أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   الجاسوس مبارك يفرج عن زميله عزام (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=41730)

فارس ترجل 11-12-2004 09:12 AM

الجاسوس مبارك يفرج عن زميله عزام
 
بقلم العقيد الدكتور / محمد الغنام

مدير إدارة البحوث القانونية بوزارة الداخلية المصرية سابقاً ولاجيء سياسي بسويسرا


أقدم الجاسوس " حسني مبارك " على ارتكاب جريمة جديدة – تضاف إلى سجل جرائمه الطويل – ضد مصر وشعبها بل وضد العروبة والإسلام، إذ قام هذا الجاسوس بإصدار عفو عن باقي مدة العقوبة المحكوم بها على زميله الجاسوس "عزام عزام" ، ليؤكد " مبارك " بذلك من جديد انه لا ينتمي لمصر ولا لشعبها وإنما هو دخيل علينا يعمل لحساب أعداءنا وضد مصالح أمتنا .



وأود في هذا السياق أن أعرض لبعض الملاحظات :

أولاً : - التذرع بأن قرار العفو عن الجاسوس " عزام عزام " انما جاء لمبادلته بالطلبة الستة المحتجزين باسرائيل لا يعدو إن يكون ضرباً من ضروب الاستعباط ، فالنظام الحاكم في مصر قد دأب على اعتقال أي مواطن مصري يحاول التسلل عبر الحدود في سيناء للدخول إلى اسرائيل لتقديم العون للمقاومة الفلسطينية ، ويوجد بالفعل عشرات الشباب المصريين في المعتقلات والسجون المصرية يعانون أبشع أنواع التعذيب لأنهم حاولوا التسلل غلى اسرائيل لمساعدة التسلل عبر الحدود في سيناء للدخول إلى اسرائيل لتقديم العون للمقاومة الفلسطينية ، ويوجد بالفعل عشرات الشباب المصريين في المعتقلات والسجون المصرية يعانون أبشع أنواع التعذيب لأنهم حاولوا التسلل غلى اسرائيل لمساعدة إخوانهم الفلسطينيين ، مما يجعل من تذرع العميل "مبارك" بأنه اطلق سراح عزام توصلاً إلى للإطلاق سراح هؤلاء الطلبة مثيراً للسخرية والاشمئزاز في آن واحد .





ثانياً : مقولة ان اصدارهم قراراً جمهورياً بالعفو عن باقي مدة العقوبة المحكوم بها على عزام إنما جاء لأن "عزام" قد استنفذ نصف مدة العقوبة المحكوم بها عليه هو قمة التبجح ومنتهى " الاستعباط " ، ذلك أنه لا يوجد قانون يلزم الدولة بالإفراج عن المحكوم عليهم بعد استيفائهم نصف مدة العقوبة ، بل على العكس فإن الأصل أن ينفذ المحكوم عليه كامل مدة العقاب ، إلا أنه نظراً لتكدس وازدحام السجون يتم - على سبيل الاستثناء – الإفراج عن بعض المحكوم عليهم في الجرائم البسيطة بعد استيفاء ثلاثة أرباع المدة أو ثلثي أو نصف مدة العقوبة بحسب درجة تكدس السجون ، ولا يشمل العفو جميع أنواع الجرائم ولا جميع المحكوم عليهم بل يقتصر على المحكوم عليهم حسن السير والسلوك من مرتكبي الجرائم غير الخطيرة ، وغني عن البيان ان جريمة التجسس هي من أخطر الجرائم التي تهدد الأمن القومي للبلاد.

ولقد كنت أتولى شخصياً إبان عملي مديراً لإدارة البحوث القانونية بوزارة الداخلية المصرية إعداد صياغة قرارات رئيس الجمهورية بشأن العفو عن بعض المحكوم عليهم وكان العفو لا يشمل مرتكبي الجرائم الخطيرة ، ولم أسمع مطلقاً أنه تم في عهد أي حاكم مصري العفو عن محكوم عليه في جريمة تجسس في إطار العفو الذي يصدر بشأن المحكوم عليه حسن السير والسلوك تخفيفاً لازدحام السجون .




