تجاوز عددهم العشرة ، ولما سقط طريح الفراش إثر نوبة مفاجئة أسر إلى من توسم فيه الخير من معارفه وقال : أريد أن أبني مسجدا ، وبعد بحث وعناء أخذ قرابة ثلاثة أسابيع وجد ضالته ، وسارع بالخبر إلى الرجل الموسر في المستشفى فإذا به يعلم أن الله عز وجل أنزل الشفاء عليه ، فذهب إلى منزله زائراً ومهنئا بزوال البأس ، ولما أراد أن يودع التاجر أبان له أنه وجد المسجد المطلوب ، فقال التاجر : ليس الآن فيما بعد يكون خيرا ، ومد في إخراج الحروف بما تعني من طول مدة ! وبعد سنتين عاود المرض التاجر ، وأدخل المستشفى وكرر النية وصرح لنفس الرجل أنه يريد بناء مسجد ، ولكن الأيام تسارعت به إلى الآخرة ، والرجل لايزال يبحث عن مسجد ، فإذا به يسمع عن وفاة التاجر ! وعندها قال : بعد أسبوعين أو ثلاثة أنقل هذه الرغبة لأبنائه ، لعلهم أن يقوموا بتنفيذ رغبة والدهم ولكنه وجد جفاء وغلظة ، وعدم تقبل لأمر بناء المسجد من الأبناء العشرة ! والطامة الكبرى التي أهمت الرجل أنه علم أن هذا التاجر الذي يملك ملايين الريالات لم ولا بأضحية ، أو حجة من هذا المال الوفير . والأبناء بخلوا أو أحجموا عن بناء المسجد من مال والدهم الذي جمعه هما وغما في سنوات عمره الطويلة وتركه لهم ، عليه غرمه ولهم غنمه ! الثانية : • رجل كان يملك مثل سابقه من الأموال والدور والقصور ، ولم يوصي بشيئ من ماله الوفير ، ولما توفي كان لهم قريب يحب هذا التاجر ، لمعروف أسداه إليه فتسبب في جعل أضحية لها في العام الأول ، ولما أتى العام الثاني تثاقل أبناؤه عن إعطائه مبلغاً يسيراً هو قيمة أضحية عن والدهم ، ولكنهم في النهاية دفعوا له خمسائة ريال على مضض وطول إلحاح ومتابعة ! ولما أتت السنة الثالثة قال له أكبرهم ومن يظن أنه أبرهم بأبيهم قال بصوت مرتفع : يكفي ضحينا له مرتين أو ثلاثا . وهكذا ذهبت الملايين التي جمعها ، بخل عليه أبناؤه بصدقة ، وبخل هو على نفسه بوصية يوصي بها لأعمال البر والخير ، أليس هو أحق بنفع المال الذي جمعه وكد وتعب في تنميته ؟ الثالثة : • وهي تحزن وتدمي الفؤاد ، لمعرفتي بصاحبتها عن قرب ، إذ ورثت مالاً وعقاراً مشاعاً بين الورثة ، ولكن المال كان يدار ويستثمر في شركة كبيرة تشمل العقار ، والمصانع ، والأسهم ، والتجارة ، فلما سألتهم مالها وكان يقدر بالملايين قالوا لها : ليس لدينا مبالغ حاضرة وهي ضمن أعمال الشركة . وتعجبوا : ماذا تريدين ؟ وماذا ينقصك ؟ ودارت الأيام وهي تكرر السؤال على حياء حتى أتاها ملك الموت وهي لم توص ! وعاد مالها للورثة ؟ ولم تجعل لنفسها منه ، ولم يطلها حية أو ميتة ! أما الموفقون فإنهم أوقفوا في حياتهم وجعلوا وصية ملزمة بعد مماتهم . .. يتبع .. |
كم منا من يموت ولايوجد له وصية تبرئ ذمته من حقوق الناس أولاً ثم تجعل له نصيباً من الخير يجري له بعد موته خاصة مع ما أفاض الله عز وجل علينا من أموال وبسطة في الرزق . كم منا من يموت ولم يعهد بوصية لأبنائه فيها نصيحة وتنبيه وإن كان لديه أطفال قصر عهد بهم لمن يرعاهم ممن يأنس فيه المقدرة والرعاية من أقاربه ومعارفه بدلاً من أن يكونوا عرضة للشتات أو للمطامع . ولأهل الخوف من كتابة الوصية ( نقول ) : إنها لاتقدم في الأجل ولا تؤخر في الموعد وهنالك من أوصى منذ ثلاثين سنة أو أكثر ، ولكل أجل كتاب . فالمبادرة المبادرة بهذا الخير الذي دل عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : « ما حق امرئ مسلم له شيئ يوصي فيه ، يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده » رواه البخاري قال الإمام الشافعي : من صواب الأمر للمرء أن لاتفارقه وصيته . وقد قال عليه الصلاة والسلام « ومن مات وقد أوصى مات على سبيل وسنة » رواه ابن ماجة وقال بكر المزني : إن استطاع أحدكم أن لايبيت إلا وعهده عند رأسه مكتوب فليفعل ، فإنه لايدري لعله أن يبيت في أهل الدنيا ويصبح في أهل الآخرة . وأوجه البر كثيرة : من فقراء الأقارب غير الوارثين ، وعمارة المساجد ، وخدمتها ، وبناء الأربطة ، وقضاء ديون المعسرين ، وتعليم القرآن وسقي الماء ، وطبع الكتب المفيدة ، والوصية بالحج والأضاحي عن نفسه وغيره ، وهذا الباب بفضل الله واسع ووجوه البر فيه لا تنحصر . ومن آداب الوصية أن يوصي المسلم بنيه وأهله وأقاربه ، ومن حضره واطلع على وصيته بتقوى الله وطيب العمل ، وأن لكم في إبراهيم وبنيه عليهم السلام أسوة ، وفي نبيكم محمد صلى الله عليه و سلم أعظم قدوة { ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يابني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } [البقرة:132] وأوصى محمد صلى الله عليه وسلم بكتاب الله ، وقال صلى الله عليه وسلم « الصلاة الصلاة ، وما ملكت أيمانكم » رواه أحمد وحذر من الفتن ، وأمر بالطاعة ولزوم الجماعة ، وأوصى بأصحابه السابقين وبالمهاجرين وأبنائهم ، كما أوصى ابنته فاطمة رضي الله عنها إذا هو مات أن تقول : إنا لله وإنا إليه راجعون . .. يتبع .. |
كيف نكتب وصايانا .؟ أخي المسلم : هذه صيغة مأخوذة من جملة ما أوصى به بعض أئمة الإسلام من الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم ، حيث رأوا أن ( تكون الوصية على النحو التالي :- إقتباس:
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . المصدر : دار القاسم تحياتي :) |
اخي الكريم الوافي جزاك الله خيراً .... وجعل الجنه مثوانا و مثواكم وبارك الله فيك |
أخي الكريم / الجارح وجزاك الله خيرا على دعواتك الطيبة وجعل الله لك من دعواتك نصيباً موفورا تحياتي :) |
إقتباس:
|
أخي الكريم / غيث جزاك الله خيرا على مرورك الطيب بهذا الموضوع تحياتي :) |
للفائدة ...:)
|
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.