عيوبنا وتقاليدنا
 

التعليم لن ينجح إلا بتغيير وإرادة سياسيين حقيقيين‚ بحيث يكون هناك اتفاق على ضرورة وجود مقاربة مشتركة بين الامم وأن تكون هناك فرضية تحدي نوع التعليم التقليدي الذي يمثل جزءا من تاريخنا الحديث وليس تاريخنا كله‚ «عولمة التعليم وتعليم العالم ـ قضية التنمية البشرية والتعليم في المجتمعات العربية» على الأهمية التي يحظى بها الفكر في الثقافة الإسلامية‚ مستدلة على ذلك بورود كلمة «علم» في القرآن الكريم «750» مرة‚ كما تتجلى أهمية الفكر من خلال النظرة العامة لأسلافنا الذين درسوا وترجموا كتبا وثقافات من ايديولوجيات متنوعة من أجل الأهداف النبيلة للحصول على المعرفة‚

إن التعليم المستند بصورة راسخة إلى نهج وأفكار اسلافنا هو لب النظام التعليمي الراهن في قطر‚ مشيرة إلى أن السياسة التعليميةتقوم على اعتبار أن التعليم ليس فحسب هو الحق الوحيد لكل مواطن‚ بل ايضا ركيزة لمجتمع متطور وعادل‚ إلى أن مبادئ التعاون واحترام الآخرين والمشاركة الشعبية هي القوة الدافعة للتغيير في جميع مستويات البنية التعليمية من الحضانة حتى الثانوي وما بعد المرحلة الثانوية‚ كماأن الثقة بالنفس هي جوهر التسامح والانفتاح والتعليم القوي والفعال ,ويجب نؤمن بالانفتاح على المعرفة والانفتاح على الآخرين وتقبل واحترام الاختلافات‚ حتى نتمكن من توسيع آفاق تفكيرنا إلى خارج حدود بلادنا وأن تتولد لدى كل مواطن القناعة على أن يكون ومواطنا عالميا‚

في بعض البلدان حاولوا تحقيق التوازن بين التعليم والمشاركة الديمقراطية عن طريق الإصلاحات السياسية التي تسير بالتوازي مع الإصلاحات التعليميةو يكفل حرية التعبير وحرية الصحافة وحرية الأديان والحرية الأكاديمية وحق المواطنين في إنشاء جمعيات مدنية ومهنية وحق التجمع‚ اضافة إلى الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في البلاد وتشجيع زيادة عدد مؤسسات المجتمع المدني والاستثمار الخاص في التعليم والتكنولوجيا‚ اعتقادي بأهمية وضع تقاليدنا في سياق فعال ومعاصر لتنمية مجتمعاتنا وضرورة التوقف عن تحميل مسؤولية عيوبنا على التقاليد واستخدام اسم التقاليد للإبقاء على انظمة غير عادلة وسياسات عفا عليها الزمن‚ معتبرة أن التقاليد هي التي تساعدنا في تحقيق التغيير في منطقتنا وانه في إطار تفاعلنا مع المجتمع العالمي يجب علينا الحصول على الاستقرار الثقافي والعمل على إحياء وحماية ماهو قيم في مجتمعاتنا‚


h