الأدعياء والشعر
 

الأدعياء والشعر

علي فريد

على أي مَرقى بالقوافي سأرتقي

كفاني وشِعري ما لقَيتُ وما لقي

أفي كـل يومٍ مولــدٌ لقصيدةٍ

أبثُّ بهـا هَمِّـي ، وأبني تفوقي

بليتُ وأبليتُ النُهى غيـرَ أنني

أجددُّ في شعري لمجدي مُوثقي

أتعرفُ يا شِعري إلى أيّ غَايةٍ

أسيرُ؟وهل إن قلت أنت مُصدِّقي

أسير إلى حَتفي ، وأعلم أنني

بغيرِ حِبـال البؤسِ لـم أتعـلقِ

لساني هو السيفُ الذي هو قاتلي

وثورةُ نفسـي لم يَشِنـها تَرَفقي

فلا يغترر بي في هدوئي مجادلٌ

فإنيَ من نبـعِ المحَجَـةِ أستقي

عوى خلف شِعري الأدعياء وشَنَّعوا

وقالوا : صغيـرٌ بعدُ لم يتعرَّقِ

وما فيهمُ إلا صغيـــرٌ بِعيِّهِ

وإني علـى الدُنيا كبيـرٌ بنمطقي

كفاكم ضجيجاً..فالحياءُ فضيلةٌ

تعالوا هُنا في حَومـةِ الشدو نلتقي

فكم مُدعٍ منكم تحدَّى قَصائدي

فقلت له هُزءاً : إن اسطعت فاسبِقِ

فغمغم حتى قيل:نسمعُ شاعراً

فما فاه حتى قيل : حَسبُك يا شقي

وكنتُ إذا ألقيتُ دُرِّي على الملا

تقول زهور الأرض: ياخَلقُ صفقي

وما فيَّ من عَيبٍ يسوءُ وإنما

بغيضٌ إليكـم في الظــلامِ تألقي

دَعوا الشعرَ وابغوا صنَعةً تحسنونها

وقولـوا لأقــلامِ الغَباء : تـرفَّقي

ولا تُضحكوا الدُنيا علينا ، فإننا

نُجَمِّــع فكــراً مُثقَـلاً بالتفـرِّق

تقولون : تجديدٌ ونحنٌ دُعـاتهُ

وهل في جديد الشعـر غير التحذلُقِ

أقمتم له الدُنيا ولم تقعدوا بهـا

وجئتم لنا من كـل غَـثٍّ بفَيـلـقِ

ومجدتمُ القَزم الذي تعبـُدونَه

ومـا هو إلا كالجَميـــعِ " هَبنَّقي "

وأشبعتُمونا بالنشاز حَماقــةً

وقلتم لأسمـاعِ الأنـــامِ تذوقــي

فإن كان حقاً بعضُ ما تدَّعونه

بأنَّكــم أهـــلُ الجديدِ المــفَتَّق

فلن تستطيعوا نَتفَ لحيةِ "أحمد"

ولن تستطيعوا قطـعَ رأس الفـرزدقِ

تجاهلتم النبعَ الأصيلَ وقلتمُ

قديمٌ ..وهل في الخمـرِ غيـرُ المعتَّقِ

سيهدم ما تبنون معولُ لاحقٍ

كما تهدمــون الآن صرحاً لأسبقِ

*****************************************

<******>doPoem(0)
أهلا وسهلا بك أخي العزيز ومرحبا بك شاعرا مبدعا في هذه الخيمة

بحر الطويل يشهد أنك شاعر مبدع..

والأدعياء في كل مجال كثيرون..

لكن الحقيقيون أمثالك نوادر..

وشكرا لك..