أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

البحث عن السعادة

السعادة سعادة القلب ، و الراحة راحة النفس ، أحيانا نظن أننا قريبون من السعادة ، و بيننا وبينها مجرد شعرة نكاد نلمسها بقلوبنا قبل أناملنا ، أحيانا نظن أن الأشياء العظيمة هي ما تجعلنا سعداء ، ولكن ما هي إلا لحظات معدودة حتى نكتشف أنها سعادة زائفة .....و وهم ..... وسراب . بل أن السعادة الحقيقية هي ما تكون في أشياء بسيطة في ظاهرها ... ثرية في مضمونها وجوهرها. أتدرون ما الذي يبعث في قلوبنا السقيمة ... الشجينة ... المكلومة السلوى........ أتدرون ما الذي يعيد الحياة للأجساد الهامدة ........ أتدرون ما الذي يذهب أنين القلوب.. و لوعة الفؤاد .......... أتدرون ما الذي يطفئ جمرة الأحشاء .......... أتدرون ما الذي يوقف سيلان الدمع الممزوج بآهات وحسرات الحياة في المآقي ...... أنها أشياء بسيطة في معناها ... عظيمة في عطائها.... شعورنا بقربنا من خالقنا .. خالق الأكوان .. مبدع السموات و الأرض... أنه شعور تعجز الأقلام عن وصفه ... شعور يلهب القلوب حرارة .. ويضئ لها قناديل السعادة ... شعور يزكي النفوس و يسمو بها ... شعور لا مثيل له في الوجود يا أحبة الإيمان .........إيثار الخير لغيرنا ... شعور يشعرنا بحق بصفاء قلوبنا و نقائها.......... الابتسام في الوجوه الشجينة.. فنذهب ما كان عنها ، وإن كانت قلوبنا مكلومة ...شعور يبهج قلوبنا الشجينة ، فيبعث فيها السلوة و النشوة .......... أن نرتضي لغيرنا ما نرضاه لأنفسنا وأن ننفر لغيرنا ما ننفره لأنفسنا ... شعور يسمو بأرواحنا ويرتقي بها إلى آفاق السعادة .........الشعور بجمال كل ما أبدعه الخالق تعالت قدرته و عظم شأنه عزوجل.. و الاستمتاع بحق بكل ما هو جميل في الوجود من روابي و جبال و بحار وزهور ............................ إلخ ... شعور يثلج الصدور و يلهم القلوب و يصفو بالنفوس ............القيام بصنوف الخير المختلفة و إن تعددت وجوهها و اختلفت درجاتها ... شعور ينير لنا درب الحياة الشائكة... شعور يزيح عن نفوسنا الهم و الكرب ويجعلها مفعملة بالحياة...شعور يفتح أبواب الخير على مصراعيها ويبارك لنا فيها بقدرة الخالق عزوجل .............. هكذا ويستمر مشوار البحث الدؤب عن سبل السعادة اللامحدودة في هذه الدنيا ... السعادة الحقيقية لا الزائفة التي سوف نجدها بإذن الله تعالى إن أخلصنا في بحثنا ونظرنا لكل ما في الوجود من جمال بعين ملئها حب ... وأمل ... وتفاؤل...ووفاء ... وعطاء ... يا عباد الرحمن فلنفك القيود عن قلوبنا المكبلة بالأشجان و الأحقاد و الضغينة.. و لنرتقي بنفوسنا لترتقي بنا .. ولنسمو بعقولنا لتسمو بنا ........