![]() |
تزييف الوعي واشغال الأمة عن عدوها .
أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ، يا من حججتم ببيت الله ووقفتم بابه ، ومن تهفو قلوبكــم إلى جنبــات حرمه ، ورحابه ، ويا أحبار الملة العلماء السائرين على نهج خاتم الأنبيــاء وفي ركابه ، ويامن وقفتم بالثغور مجاهدين أمام سيف العدو وحرابه ، ويا أهل القرآن الساعين لعظيم ثوابه ، ويا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم المصطفى المختار وأصحابه ..
لقد غدا دين الإسلام محاطا بأعدائه أهل الكفر والمنكرات ، يسعون لإطفاء نوره وهيهات ، ويخططون لردة المسلمين عن دينهم بشتى الوسائل والأدوات ، كما قال تعالى " ولايزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا " . بالجيوش الغازية والاحتلال ، وببث الزنادقة ، والمنافقين ، وأهل الضلال ، وبالصد عن سبيل الله تعالى بشتى العراقيل والأغلال ، غير أن أخطر مكرهم ، وأعظم كيدهم ، هــو إلباس الباطل لباس الحق ، ذلك أن معلمهم إبليس ، بدأ كيده لأدم بالتلبيس ، فأخذوا منه منهجه ، وساروا على طريقه ، واتبعوا مدرجه ، وذلك بأمريــن : أحدهما تزييف الوعي بالتلاعب في أسماء الحقائق والأشياء ! وثانيهما : إشغال الأمّة عن مقاومــة عدوّها ، بحرب أبناءها الذين ينشدون عزّهــا ! أما الأوّل فمنــه : تسمية المجاهدين إرهابيين ، وتكفيريين ، وضالين ، ومارقين ، وما نقموا منهم إلاّ كفرهم بطاغــوت العصر أمريكــا ! وقيامهم لــردّ عدوانــهــا ! وتسمية الجهاد فتنة وإرهابا ! وتسمية حفظ دين التوحيد ، ومولاة المسلمين ، تطرفـا ! وتسمية التمسك بالوحي والإنتصار له رجعيّة وتعصــبا ! وتسمية تحريف الشريعة لإرضاء أعداءها حوارا حضاريا ! وتسمية سعي الأمة لإرجاع عزهــا تهديدا للسلم والأمن العالميين ! وتسمية التحذير من مكائد أعداء الأمّة زرعا للكراهيــة ! وتسمية البراءة من أعداء الإسلام تشــددا ! وتسمية السماح بنشر الضلال والزندقة حرية رأي ! وتسمية العدوان على ثقافة الأمة وهويتها تعدديــة ! وتسمية أعداء الله تعالى إخوة الإنسانية ! وتسمية الحملة الصليبية على الإسلام ، الحملة على الإرهاب ! وتسمية احتلال بلاد الإسلام تحريرا ! وتسمية الكيان الصهيوني دولة اسرائيل ، واسرائيل عليه السلام منهم بريء ! وتسمية موالاة الكفار على المسلمين سياسة حكيمة ! وتسمية التعصب لراية جاهلية تفرق المسلمين ، وطنية ! وتسمية من يموت تحت رايتها شهيد الوطن ! وتسمية الحكم بغير ما أنزل الله تعالى سيادة القانون ! وتسمية المجاهرة بالخروج عن شريعة خالق السموات والأرض ديمقراطية ! وتسمية التنازل عن بلاد المسلمين وحقوقهم سلاما عادلا ! وتسمية قتل الكفار للمسلمين دفاعا عن الحرية ! وتسمية دفاع المسلمين عن دينهــم وأرضهم خروجا عن النظــام الدولي ! وتسمية الربا إقتصادا ناجحــا ! وتسمية الدعوة إلى الفاحشة والعري فنــا واعلامــا ناجحــا ! وتسمية إفساد المرأة وتحويلها إلى سلعة تحريــرا ! وقـد سخّروا وسائل الإعلام ، وحثالة الزنادقة الذين يطلقون عليهم أهل الفكر ، ومراكز الثقافة المأجورة ، سخّروها لنشر هــذه الأغلوطــات ، وإشاعة هذه التلبيسات ، تأزهم أبالسة الجن والإنس على ذلك أزا ، وتلقي عليهم رجسا ورجزا ، كما قال تعالى " وكذلك جعلنا لكي نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرروا " غير أن الله تعالى حكم وحكمه الحق ، أن الباطل مهما انتفش يوحي أنه في شاهــق ، فمصيره أن يضمحل وينكمش في ساحــق ، وقد قال الحق " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق " . هذا والعصمة من هذا التلبيس الذي هو رجز الشيطان ، بالتمسك بهداية الوحــيّ ، فهو الفصل الذِى ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله تعالى ، ومن ابتغى الهدى فِى غيره أضله الله تعالى، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذِى لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضِى عجائبه ، من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن تمسك به هدِى إلى صراط مستقيم . وأما الثاني : فإنكم تــرون الإعلام المفسد المزيف ، قــد غــدا ، وغاية همّه ، أن يبث أخبث سمّه ، فيصوّر هذه الهجمة على بلاد الإسلام ، ودين الأمّـة ، وهويتها ، وعزها ، وكرامتها ، بأنها حماية لها ، ورفقا ورحمة بها ، وأن الكافرين المعتدين على هذه الأمة ، الغاصبين لحقها ، أحق بكل عدالــة وأهلها ! وأن من يقاومهم بالقول محرضون ، وبالفعل مجرمون ، خوارج ، ومفسدون ، فهم أحق بكل عقوبة وأهلها ! هذا مع أن المعركة تجري في عقر بلاد الإسلام ، وجيوش الكفر تعيث فيها فسادا علانية وجهارا ، والمسلمون تسفك دماؤهم ، وتغتصب نساؤهم ، وتنتهك حقوقهم ، ليلا ونهارا ، والكافر يزداد طغيانا وعنادا ، ولا يزيد مع ذلك خداعــه إلا اشتدادا ! فالحذر الحذر من هذه المكائد الشيطانية ، احذروها ، وحذروا منها ، واكشفوا باطلها ، وكذبوا قائلها . الله الله أيها المسلمون في دينكم وأمانة نبيكم ، افيقوا وانتبهــوا ، وهبّوا لنصر دينكم ، فإن به عزكم ومجدكــم ، وثقوا بأن طريق النصر هو الجهاد لاغيره ، وان نصر الله تعالى القائل " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " ، وعد حق ، وخبر صدق. الشيخ حامد العلي |
اخي الكريم تغير المسميات لايغير من حقيقتها شيئاولكنة قد يلبس علي بعض العامة مما يستوجب علينا كشف هذة التلبيسات وايضاحها للناس كما تفضلت في هذا الموضوع القيم فشكرا لك
|
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.