أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   العرب في الاندلس (2) (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=44174)

ابن حوران 15-04-2005 06:15 AM

العرب في الاندلس (2)
 
**عصر الطوائف :
كان عصر الطوائف كارثة بالنسبة للأندلس ، من الناحية الحربية والسياسية ، فقد زالت فيه الدولة المركزية القوية ، القادرة على إقرار الأمن في الداخل ، وحماية الحدود من الخارج .. وحلت محلها دويلات شتى متناحرة ، اتخذت المدن الأندلسية عواصم لها .. وكانت تلك الطوائف أما عربية كدولة (بني عباد) في (اشبيلية) و( بني جهور) في (قرطبة) ، وبني هود ب (سرقسطة) . أو بربرية كدولة (بني زيري) في (غر ناطة) و( بني ذنون ) في ( طليطلة ) ، أو صقالبة و موالي في ( فلنسية) و (المرية) و (دانية) وكل دويلة من تلك الدويلات كانت تطمح في التوسع على حساب جاراتها .

ونتيجة لهذا التفسخ تحشدت دويلات الإفرنج في ( قشتالة) و ( أرغون ) وأسقطت ( طليطلة ) في عام 478هـ 1085م .. وكان لسقوط ( طليطلة) دوي هائل في الأندلس .

ومع ذلك فان عصر الطوائف وهو القرن الخامس الهجري ، كان هو الآخر من أبهى العصور وأكثرها ازدهارا ، في مجال العلم والفن والأدب والشعر ، وقد انجب هذا القرن عددا من كبار الشعراء أمثال ( ابن زيدون ) و ( ابن عمار ) و (ابن دراج ) و ( ابن شهيد) وغيرهم . كما ان علماء في مجال الدراسات الدينية أمثال ( ابن حزم) . وفي المجالات اللغوية مثل (ابن سيده) قد ظهروا .

**المرابطون والموحدون :
بعد سقوط طليطلة أحس العرب أنهم في ورطة حقيقية ، وسقوط عام وشيك ، فاستنجدوا بدولة المرابطين في المغرب .. فدخل ( يوسف بن تاشفين ) بنية الجهاد الديني وحوله جيوش الدولة من المرابطين ، وانضم إليهم جيوش ملوك الطوائف وذلك سنة 479هـ ، وحدثت معركة ( الزلاقة) وانتصر فيها المرابطون المغاربة و الأندلسيون على جيش ( الفونسو ) الإسباني . وأحس ابن تاشفين ان حال الناس لن يستقيم الا بخلع ملوك الطوائف ، فبدأ بهم واحدا بعد الآخر ، عنوة او استسلاما حتى أصبحت كل الأندلس تحت حكمه .. وكان الفقهاء محبذين لهذا التصرف . وحقق المرابطون أثناء حكمهم بعض الانتصارات .. ولكن الكفة ظلت راجحة في صالح دول الشمال المسيحي .

ولكن الدولة المرابطية هي الأخرى قد تعرضت لدعوة كبرى سعت لإزالتها ، هي دعوة ( المهدي بن تومرت) وأصحابه الموحدين ، بقيادة (عبد المؤمن بن علي) ، و أتيح لهذه الدولة الجديدة ان تنتصر وتستولي على العاصمة (مراكش) في عام 541هـ /1147م .

وفي أثناء الصراع بين ( ابن تومرت ) وأعوانه ، مع المرابطين ، حدثت الفتن في الأندلس واستغلتها دول الشمال المسيحية ، فأسقطت (سرقسطة) عام 512هـ /1118م . وكادت الفتن أن تعيد الأندلس الى عصر الطوائف السابقة ، لولا أن (عبد المؤمن بن علي ) قد دخل الأندلس عام 555هـ/1160م ، وجابهت قواته ، قوى الدول المسيحية الزاحفة من الشمال ، فحققت نصرا مبينا في معركة (الذرك) عام 591هـ/1195م ، وهي التي قادها (ابو يوسف يعقوب) حفيد عبد المؤمن . ثم عادت الأمور وانتكست انتكاسة خطيرة ، حيث وقعت الهزيمة الكبرى في معركة (العقاب) سنة 609هـ/1212م . ولم تكن الجيوش المسيحية وحدها التي قاتلت الموحدين قاصرة على الأسبان ، بل كانت جيوشا أوروبية من مختلف الدول ، وعلى هامش غزواتهم الصليبية التي استهدفت إنهاء السيادة العربية والإسلامية .

وكان القرن السابع الهجري أكثر القرون شؤما بالنسبة للأندلس ، فقد سقطت فيه مدن الأندلس واحدة بعد الأخرى ، قرطبة سنة 633هـ/1236م وبلنسية 636هـ/1238م ، ثم اشبيلية سنة 646هـ /1248م بعد حصار طويل .

وانكمشت الأندلس فلم تصبح بعد ذلك الا مملكة (غرناطة ) في أقصى الجنوب وقد استمرت هذه المملكة الصغيرة تحت حكم (بني نصر) أو (بني الأحمر) نحوا من قرنين ونصف تقاتل تارة وتهادن تارة أخرى . وتلقى المعونة والنصرة من دولة (بني مرين) في المغرب تارة وتختلف معها تارة أخرى ، الى أن استسلمت عام 897هـ/1492م ...

وبسقوطها تنتهي دولة المسلمين في الأندلس ، وتختم هذه الصفحات المجيدة التي ظلت تسطر فيها على مدى ثمانية قرون آيات من الأمجاد العربية في القارة الأوروبية . وشكلت درعا واقيا للمغرب من أطماع الأوروبيين . وتفاعلت مع الغرب ومع العالم لتترك بصمات حضارية لا تزال خالدة في أذهان البشر أجمعين


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.