أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

الثقة
لمن نمنحها ؟!
هناك من يقول هي تمنح لمن يستحقها ؟
ويأتي علينا وقت ما
نظن أننا بحضرة هذا الذي يستحق !
نمنحها له وبلا حدود ؛
و يكون هذا المنح من منطلق صدقنا تجاهه؛
ولكن نغفل أمر مدى صدقه هو تجاهنا !

الآن يتبادر إلى ذهني هذا السؤال :
ماذا لو منحنا هذه الثقة لمن لا يستحقها ؟
يحدث هذا !
يحدث أن نُخدع بالبعض ؛
ونمنح ثقتنا لهذا الذي لا يستحق !
وبعد تكشف الأقنعة
وتبين خيوط الزيف بجلاء ؛
نشعر بمرارة الخذلان
بالخيانة ربما
أو بأي شي مؤلم ومزعج !
وماذا بعد ؟
ما هي نهاية كل هذا ؟
هل نفقد الثقة بكل من حولنا ؟
هل نتقوقع على ذواتنا وننظر إلى الآخرين
كل الآخرين
بمنظار التوجس والشك ؟
لمَ لا نكون على فطرتنا مثلما كنا قبل نكبة الخيانة؟

من الوارد أن نتوافق مع الآخرين بعد هذه التجربة
ونستعيد ثقتنا بأنفسنا ونمد جسورها مع غيرنا مجددًا !
ولكن ما هي ردة فعلنا عندما يطل أحدهم برأسه
من ذلك الماضي الخائن ليقول لنا:
" امنحوني ثقتكم من جديد ؛ لقد تغيرت " ??
هل للثقة مواسم تظهر فيها وتختفي ؟
أم أنها شيء لا يتكرر حدوثه كالحظ_ مثلاً_
لا يطرق الباب إلا مرة واحدة في العمر ؟!

قد ننسى ونتلمس الأعذار للبعض ؛
وقد نقول فيما بيننا وبين أنفسنا
لنعطي أخينا سبعين عذراً؛
بيد أنه وفي خضم هذا الحوار الذاتي؛
يهتف بنا حديث
هادئ وواعي :أين أنتم أيها الطيبون الأنقياء
من : " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ?"
<******>drawGradient()