مبدأ المفاصلة ...هام جدا
 

مبدأ المفاصلة
ان من شأن المؤمن الحق ان يتخذ من قومه مبدأ المفاصلة في الامور الايمانية؛ وان لا يجاريهم في اهوائهم
ومعتقداتهم الباطلة؛ولا يشاركهم في منا سباتهم واعيادهم وتعاذيهم وافراحهم اذا اشتملت على محاذير
شرعية؛تأسياً بأبراهيم الخليل عليه السلام والذين معه كما قال الله تعالى في سورة الممتحنة[[قد كانت
لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا
بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابداً حتى تؤمنوا بالله وحده الا قول ابراهيم لأبيه لأستغفرن لك
من الله من شيء ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير]]
فاعلان البراءة من القوم والعشيرة اذا لم يستجيبوا لله سبحانه بشكل كامل ولم يطيعوا رسوله ولم
يتبعوه قضيةً ايمانية لا يجوز تمييعها او تهميشها او تأويلها بفهم غير سليم تحت ضغط سلطات القوة
المتحكمة واللاجئة الى اكراه المؤمنين الى المشاركة في مناسبات تجرح ايمانهم وتخل بتقواهم؛
فالإكراه في الاسلام له تعريفه واحكامه وحدوده؛وان مثل عمار بن ياسر هو النموذج القياسي
الذي يحتكم اليه.
فالإكراه يجب ان يكون فعلياً وان يبلغ درجةً من الاذى والتعذيب الجسدي تنتهي معها طاقة الاحتمال
الانساني؛ فيضطر المؤمن الى النطق بكلمات تنجيه من هذا التعذيب الهائل؛ اما مجرد الامر والوعيد
بأشكال من الاذى لا تبلغ هذا المستوى؛ كفطع بعض المنافع او الابعاد عن بعض المواقع او اعلان
عدم الرضا عن الشخص غير المشارك في هذه الطقوس والنظر اليه نظرةً دونية مريبة؛ فلا يجوز
البناء عليها. وهنا ينتصب امامنا مرة اخرى مثال ابراهيم عليه السلام حين اعتذر عن المشاركة
في عيد القومي الذي دعي اليه كما قال الله سبحانه في حقه[[وان من شيعته لابراهيم.اذ جاء ربه
بقلب سليم. اذ قال لابيه وقومه ماذا تعبدون.أئفكا الهة دون الله تريدون.فما ظنكم برب العالمين
فنظر نظرة في النجوم.فقال اني سقيم]] الصافات 82...89
لقد ثبت في موقع الانكار على قومه ان يعبدوا ما ينحتون ويصنعون من التماثيل؛ ويدخل في حكم
عدم جواز المشاركة كل الطقوس والشعائر والمذاهب والرسوم التي يطلق عليها[الايتيكيت]
ويستعملها اصحاب الاديان الاخرى والعلمانيون؛ كوضع الزهور على قبور الموتى من عظماء
الدنيا؛او الاصطفاف مع صفوف النادبين؛ والسير في مسيرات حدادية عليهم؛ حيث يختلط الرجال
والنساء وتحتك الاجساد بالأجساد؛ ويستغل الفاسقون هذه الفرص للتحرش بالنساء اللاتي
يدفعن بشكل اجباري للمشاركة في هذه الطقوس التي ما انزل الله بها من سلطان؛ويزداد اثم
المشاركين في هذه المراسم حين يكونون ذوي سمات علمية او دينية او قيادية بين المسلمين
اذ يغدون قدوات غير حسنة للناس الذين ان هذه الامور لا بد وان تكون مشروعة والا لم يكن
ليشارك فيها هؤلاء العلماء والقادة؛ واذا لم يحدث الإنكار على هذه المواقف يمكن ان تتحول
الى سنة سيئة جارية؛ويندمج الناس في هذه المراسم المبتدعة بدون شعور بالاثم خصوصا في
هذا العصر الذي قل فيها العلماء الربانيون المخلصون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر؛
وكثر المنافقون والمتزلفون؛ والعائشون على اديان ملوكهم؛ والمقلدون؛والخائفون من غير الله
قال رسول صلى الله عليه والبركات في تحذير من السنن الحياتية السيئة::
[...ومن سنة سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة.]
وكأنه عليه السلام يفسر قوله تعالى[][انا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدمو واثارهم وكل شيءاحصيناه في
امام مبين

جزاك الله خيرا أخي خوشناو..
موضوع مهم جدا، وكلام قيم...