ثالثاً : أقدم الجاسوس " مبارك على غطلاق سراح زميله " عزام " قبل ان يستنفد مدة العقوبة المحكوم بها عليه ، في نفس الوقت الذي يحتجز فيه الجاسوس " مبارك " عشرات الآلأاف من خيرة شباب مصر في السجون والمعتقلات بمقتضى قرارات اعتقال إدارية ، بل ان هذا الجاسوس يرفض الإفراج عن بعض المحكوم عليهم ممن استفدا كامل العقوبة المحكوم بها عليهم مثل المجاهدلن " عبود وطارق الزمر "




رابعاً : العفو عن " عزام عزام " قبل أن تجف دماء الجنود المصريين الذين استشهدوا في سيناء برصاص العدو لاسرائيلي يعكس بوضوح حقيقة ان الجندي المصري لا يساوي في نظر الجاسوس " مبارك " وأن الدم المصري لديه رخيص .





خامساً : ان الإفراج عن "عزام عزام" إنما يأتي – في حقيقة الأمر – في سياق سياسة الجاسوس " ميارك " القائمة على التضحية بالمصالح القومية لمصر وللعرب في سبيل تحقيق مصالحة الشخصية وفي مقدمتها استمراره في الحكم ، وهو يسعى من خلال الإفراج عن "عزام" إلى استرضاء "شارون" والتودد إليه عله يشفع له لدى الرئيس الامريكي بوش " لاستثناء " مبارك من تطبيق المبادرة الأمريكية للديمقراطية ، كما أنه يتطلع من خلال ذلك إلى أن يسمح له " شارون " بلعب دور أكبر في عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين ، ولقد علق " شارون " في تصريح له – منذ أشهر قليلة – مشاركة " مبارك " ذليلاً ينفذ شرط سيده " شارون " ليسمح له بالمشاركة في عملية السلام .




وفيما يتعلق بعملية السلام أود أن أؤكد – من واقع عملي السابق في قلب وزارة الداخلية المصرية واتصالي بجهاز المخابرات العامة أثناء ذلك أن الجاسوس " حسني مبارك " لا يشارك في عملية السلام دعماً للقضية الفلسطينية وإنما على العكس إضراراً بها وتحقيقاً لمصالحه الشخصية وفي مقدمتها هدفيين أساسيين :


1 – أن يثبت للولايات المتحدة الأمريكية انه لا زال قادراً على خدمة أهدافها وتحقيق مصالحها في المنطقة ضماناً لاستمرار الدعم الأمريكي له لمساعدته على البقاء في الحكم رغم أنف شعب مصر الرافض له ولنظامه الفاسد.




2 – استغلال القضية الفلسطينية لاشباع نزواته الشخصية ورغبته في الظهور على مسرح الأحداث الدوالي الذي يشهد عرضاً مستمراً للقضية الفلسطينية .






إن حقيقة دور العميل " مبارك" وسعيه للاتجار بالقضية الفلسطينية وإهداره لمصالح الشعبين الفلسطيني والمصري تحقيقاً لمصلحته الشخصية ليس أمراً خافياً على أحد بل هو واضح للعيان ومثير للاشمئزاز الذي بلغ حداً دفع ببعض كبار الساسة العرب إلى الخروج على قواعد المجاملات الدبلوماسية وانتقدوا العميل الفاسد " مبارك " علانية ، ولعل آخر هؤلاء - وليس آخرهم – هو الرئيس " سليم الحص " رئيس وزراء لبنان الأسبق الذي أدلى بحديث هام لجريدة النهار اللبنانية ( 21/8 – 27/8/2004 ) انتقد فيها العميل " مبارك" ودوره في الاتجار بالقضية الفلسطينية مقرراً ان موقف هذا العميل لا يعبر عن موقف الشعب المصري . وأنا بدوري اقول للرئيس " سليم الحص " صدقت فمن البديهي والطبيعي ألا تعبر مواقف "حسني مبارك " عن مواقف الشعب المصري فهو ليس منا وإنما جاسوس دنيء حقير .






مع تحيات المرصد الإعلامي الإسلامي


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.